ما هو الشلل الدماغي ؟

ما هو الشلل الدماغي ؟
الشلل الدماغي هو مصطلح طبي يشمل مجموعة من المشكلات الحركية المرتبطة بعدم السيطرة على عضلات الجسم وعدم التناسق في الحركة والقوام والتوازن تنتج عن إصابة الدماغ الطبيعي في فترة نموه بتلف في المناطق المسيطرة على الحركة ، أو لعدم اكتمال نمو هذه المناطق أثناء الحمل.
إننا محظوظون ،لأننا إذا أردنا التقاط إبرة أو قلم أو الرد على جرس الباب أو التلفون ، أو القيام بأي من مئات الأعمال اليومية ، فإننا نستطيع ذلك فوراً ، لأن دماغنا يرسل أوامره إلى العضلات المعنية للقيام بما نريده بدون أن نفكر أو نبذل جهداً في سبيل ذلك ، أما المصاب بالشلل الدماغي فانه قد لا يستطيع ذلك إذ على الرغم من تمتعه بعضلات طبيعية التكوين ، فان الأوامر التي تُرسل للعضلات من الدماغ لا تكون ملائمة وذلك لوجود تلف في المناطق المسؤولة عن الحركة في الدماغ وبالتالي لا يستطيع المصاب بالشلل الدماغي القيام بالحركة المطلوبة بشكل صحيح .


هل الشلل الدماغي مرض ؟
كلا ، فالشلل الدماغي ليس مرضاً بالمعنى الشائع لهذه الكلمة . فالمرض يكون في العادة قابلاً للمعالجة والشفاء ، والمرض قد يكون معدياً ، والشلل الدماغي ليس كذلك ، فهو غير معدي من جهة ، وغير قابل للشفاء التام من جهة أخرى ، إلا أنه بطبيعة الحال قابل للتحسن إذا أكتشف مبكراً ولاقى العناية اللازمة .
الشلل الدماغي وهو حالة ناتجة عن تلف غير متزايد أو غير متطور إلى الأسوأ يصيب الدماغ ، وبالتالي فهو حالة مستقرة في العادة ، إلا في حالة إهمال العناية بالطفل وإهمال المعالجة الطبيعية حيث يمكن أن يصاب الطفل في بعض الأحيان بتشوه في الأطراف والعمود الفقري .

هل الشلل الدماغي وراثي ؟
من النادر أن يكون للوراثة دور في إصابة احد أطفالنا بالشلل الدماغي . وبالرغم من أن بعض الحالات غير معروفة الأسباب قد تعزى للوراثة ، إلاّ إننا نأمل أن تؤدي الأبحاث الطبية التي تجري في هذا المجال إلى تحديد دور الوراثة بصورة أوضح .


لماذا رزقت أنا بالذات بطفل مصاب بالشلل الدماغي ؟
كثير من الأهالي قد يسأل هذا السؤال ، ذلك لأن ولادة طفل مصاب بالشلل الدماغي هو شيء لا يتوقعه الوالدان ، فهم يتوقعون طفلاً عادياً لاطفلاً معوقاً ، وعندما يكتشف الوالدان أن طفلهما مصاب بالشلل الدماغي ، فهما غالباً ما يشعران يصدمه عنيفة ، وقد يتوهمان أن هذه المشكلة تواجههم وحدهم أو أن ذلك قد حدث لهم عقاباً لهم على ذنب اقترفوه في الماضي .
إن الحقيقة البسيطة التي يجب أن يدركها الأهل هي أنه لايوجد إنسان محصن ضد الإعاقة ، وان الإعاقة تحدث أو يمكن أن تحدث لدى أي أسرة في مختلف الطبقات والأجناس والديانات ، فقراء كانوا أم أغنياء,متدينين كانوا أم غير متدينين .
ومن ناحية أخرى ، فانه لا يمكن لأحد أن يتصور إن الأم ( أو الأب ) قد قاما بطريقة مقصودة بأي شيء من شأنه التسبب في ولادة طفل مصاب بالشلل الدماغي .
وبالرغم من أن الالتزام بالإرشادات أو الإجراءات الوقائية تقلل كثيراً من احتمالات حدوث الإعاقة,ألا أن قد تحدث في بعض الأحيان ، بالرغم من مراعاة الوالدين لإرشادات الأطباء ، وبالرغم من الحرص على توفير الظروف المناسبة أثناء فترة الحمل أو أثناء عملية الولادة ، وبالتالي فليس هناك من مبرر لتأنيب الضمير وليس هناك من جدوى في إلقاء مسؤولية ما قد حدث على شريك (أو شريكة ) العمر.

في أي سن يمكن البدء بعلاج الشلل الدماغي ؟
حتى قبل التشخيص النهائي لحالة الشلل الدماغي ، ينبغي أن نبدأ بالتدريب والمعالجة الطبيعية للطفل المشتبه في حالته ، بهدف الوصول بقدراته إلى مستوى المرحلة والعمر الزمني الذي هو فيه ، وهذا يكون على شكل برنامج تدخل مبكر للتدريب والعلاج يشارك به الوالدان ، بحيث يتعرض الطفل ضمن هذا البرنامج إلى أنواع من المثيرات الحسية والتدريب المناسب من خلال الأوضاع الصحيحة التي يوضع بها الطفل . وبالتالي فلا يوجد أي مبرر للانتظار طويلاً ، إذ كلما أسرعنا في التدريب كلما كان ذلك أفضل ،. فقد يكون من المناسب تدريب الوالدين أو احدهما على كيفية التعامل مع الطفل ، وكيفية تدريبه على البرنامج العلاجي في داخل البيت ، وهذا البرنامج قد يبدأ خلال الأشهر الأولى أو السنة الأولى من عمر الطفل .


هل يمكن لطفلي أن يتعلم ؟
بطيعة الحال نعم ، ومن حيث المبدأ فان كل الأطفال قادرون على التعلم ولكن الأطفال المصابون بالشلل الدماغي يتعلمون وفق قدراتهم الخاصة اعتماداً على طبيعة القيود التي يفرضها الشلل الدماغي على أدائهم .
وكما هو معروف فان الشلل الدماغي هو عبارة عن إصابة أو تلف ما يصيب المناطق المسؤولة عن الحركة في الدماغ ، وقد تمتد هذه الإصابة فتصيب المناطق المجاورة الأخرى ، وبالتالي فان تأثير هذه الإصابة قد يختلف من طفل إلى آخر ، فبعض الأطفال قد يكون لديهم ذكاء عادي تماماً ( حتى لو كانوا لا يستطيعون النطق بشكل واضح أو كانوا يظهرون استجابات حركية غير عادية ) في حين إن أطفالاً آخرين قد يكون لديهم تأخر في القدرات العقلية أو صعوبات تعليمية أو مشكلات حسية أو ما شابه ، وهذا كله لا يعني إن هناك طفلاً لا يستطيع أن يتعلم ، ولكنه يعني إن ما يمكن أن يتم تعلمه قد يختلف من طفل إلى آخر في ضوء إمكانيات وقدرات كل طفل ، والمبدأ العام هنا هو مساعدة كل طفل على تعلم المهارات والمعارف الضرورية بالنسبة له في ضوء إمكانياته وقدراته .


هل الطفل المصاب بالشلل الدماغي سيكون أيضاً متخلفاً عقلياً ؟


ليس بالضرورة أن يكون متخلفاً عقلياً ، والتقديرات الحديثة تشير إلى أن حوالي 25% من حالات الشلل الدماغي ( أي ربع الحالات) يكون ذكاؤهم ضمن المعدل الطبيعي لنسب الذكاء ، في حين يعاني حوالي 25% منهم من درجة أو أخرى من البطء في التعليم أو من صعوبات في التعلم ، أما النسبة الباقية من المصابين بالشلل الدماغي فهم يعانون من نقص في مستوى قدراتهم العقلية يقع ضمن حدود التخلف العقلي.

 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى