ما معنى معــاق ؟ ومن هو المعـاق ؟

محمد العسيري

عضو جديد
معاق : هو الشخص الذي لا يستطيع القيام بعمل ما إلا بمساعدة الغير ، أو تسهيل ظروف حياته لتأدية وظائفه بشكل مستقل . إذا حسب هذا التعريف ، أو هذا التصنيف كل البشرية على سطح الكرة الأرضية معاقة ،لقد ذكر في التنزيل ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) وحسب تفسير ابن كثير : كل نفس بحاجة إلى مساعدة ،فلولا حفظ الله لنا لما استطعنا القيام بأعمالنا ، إذا أخي القارئ أختي القارئة كلنا معاقون ، وكلنا من ذوي الاحتياجات الخاصة ،المعاق هو ليس فقط الذي يستعمل العربة وهو بحاجة إلى طريق خاصة به ، أو الأعمى الذي بحاجة إلى عصا وحافة عالية لكي يحس بأنه في شارع آمن ، أو الأطرش الذي بحاجة إلى سماعة خاصة به ، وإنما أيضا السائح الذي يحضر إلى بلد لا يجيد لغة أهلها ، حسب رأيي هو معاق لأنه بحاجة إلى مرافق (مترجم) لكي يفهم ما يدور حوله ،والذي لا يرى في المعاق بشرا يستحق كل العناية وتوفير الظروف الملائمة له ليعيش حياةشبه استقلالية ، يعتبر معاقا . لأنه لا يعرف ما يخبئ له الزمن ، ربما يصبح ذا أعاقة شديدة اشد من الإعاقات التي رآها ، المسؤول الذي لا يرى بنفسه جزءا من المجتمع الذي يعيش فيه ولا يراعي ظروف جميع من حوله ، هو أيضا معاق وربما إعاقته خطره جدا ، لأنه بعين الآخرين مثل يحتذى به ، والابن الذي لا يعامل والديه معاملة حسنة هو أيضا معاق ، والمعلم الذي لا يؤدي واجبه بالصورة الصحيحة ، معاق أيضا ،والمرأة التي لا تطيع زوجها معاقة أيضا ، وهكذا رب الأسرة وقائد الشرطة ورئيس قسم أو مؤسسة لا يعملون بالصورة الصحيحة فهم معاقون لأنهم بحاجة ماسة للمساعدة لكي يقوموا بواجبهم خير قيام . أقول ثانية أن المعاق هو إنسان مبتلى بما أعاقه عن بلوغ ما يبلغه الأصحاء . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )نعم ،الإعاقة مصيبة ، لكن على المعاق أن ينظر إليها على أن فيها الخير ، انطلاقا من قوله تعالى ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )الاعاقة لا توقف عجلة التاريخ ، ولا ينتهي العطاء ، وتبقى المعاني الشامخة تسعى إلى بلوغها العزائم والإرادات التي لا تصيبها الإعاقات . إن رسالة الإسلام هي رسالة الإنسان تحمل له الخير كله ، تسعى في صلاحه وإصلاحه ، وتعمل على تحقيق سعادته والارتقاء به ، لا انحياز أو تمايز في تعامل الإسلام مع الإنسان ، فالمعوق إنسان مبتلى بما أعاقه عن بلوغ ما يبلغه الأصحاء ، لقد شهد واقع المجتمعات الإسلامية رعاية خاصة للمعوقين ، بما كان يعرف من دور تسمى « البيمارستان » وهذه الدور كانت تؤوي المعوقين وتقوم على خدمتهم . أنشئت البيمارستانات من قبل الوليد بن عبد الملك ، وجعل فيها الأطباء وأجرى لهم الأرزاق ، فحقق لهم الكفاية ، ونهاهم عن سؤال الناس ، وأعطى لكل مقعد خادما ، ولكل ضرير قائدا ، فالإسلام هو صنيع حقوق الإنسان ، وأنقذ كرامة الإنسان ، واهتم قبل كل شيء بالضعفاء والمعوزين وأصحاب العاهات . فرعاية المعوقين في الإسلام أنتجت نماذج من المعوقين أسهمت في الحضارة الإسلامية. منهم ، الأحنف بن قيس اشتهر بهذا اللقب لعوج في رجليه ، وكانت كل رجل تفتل على صاحبتها ، كان أبين الناس ، واطبهم ، وكان من قائدي الجيش في معركة صفين ، وكان النصر حليف موسى بن نصير القائد الأعرج فهو غزا قبرص وفتح الأندلس في عهد معاوية ، ولم يهزم له جيش قط ، وقد كان آية من آيات الله في الفتوح ، اعز الله به الإسلام وأذل به الكفر وأهله . سلمى بن دينار أبو حازم (شيخ المدينة الأعرج )كان حكيما ، وكثير الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، يقول الحق ويعظ به ، ولا يخشى لومة لائم ، وله أقوال حكيمة مأثورة تناقلها العلماء عنه كقوله ليس للملوك صديق ، ولا للحسود راحة ، ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم ، وما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم ، ويسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة ، أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري ( ذا رجل واحدة )فهو إمام كبير في التفسير والحديث، والنحو، واللغة، وعلم البيان .وكان رأسا في البلاغة والعربية والمعاني والبيان ، واشتهر بين علماء عصره بوصفه العلامة ، ومن كتبه البديعة « الكاشف في تفسير القرآن » و «الفائق في غريب الحديث » و «أساس البلاغة» وله كتب أخرى كثيرة ، بلغت نحو الخمسين
منقول



[marq] محمدالعسيري [/marq]
 

اعضاء يشاهدون الموضوع (المجموع: 0, الاعضاء: 0, زوار: 0)

من قرأ الموضوع (مجموع الاعضاء: 1)

اعضاء قاموا بالرد في الموضوع (مجموع الاعضاء: 1)

عودة
أعلى