مختصـون : الدونية والشفـقـة مرفـوضة ودمجهـم خـير لهـم ...«صخ

مختصـون : الدونية والشفـقـة مرفـوضة ودمجهـم خـير لهـم ...«صخـرة» تفتـت قلوب المعوقين




يدرك الكثير من المعوقين أن ظروف إعاقتهم هي التي حرمتهم من المشاركة بفعالية في المجتمع، في ظل ما كانوا يملكونه من قدرات، وما يتمتعون به من مواهب، لكن الإعاقة حولتهم من مشاركين إلى طالبي معونة، وما بيدهم حيلة. ويشيرون إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية ربما كانت الوزارة الوحيدة التي يجب أن تعتني بهم بشكل أو بآخر، لأنها المعنية بهم وبخدماتهم وتوفير كل احتياجاتهم، واستثمار مواهبهم وتطوير قدراتهم، وإخراجهم من نفق المعاناة واليأس إلى مجتمع العمل والمشاركة، متسائلين هل هذا يحدث مع الوزارة، أم أنها تشارك بشكل غير مباشر في ترسيخ كلمة «معـاق» التي يلاحقهم بها المجتمع، فيتفاقم الانعزال وعدم قبول المجتمع لهم.

ترى بشاير الشمري فتاة مقعدة ومن خريجات كلية المجتمع قسم الحاسب الآلي في حائل وإحدى المشاركات في الفنون التشكيلية، أن الوزارة ربما لم تعينهم على مواجهة نظرة المجتمع، وربما لم تساهم في العمل بشكل مدروس على تغيير نظرة المجتمع السلبية للمعوق، مؤكدة أن الوزارة هي الجهة الوحيدة المعنية بهم وبشريحة المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، لكنها تبقي نفسها في دائرة الدعم المالي المشوه بالتعقيدات والروتين، وتترك الجانب الأهم في ترسيخ الدعم المعنوي للمعوقين، لتبقى الإعاقة حاجزا كبيرا بين المعوق والوزارة أولا وبينه والمجتمع ثانيا، ولا يمكن لأي دعم آخر أن يهدم هذا الحاجز.

وتروي قصة صمودها أمام تساؤلات الناس الجارحة ونظرتهم القاسية إليها كونها مقعدة، وتقول: كنت متقبلة تماما فكرة إنني مقعدة على الرغم من أن معاناتي بدأت ما بين رحلة علاجي خارج المملكة ودراستي في جميع المراحل إلى أن تخرجت من الكلية، كانت صدمة بالنسبة لي عندما تم رفضي في البداية من مديرة المرحلة المتوسطة بحجة أنني معاقة فلم تراع مشاعري وإحساسي وعندما أخبرتني بأنها لن تقبلني لأن هذه مدرسة وليست مستشفى، خرجت مع والدتي في حالة من الانهيار النفسي، ولكنني مع مساعدة من بعض المعلمات لي تم قبولي في هذه المدرسة إلى أن أنهيت مرحلتي المتوسطة والثانوية بالرغم من السخرية التي كنت أتعرض لها من قبل أغلب المعلمات، حتى التحقت بكلية المجتمع وقد استقبلوني وكنت سعيدة لاستقبال المعلمات لي بالرغم من أنني تعرضت لرفض من أغلب الكليات لإعاقتي، بعدها التحقت بدوره الفنون التشكيلية في جمعية أجا النسائية وبرعاية المعلمة كاثرين وتضاعفت مهاراتي و نلـت العديـد من شهادات التقديـر.

وتضيف: هنالك بعض العقبات ومنها نظرة المجتمع من أغلب الزميلات مما ولدت في داخلي الحزن، وبالتالي أصبحت أخجل من نظرة الناس عند خروجي إلى أي مكان خوفا من سخريتهم مني أيضا.. ومن ضمن العوائق التي تواجهني وتواجه أغلب ذوي الاحتياجات الخاصة ارتفاع المباني وعدم وجود الدرج الخاص بأصحاب الإعاقات في أغلب الأماكن مما يؤدي إلى الصعوبة في قضاء بعض حاجاتي حتى في الزيارات الخاصة وقد ناقشنا أنا وبعض الأخوات هذا الموضوع في عدة مؤتمرات ولكن للأسف لا نجد تعاونا مع المعاق في الدوائر الحكومية والمدارس بوضع درج خاص بالمعاق.

وتعاني بشاير من عدم توفير بعض أدوات ذوي الاحتياجات الخاصة وقلة وجود القطاع الخاص لهذه الأدوات وقلة الصيانة في منطقة حائل وارتفاع قيمتها العالية، مضيفة: الإنسان المقعد فقير فكيف سيوفر قيمة هذه الأدوات مثل الكرسي المتحرك وغيرها لذا كل الذي أطلبه هو أن ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى مساعدة وتوجيه من قبل المسؤولين من خلال تعاون المستشفيات معنا لمواصلة حياتهن وتواصلهن بصفة عامة بالمجتمع وصقل قدراتهن ودمجهن في الكليات وإتاحة فرص العمل لهن، لكي يزيلن الاكتئاب والانطواء عن المجتمع وليفهم المجتمع أننا قادرون على العمل.

فرصـة عمـل

وتشير هنى المطيري إحدى خريجات معهد النور للكفيفات إلى أن مأساتها في عدم وجود فرصة لتلتحق في مجال العمل لتحسين نظرة المجتمع بتجاوز حاجز الإعاقة، ومصطلح «معاقة»، مضيفة: لا أريد المجتمع أن ينظر إلي بنظرة الشفقة، وأتألم كلما تذكرت أن سبب رفضي لدخول الكلية هو الإعاقة، بالرغم من أنني امتلك العديد من المواهب كالإلقاء، فحرمت أن أكون مع الناس كوني إنسانية اجتماعية أحب الاندماج، ولكن كيف أتعايش مع المجتمع، وكل ما نتمناه من إدارة الكليات أن تقبل بذوي الاحتياجات الخاصة ولا تبعدهن عن قائمة المقبولين لكونهن معاقات فقط، لأن المعاقات قادرات على أن يكرسن جهودهن في الجد والاجتهاد والمثابرة.

أين الاهتمام

ويقول خالد مطر الشمري من ذوي الاحتياجات الخاصة: إن مشكلات المعاق تتعدد في غياب الاهتمام من المسؤولين في المنطقة، فعدم وجود مواقف مخصصة للمقعدين في الأسواق ومعظم الإدارات الحكومية يجعلنا نتساءل نحن المعاقين عن تغيبنا من المجتمع كوننا معاقين، فكيف لا نرى درجا خاصا بالمعاق في البنوك والإدارات لشراء حوائجنا دون مساعدة أحد، صحيح إن الله تعالى ابتلانا بالإعاقة في الأقدام، لكننا قادرون بإذن الله على العمل والمراجعات بمفردنا، لكن صخرة المجتمع والإدارات الحكومية تحول دون ذلك، ومعاناتي تزيد عندما ينظر إلي أي شخص من الناس نظرة شفقة، لأنني قادر على الوصول إلى طموحي، لكن رجال المرور للأسف لا يساعدوننا في الوقوف في الأماكن القريبة لنا في الأسواق لقضاء حوائجنا، وهي صورة في عدم التجاوب مع معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويشير كاتب الشمري من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى أن المشكلات التي نواجهـها مع الإدارات الحكومية هي أن هناك قلة في مواقف للمعاقين، وكذلك هو الحال في البنوك بصعوبة الوقوف أمامها، ونطالب المسؤولين في المرور بوضع لوحات إرشادية للوقوف الخاص للمعاقين في الأسواق وكذلك الدوائر الحكومية.

عنايـة خاصـة

وذكرت الدكتورة تغريد نزار سمان مديرة التثقيف الصحي بمستشفى قوى الأمن في الرياض، أن ديننا الحنيف اهتم اهتماما بالغا بفئة المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، وأولاهم رعاية وعناية خاصة وأوجد لهم حقوقا تكفل لهم حياة إنسانية كريمة، فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع وهنالك ضرورة لتغيير نظرة المجتمع لهذه الفئة من خلال التوعية والتثقيف بقضية الإعاقة من خلال وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي ومن خلال تعاملنا معهم، فعلينا أن نمكنهم من الاندماج في المجتمع والاستفادة من إمكانياتهم وقدراتهم وذلك يساعد في إكسابهم الثقة في أنفسهم وإكساب المجتمع الثقة فيهم فرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم وتدريبهم رسالة سامية، كما أنها أمانة في أعناقنا جميعا فتستلزم تضافر كافة جهود المؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية لتؤكد قيمة الفرد ومكانته دون النظر لمستوى قدراته وإمكانياته والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتطبيقها في ما يتناسب مع مجتمعنا، وزادت في الآونة الأخيرة الخدمات التربوية والتأهيلية المقدمة لهم من خلال بناء وتشييد الكثير من المراكز ومعاهد التربية الخاصة، قد تجد الأسرة نفسها في وضع صعب يفرض عليها البحث عن خدمات تأهيلية وتربوية فهي مهمة بالغة الصعوبة لمعظم الأسر لأنه أحيانا تحصل حالة من التوتر والضغط النفسي والضيق واليأس والحزن وقد تميل بعض الأسر إلى الحماية والرعاية الزائدة وهذا له آثار عكسية تؤدي إلى الظهـور الاعتمادية وقد تظهر الكثير من المشكلات النفسية لدى الإخوة نتيجة عملية التمييز في المعاملة كما تختلف حسبما نوعية الإعاقة في الأسرة كما تختلف طريقة تعامل الأسرة مع ذوي الاحتياجات الخاصة على حسب نوعية الإعاقة التي لديهم.

وأضافت: إنه ينبغي على المجتمع محاولة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وعدم النظر إليهم بنظرة الدونية ونظر الشفقة فهم من أفراد المجتمع، والحرص على أن يكون لهم دور في بناء المجتمع بتحفيز المعاق للوصول إلى أعلى المراتب والإيمان بأنهم قادرون على العطاء بمثابة الإنسان السوي، كما أن للإعلام دورا مهما في مناقشة مختلف القضايا خصوصا قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة والتعامل معها في الاندماج بالمجتمع من خلال تغير النظر الموجهة إليهم وتوضيح حقوقهم وتعزيز الثقة للتغلب على الإعاقة، مشيرة إلى أهمية الاهتمام بقضية الاحتياجات الخاصة، وعدم النظر إليهم بأنهم شريحة صغيرة من المجتمع بل هو واجب وطني وإنساني تمليه شريعتنا الإسلامية..

تطويـر الخدمـات

وذكرت خيرية الزبن في علم الاجتماع أن مفهوم المعاق كل شخص مصاب بقصور كلي أو جزئي في أي مكان من حواسه أو قدراته النفسية والعقلية بحيث لا يستطيـع تلبية متطلبات حياته العادية على الرغم من زيادة الندوات والمؤتمرات لتطوير الخدمات المقدمة للمعاقين إلا أنه مازالت رعاية المعاق في الدول النامية متأخرة والمعاق بحاجة إلى أن يكون جزءا من المجتمع فيجب أن تكون النظرة على أنه واحد من هذا الجزء ولابد أن يقدم لهم المساعدة.

المصدر : عكاظ - سطام الجميعة (حائل) ، عكاظ (المكاتب الداخلية)
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى