مكفوفون يرون بآذانهم

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع alnour
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

alnour

عضو جديد
مكفوفون يرون بآذانهم

لوموند – التقرير
قد يبدو الفيديو تافهًا ربّما: شباب يقودون دراجات ضمن مسارات محدّدة وآخر ينزل إلى الشارع على لوح التزلج وصبي يلقي الكرة في السلة. كلها صور رياضية لطيفة ولكن هذه الصور لشباب لم ير أبدًا: إنهم مكفوفون والجمعية الّتي أنتجت هذا الفيديو اسمها World Access to the Blind وكما يشير اسمها تريد فتح عالم إلى المكفوفين مع أداة تحديد متميّزة للموقع: الصدى. من خلال معرفة المكان عبر طقطقة الأصابع أو اللسان ومنذ السنوات الـ 1940، وصف العلماء كيف يرى بعض البشر أصداء الأصوات الّتي ينتجونها بعيدًا عن الخفافيش والدلافين القادرة على بعث مئات النقرات في الثانية الواحدة ولكن من خلال تلقي الكمون وطبيعة الصدى وشدّته، يحدّد الأفضل أداءً بين المكفوفين حجم الأشياء الموضوعة أمامه ومسافتها وشكلها وملمسها ويرى غافن باكنغهام “هذه ليست أداة تحديد مكان ولكنها حاسة حقيقية”.

https://www.youtube.com/watch?v=xATIyq3uZM4

وهم شاربنتييه
إذ إنّ هذا الشاب، الأستاذ المساعد في علم النفس في جامعة هيريوت وات في أدنبرة نشر مع زملاء كنديين في مجلّة Psychological Science مقالًا يسلّط الضوء على قوّة هذا التصور ليست من خلال وصف مدى هذه الظاهرة ولكن من خلال إظهار الخطأ وقد أظهر فريق غافن باكنغهام في الواقع أن المكفوفين المحددين للصدى يخطئون حول وزن الجسم عندما يختبرون حجمه، تمامًا مثل المبصرين.

وتسمّى هذه الظاهرة “وهم شاربنتييه” ففي عام 1893 أظهر العالم الفيزيائي الفرنسي أوغسطين شاربنتييه أن رؤيتنا تؤثر على تصوّرنا للوزن فإذا ما كان الشخص أمام شيئين بالوزن ذاته ولكن بحجم مختلف سنشعر دائمًا أنّ الأكبر هو الأخفّ وزنًا أي أن كيلو الرصاص سيبدو أثقل من كيلو من الريش.

ومن أجل اختبار فرضيته جمع الدكتور باكنغهام 6 مكفوفين ثلاثة منهم يتقنون تحديد الموقع بالصدى والآخرين لا. وبعد ذلك تمّ اختيار 4 مبصرين. وعن طريق مقبض متّصل بكرة، طلب من الجميع الحكم على وزن مكعّبات بالكتلة نفسها ولكن بثلاثة أحجام مختلفة (15 سم و35 سم و55 سم للضلع). بداية رأى المبصرون الأشياء والمكفوفون نقروا عليها.

“الرؤية البديلة”
النتيجة: المكفوفون غير القادرين على تحديد الموقع من خلال الصدى بقوا محصنين من الوهم الشهير فبالنسبة لهم الصناديق الثلاثة من الوزن نفسه. والمبصرون وقعوا ـ كما هو متوقّع ـ في فخّ شاربنتييه. ماذا عن المكفوفين القادرين على تحديد الموقع من خلال الصدى؟ حسب غافن باكنغهام “أخطأوا هم أيضًا بصورة أقل من المبصرين لأنّ التصور هو أقل دقة ربّما ولأن المكفوفين يقدّرون أفضل وزن الأشياء. ولكن الفرق يبقى كبيرًا. وهذه رؤية بديلة يتمّ بناؤها بشكل جيّد وقادرة على التأثير على الحواس الأخرى”.

وبيّن الكندي مبلفين جودال الأستاذ في جامعة ويسترن أونتاريو وأحد كتّاب المقال في Psychological Science في سنة 2011 أن باستخدام الصور الدماغية لا تفعّل عملية تحديد الموقع بالصدى القشرة السمعية للمكفوفين ولكن منطقة الدماغ المخصصة عادة للرؤية. ويقول باكنغهام “آنذاك كنت طالبا، كنت من بين العينات الحاضرة” وبعد أربع سنوات التحق الطالب بأستاذه من خلال اتّخاذ مسار مختلف.
https://www.youtube.com/watch?v=jVBp2nDmg7E

الدماغ يمكن أن يسمع
المتخصّص في العلوم العصبية في الجامعة العبرية في القدس، الأستاذ أمير عمادي حيّا هذه الدراسة: “بسيطة ومبتكرة وقوية على السواء. بلا تصور متطور إذ من خلال الاعتماد ببساطة على وهم معروف ولكن لا أحد فكّر في استخدامه، تمّ تبيين كيف يمكن للعقل أن يدمج معلومات مختلفة لخلق صور”.

مستغرب؟ “بل منطقي -حسب عمادي- فلقد عرفنا منذ سنوات أنّ جزءًا من العقل الّذي يحلّل تصور الشكل يمكن تغذيته من خلال معلومات بصرية أو لمسية وأيضًا سمعية”. وفي سنة 2007 بيّن تعاون فرنسي إسرائيلي كيف يمكن للدماغ أن “يسمع” الأشكال والقوام والألوان.

ويقول هذا الباحث: “الدماغ البشري هو آلة لأداء وظائف وليس عضوًا حسيًّا. وليس هناك في الواقع منطقة للرؤية أو للسمع أو للمس ولكن هناك منطقة للقراءة النصية ومساحة لتصور الأشكال وأخرى للأرقام. ويمكن تغذيتها عبر حواس مختلفة طبيعة أو اصطناعية”.

المستقبل يكمن في التكنولوجيا
وهنا تكمن “محدودية” المقال، وفقًا له حيث إنّ تحديد الموقع بالصدى لا يعوّض الرؤية لدى المكفوفين. “نحن نفتقر للقوة في الفم كما في الأذنين. ولتمييز الأشكال يجب أن ننقر على مساحة ما. إن المستقبل ليس هنا بل إنه يكمن في التكنولوجيا” في “القصبات البصرية” الّتي صممّها فريقه والّتي تسمح “باللمس” عن بعد أو في الكاميرات القادرة على المسح الضوئي للصورة وتحويلها إلى أصوات وبطبيعة الحال في العين الإلكترونية الّتي يحلم بها الجميع، المكفوفون والعلماء. “المفهوم نفسه ولكن في مسار مختلف” حسب أمير عمادي.

المصدر
http://www.lemonde.fr/sciences/arti...lles_4548462_1650684.html#KOiwUIZFhOYfHhvy.99
 
رد: مكفوفون يرون بآذانهم

الله يعطيك العافيه
قد شريت لاحد اقاربي برنامج الجوز والحمدلله جدا مبسوط فيه يشوف عن طريق حاسه غير البصر وهي الاذن ...
حمدلله لتوفر هااذي البرامج لتجعل الافراد للعيش مثل الأشخاص الطبيعين ...
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 3)

عودة
أعلى