الواســـطة فـي مجتمعنــا.. لماذا؟

الواســـطة فـي مجتمعنــا.. لماذا؟


مواطنون يروون للنباء حكايتهم مع (الواو)!
- شريفة العطاوي
-%D9%A1%D9%A3_11.jpg


-%D9%A1%D9%A2_11.jpg



تفشى في المجتمع العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص مفهوم (الواسطة) أو ما يطلق عليه البعض على سبيل السخرية (فيتامين واو)! هذا الفيتامين الذي يساعد البعض على إيجاد وظيفة جيدة براتب عال خلال أيام معدودة في حين لايجد آخرون لاتتوفر لديهم ميزة (الواو) إلا البحث المضني عن وظيفة ما ولو بعد أشهر وسنوات، وهناك أيضاً من يترقى في عمله بشكل سريع لا بسبب تفانيه في العمل واستحقاقه لهذا الترقي بل بسبب علاقته القوية بمسؤول ما وتلاقي مصالحهما معاً، في حين يجد الموظفون الأكفاء أنفسهم قابعين في مكاتبهم لايتقدمون إنْ لم يتأخرو في مسيرتهم المهنية، ويتعرضون للأهمال ولايحصلون على أية ترقية أو مكافأة أو حافز.
من خلال ملف قضية الساعة لهذا الأسبوع نناقش ملف (تفشي مرض الواسطة داخل المجتمع البحريني)، ونحاول من خلاله أن نتلمس مدى انتشار هذا المرض وأسبابه وكيفية وسبل القضاء عليه. وقبل الخوض في غمار هذه الملف وعرض ما تم في لقاءاتنا بالمسؤولين والمهتمين بهذا الشأن، لابد أن نحد ما نعنيع بالواسطة.
فالواسطة تعني تلبية أو تحقيق رغبة فرد من قبل أحد معارفه أو أقاربه تتمثل في إنهاء معاملة من المعاملات أو أجراء من الإجراءات الإدارية. وفي الدين الاسلامي تعرف الواسطة بـ(الشفاعة) وهي قضاء حاجات الناس المحتاجين. وقد وُعِد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من الله سبحانه وتعالى بأن يشفع لأمته يوم القيامة وهي الشفاعة الأكبر، وهنا نوضح أن الشفاعة في الدين تأتي من أجل قضاء حاجات الناس المعوزين والفقراء، بما يساعدهم على العيش بكرامة، قال الله سبحانه وتعالى قال في محكم تنزيله: «من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها».
ولكن الواسطة أو الشفاعة التي تثير البغض والكراهية بين الناس وتؤثر مصالح فئة على فئة أخرى شفاعة مكروهة في الدِّين لأنها تؤدي إلى تعطيل الأحكام والأنظمة قال تعالى: «ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كِفْلٌ منها».
ومن باب دعم رفض الشفاعة المعطلة هذه ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ورفضه لطلب قريش الشفاعة في عدم إقامة حد السرقة على امرأة مخزومية فقال لمن طلب: (أتشفع في حدٍ من حدود الله، إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيْمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
ومما سبق يمكن التفريق بين الواسطة المرغوبة والواسطة غير المرغوب بها، فكل وساطة تؤدي إلى تعطيل وساطة مكروهة وكل واسطة تعين الفقراء والمحتاجين على الحياة بكرامة وساطة مرغوبة ومطلوبة.
وبالرغم من أن المجتمع العربي بشكل عام محب ومقبل على تنفيذ الشفاعة المرغوبة والمحببة من إعانة المعوزين، إلا أن الواقع يحكي أيضاً عن تفشٍّ صريح ومعلن في كثير من الأحيان للوساطة المرفوضة وهي التي تقوم على تلبية مصالح فئة على حساب آخرين.
وبالحديث عن مجتمعنا البحريني الصغير وصدى الواسطة المكروهة فيه، نجد أن هناك صوراً عديدة لها لمستها ، فمن أمثلتها هناك من يحرص على الحضور باكراً إلى المستشفى أو المركز الصحي لطلب العلاج كي لايتأخر على موعده في العمل، فإذا به يصدم بأن شخصاً آخر جاء متأخراً وتمكن من الدخول على الطبيب قبله، وهناك من النساء من يتزاحمن في صالون من الصالونات خاصة في فترة الأعياد والمناسبات فتجد المسؤولة عن الصالون تقدم زبونة بعينها على أخريات سبقنها، فقط لأنها من معارفها، وهناك من يثبت في الوظيفة سريعاً ويحصل على الترقية وآخر يقوم بنفس العمل تتأخر ترقيته كثيراً، في حين يظل موظفون آخرون ينتظرون بحرقة اليوم الذي يتم تثبيتهم في وظائفهم.
أن انتشار ظاهرة الواسطة في مجتمعاتنا لها انعكاسات وآثار سلبية على أكثر من مجال، فقبل أي شيء فإن الواسطة المعطلة مرفوضة فضلاً عن أنها محرمة شرعاً، ومن يرتكبها فإنه يخالف تعاليم الدين الإسلامي، ثم إنها تثير البغضاء والكراهية بين الشخص الذي نال مبتغاه من خلال الواسطة والآخرين الذين لم ينالوا، وذلك أيضا يقود هؤلاء إلى النميمة والغيبة مما يولِّد أجواء غير صحية ولاسيما إذا كانت في موقع عمل ما، وهو بدوره يُشعِر بقية الموظفين بالظلم والتمييز والعنصرية، وينعكس بلاشك على إنتاجيتهم في العمل لانعدام وجود المحفز والداعم الحقيقي لهم للعطاء وبذل الجهود في عملهم. ناهيك عن سوء المعاملة التي قد يتعرض لها من تتوفر له (الواسطة) بعد أن يترقى من جانب هؤلاء الموظفين، أو سوء معاملته هو للموظفين.
ولذلك فالواسطة يمكن أن تتسبب في الضرر النفسي للأفراد فلايُقبِلون على وظائفهم بحيوية ونشاط، وتزداد علاقاتهم الاجتماعية داخل العمل سوءاً خاصة مع تقدموا وترقوا بالواسطة. كما تتفشى أجواء الكراهية والبغض والحسد والنميمة فيما بينهم، ويتبعها أيضا ظهور نماذج من الأشخاص أصحاب المصلحة الذين يتوسطون بين (الواويين!) والموظفين الآخرين ليحققوا مصالحهم الشخصية ويزيدون من شحن الأجواء بالكراهية.
في أحد المواقع الخاصة بتداول الأفكار الأدبية والفكرية والفنية بين الشباب المتميزين تحدث أحد الشبان عن عوز مجتمعه إلى الواسطة والتبريرات أو النظريات المعدومة كما سماها لمن لايمتلك أو لايحوز واسطة في أي شيء، وقبل أن يتحدث قال: «أيها المواطن أنت بلا واسطة إذاً أنت لا شيء!»، ثم راح يستعرض النظريات المعدومة التي تُهَوِّن على أغلب فئات مجتمعه عدم امتلاكهم (لفيتامين واو) بالقول: إن للجوع فلسفته وهى الزهد فى الحياة! وللعطش فلسفته ألا وهى: نعطش أحسن ما نشرب من البحر! ونظرية البيع: اللى معهوش.. ما يلزموش! وفلسفة الفقر: الفلوس مش كل حاجه!
ولمزيد من البحث حول أسباب انتشار مرض الواسطة المذمومة في مجتمعنا بشكل خاص وفي المجتمعات العربية بشكل عام، التقت بعدد من المهتمين وحاورتهم حول الواسطة داخل المجتمع البحريني، وهذا ما جاء في حديثهم معنا:

د.المهدي: الاختيار المناسب يرتقي بكفاءة العمل
قال الدكتور حسين المهدي الخبير الاقتصادي: تشير الدراسات الأخيرة في مجال الموارد البشرية والتدريب إلى اعتماد الشركات بصفة عامة في نجاحاتها على ثلاثة عناصر رئيسية تحقق لها الإنتاجية والتنافسية ومن ثم الربحية، وهي كفاءة الموظف وخبرته والتزامه بالقوانين والأنظمة، وإذا ما ابتعدت المؤسسة سواء العامة أو الخاصة عن هذه الثوابت الثلاث فلاشك أن ذلك سيسبب خللاً وإرباكاً في سير عملها، وبالتالي يؤدي إلى تدني وإضعاف الإنتاجية.
وبين د. المهدي أن الكفاءة والخبرة هي أكبر عائد يمكن أن تحقق من خلاله المؤسسات العامة والخاصة نجاحاتها سواء في مجال الخدمات أو السلع.
وحول إنعكاس انتشار الواسطة داخل المجتمع أوضح الخبير الاقتصادي أن الآثار السلبية للواسطة ستنعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على معدلات الإنتاج ومستويات النمو والتنمية الاقتصادية لأي بلد سواء في القطاع العام أو الخاص، حيث قدرت في بعض الدول التي تتبع مثل هذه الأنظمة من الواسطة بخسائر تفوق المليارات من الدولارات.

مواطنون مؤيدون ومعارضون
وفي لقاء بعدد من المواطنين سردوا حكاياتهم حول الواسطة ومعاناتهم منها. وكانت البداية مع موظفة تعمل في جهة حكومية فضلت عدم ذكر اسمها، فقالت: نلت وظيفة عن طريق الواسطة ولكن لم يكن نيلي أيها عبثاً، فقبل حصولي عليها كنت قد شاركت في العديد من الأعمال التطوعية التي أثبتت كفاءتي وخبرتي ودفعت أحد المسؤولين الكبار للتوسط لي لنيل الوظيفة، علماً بأنني خريجة جامعية وحاصلة على شهادة البكالوريوس.
وحول طريقة تعامل الآخرين معها قالت: كان الموظفون غير مقتنعين بتواجدي بينهم ويرون أنني لا أنفع لأنني جئت عن طريق توسط مسؤول، وكانوا يتجنبون الحديث معي ولكنني في المقابل حاولت جاهدة أن أتعامل معهم بشكل طبيعي وكنت أتبادل الأحاديث معهم باستمرار ولم أكن أُشعِرهم بأنني متضايفة من معاملتهم لي، ومع الوقت بدأوا يلمسون جهدي عملي ويقتنعون بكفاءتي مما حدا ببعضهم للأشادة بي وتمنى لو تم توظيفي منذ وقت طويل.
وأضافت: أنا لا أتعالى على الموظفين الذين معي، وفي حال ارتكبت – افتراضاً - أي خطأ فأنني أحاسب من قبل مديري شأني شأن الآخرين، كما وأنني لا أقحم المسؤول الكبير الذي توسط لي في نيلي للوظيفة في حال تعرضت لأي عقاب في العمل.
وقالت موظفة لم تشأ ذكر اسمها أيضاً: أنا لا أحبذ الواسطة والمحسوبية، وأرى أنها تضر بالمجتمع كثيراً.
واستطردت: ذهبت ذات يوم لإجراء مقابلة توظيف في إحدى الوزارات الحكومية وهناك فوجئت كثيراً بما ذكره لي المسؤول عن التوظيف عند إجراء المقابلة معي حيث قال إن أحد اسباب اختياري أو ترشيحي لهذه الوظيفة هو مذهبي لا شهادتي ولا مهاراتي هي السبب في ذلك.
وأضافت: كان مذهبي هو الواسطة لا قدراتي وطاقاتي وذلك ما أحزنني، وهو بلاشك ظلم في حقي وفي حق المواطنين الآخرين من أي مذهب آخر.
وقالت زينب عيسى: أنا أؤيد الواسطة في مجال التوظيف خاصة إذا كان الفرد يمتلك الكفاءة والخبرة الكبيرة، شريطة إن لايعتمد هذا الفرد على الواسطة أثناء ممارسته عمله بل على كفاءته وخبرته. أما غيرها من الواسطات المعطلة والمعرقلة فأنا لا أؤيدها، وعندما أرى من يتم ترقيته أو تقديمه على حسابي وعلى حساب آخرين أشعر بالقهر والغضب.

تساؤلات لديوان الخدمة
ونشير إلى أن قد طرحت عدة تساؤلات حول موضوع انتشار هذا المرض الاجتماعي (الواسطة أو المحسوبية) على ديوان الخدمة المدنية، وقد وعد المسؤولون في الديوان بالرد على هذه التساؤلات في أقرب فرصة ممكنة.
مساعدة المحتاجين أمر محمود وتعطيل الأنظمة وهدر حقوق الآخرين أمر مذموم
الواسطة تسمم الأجواء وتنشر الكراهية والبغضاء بين الناس



 
رد: الواســـطة فـي مجتمعنــا.. لماذا؟

الواسطه مرض متفشي ظلم الكثير والكثير
والكل يعاني ويبحث في نفس الوقت عن الواسطه
الله يعطيك العافيه
تقبلي احترامي
 
رد: الواســـطة فـي مجتمعنــا.. لماذا؟

هذي المشكلة والحقوق ضايعة
 
رد: الواســـطة فـي مجتمعنــا.. لماذا؟

الواسطة اصبحت شر لابد منه رضينا ام ابينا
 
رد: الواســـطة فـي مجتمعنــا.. لماذا؟

الواسطه حسبما قال الملك فيصل يرحمه الله كل شيء قضينا عليه الاحرف الواو
 
رد: الواســـطة فـي مجتمعنــا.. لماذا؟

[align=center]
بس تكون حلوة إذا حنا المستفدين
مشكورة حبيبتي بصمة على هالطرح
9upb0508rd7z.gif

[/align]
 
رد: الواســـطة فـي مجتمعنــا.. لماذا؟

جزاكم الله خير


أختي الغادة واذا حق لك ولا قدرتي تاخذينه الا با الواسطة
 
رد: الواســـطة فـي مجتمعنــا.. لماذا؟

حسبي الله على من حرمني الوظيفه
وحط رربعه وانا حق
حسبي الله وكفى
 
رد: الواســـطة فـي مجتمعنــا.. لماذا؟

صدقتي وتين الحين الناس لهم حق ولا هم ماخذينه
 
رد: الواســـطة فـي مجتمعنــا.. لماذا؟

أختي الغادة واذا حق لك ولا قدرتي تاخذينه الا با الواسطة
جد الواسطة فوق القانون
إذا عندي واسطة منا وإلا منا زين على زين وراح آخذه
و إذا ما عندي فتامين واو ..حتى ماني شرهانة إني بآخذه
x4x62joxqvgt.gif
 
رد: الواســـطة فـي مجتمعنــا.. لماذا؟

هذاك قلتيه الواسطة فوق القانون
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى