ما حقيقة العمر

مرهفة حس

عضو جديد




لفضيلة الدكتور : محمد راتب النابلسي.





سألني أخ كريم عن موضوع العُمر، العُمر الذي يعيشه الإنسان،

ما حقيقته؟ وكيف ينتهي؟ وهل هو محدَّد في انتِهائِهِ؟ وإذا قُتِلَ الإنسان هل يموت بأجله؟

كلّكم يعلم أنَّ النقطة إذا تحرَّكَت رسَمَتْ خطًّا،

والخطّ إذا تحرَّك رسم سَطحًا،

والسَّطح إذا تحرَّك رسمَ حجمًا،

والحجم إذا تحرَّك شكَّل زمنًا،

لذلك قالوا: الزَّمن هو البُعْد الرابع للأشياء، والزَّمن مُتعلِّق بالحركة، والإنسان في حقيقته زمنٌ!
لأنَّه يتحرَّك إلى نقطة ثابتة، والأيام تمضي ؛ والأسابيع والأشهر والسنوات،
ثم يجيء الأجل وينتهي العمر، فالإنسان في حقيقته زمن،

والله عز وجل يقول:
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾
[ سورة العصر: 1-3]



ما هي خسارته؟
إنَّ مضيُّ الزَّمن يستهلك الإنسان،

فالإنسان أحياناً يتوهَّم أنَّه صَغرت سِنُّه إذا عدَّ عمرهُ عدًّا تصاعدِيًّا،
يقول لك: كبرتْ سِنِّي،

أما إذا عدَّ عمرهُ عدًّا تنازليًّا،
يقول: كم بَقِيَ لي؟

الإنسان إذا سأل هذا السؤال وقَع في حرجٍ، هل بقيَ بِقدْر ما مضى؟!
إذا كان الذي مضى مضى كلَمْح البصَر فالذي بقي إذا كان أقلّ مِمَّا مضى سيَمضي بأقلّ مِن لمْح البصر،

ثمّ يفاجأ الإنسان انَّه أمام عمله، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشرّ،
فالعُمر هو ظرف العمل، فعملك الصالح أو السيئ له ظرفٌ هو العمر،

وربنا عز وجل قال:
﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾
[ سورة فاطر: 37 ]



فالله عز وجل عمَّر لنا العمر المناسب،
لأنَّ موت الإنسان أخطر حَدَثٍ في حياته،

لأنّه انتقال كُلِّي مِن دارٍ إلى دار، وخَتْمُ العمل، وإغلاق باب العمل،
لا يوم وِلادته، ولا يوم زواجه، ولا يوم وفاته،

والدليل قوله تعالى:
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾
[ سورة الملك: 2 ]

بدأ بالموت، وهو تقديم أهمِيَّة،
ففي البدايات هناك خِيارات عديدة جدًّا أما هو الذي خلق الموت والحياة،
فالموت مُحدَّد والأجل محدَّد،

قال تعالى:
﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾
[ سورة الأعراف: 34]



ومـع أنـَّهُ محدَّد هو أنسـب عمرٍ للإنـسان،
إذا كُشِفَ الغطاء يـوم القيامـة عن حكمة العمر الذي عاشه الإنسـان لا يملك إلا أن يقول: الحمد لله رب العالمين،

لأنَّ كلّ شيءٍ وقع أراده الله، وكلّ ما أراده الله وقَع،
فهل يقعُ الموت من دون إرادة الله؟!

حتى القاتل إذا قتل إنسانًا، هذا الإنسان منوطٌ بأجله،

سأ ذكرُ مثالاً عن بستان في الزَّبداني،
زُرِعَ فيه أشجار تُفاح، الشَّجرة الخامسة، في الفرع الثالث، في الغصن كذا، التفاحة الخامسة هي لِفلان !!

أما فلان من الناس باخْتِياره أن يُحدِّد طريقة وُصول هذه التُّفاحة إليه،
فـقد يشتريها بِماله، وقد يسرقها وهي له، وقد يأكلها ضِيافةً وهي له، وقد يتسوَّلها وهي له،
فهذه كلّها طرق، وهي له،

وكذا الموت مُحَدَّد، فقد يموت على فراشه، وقد يموت قتلاً،
وقد يموت بمَرضٍ، وقد يموت بحادِث،

والنُّقطة الدقيقة أنَّ الأسباب تنوَّعَت، ولكنَّ الموت واحدٌ!

 
رد: ما حقيقة العمر

الله احسن خاتمتنا وتوفنا وانت راضي عنا،
اللون الاصفر عانيت منه كثير لعدم وضوحه.
طرح متميز كتميز عقليتك.
لك مني كل التقدير والاحترام استاذتي الفاضلة
وطرح يستحق التقييم والترشيح.
 
رد: ما حقيقة العمر

الله احسن خاتمتنا وتوفنا وانت راضي عنا،
اللون الاصفر عانيت منه كثير لعدم وضوحه.
طرح متميز كتميز عقليتك.
لك مني كل التقدير والاحترام استاذتي الفاضلة
وطرح يستحق التقييم والترشيح.

آمين يا رب.

وربي حتى أناا .. قال أيه أبجمل الموضوع..أبخلي الفن لإهله.

ماتوقعته لون ليلي حق خدمات الطرق.

أعتذر منك ولكل من مر من هناا .

الحمدلله الذي وفقني به ونال أستحسانك.

شاكرة لتواجدك وكلماتك الجميلة.
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى