الوجه الطلق

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وجه طلق
أعرف رجلاً تجاوز الخمسين من عمره، أعرفه منذ سنوات طويلة تزيد على الثلاثين سنة. هذا الرجل ليس ذا علم، ولا مال، ولا شهرة، ولا يتميز بأي شيء عن عامة الناس.
وقد رأيت قلوب أقاربه، وزملائه، وأصدقائه، ومعارفه - عموماً - تنجذب بطواعيتها إليه ؛ فإذا جالسوه أَنِسوا به، وإذا ذكروه فرحت قلوبهم لذكره، ولا تكاد تجد له مبغضاً. فما السر في ذلك؟ السر أن الله - عز وجل - أكرمه بطلاقة الوجه، وإشراقة المحيا، ودوام الابتسامة؛ فلا تراه في مجلس، أو طريق، أو مناسبة إلا وهو يبتسم، ويَتَطَلَّق.
وبيني وبين ذلك الرجل قرابة، وعلاقة قديمة، وصلة مستمرة. وأحياناً يشكو لي بعض تقصيره، ويتألم من حاله؛ فيدور بيننا أحاديث في ذلك الفلك.
ومن ضمن ذلك أنني أقول له: كلنا ذلك الرجل، ونحتاج جميعاً إلى مجاهدة، ولكن اشْكُرِ الله أن منَّ عليك بطلاقة وجهك، وإشراقة محياك، وتبسمك في وجوه الناس، واحتسب ما تقوم به من ذلك؛ فإنه من قبيل الحسناتِ، والحسناتُ يُذْهِبْنَ السيئات.
وكان يستغرب من كونه يؤجر على ذلك العمل الذي لم يخطر بباله؛ لأنه لا يتكلفه، بل يسير فيه على سجيته، ويقول: كيف يكون ذلك؟
فقلت له: إنك بهذا العمل تكسب الأجر والثواب من طرق كثيرة، منها ما يلي:
1. أن البشاشة والبشر من المعروف الذي ترفع به الدرجات، وتحط به السيئات: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق " رواه مسلم.
2. أن تبسمك في وجه أخيك صدقة: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " تبسمك في وجه أخيك صدقة " أخرجه الترمذي، وقال: " هذا حديث حسن غريب ".
3. أنه اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -: قال جرير بن عبدالله البجلي: " ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي " (رواه البخاري ومسلم).
فانظر إلى أثر تبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجه جرير وكيف كان ذلك من قبيل ما يُحدِّث، ويفاخر به؟
4. أن ذلك سبب لانشراح الصدور: قال ابن عقيل: " البشر مؤنس للعقول، ومن دواعي القبول، والعبوس ضده ".
فإذا لقيت الناس بوجهك الطلق شرحت صدورهم، وأزلت عنهم بعضَ همومِهم، وربما انبعثوا بسبب ذلك إلى مزيد من الجد والعمل، وربما استمر أثر ذلك إلى داخل بيوتهم.
وكل ذلك داخل في قبيل المعروف، والصدقات. وهب أنك قَطَّبْتَ جبينك، وقابلت الناس بعبوس وكُلُوحٍ؛ فما النتيجة؟
النتيجة عكس ذلك تماماً؛ فتكون بذلك كسبت الإثم، أو في الأقل خسرت البر.
5. أن ذلك التبسم سبب لكسب الصداقات، ووأد العداوات، وحسن السمعة، والذكر الطيب.
قيل للعتابي: "إنك تلقى الناس كلَّهم بالبشر!".
قال: "دفع ضغينة بأيسر مؤونة، واكتساب إخوان بأيسر مبذول".
وقال محمد بن حازم:
وما اكتسب المحامد حامدوها بمثل البشر والوجه الطليق
وقال أعرابي: "البشر سحر، والهدية سحر، والمساعدة سحر".
وقال آخر:
ولاقِ ببشرٍ من لقيت تكن له صديقاً وإن أمسى مغباً على حقد
وكان عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - يتمثل بهذه الأبيات:
الق بالبشر من لقيت من النا س جميعاً ولاقهم بالطلاقة
تَجْنِ منهم به جناءَ ثمارٍ طيباً طَعْمُهُ لذيذَ المذاقة
ودَعِ التيهَ والعبوس عن النا س فإن العبوس رأس الحماقة
كلما شئت أن تعاديَ عاديـ ـت صديقاً وقد تعز الصداقة
وقال أبو جعفر المنصور: "إن أحببت أن يكثر عليك الثناء الجميل بغير نائل - فالقهم ببشر حسن".
فهذا شيء مما أوحت به سيرة ذلك الصديق المبتسم، ذي الوجه الطلق.
الشيخ محمد إبراهيم الحمد .
 
رد: الوجه الطلق

[align=center]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
البشاشة والابتسامة وطلاقة الوجه
من الاشياء الايجابية وبالفعل ليس
اثرها الايجابي على الشخص نفسه فقط
بل تنعكس على الاخرين وتؤثر فيهم
انتقاء رائع اختي صابرة
تقييمي واحترامي لكِ[/align]
 
رد: الوجه الطلق

أن يكون الانسان مبتسم لين الجانب طلق الوجه
تدوم بين الناس محبته وتجعل له رصيد لديهم

موضوع راقي ومفيد يستاهل التقييييم
كل الشكر لك اختي صابره وبإنتظار جديدك
 
رد: الوجه الطلق

أختي صابرة العزيزة .. من سبقوني كانوا أقدر مني في توصيل الفكرة ..
لكني سأتجاوز هذا بنقطه غريبه .. بعض المرات هناك شخصين يقولان نفس النكته .. أضحك على واحد منهما ضحكا هستيريا .. أما الآخر فلا تتعدى ضحكتي أسناني
هنا .. الفرق .. شخص نفسه طيبه .. وشخص نفسه لا تتعدى حنجرة قصبته الهوائية

شكرا لك أختي صابر

تابعي موضع الجلطة اللي جلطتيني فيه في ملتقى فعاليات المنطقه الغربيه هههههههه
 
رد: الوجه الطلق

هذا من حسن الخلق الذي حثنا علية الاسلام . وسبحان الله هذه البشاشة لها اثر له ومن حوله

جزاك الله خير موضوع يستحق التقييم
 
رد: الوجه الطلق

عنوان يفتح النفس
وخـُلق حلو عذب لاتنسى ملامح صاحبه لفترة طويلة

طرحك جميل وماتطرقت إليه وذكرّت بهِ
كل التقدير


زادك ربي صبر وفضل
كل الشكر
 
رد: الوجه الطلق

كل شخص هو من يجذب او ينفر الاخرين من مجالسته والاقتراب منه منهم من تقوم بزيارته سواء كان بالبيت او المستشفى فتراه يسخط ولماذا قدرالله علي انا فحسب والا ماكنت ما انا عليه وووووووووفتأتيه مره واحده وتقطع زيارته
لأنك احسست معه بالمرض وسخط الله عزوجل فلا تاتيه مرة اخرى ومنهم العكس تمام وان كان المرض قد بلغ منه مبلغه تراه صابر وراضي بالقضاء والقدر والابتسامه لاتنقطع عن وجهه تراه هو من يصبر زواره وليس هم من يصبرونه فكل شخص هو من يصنع شخصيته ..
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى