اشعارات

من يحمي الأطفال المعنّفين؟ ....أصحاء كانوا أم معوقين؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع alnour
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

alnour

New member
من يحمي الأطفال المعنّفين؟ ....أصحاء كانوا أم معوقين؟..
د. زعتري: رسول الله (ص) مثال للمودة والحنان مع أولاده وذريته..
د. الشماط: نحن بحاجة لشرطة مجتمعية ومحكمة خاصة بالطفل..
د. مصطفى: بعض الأسر تزيد إعاقة المعوّق

بثينة النونو
هل يوجد قانون يحمي الطفل عموماً والمعوّق خصوصاً من العنف داخل الأسرة؟ وهل في ديننا ما يردع مثل هؤلاء الآباء؟ وهل من آثار نفسية واجتماعية على الطفل إن هو لم يتأذ جسدياً؟ للإجابة عن هذه التساؤلات التقيت عدداً من ذوي الاختصاص والخبرة وكان لنا معهم هذا اللقاء:
ديننا دين الرحمة ‏
الدكتور علاء الدين زعتري أمين الفتوى ـ إدارة الإفتاء العام في وزارة الأوقاف حدثنا عن رأي الدين في العنف على الأطفال عامة وذوي الاحتياجات الخاصة خاصة حيث قال: ‏
عندما نتحدث عن العنف ضد الأطفال نتحدث عن أنه مرض اجتماعي, يحتاج الى علاج من كل الجهات, خاصة الجهات الدينية, ذلك أن الدين إنما جاء بقيم أخلاقية وضوابط اجتماعية, توصل الأسرة الى أعلى مراتب الكمال, والدين يقول (لنجعل الحب مكان السوط, ولنجعل الرفق مكان العنف, ولنجعل اللطف مكان الكبت) وقد قال رسول الله عليه الصلاة و السلام: «أكرموا أولادكم, وأحسنوا آدابهم» والقصد بالتأديب هو التوجيه, والتنبيه على الأخطاء, مع احترام شخصية الطفل ومنحه الحنان, وقد اهتم الإسلام اهتماماً كبيراً بكل فئات المجتمع, وحرص المسلمون على الرعاية الكاملة للضعفاء, وذوو الاحتياجات الخاصة هم ضعفاء. إذاً علينا إعانتهم قدر المستطاع وفي كتاب الله تعالى عتاب لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في قصة عبد الله بن أم مكتوم ذلك الأعمى الذي حضر الى رسول الله ليجلس معه, كما تعود, فأعرض عنه الرسول عليه الصلاة و السلام لعدم فراغه وانشغاله بدعوة كفار مكة وسادتها ومحاولة جذبهم الى توحيد الله, وأدار وجهه عنه, والتفت إليهم وبالطبع لم يرَ ابن أم مكتوم ما فعله الرسول عليه السلام لأنه أعمى فجاء عتاب الله لنبيه حين قال: «عبس وتولى, أن جاءه الأعمى» بهذه الآيات البينات, أوضح الله تعالى لنبيه ولأمته أن المؤمن الضرير الكفيف هو أطيب عند الله من هؤلاء الكفرة, فكان رسول الله كلما رآه هشّ له ورحب وقال: «أهلاً بمن عاتبني فيه ربي» وقد أعطى الإسلام لهؤلاء المعوّقين حقوقهم, فحرص على دمجهم في مجتمعهم فقد ولّى الرسولُ عليه الصلاة و السلام ابن أم مكتوم الأعمى على المدينة, عندما خرج لإحدى غزواته. ‏
إن رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا أراد أن يؤدب أحداً من الكبار يضربه بعود صغير, يكون في يده اسمه عود الأراك (مسواك) وليس بِعصاً غليظة, فإذا كان يفعل هذا لتأديب الكبار, فما بالنا بالصغار, لقد كان الصحابة إذا زاروه في بيته, خرج إليهم وهو يحمل حفيده على كتفه, وكان يداعب أحفاده, حتى إذا سجد للصلاة, وأتى أحدهم ليركب على ظهره كان يطيل في سجوده, حتى ينتهي الحفيد من اللعب مع جده, كما أن لأهل البلاء, مكانة كبيرة عند الله, إذا صبروا واحتسبوا وإن هم رحموا هذا الطفل المعوّق رحمهم الله في الدنيا والآخرة, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شجرة ثمرة, وثمرة القلب الولد, وإن الله عز وجل لا يرحم من لا يرحم ولده, والذي نفسي بيده, لا يدخل الجنة إلا رحيم» اعتنوا بأبنائكم ولا تعنّفوهم, هم لا ذنب لهم إن خلقوا بإعاقة ما, قال رسول الله عليه السلام لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عندما اعتبر أن له فضلاً على من دونه: «هل تُنصرون وترزقون إلا بضعفائكم». ‏


لا يوجد لدينا نص قانوني يحمي الطفل ‏
تقول الدكتورة «كندة الشماط» أستاذة القانون في جامعة دمشق: إن أساس التأديب من الناحية القانونية موجود بقانون الأحوال الشخصية السوري المادة «170» حيث تحدثت عن الولاية عن النفس وذكرت الفقرة الثالثة سلطة التأديب لكن سلطة التأديب معيار مطاط، لا نعرف ما المقصود فيه؟ وكيف يمارس، لأن عادة الناس أن يؤدبوا أولادهم بالضرب وقد دعم هذا النص بالمادة «185» بقانون العقوبات السوري, الذي اعتبر ضرب الطفل مبرراً من الناحية القانونية لا إدعاء ولا عقوبة (ضروب التأديب على الأولاد من قبل الأب والأساتذة بما يتفق مع العرف العام) ما المقصود بالعرف العام؟ معيار آخر مطاط, فهناك ضرب مبرح, وضرب غير مبرح, هناك حالات من الضرب قد تصل إلى إحداث آثار على جسم الولد, وكثيراً ما يصل الطفل للأطباء, ويعرفون أنه ليس حادثاً عرضياً, بل هو عنف جسدي مطبق عليه لكنهم لا يستطيعون التبليغ, إذ ليس لديهم صلاحية. ‏
والوضع يبدو أكثر تعقيداً مع وجود الإعاقة بشكل عام, والإعاقة الذهنية بشكل خاص, فالمعوّق ذهنياً غير قادر على حماية نفسه, ولا حتى التعبير عن نفسه والقضاء والشرطة يعتبرون أن هذا الأمر تدخلاً بخصوصيات الأسرة, لأن كل أسرة لها حرية التصرف بابنها, ولا يوجد لدينا أي نص يحمي الطفل, كما أن هناك أطفالاً قد أصبح لديهم إعاقات أو عاهات بسبب الضرب, أحد الأطفال (فقد سمعه, بسبب ضرب والده, ولم تستطع الأم أن تشتكي. والطفل المعنّف غير قادر حتى على الكلام, نحن بحاجة لآليات جديدة من الحكومة, أن يكون في القانون سلطة التبليغ من الأطباء والمشافي والجيران والجمعيات الأهلية, نريد شرطة مجتمعية, والتي تأتي بلباس مدني, تدق الأبواب, وتتحدث إلى الأهل الذين يعنّفون أبناءهم. فتقول: وصلت إلينا شكوى بأن ابنكم يتعرض للعنف, سنأخذه ونفحصه, وإن تبين أنه معنّف, فسيعرض هؤلاء الأهل أمام محكمة خاصة بالطفل, وبهذه المحكمة مرشدون نفسيون ليتعاملوا مع الطفل, ومن ثم يكتب الأهل تعهداً بعدم التعرض للطفل ثانية, وإن فعلوا, تسحب ولايتهم على ابنهم, إلى مراكز وحدة حماية الطفل, لإعادة تأهيل هذا الطفل وإدماجه في المجتمع, وعلى الأب والأم الخضوع لدورات تأهيلية قبل أن يستعيدوا طفلهم لتنتشر ثقافة جديدة لحقوق الطفل ونحمي الأسرة والمجتمع والبلد. ‏

لدينا ضعف في الثقافة الإنسانية ‏
يقول الدكتور طلال مصطفى الأستاذ في كلية علم الاجتماع: ظاهرة إساءة معاملة الأطفال ظاهرة سلبية ولها آثار مستقبلية على الصحة النفسية والعقلية لهؤلاء الأطفال المعنّفين, ناهيك عن أن يكون هؤلاء الأطفال مصابين بإعاقات عقلية, قد تتطور إلى مراحل متقدمة ومستعصية على العلاج في حال تعرضهم المتكرر للعنف والإساءة ونتيجة إخفاق الأسرة في التعامل مع حاجات ابنهم من ذوي الإعاقات المختلفة عموماً والعقلية منها تحديداً, إن هذا العنف هو ردة فعل نفسية من الأب أو الأم خاصة إذا كان بحاجة لرعاية دائمة, هذه الظاهرة موجودة بشكل قوي بمجتمعنا لأنه حتى الآن لم يتم تجذير الثقافة الإنسانية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة, وفي بعض الحالات يعتدي الأب على ابنه أو ابنته المعوقة فيدخل السجن, وبعد خروجه, يعود لحضانة هذا الطفل الذي اعتدى عليه. ‏
 
رد: من يحمي الأطفال المعنّفين؟ ....أصحاء كانوا أم معوقين؟

من اجمل ما قرات اليوم من مواضيع

بارك الله فيك يا النور

يعطيك العافيه
 

عودة
أعلى