من دروس القران الكريم ( تأ ثيره )

[ابو عمور]

شغل المسلمون بالقرآن وفرغوا له فكان دعاءهم في المسجد ونظامهم في البيت ومنهاجهم في العمل ودستورهم في الحكومة فسرى هديه فيهم مسرى الروح ونزل وحيه منهم منزلة الطبع واثر في السنتهم وافئدتهم وانظمتهم مالم يؤثره كتاب سماوي اخر في اهله فأما تأ ثيره في الغة وادبها وهومايعنينا الان ذكره فأنه خالط من القوم قلوبا قاسية فالانها وطباعا جافية فارقها واحلاما طافيه فاقرها فكسب ذلك اللغة عذوبة في اللفظ ورقة في التركيب ودقة في الاداء وقوة في المنطق وثروة في المعاني ووسع دائرة اللغةباستحداثه الالفاظ الدينيه كالصلاة والزكاة والقيام والركوع والسجود والوضوء والمؤمن والكافر وقتضائه علوما جديدة كالنحو والصرف والاشتقاق لدفع الحن عنه والمعاني والبيان البديع لتقرير الاعجاز فيه وعلمي اللغه والادب لتفسير غريبه وتوضيح مشكله والحديث والاصول والفقه والتفسير لاستنباط احكام الشرع منه وهو الذي ضمن بقاءها تلك القرون العديدة ونشرها في مجامل الاصقاع البعيدة مصداقا لقول الله تعالى
(إ نا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وحفظ القران يستلزم حفظ لغته . ودمتم بخير