الزوجة الذكية وموقفها من سلطة الرجل

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
الزوجة الذكية وموقفها من سلطة الرجل
http://www.balagh.com/woman/heih/images/18509.jpg د.بلال عرابي
في الماضي كانت السيدة الواعية، العارفة أنها أذكى من زوجها وأرجح منه عقلاً، تعرف كيف تخفي ذلك عن زوجها.
ولكنها كانت عند انفرادها بصديقاتها تتحدث حديثاً آخر، وتبوح لهن بأسرار عن طيبة زوجها وبساطة عقله، ودون أن تفقد حرارة حبها لهذا المسكين، الذي يرى نفسه ذكيا ومع ذلك لا يعرف كيف يزرر قميصه بدون مساعدة زوجته! ولم تكن الزوجة تبوح برأيها هذا لزوجها بل تتركه يعيش في أوهام الذكاء الخارق. فذلك خير من اصطدامه بواقعه المؤلم!.
ولم يكن هذا التصرف من قبل المرأة سيئاً، ولم يكن دلالة على ضعف حبها لزوجها، اذ كانت تعلم أن البديل لهذا التصرف سيضعها وزوجها في موقف شائك حقا.
وأكثر من هذا فقد كانت الزوجات يرفضن وظائف أعلى من وظائف أزواجهن؛ لئلا يكون ذلك مثار احتكاك في المنزل بين الزوج والزوجة.
وحتى في هذه الايام التي أخذت فيها المرأة تمارس قدرا كبيرا من الحرية، نجد أن الزوجة قلما تجرأت على البوح بأنها أذكى من زوجها. وهذا ليس من قبيل الادب والتنشئة الطيبة فحسب، بل إن الحياة الواقعية تملي على المرأة أن تتخذ مثل هذه المواقف من زوجها.
فالمرأة ((المتحررة)) قد يغبطها الحديث عن المساواة في العلاقة بين الرجل والمراة، ولكنها بعد أن تسترسل في الحديث عن هذا الموضوع، لا تتورع عن البوح لصديقاتها المقربات بأنها ما تزال ((ترغب في الزواج من رجل يفوقها ذكاء)).
فما سبب هذا اللجوء الى الميزان المزدوج لدى المرأة؟ إن الشعور بتفوق الرجل شعور راسخ الاركان عبر تقاليد متوارثة، لذلك فإن التخلي عن مثل هذا الشعور يحتاج الى اجيال كثيرة.
وفي يومنا هذا نجد كثيراً من النساء قد وقعن ضحيات سعي شاق مرهق للتوفيق بين شعورين متناقضين: الرغبة بالشراكة المتساوية، والشعور بتفوق الرجل أو الرغبة في تفوقه. إن المرأة حتى في أرقى المجتمعات وجدت نفسها في هذا العصر تعيش في عالمين معاً، فهي تريد رجلاً يحميها ويعتني بها وبأمورها، وتريد في الوقت نفسه أن تستثمر كل إمكانياتها الخاصة... لذلك فهي تشعر بالذنب اذا حاولت أن تباهي بذكائها، وتشعر بالذنب أيضاً اذا حاولت أن تخمد مواهبها مهما كانت الاسباب التي تدعو الى ذلك. ومثل هذا التذبذب في المشاعر قد يكون مصدر اضطراب للزوج أيضاً، فهو كذلك قد ورث عبر القرون إحساساً راسخاً في قرارة نفسه بأنه أذكى من زوجته، وأقدر على مواجهة الحياة منها. حتى صار هذا الشعور من الامور الجوهرية التي يبني عليها إدراكه للمحافظة على كرامته الشخصية.
وقد قال الدكتور " ديفيد وينتر" أحد أساتذة النفس في جامعة ويسليان أستنادا على دراسة أجريت حول هذا الموضوع: إن الرجل الاقل تقبلاً لفكرة التعامل مع زوجة تفوقه ذكاء هو الرجل الذي يسعى الى امتلاك أسباب القوة.. إنه رجل يهمه ذيوع الصيت والتأثير على غيره، ورجل من هذا الطراز أميل الى النظر الى المرأة بأعتبارها شيئاً مكملاً له. مثل هؤلاء الرجال يجدون صعوبة في أقامة علاقة وثيقة مع الجنس الآخر، فإذا تزوجوا كانوا أميل الى الطلاق من غيرهم.
وسُئل الدكتور " وينتر" عما اذا كان هناك رجال يفخرون فخراً حقيقياً بأنهم متزوجون من نساء يفقنهم ذكاء، فأجاب بالأيجاب. وقال: إن رجلاً من هذا النوع أقل أهتماماً بالنجاح الدنيوي من أهتمامه بإحساس الدفء والترابط في بيته... إنه رجل المنزل بكل معنى الكلمة الذي يصادق أفراد عائلته، ويشارك أطفاله في كل كبيرة وصغيرة. وهذا لا يعني إطلاقاً ان رجلاً من هذا الطراز هو رجل عادي يفتقر الى الطموح، وأنما يعني أن البهجة التي يمكن أن يحس بها من الاعمال التي يؤديها أحب اليه من رصيد مالي فخم في المصرف أو أسم رنان.
واذا كان شعور الرجل من موضوع قابل للجدل كهذا الموضوع معتمداً على كيفية نظرته للحياة، فإن شعور المرأة كثيراً ما يعتمد على دورها في الحياة المنزلية والعملية. وأما بالنسبة للمرأة العاملة وربة المنزل في آن واحد، فإن إحساسها بالذنب أو بالأعتزاز بما تختص به من ذكاء إنما يرتبط ارتباطاً مباشراً بمقدرتها على أستخدام هذا الذكاء، وإحراز اعتراف الرجل به.
ولكن بعد أن تدرك السيدة هذه الحقيقة، فكيف يمكنها التصرف بطريقة تفيد الجانبين في آن واحد؟ فلا تحاول إخفاء ذكائها ومهارتها ((لكي توفر لزوجها سبيل التقدم))، ولا تحاول أن تكون سليطة عدائية تستخدم ذكاءها لأهانته وتحطيمه... قبل أن تقرر الزوجة اتخاذ أي من هاتين الطريقتين اللتين ينبغي الانصراف عنهما قد يكون من المفيد لها أن تراعي الامور التالية:
1- حاولي أن تضعي قائمة ولو ذهنية بالفضائل التي تقدرينها حقاً في شريك حياتك، عندها قد تجدين أن ذكاء زوجك سيكون في أخريات القائمة، وأن هناك فضائل أخرى في زوجك أهم من حدة الذكاء: كأن يكون قادراً على رعايتك، والتفريج عن همومك كلما أحسست أن الحياة قد بدأت تنهكك أو تقسو عليك.
2- حاولي أن تتعرفي الى حاجاتك مجردة عن المقاييس والموازين الخارجية. قد يتساءل الاغراب أن الزوجة اكتشفت في زوجها فعلاً صفات تروق لها وتحببه اليها.
3- حاولي قبل أن تصغي الى أقوال صديقاتك أن تتأكدي من مقدار ذكائهن، وقدرتهن على تقويم الرجال.
4- حاولي أن تحققي التكامل، مع زوجك، لا أن تبني علاقتك معه على أساس حدة الذكاء وقوة الشخصية بالنسبة لأحدكما، وقلة الذكاء وضعف الشخصية بالنسبة للآخر...
5- استعملي ذكائك في سبيل تقوية علاقتك بزوجك، لأنك بحكم ذكائك أقدر على أداء هذا العمل، وثقي تماماً أنك مهما بلغت درجة ذكائك بشكل عام، فإن فشلك في بناء علاقة جيدة مع زوجك يعبر عن عكس ذلك. إن كل هذه الاقتراحات الآنفة، تحتاج الى الإحساس والحب والفهم بين الزوج والزوجة، اذ أنه ليس هناك علاج يمكن تقديمه بين يوم وليلة لآفة عمرها عمر التاريخ.
المصدر: كتاب الشباب والزواج.
 
رد: الزوجة الذكية وموقفها من سلطة الرجل

فالمرأة ((المتحررة)) قد يغبطها الحديث عن المساواة في العلاقة بين الرجل والمراة، ولكنها بعد أن تسترسل في الحديث عن هذا الموضوع، لا تتورع عن البوح لصديقاتها المقربات بأنها ما تزال ((ترغب في الزواج من رجل يفوقها ذكاء)).


استعملي ذكائك في سبيل تقوية علاقتك بزوجك، لأنك بحكم ذكائك أقدر على أداء هذا العمل، وثقي تماماً أنك مهما بلغت درجة ذكائك بشكل عام، فإن فشلك في بناء علاقة جيدة مع زوجك يعبر عن عكس ذلك.


كلام رائع


موفقة اختي رابعة
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى