عام جديد لاطفال المحار

لطيف الحبيب

عضو جديد
عام جديد
لاطفال المحار


لطيف الحبيب / برلين 04.01.2012
قبل العودة الى مدارس اعادة تاهيل المعوقين وخاصة التوحدين ومعاناتهم من شروط العيش اليومي رغم توفر كل وسائل الراحة والسكن وعناية الدولة والمجتمع ,ومؤسساته المدنية السياسية والاجتماعية والدنية , حتى شركات عملاقة كمرسيدس وسيمنس وغيرها في المجتمعات الاوربية ,اولت المعاقين اهتماما , وتبرعت بحفنة من دراهم ـ تبلغ الملايين طبعاـ لغرض ضرائبي بحت لاقامت منتجعات شتوية وصيفة لراحة هكذا شرائح اجتماعية , يبقى التوحدي يعيش دفء محارته وظلال كهفه وصلابة صدفته , يحتمى من رعب عالم افتراضى كونه حسب روياه , يتجنب النظر اليك انعزاله وابتعاده عنك , يخاف ان تمسه وحركاته المملة التكرارية وسلوكه المقزز والمريب المرفوض من قبل مجتمعه اضافت الى عدائية اتجاه الاخر ان لم يجده يعادي نفسه , لا يستطيع اي عمل دون مساعة الاخر , لبعض التوحدين قدرات ذكاء هائلة في الفن التشكيلي والحساب والموسيقى , اضافة الى تمتعهم بذكرة فتوغرافية , لكنه غير قادر على ربط حذائه , او غسل اسنانه او ارتداء قميص .رغم ذلك فالمتعة الاجمل ان تعلمه كيف يربط حذائه , يذهب الى الحمام دون يبتل سرواله , تعتريك فرحة كبرى حين يتعلم كتابة الحرف الاول والرقم الاول , حين ينظر اليك ,حين يعطيك يده لمصافحته , هذا يحتاج زمن طويل , انشات في احدى مدارس برلين صفوف مدرسية لاطفال التوحد ,هي مرافق خاصة للأطفال المصابين بالتوحد., يتم فيها تعليم الفتيان والفتيات "التوحدين " ، الذين يصعب عليهم الاندماج بسبب أعراضهم التوحدية في الصفوف العادية , الاأخرى , يوجد حاليا في هذه المدرسة 28 طالبا تشملهم أربعة فصول من خارج مدرسة كومينيوس. وبسسب الزام المدارس بقوانين التعليم الالزامي, استثمر هولاء التلاميذ المعوقين باضطرابات التوحد, فرص التعليم الإلزامي بأكملها في هذه المؤسسة .ان التواصل اليومي بين المدارس وعوائل الأطفال المصابين بالتوحد الشرط الأساسي لنجاح مثل هذا المشروع واستمراره , كما ان الترويج والاعلان والدعم والرعاية من قبل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والمستثمرين لهذا المشروع , يشكل ضمانة اكيدة في رعايته وتاهيله وتربيته المستمرة لهذه الشريحة الاجتماعية , ولاننسى ايضا
وجود علاقة وطيدة بين المدرسة والكادر التعليمي والتربوي والعلاجي القادر على اعداد تفاصيل الخطط التربوية وتنفيذها بطرق منهجية علمية , تعتمد الانفتاح على كل المناهج التربوية , والحد من الطرق التربوية ذو النظرة الاحادية للتربية والتعليم . لقد وضعت هذه الصفوف اشتراطاتها وقواعدها التوحدية الخاصة بها, فمنها
■ تعليم الأطفال المصابين بالتوحد ـ ليس تخمينا وتوقعات ـ بل بتشخيص من الاطباء والكادر التربوي معا في غرفة صف لا يزيد عن ثمانية تلاميذ وثلاثة من الكادر التعليمي , فلديهم القدرة على التواصل مع بعضهم البعض , حتى لو كانوا لا يتكلمون ,انهم ينشطون بين فئات المجتمع القادرة على منحهم الأمن والثقة
■ توفر المعرفة العلمية بخصائص التوحد عند الكادر التعليمي والتربوي والعلاجي فمن الصعب جدا التعامل مع التلاميذ التوحدين دون معرفة اضطراباتهم والسيطرة عليها والسير بالدرس الى نهاياته دون اضطربات جانبية.
■الاعتراف بشخصيته التلاميذ الشاملة ومن المهم جد الانتباه لما يرغيون واخذ رغباتهم واحتياجاتهم على محمل الجد
■ تشجيع الطلاب المصابين بالتوحد ،و محاولة إقامة علاقات سوية معهم , وبذل الجهد لخلق توازن بسيط بينهم وبعض من سلوك المجتمع المحيط بهم ,(لمعرفتنا بصعوبة تغير مألوفه ورفض الجديد جملة وتفصيلا ) .
■ اعتبار التوحدي شريك في العملية التربوي ليس كالمتلقي فحسب ,وانما المشارك في صياغة خطة تعليمه تربوية وتاهلية , فالتوحدي لايتقبل الخطط التربوية التعلمية لتلاميذالمراحل الابتدائية او الثانوية, لذلك توضع له الخطط التربوية حسب قدرته وكفائاتهم وعمره وما تشترطه تلك المرحلة العمرية من كم المعلومات التي يجب ضخها الى التلميذ والمعارف التي يكتسبها حسب تلك المرحلة.
■ شراكة التلاميذ التوحدين في وضع الخطط التاهلية والتعلمية والتربوية , تأتي خلال مرحلة المراقبة والملاحظة لسلوكه وتصرفتها وتوظيف قدراته العقلية , نستنبط اهم الطرق التربوية من الذي تراكم لدينا عبرسنوات العمل , ونختار الاكثر ملائمة لقدراته , فالطفل التوحدي هو الذي يحدد مسار الخطة التربوية ومراحل انجازها ( لا تكون الخطة التربوية اليومية لتنفيذ درس القراة والكتابة او الحساب وبقية فروع المعرفة اعلى من قدراته ولا اقل فكلا التقدرين يوصلنا الى جدار العنت التوحدي الذي يصعب تذليله ), وعبرها ايضا يتم اختيار البرامج المناسبة للتعليمه .
■ يتطلب انجاز هذه المهام التربوية والتعليمية والتاهلية للتلميذ التوحدي قبل كل شيء الارتقاء بقدرة مدارس اعادة تاهيل المعوقين,وتغير هيكلتها الادارية وطرقها التربوية والتعليمية طبقا لمواصفات اضطربات الطيف التوحدي , اضافة الى اقامة الدورات التاهلية والعلمية المختصة بالتوحد لكادرها التربوي و التعلمي للاطلاع على اخر مستجدات طيف التوحد لتوظيفها في تطوير شخصية التلاميذ التوحدين.
■ يلجأ الكادر التربوي والعلاجي الى خفض نوبات الهياج والعنت عند التلميذ التوحدي والوصول به الى سلوك هادي اجتماعي لا يهبط إلى الذاتية والانا والهجوم الشخصي لتحقيق لحظة العمل معه واستغلال حالة الصفاء والتركيز والانتباه لضخ المعلومةالبصرية الايضاحية المناسبة اليه , فهو قادر على استيعابها فورا او الاحتفاظ بها في ذاكرته الفوتوغرافية اكثر من قدرته على استعاب المعلومة السمعية الشفاهية .
من الصعوبة بمكان تحقق نصف هذه الاهداف النبيلة دون منح التلاميذ التوحدين الثقة المطلقة في قدراتهم وتثمين اصغرالاعمال الايجابية المنجزة , وتوضيح الاخفاقات بتفائل يحفزهم على انجازها غدا ويعلمهم على الثقة بالنفس التي تفضي الى الاستقرار النفسي , منحهم الثقة في القدرة على الاستقلال في جميع مجالات الحياة العملية وتاهيل مهاراتهم الاجتماعية التي تتطور عبرها مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي , فتطور العلاقات الاجتماعية هي الاسس الداعمة والساندة للتواصل وتطوير مهارات الاتصال اللغوي التي تودي بدورها الى
اولا - تخفيف الاضطرابات الإدراكية يودي الى تتطور في جميع المجالات منها الاجتماعية والمعرفية ثانيا- تتكون قدرة على استعاب المهارات المعرفية ,فتتوسع مدارك الثقافية العامة مما يودي الى الاهتمام بالاعراف والتقاليد الاجتماعية ,عندها فقط يصل الى بعض التوازن الاجتماعي , ويبدا بالخروج من محارته
ثالثا - تقبل التعاون والعمل مع المؤسسات الأخرى مثل ورشات التاهيل والمصانع والمعامل بعد انها مرحلة الدراسة , فيتحقق جزء من الاندماج في الحياة الاجتماعية.

الطيف التوحدي مازال غريبا متلاطم الامواج غير مكتشف, برغم تواصل البحوث الطبية والتربوية والاجتماعية في كل بقاع العالم ,الا في عالمنا العربي ,عالم الانهاروالنخل والنفط , فللمعوق في وطننا من البحر الى البحر , شظف العيش وانعدام مدراس المعوقين واهمالهم ,وعدم حتي التفكير في رعايتهم جديا , وضعف امكانيات وقدرات التشخيص الطبي والتربوي ومراكز الرعاية وان وجدت فهي حسنة من عباد الله وتبرع من الدولة وكان الدولة ليس من واجباتها رعاية مواطنيها .لتطأطا هذه الحكومات راسها خجلا ! الم نغادر عصر الجاهلية بعد؟

(( ان قضية الاعاقة هي من أولى القضايا ذات البعد الإنساني وهي تستوجب اهتماما وعناية خاصة وصبراً وأسلوباً حديثا مغايراً للمفاهيم السابقة التي كانت سائدة في مجتمعاتنا، وذلك بتحويل التعاطي مع الإعاقة من كونه عملاً خيرياً وحسنة مرتكزاً على البر والإحسان والعطف، إلى مبدأ الحق والواجب المرتكز على العمل المنظم والتخطيط العلمي. وهذا يستتبع لانتقال بالأشخاص المعوقين من حالة التهميش إلى حالة الاندماج الكامل في المجتمع، من حالة الإعاقة إلى حالة الطاقة، من حالة الاتكالية إلى حالة الفعالية). عن بيان اسكو الصحفي الصادر في 7 /أيار /2003
لطيف الحبيب
 
رد: عام جديد لاطفال المحار

معلومات وخطوات رائعه ومفيده
استاذ لطيف
بارك الله فيك ونفع بك وبعلمك
جعله الله بموازين حسناتك
شكري وتقديري لك؛؛​
 
رد: عام جديد لاطفال المحار

الاخت الفاضلة احساسي
امنياتي لك وشكرا لاهتمامك بالموضوع
مع طيب التحية
لطيف الحبيب
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى