اليتيم المعاق انتصار لإرادة الحياة رغم قسوة الظروف

مريم الأشقر

عضو جديد
اليتيم المعاق انتصار لإرادة الحياة رغم قسوة الظروف ..متاعبه الصحية والنفسية والاجتماعية قد تدفعه إلى السأم من الحياة وعدم الرغبة فيها

تعدد السلطات الضابطة لسلوك المعاقين من الأيتام تؤدي إلى سلوكيات ثورية مرتبكة

ياسر السنجهاوي

الطفل اليتيم والطفل المعاق حالات إنسانية نتفاعل معها وجدانيا ونشفق على أصحابها ولكن عندما يجتمع اليتم والإعاقة في الطفل فالأمر يتعدى الشفقة إلى ضرورة البحث عن وسائل للتخفيف من معاناة هذا الطفل النفسية والاجتماعية والصحية والعلاج الوحيد المجدي هو إعطاء هذا الطفل الحب وإشعاره بأنه موضع التقدير والقبول.

الحرمان من الحب كثيرا ما يلوث النفس البشرية بالقسوة الحيوانية ويدفع المحروم إلى الانحراف سلوكيا وإلى ارتكاب أبشع الجرائم ، إن الأغلبية الساحقة من المتاعب النفسية والصحية التي يعاني منها اليتيم المعاق تحدث خلال السنوات الأولى من عمره وكثيرا ما تأتي نتيجة تصرفات صغيرة تصدر من القائمين على رعايته دون قصد ولا ينتبه إليها غير أنها تصيب الطفل بهزة تتسرب إلى عقلة الباطن وتبقى في مكانها مختفية لتسيطر على حياته من بعيد ترسم له طريق العذاب في كبره مما يدفعه الى الانحراف أو يقوده إلى الجنون .

تقول الدكتورة نهال فؤاد أستاذ علم النفس الطفولة: الاضطرابات النفسية والصحية التي يعاني منها الطفل اليتيم المعاق تنتج من ثلاثة مؤثرات: عوامل الاستعداد الجسمي والوراثي -المؤثرات من داخل الأسرة وتشمل المؤثرات الفردية- الضغوط التي يتعرض لها الطفل في كل مرحلة من حياته.

فالانفعالات التي يعاني منها الطفل اليتيم لا تختلف كثيرا من طفل إلى آخر ولكن انفعالات المعاق تتوقف على نوع الإعاقة التي يعاني منها فالطفل المعاق ذهنيا لا يدرك كثيرا مسألة اليتم أو الإعاقة بينما الطفل الذي يعاني من نقص جسماني كالشلل أو العرج أو النحافة أو البدانة أو فقدان أحد الأطراف أو السمع والكلام أو البصر أو وجود علامة خلقية كبيرة تشوه منظره تتباين انفعالاته طبقا لإعاقته وتتوقف صحته النفسية على اتجاه المحيطين به نحو هذه المشكلة فإذا كان اتجاها ايجابيا بقبول الطفل على ما خلق عليه مع محاوله تنمية القدرات السليمة الأخرى فإنهم يساعدان الطفل كثيرا على التوافق مع المجتمع وبذلك يلجأ إلى التعويض عن نفسه والتوافق مع بيئته إما إذا كان سلبيا عن طريق السخرية أو العطف الزائد فمن شأنه أن يركز انتباه الطفل على عاهته فيلجأ الطفل إلى حلول مرضية مختلفة كالتبول اللاإرداي أو يصبح شخصا خاملا منزويا غير مبال للنشاط أو ناقما ثائرا يتجه في كثير من الأحيان بنقمته وثورته ضد المجتمع وأنظمته وآدابه وتقاليده فشعور الطفل بتقدير الكبار لما يفعل ينبه فيه خير ما عنده ويبعث لديه الحماس للقيام بخير ما يستطيع أما إذا لقي الاستهانة والتحقير أو عدم الاكثرات فلن يثبت ذلك في نفسه إلا الشعور بالمرارة والعجز ذلك أن قدرات الطفل المعاق تتغذى وتنمو على التشجيع ولكنها تضمر وتموت بالتقريع والتثبيط والإهمال.

وهناك مجموعه من السلوكيات الخاطئة يقع فيها معظم القائمين على رعاية الطفل اليتيم المعاق تتمثل في الحماية الزائدة التي تجعله يشعر بأنه سوف يتعرض للأذى في كل لحظة وبدون قصد مما يملأ الطفل بشعور بأن هناك مئات الأشياء غير المرئية التي يمتليء بها العالم والتي تشكل خطرا عليه مما يولد لديه شعورا بالنقص وعدم القدرة على الاعتماد على النفس ومواجهة الحياة وعدم الرضا عن نفسه وعن الآخرين ويبدأ الشعور بالملل والسأم من الحياة وأحيانا عدم الرغبة فيها والشعور بالنقص يؤدي إلى الانطواء ويصبح الطفل ضعيف الشخصية مترددا لشعوره بعدم القدرة على البت في أموره وقضاء حاجاته بسهوله وبقائه معتمدا على غيره في شئونه الخاصة والمأكل والملبس وحريته في الخروج وغير ذلك بالرغم من بلوغه سنا مناسبة مما يفقده الثقة بالنفس ومن مظاهر الشعور بالنقص وضعف الثقة بالنفس الجبن والانكماش والتردد وتوقع الشر وعدم الاهتمام بالعمل والخوف منه وأحلام اليقظة وسوء السلوك والتبول اللاإرادي والتهتهة والقئ الهستيري.

وتضيف الدكتورة نهال فؤاد أن تعدد السلطات الضابطة لسلوك الطفل يؤدي إلى ارتباكه وثورته وغضبه ويحدث ذلك عادة للطفل اليتيم المعاق الذي يعيش في بيئة تشمل الجد والأخوال والأعمام فكل منهم يعتقد انه يمتلك سلطة توجيه الطفل ونقده فالطفل في مثل هذه الأجواء العائلية يشعر أنه لا ينتمي إلى والده كباقي الأولاد ويعجز عن التوافق ويشعر بأن الحياة صعبة وانه عبء ومكروه من جميع الناس فيزداد توتره الداخلي ويظهر هذا في صورة نوبات غضب وثورة لأتفه الأسباب.كما أن إغداق امتيازات كثيرة على الطفل اليتيم المعاق كإمداده باللعب وإعطائه النقود والحلوى وغير ذلك مما لا علاقة له بعلاج المرض نفسه فيثير غيرة الأصحاء وتبدو مظاهرذلك في تمني المرض وكراهية الطفل المعاق أو اليتيم ولذلك لا يجوز إعطاء الطفل أي امتياز أكثر من العناية التي تتطلبها ظروفه فالأطفال الأيتام ذوي العاهات إن لم يعاملوا معاملة تحقق لهم الشعور بالتقدير وتعويض النقص كثيرا ما يصبحون مشكلة خصوصا إذا كانت البيئة تعاملهم بالعطف الزائد أو تعيرهم بما يعانون منه من نقص .إن في أيدينا مفتاح السعادة أو الشقاء، مفتاح الثقة أو الخوف، مفتاح الأمل أو اليأس، وعلينا توفير السعادة والثقة والأمل للطفل الذي تآمر واتحد عليه اليتم والإعاقه ضد نموه الانفعالي السليم لكي نقيه من الاضطراب النفسي والعقلي والصحي.

http://www.al-sharq.com/DisplayArtic...intfamily&sid=


 
رد: اليتيم المعاق انتصار لإرادة الحياة رغم قسوة الظروف

موضوع مميز شكرا اختي مريم
ارجو التثبيت ليستفيد الجميع
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى