مكفوفون لـ الشرق: فقد البصر محنة تحمل منحاً متعددة

alnour

عضو جديد
مكفوفون لـ الشرق: فقد البصر محنة تحمل منحاً متعددة

ملاك لعباشي
أكد عدد من المكفوفين أن الإعاقة البصرية لم تكن حاجزاً أمام وصولهم ونجاحهم الدراسي والاجتماعي. اعتبروا في حديث لـ الشرق أن المحن تولد في باطنها المنح وان الله حرمهم من نعمة البصر لكنه عوضهم بالتفوق الدراسي والنجاح المهني ومنهم من أكرمهم بالحفظ الكامل للقرآن الكريم وأغلبهم تم ادماجهم في سوق الشغل وتوظفوا في وظائف حكومية تتماشى مع مستواهم الدراسي.

وأكدوا لـ الشرق ان نجاحهم يعود الى إكرام الله لهم ومن ثم الدعم النفسي الذي لاقوه من أسرهم حيث شددوا على ان العائلة تعتبر عين الكفيف وهي التي بيدها ان تؤسس شخصيته وتساعده على تجاوز الإعاقة والنظر الى المستقبل وتمكنه من النجاح والتفوق، كما اكدوا كذلك ان مساندة عائلتهم مكنتهم من ممارسة هوايتهم والمشاركة في مسابقات وطنية ودولية والفوز بجوائز.

وتوجهوا برسالة الى كل المكفوفين الصغار في السن بضرورة تجاوز الإعاقة وعدم الاستسلام للظلام ورسم هدف والوصول اليه والعمل على استبدال الإعاقة بالنجاح والتميز، كما طالبوا عائلات المكفوفين بمعاملتهم بنفس طريقة معاملة ابنائهم المبصرين ومساندتهم في تحقيق أهدافهم وتجنب معاملتهم على أساس انهم مساكين ويحتاجون الشفقة لأن ذلك يخلق منهم اشخاصا ضعفاء ومستسلمين.

عبدالله بوشريدة: دائماً المحن في باطنها منح
قال الكفيف عبدالله بوشريدة: في البداية اود ان اقول ان الله انعم عليا بفقدان البصر ولا اعتبر ان هذا ابتلاء لأنه دائما المحن في باطنها منح حيث انني ولدت كفيف ولكنني وجدت كل الدعم والتشجيع من عائلتي وخاصة والدتي الله يطيل في عمرها التي ساعدتني على حفظ القرآن الكريم كاملا، وكانت سندا لي على الدوام وكنت اشارك في العديد من المسابقات المحلية والدولية وتمكنت من التعرف على العديد من الاشخاص من مختلف الجنسيات وانشاء صداقات معهم، كما انني تمكنت من اجتياز الثانوية بمجموع يسمح لي بالدراسة في لندن وامريكا وفي عديد الجامعات العالمية لكنني خيرت الدراسة في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة وتخرجت بامتياز والحمدلله واشتغل حاليا كموظف وباحث في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية واود ان اقول ان الاعاقة البصرية او اي نوع من الاعاقة لا يمكن ان تكون حاجزا امامنا بل بالعكس يجب ان تكون دافعا لنا للوصول والنجاح والتفوق، وانا الحمدلله استطعت ان انجح في حياتي العملية وفي حياتي الاجتماعية، حيث انني لم اصادف اي شخص الا وتلقيت منه كل الاحترام والتقدير وانا اشكر الله عز وجل ومن ثم امي ودولتي على ما وصلت اليه اليوم.

فيصل الكوهجي: كنت الأول على دفعتي
قال فيصل الكوهجي انه نشأ نشأة طبيعية جدا داخل اسرته حيث انه لا يوجد اي فرق بينه وبين اخوانه واقرانه المبصرين، وقال انه ولد ضعيف البصر وبدأ بفقدانه تدريجيا الى حين وصل سن 12 سنة وقال انه فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية كان مثله مثل اي طفل اخر غير فاقد للبصر يقوم بالانشطة الطبيعية، وتابع: والدي ساعداني كثيرا على التكيف مع وضعي ولم اعان من مشكلات نفسية او اجتماعية بل بالعكس تمكنت من التخرج من الثانوية العامة بدرجة امتياز كانت 93% والتحقت بجامعة قطر تخصص قانون وقد غيرت مرحلة الجامعة الكثير من الامور في حياتي بشكل كبير وفيما يتعلق بشخصيتي من شخص خجول الى شخص لديه امكانية الاحتكاك بالاخرين وتطورت مهاراتي وتخرجت بترتيب الاول على دفعتي في القانون وتوظفت بعد سنة كمساعد قانوني في شركة مرشق قطر للبترول لمدة 5 سنوات ثم انتقلت للعمل كمستشار قانوني في شركة نفط الشمال واستطعت خلال هذه الفترة اكمال دراسة الماجستير والحمد لله حصلت على شهادة الماجستير في القانون الخاص وفزت بجائزة التميز العلمي سنة 2019 وتم اختياري ضمن اكثر 100 شخصية مؤثرة في فئة المحترفين في مجال المسؤولية الاجتماعية في الوطن العربي للعام 2020 من قبل الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وقال نصيحتي لاسر الاطفال من ذوي الاعاقة ان يتركوا اطفالهم يعيشون حياتهم الطبيعية دون اي تمييز او تفرقة كما انصح الاطفال ذوي الاعاقة ان يرسموا طموحا وباذن الله سيصلون اليه.

حسين نظر: إعاقتي البصرية سبب نجاحي
قال حسين نظر: ولدت بالإعاقة والتحقت بالمدارس العادية لأن في ذلك الوقت لم يكن هناك مدارس خاصة بالمكفوفين واستطعت بفضل مساعدة عائلتي الواعية وارادتي ان اتجاوز موضع الاعاقة وساعدوني كثيرا في دراستي، حيث كانوا يسجلون لي المواد الدراسية في اشرطة الكاست حتى اتمكن من سماعها كما ان قدوتي ومساعدتي في الحياة هي اختي حياة نظر التي سبقتني في الاعاقة، والتحقت بجامعة قطر مجال القانون والشريعة سنة 2002 وتلقيت الدعم الكامل من ادارة الجامعة، حيث وفروا لي مرافق من والى الجامعة وجميع الأدوات والتصاريح لتسجيل المحاضرات والحمدلله تخرجت وتوظفت في وزارة العدل وكنت من مؤسسي الميزان البوابة القانونية القطرية وحصلت على درجة خبير قانوني في سنة 2017.

وتابع: تجاوز الكفيف لإعاقته يكمن في مدى فهمه لإعاقته واستخدامه للأدوات الصحيحة المفيدة مثل العصا البيضاء والساعة الناطقة والجوال الذكي، حيث اكد ان الكفيف من دون التكنولوجيا مثل الانسان الامي لأن قراءة العملة والالوان وجميع الاشياء تصبح متاحة بالتكنولوجيا ورسالتي الى المجتمع هي ان يعطوا للكفيف فرصته حتى يستطيع ان يقدم ما عنده واعطوه حقوقه حتى يعطيكم واجباتكم.

دلال المري: معاملة أهلي لي هي سبب تفوقي
قالت دلال شفيع المري: ولدت كفيفة البصر ولكن الحمد لله كان تعامل الاهل معي سهلا وسلسا جدا ولم يختلف عن تعامل الاهل مع ابنهم المبصر حيث انهم لم يشعروني بالنقص او الشفقة وهذا ما جعل مني انسانة قوية معتمدة على ذاتها ومستقلة. وتابعت: درست المرحلة الابتدائية في مركز النور للمكفوفين ومن ثم انتقلت الى مرحلة الدمج وكنت متفوقة في دراستي ومثالية على المستوى الاكاديمي والاجتماعي وكان لي الشرف ان أكون اول كفيفة قطرية تحصل على المرتبة الأولى في مادة الكيمياء في شهادة الثانوية العامة وتم تكريمي من قبل وزير التعليم ومن ثم انتقلت لمرحلة الجامعة تخصص ادب عربي والترجمة الإنجليزية في جامعة قطر ثم اخذت دورة كاملة للتأهيل الوظيفي بعدها توظفت في وزارة البلدية كباحث اداري وكنت أتمنى ان اشتغل في مجال الاعلام وأكون صحفية رياضية وقد فزت بالمرتبة الأولى على مستوى قطر في مسابقة اسمها اذاعات مدرسية نظمتها مؤسسة الاعلام.

وتابعت: اود ان أقول انه وللأسف في مجال تعليم المكفوفين لم يعد هناك الدمج وانا أتمنى ان يتم ارجاع فريق الدمج للمدارس لأن المكفوفين يعانون كثيرا من دون هذا الفريق ومن الصعب جدا سير مسيرتهم التعليمية واستكمالها من دونهم كما أتمنى ان يتم اعادة توفير الدعم لأجهزة التكنولوجيا المساعدة لأن الأجهزة باهظة الثمن ولا يقدر الجميع على شرائها. ‏وفي بيئة العمل لابد من المسؤولين وأصحاب الشأن أن يسألوا عن احتياجات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ويقوموا بتوفيرها لهم من برامج ناطقة وما إلى ذلك. وفي الختام اكدت ان كل فرحة فرحتها ونجاح حققته في حياتي كان وراءه من بعد رب العالمين امي وابي الذين دعموني وساندوني منذ طفولتي الى الان وأساتذتي ودولتي والقيادة الرشيدة التي وفرت لنا كل سبل الراحة.

فاطمة حاج خليل: الأسرة مهمة في مدى تقبل الطفل للإعاقة أو رفضها
قالت د. فاطمة حاج خليل دكتورة في علم النفس ان الاسرة تلعب دوراً مهماً في البناء النفسي السلبي لطفلهم إذ إن للاتجاهات الوالدية نحو الطفل دوراً كبيراً في تقبل الطفل للإعاقة أو رفضه لها، وفي عملية تكيفه النفسي والاجتماعي، ولما كانت ولادة الطفل الكفيف تشكل أزمة حقيقية بالنسبة للوالدين، فهي تحدث ردود فعل مختلفة لديهم كالرفض، والقبول، والحماية الزائدة، وإنكار وجود الإعاقة.. إلخ، وهذا يترك أثراً عميقاً في نفس الطفل، وفي تكوين فكرته عن ذاته وقدراته وإمكاناته، ويؤدي إلى بناء شخصيته على أسس نفسية غير سليمة، حيث خلُصت الدراسات إلى أن بعض أمهات الأطفال المعوقين بصرياً يظهرن وتيرة عالية من التوجيه المفرط والحماية الزائدة لأطفالهن، وأن هذا النمط من التفاعل بين الأم والطفل له تأثير سلبي على نمو وتطور الطفل المعاق بصرياً، وبالمقابل فإن التوجيه المفرط والحماية الزائدة ليس لها بالضرورة نتائج سلبية على نمو الطفل طالما كانت العلاقة بين الأم والطفل جيدة وتربطهما علاقة عاطفية حقيقية وكانت الأم متفهمة لاحتياجات الطفل ومتطلباته.

https://al-sharq.com/article/19/05/2021/أكفاء-لـ-الشرق-فقدنا-البصر-لكن-بمساعدة-أسرنا-تجاوزنا-الإعاقة
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى