من هم خصماؤك غدا؟

ابو فواز

عضو مشارك
هؤلاء هم خصماؤك
أخي ،/أختي في الله : وأنت تسير في هذه الدنيا وتسعد بالصحة والعافية ونعمة الأمن ورغد العيش،
تأمل في حال أنت تؤمن به وسوف تلاقيه، ألا وهو البعث والجزاء، والحساب والعقاب.

والأمر كذلك، فإن ذلك اليوم يوم عظيم، تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت،
وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد.
وفي هذا اليوم يبلغ العرق من العباد مبلغا عظيما على حسب أعمالهم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تدني الشمس يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم كمقدار ميل ،
قال سليمُ بنُ عامرٍ : فواللهِ ! ما أدري ما يعني بالميلِ ؟ أمسافةُ الأرضِ ، أمْ الميلُ الذي تَكتحلُ بهِ العينُ .
فيكون الناس على قدر أعمالهم، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون
إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما" (وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه)
[رواه مسلم].

اليوم أنت في صحة وعافية، والماء بجوارك ولا يزال عرق الحياة فيك ينبض تصور
غدا موقف الحساب. فمن يتقدم إليك ليحاجك عند الله عز وجل؟

من هم خصماؤك غدا؟
وأين أهل الحقوق في تلك الوقفة الحاسمة، سأقدم لك بعضا منهم على عجل وبدون تفاصيل
أو ذكر لكثرة الحقوق أو قلتها؛ إنما هو استشراف سريع لأمر ستراه غدا، وإن غدا لناظره لقريب.

قال ابن تيمية رحمه الله: الحسنات كلها عدل، والسيئات كلها ظلم، وأن الله إنما أنزل الكتب
وأرسل الرسل ليقوم الناس بالقسط، والقسط والظلم نوعان: نوع في حق الله تعالى كالتوحيد، فإنه
رأس العدل، والشرك رأس الظلم، ونوع في حق العباد، إما مع حق الله كقتل النفس أو مفردا كالدين
الذي ثبت برضا صاحبه، ثم إن الظلم في حق العباد نوعان: وهو ظلم كمعاملة الربا والميسر
[مجموع الفتاوى (20/ 79)].

وسوف يكون لأصحاب التفريط يوم ندامة وساعة تأوه .قال الله عز وجل :
(اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) [الإسراء: 14] لكن بعد فوات الأوان، وحلول العذاب.

قال بلال بن مسعود: ربَّ مسرور مغبون، يأكل ويشرب ويضحك،
وقد حق في كتاب الله عز وجل أنه من وقود النار.

وقال الحسن رضي الله عنه: ما ظنك بيوم قاموا فيه على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة، لا يأكلون
فيها أكلة، ولا يشربون فيها شربة، حتى إذا انقطعت أعناقهم عطشا، واحترقت أجوافهم جوعًا،
انصرف يقصد العصاة والمجرمون إلى النار فسقوا من عين آنية قد آن حرها واشتد لفحها.

ولهذا الخوف ومن هذه الساعة العظيمة يراجع المسلم حسابه، ويدقق في ذمته، ويسارع
إلى إعادة الحقوق أو استحلال أصحابها، فإن لم تكن في الدنيا فهي في الآخرة.

ورحم الله الحسن حيث يقول: المؤمن قوام على نفسه، يحاسبها لله، وإنما خف الحساب على قوم حاسبوا
أنفسهم في الدنيا، وإنما يشق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.
ورحم الله مالك بن دينار حيث قال: رحم الله عبدا قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟
ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان قائدا لها.

اللهم إنا نعوذ بك من أن نَظلم أو نُظلم
اللهم اغفرلنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا
واعصمنا من ظلم أنفسنا وظلم عبادك واعف عنا يا كريم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

(من كتاب (هؤلآء هم خصماؤك غداً) لـ عبد الملك القاسم)


منقول للفائدة
 
رد: من هم خصماؤك غدا؟

اللهم آمين
حياك الله اختنا سعوديه
شرفني مرورك بارك الله فيك
احترامي وتقديري لك
 
رد: من هم خصماؤك غدا؟

اللهم ألطف بنافي لحظات الجزاءواجعلناممن يحاسب قبل ان يحاسب
جزاك الله اخوي ابوفوازعلى النقل
وجعله في ميزان حسناتك
 
رد: من هم خصماؤك غدا؟

اللهم آمين
وجزاك الله خير اختنا الرضى
شرفني مرورك بارك الله فيك
احترامي وتقديري لك
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 3)

عودة
أعلى