مَن أخجله كف بصري,, فليكف بصره أَيضاً.

مَن أخجله كف بصري,, فليكف بصره أَيضاً.


كلنا من ماء, خلقنا على أرض بمدينة خارج الزمن, مدينة تحكمها قوانين عولمة صارخة صارمة, تأبى وجود أناس تتسكع من أوجاع لطالما كُتِبَت على جبين البشر, منذ بدء الخليقة, لكن العولمة على زعم أربابها الضاربين بِيَد من بؤس ترفض المعادلة السابقة رفضاً مطلقاً شكلاً ومضموناً, فعجباً لهؤلاء!, فهم أرباب المعادلات, بحكم أَنهم تحت كنف دولة تتوهج بالعولمة.
الكفيف, بالنسبة لهؤلاء, فإنهم يعتقدون بأنه وجد على قارعة الطريق, أمام أبواب دولتهم, وأياً يكن من أمر, فإن ذاك الكفيف ولد من بطن حقيقة يأباها هؤلاء, تلك الحقيقة التي كانت المعادلة الصعبة بل المستحيلة الحل في [ع,] أو في العولمة والتقدم السريع, وبناءً على الرفض المقدم منهم, أقول: إني قد وجِدْت وانتهى الأمر, بالنسبة للجنسية القانونية لانتسابي لتلك الدولة, فهي تندرج تحت بند المكان الذي وجد فيه ذلك الكفيف. إذاً هاقد أرسيت قواعد وجودي بنفسي, وتركت البقية من أرباب المجتمع يموج بعضهم فوق بعض وراء ستائر المثالية الرثة, القابلة للاحتراق في أي وقت.
يقولون: قد قام فلان بفتح الباب من دون قصد, ودخل مكان غير المكان المحدد, فيأتي المبرر بخطاً متثاقلة وهو يقول: كفيف,,, لا بأس, أحببت يوماً أَن أقوم بنزهة باصتحاب الأقران, فتكون العثرة في الطريق بالمرصاد, لإثبات حقيقة كاذبةً واهيةً بعجز منساب من البشر قد أحسنت أقدام الكفيف صنعاً في مداسها.
إذاً هي تلك الحياة الطويلة ذات السراديب الضيقة, وهو ذاك الصراع مع العجز وانتقاص الحقوق بمختلفها من أجل المنال لراية البقاء واعتلاء عروش المجد, فهذا كل المنى.
قبيل إتمام مسيرتي في تلك الدولة أقول لأحبتي كلمات من بضع جمل: أحبتي قد تكون الحياة قاسية, ولكن هل فكرتم يوماً بينكم وأنفسكم ما سبب قسوتها؟! الأجابة وبكل بساطة, أن هناك أشخاص بنيت قلوبهم من القسوة, فبثوا عبر زفيرهم ما بقلوبهم من تلك القسوة فكانت من نصيب الحياة, لا تخافو علَي من قسوة الحياة, فلإرادتي أسنان من فولاذ قادرةً على كسر قسوتها, وأقول لمن ساءه كف بصري: مَن ساءه وأخجله كف بصري,, فليدع بصره يُكَف أَيضاً, وليتربص بعجز أبدي أزلي, لأنهم وإن كانت أعينهم تضيء, فهم غير بعيدين عن عثرات الطريق, وعثرات الإتكيت والبريستيج, وليعلم هؤلاء, بأَن قسوة الحياة لهم وليس لي.



الكاتب : حسام الدين الداوود
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى