من عجائب الاستغفار

من عجائب الاستغفار


أولاً : الآيـات

1- قال الله تعالى : { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ }[غافر: 55].

2- وقال تعالى : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }[محمد: 19].

3- وقال تعالى : { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ }[آل عمران: 15-17].

4- وقال تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[آل عمران: 135].
5- وقال تعالى : { قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }[النمل: 46].

6- وقال تعالى : { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ * وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ }[هود: 1-3].

7- وقال تعالى : { وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ * يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ * وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ }[هود: 50-52].

8- وقال تعالى : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }[نوح: 10-12].

9- وقال تعالى : { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا }[النساء: 105، 106].
10- وقال سبحانه : { وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا }
[النساء: 110].

11- وقال تعالى : { وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الأنفال: 32، 33].


12- وقال تعالى : { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }[النصر].





الموضوع الأصلي : من عجائب الاستغفار -||- المصدر : منتدى دار الرحمة -||- الكاتب : ابراهيم المنجي
 
رد: من عجائب الاستغفار

التفسير



* عن مجاهد في قول الله عز وجل : { وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[آل عمران: 135]،
قال : لم يواقعوا. وقال آخرون : « معنى «الإصرار» السكوت على الذنب وترك الاستغفار.تفسير الطبري: (7/224).

* وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : إنه كان قبل أمانان، قال تعالى : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[الأنفال: 33]
قال : أما النبي صلى الله عيه وسلم فقد مضى، وأما الاستغفار فهو دائر فيكم إلى يوم القيامة تفسير الطبري: (13/513).

* عن قتادة : في قوله تعالى : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}،
قال : إن القوم لم يكونوا يستغفرون، ولو كانوا يستغفرون ما عذبوا،
وكان بعض أهل العلم يقول : هما أمانان أنزلهما الله؛ فأما أحدهما فمضى؛ نبي الله، وأما الآخر فأبقاه الله رحمة بين أظهركم؛ الاستغفار والتوبة. تفسير الطبري: (13/514).

* وفي قوله تعالى : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }

قال ابن عباس : كان فيهم أمانان : النبي صلى الله عيه وسلم، والاستغفار، فذهب النبي صلى الله عيه وسلم وبقي الاستغفار . تفسير ابن كثير: (4/48).

* وعن الحسن في قوله تعالى : { كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ }[الذاريات: 17]: قال : قيام الليل.
* وعنه قال : مدُّوا في الصلاة ونشطوا، حتى كان الاستغفار بسحرتفسير الطبري: (22/409).
* قال تعالى : { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}[آل عمران: 17]،

قال ابن كثير : دَلَّ على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار. تفسير ابن كثير: (2/23).
* وفي قوله تعالى : { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ }[محمد: 19] تهييج للأمة على الاستغفار، { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ }[غافر: 55]؛

أي : في أواخر النهار وأوائل الليل، { وَالْإِبْكَارِ}، وهي أوائل النهار وأواخر الليل. تفسير ابن كثير : (7/151).

* قال تعالى : { فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}[القلم: 44]؛

قال أبو روق : أي كلما أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة وأنسيناهم الاستغفار. تفسير القرطبي : (18/251).

* قال السعدي في قوله تعالى : {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ}[هود: 3] عن ما صدر منكم من الذنوب، {تُوبُوا إِلَيْهِ} فيما تستقبلون من أعماركم بالرجوع إليه بالإنابة والرجوع عما يكرهه الله إلى ما يحبه ويرضاه، ثم ذكر ما يترتب على الاستغفار والتوبة فقال: {يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا}؛

أي : يعطيكم من رزقه ما تتمتعون به وتنتفعون، {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}:
أي : إلى وقتِ وَفَاتِكم، {وَيُؤْتِ} منكم {كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ}:
أي : يعطي أهل الإحسان والبِرِّ مِنْ فَضْله وبِرِّه ما هو جزاء لإحسانهم؛ من حصول ما يحبون، ودفع ما يكرهون، {وَإِنْ تَوَلَّوْا} عن ما دعوتكم إليه، بل أعرضتم عنه، وربما كذبتم به {فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}: وهو يوم القيامة الذي يجمع الله فيه الأَوَّلين والآخرين، فيجازيهم الله بأعمالهم؛ إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر. تفسير السعدي: (1/673).





 
رد: من عجائب الاستغفار

الأحاديث


* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول :
« والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ». صحيح البخاري: (19/365).

* وعن حذيفة رضي الله عنه قال : يا رسول الله، إني ذَرِبُ اللسان، وإنَّ عامَّةَ ذلك على أهلي .
فقال : « أين أنت من الاستغفار ؟ » فقال : « إني لأستغفر في اليوم والليلة - أو في اليوم - مائة مرة». مسند أحمد: (47/342).

* وعن حذيفة رضي الله عنه قال : كنت رجلاً ذَرِبَ اللسان على أهلي فقلتُ: يا رسول الله قد خشيت أن يدخلني لساني النار.
قال : « فأين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في اليوم مائةً ». مسند أحمد: (47/351).

* وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عيه وسلم يقول : « طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا ». رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والبيهقي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: (2/125).

* وعن أبي بردة عن الأَغَرِّ المزنيِّ رضي الله عنه وكانت له صحبة أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال : « إنه لَيُغَانُ على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة ». صحيح مسلم: (13/216).

* وعن ابن أبي موسى عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عيه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء : « رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير ». صحيح البخاري: (20/8).

* وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عيه وسلم أنه كان يدعو : « اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هَزْلي وجِدِّي وخطاياي وعمدي وكل ذلك عندي ». صحيح البخاري : (20/9).
* وعن ثوبان رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عيه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ». قال الوليد : فقلت للأوزاعي : كيف الاستغفار؟ قال : تقول : « أستغفر الله أستغفر الله». صحيح مسلم: (3/254).
* وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : « كان النبي صلى الله عيه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : « سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي » يتأول القرآن. صحيح البخاري: (3/308).

* وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عيه وسلم : « سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عَلَيَّ وأبوء لَكَ بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال : ومن قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة ». صحيح البخاري: (19/363).

* وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عيه وسلم : « من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب». سنن أبي داود: (4/314).

* وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما إن كنا لنَعُدُّ لرسول الله صلى الله عيه وسلم في المجلس يقول : « رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور » مائة مرة. مسند أحمد: (10/32).

* عن علي بن ربيعة قال : شهدت عليًا رضي الله عنه وأتي بدابَّةٍ ليركبها؛ فلما وضع رجلَه في الرِّكابِ قال : بسم الله. فلمَّا اسْتَوَى على ظهرها قال : الحمد لله.

ثم قال :
سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون. ثم قال : الحمد لله. ثلاث مرات، ثم قال: الله أكبر. ثلاث مرات، ثم قال : سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. ثم ضحك، فقيل: يا أمير المؤمنين، من أي شيء ضحكت ؟ قال : رأيت النبي صلى الله عيه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك. فقلت: يا رسول الله من أي شيء ضحكت؟ قال: «إن ربك يعجب من عبده إذا قال اغفر لي
ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري». سنن أبي داود: (7/174).

* وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول : « قال الله - تبارك وتعالى : يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبُك عنانَ السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتُك بقرابها مغفرة ».

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن الترمذي: (8/40).

* وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عيه وسلم إذا جلس مجلسًا يقول
بآخره إذا أراد أن يقوم من المجلس : « سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ». فقال
رجل : يا رسول الله، إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى. فقال : « كفارة لما يكون في المجلس ».
رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: (2/101).

* وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عيه وسلم: عَلِّمْني دعاء أدعو به في صلاتي. قال : « قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ». صحيح البخاري: (3/333).
* وعن بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله عيه وسلم قال: سمعت أبي يحدثنيه عن جدي أنه سمع رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول : « من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان قد فَرَّ من الزحف ». صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود: (4/17).

* وعن علي رضي الله عنه أنه قال في الاستسقاء : « إذا خرجتم فاحمدوا الله، وأثنوا عليه بما هو أهله، وصلوا على النبي صلى الله عيه وسلم واستغفروا؛ فإن الاستسقاء الاستغفار ».

قال : وقال علي رضي الله عنه : « إن النبي صلى الله عيه وسلم حول رداءه وهو قائم حين أراد أن يدعو ». مصنف عبد الرزاق: (3/88).

* وعن أبي بكر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول : « إن الله قد وهب لكم ذنوبكم عند الاستغفار، من استغفر الله بنية صادقة، ومن قال : لا إله إلا الله. رَجَحَ ميزانُه ».

الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين: (1/201).

* وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول : « إن إبليس قال لربه عز وجل : وعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم فقال له ربه عز وجل : فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني ». مسند أحمد: (22/485).

* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عيه وسلم : « إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائل يعطى هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له. حتى ينفجر الصبح ». صحيح مسلم: (4/140).

* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عيه وسلم : « القنطار اثنا عشر ألف أوقية كل أوقية خير مما بين السماء والأرض ». وقال رسول الله صلى الله عيه وسلم : « إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول : أنى هذا فيقال باستغفار ولدك لك». سنن ابن ماجه: (11/51).

* وعن الشعبي قال : خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستسقي بالناس، فما زاد على الاستغفار حتى رجع فقالوا : يا أمير المؤمنين، ما رأيناك استسقيت. قال : لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي تستنزل بها
المطر : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}[نوح: 10-12].

{ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}
[هود: 52] مصنف عبد الرزاق: (3/87).

* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عيه وسلم : « والذي نفسي بيده لو لم تُذْنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم». صحيح مسلم: (13/301).

* وعن علي رضي الله عنه قال : كنت رجلاً إذا سمعت من رسول الله صلى الله عيه وسلم حديثًا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني، وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته، وقال : وحدثني أبو بكر رضي الله عنه وصدق أبو بكر أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول : « ما من عبد يذنب ذنبًا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له». ثم قرأ هذه الآية :
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}[آل عمران: 135]» صحيح الترغيب والترهيب: (2/125). إلى آخر الآية.

* وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عيه وسلم : « إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب صقل منها، فإن عاد زادت حتى تعظم في قلبه؛ فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل

{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[المطففين: 14]».
[هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين، وقد احتج مسلم بأحاديث القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح]. المستدرك على الصحيحين للحاكم: (1/9).

* وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عيه وسلم : « ما من حافظتين يرفعان إلى الله في يوم فيرى تبارك وتعالى في أول الصحيفة وفي آخرها استغفارًا إلا قال - تبارك وتعالى : قد غفرت لعبدي ما بين طَرَفَيِ الصحيفة ». [رواه البزار، وفيه تمام بن نجيح وثقه وغيره وضعفه البخاري وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح].مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: (4/447).

* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عيه وسلم قال : « إن عبدا أصاب ذنبا – وربما قال: أذنب ذنبا – فقال : رب أذنبت – وربما قال : أصبت – فاغفر لي. فقال ربه : أعلم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي. ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبًا – أو أذنب ذنبًا – فقال : رب أذنبت – أو أصبت آخر – فاغفره، فقال : أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي. ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبًا – وربما قال : أصاب ذنبًا – قال : قال : رب أصبت – أو قال : أذنبت آخر – فاغفره لي. فقال : أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثلاثًا فليعمل ما شاء».صحيح البخاري: (23/26).

* وعن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال : « من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار». حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: (2/125)، وصححه في السلسلة الصحيحة: (5/377).رواه البيهقي بإسناد لا بأس به.

* عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عيه وسلم : « ألا أدلكم على دائكم ودوائكم، ألا إن داءكم الذنوب، ودواءكم الاستغفار». شعب الإيمان للبيهقي: (15/180).

* عن عبادة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عيه وسلم يقول : « من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة » رواه الطبراني: (6/323).

* عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عيه وسلم، أنه قال : « العبد آمن من عذاب الله، عز وجل، ما استغفر الله، عز وجل ».أخرجه أحمد: (6/20) (24453).

* عن عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة - رضي الله عنها - تقول : إن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال : « إن الله خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرًا عن
طريق الناس أو شوكة أو عظمًا عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامي فإنه يمسي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار ».رواه مسلم: (ص837)، رقم (2330).



 
رد: من عجائب الاستغفار

متفرقات في الاستغفار​


* عن بكر بن عبد الله المزني يقول: «لقيت أخًا لي من إخواني الضعفاء فقلت : يا أخي أوصني.

فقال : ما أدري ما أقول؛ غير أنه ينبغي لهذا العبد أن لا يفتر عن الحمد والاستغفار وابن آدم بين نعمة وذنب ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر ولا الذنب إلا بالتوبة والاستغفار.
قال : فأوسعني علمًا ما شئت». الشكر: (1/51).

* عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: «رأيت أبي في النوم بعد موته كأنه في حديقة فرفع إلي تفاحات فأولتُهن بالولد فقلت : أي الأعمال وجدت أفضل قال: الاستغفار يا بني ». المنامات: (1/29).

* وعن مخلد قال : جاء رجل إلى أبان بن أبي عياش فقال : إن فلانًا يقع فيك قال : أقرئه السلام وأعلمه أنه قد هيجني على الاستغفار. الصمت: (1/268).

* حدثنا الوليد بن مسلم، قال : سألت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن قول الله : {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}[آل عمران: 17] فقال : حدثني سليمان بن موسى، حدثني نافع أن ابن عمر كان يحيى الليل صلاة فيقول : يا نافع : أسحرنا ؟ فيقول : لا، فيعاود الصلاة فإذا قلت : نعم، قعد يستغفر الله ويدعو حتى يصبح.
تفسير ابن أبي حاتم: (12/104).
* عن نافع قال : «كان ابن عمر يكثر الصلاة من الليل وكنت أقوم على الباب فأفهم عامة قراءته فربما ناداني : يا نافع هل كان السحر بعد ؟ فإن قلت : نعم. نزع عن القراءة فأخذ في الاستغفار ».
التهجد وقيام الليل: (1/357).إسناده حسن.

* قال سفيان : دخلت على جعفر بن محمد، فقال : « إذا كثرت همومك فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار، وإذا تداركت عليك النعم فأكثر حمدًا لله ».
الترغيب في فضاءل الأعمال وثواب ذلك لابن هشام: (1/381).

* عن الربيع بن خثيم، أنه قال لأصحابه : ما الداء ؟ وما الدواء ؟ وما الشفاء ؟ قال : « الداء الذنوب، والدواء الاستغفار، والشفاء أن تتوب فلا تعود ». الزهد لأحمد بن حنبل: (5/70).

* حدثنا مالك بن مغول قال: سمعت أبا يحيى يقول : شكوت إلى مجاهد الذنوب قال : « أين أنت من الممحاة ؟ يعني من الاستغفار». الزهد لأحمد بن حنبل: (5/330).

* عن جعفر بن برقان، قال : قلت لرجل من أهل البصرة: كيف لا يشتهي أحدنا أنه لا يزال متبركًا إلى ربه يستغفر من ذنب، ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود، قال: قد ذكر للحسن، فقال : « ود الشيطان لو ظفر منكم بهذه فلا تملوا من الاستغفار».التوبة: (1/252).

* عن الحسن يقول : « أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي
أسواقكم، وفي مجالسكم، أينما كنتم؛ فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة». التوبة: (1/273).

* عن يونس بن عبيد، قال : سمعت بكر بن عبد الله المزني، يقول : « إنكم تكثرون من الذنوب، فاستكثروا من الاستغفار؛ فإن العبد إذا وجد يوم القيامة بين كل سطرين من كتابه استغفارًا سره مكان ذلك». التوبة: (1/306).

* روى إبراهيم بن حاطب عن أبيه قال : سمعت رجلاً في السحر في ناحية المسجد يقول : يا رب، أمرتني فأطعتك، وهذا سحر فاغفر لي . فنظرت فإذا هو ابن مسعود رضي الله عنه .
قلت - والكلام للقرطبي : فهذا كله يدل على أنه استغفار باللسان مع حضور القلب.
تفسير القرطبي: (4/40).

* وروى مكحول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : « ما رأيت أكثر استغفارًا من رسول الله صلى الله عيه وسلم ».

وقال مكحول : ما رأيت أكثر استغفارًا من أبي هريرة رضي الله عنه، وكان مكحول كثير الاستغفار.

قال علماؤنا : الاستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار ويثبت معناه في الجنان، لا التلفظ باللسان. تفسير القرطبي: (4/210).

* عن ابن المبارك عن الأوزاعي قال : قال إبليس لأوليائه : من أي شيء تأتون بني آدم ؟ فقالوا : من كل شيء. قال : فهل تأتونهم من قبل الاستغفار؟ فقالوا : هيهات ذاك
شيء قُرِنَ بالتوحيد.

قال : لأبُثَّنَّ فيهم شيئًا لا يستغفرون الله منه. قال: فبث فيهم الأهواء. سنن الدارمي: (1/344).

* قال الفضيل : « يقول العبد أستغفر الله، وتفسيرها أقلني ».
تفسير القرطبي: (18/301).

* قال الألباني رحمه الله تعالى في الكلام على قول النبي صلى الله عيه وسلم : « لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقًا يذنبون فيغفر لهم » : وليس المقصود من الحديث وأمثاله الحضَّ على الإكثار من الذنوب والمعاصي ولا الإخبار فقط بأن الله غفور رحيم؛ وإنما الحض على الإكثار من الاستغفار ليغفر الله له ذنوبه؛ فهذا هو المقصود بالذات من هذه الأحاديث، وإن اختصر ذلك منه بعض الرواة .السلسلة الصحيحة، مختصرة: (4/604).
والله أعلم.

* قال صاحب عون المعبود شارحًا حديث النبي صلى الله عيه وسلم : « من لزم الاستغفار »: أي : عند صدور معصية وظهور بلية، أو من داوم عليه فإنه في كل نفس يحتاج إليه، ولذا قال صلى الله عيه وسلم: «طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا». [رواه ابن ماجه بإسناد حسن صحيح].

«من كل ضيق » : أي : شدة ومحنة.
«مخرجًا» : أي : طريقًا وسببًا يخرج إلى سعة ومنحة، والجارُّ متعلق به وقدم عليه للاهتمام وكذا.
«ومن كل هم» : أي : غم يهمه.
«فرجًا» : أي خلاصًا.
«ورزقه» : حلالاً طيبًا.
«من حيث لا يحتسب» : أي : لا يظن ولا يرجو ولا يخطر بباله.
والحديث مقتبس من قوله تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا }
[الطلاق: 2، 3] كذا في المرقاة. عون المعبود: (3/443).

* وقال أيضا في شرحه لهذا الحديث : « وإن العالم ليستغفر له ».
قال الخطابي : إن الله سبحانه قد قيض للحيتان وغيرها من أنواع الحيوان العلم على ألسنة العلماء أنواعًا من المنافع والمصالح والأرزاق؛ فهم الذين بيَّنوا الحكم فيما يحل ويحرم منها وأرشدوا إلى المصلحة في بابها وأوصوا بالإحسان إليها ونفي الضرر عنها فألهمها الله الاستغفار للعلماء مجازاة على حسن صنيعهم بها وشفقتهم عليها.عون المعبود: (8/137).

* عن أبي المنهال قال : « ما جاور عبد في قبره من جار خير من استغفار كثير ».
الزهد، لأحمد بن حنبل: (5/7).

* قال صاحب التحفة : عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عله وسلم إذا خرج من الخلاء قال : « غفرانك ».
قوله : « إذا خرج من الخلاء قال : «غفرانك».
إما مفعول به منصوب بفعل مقدر؛ أي أسألك غفرانك أو أطلب، أو مفعول مطلق أي اغفر غفرانك، وقد ذكر في تعقيبه صلى الله عيه وسلم الخروج بهذا الدعاء وجهان :
أحدهما : أنه استغفر من الحالة التي اقتضت هجران ذكر الله تعالى فإنه يذكر الله تعالى في سائر حالاتها إلا عند الحاجة .
وثانيهما : أن القوة البشرية قاصرة عن الوفاء بشكر ما أنعم الله عليه من تسويغ الطعام والشراب وترتيب الغذاء على الوجه المناسب لمصلحة البدن إلى أوان الخروج، فلجأ إلى الاستغفار اعترافًا بالقصور عن بلوغ حق تلك النعم، كذا في المرقاة .

قلت : الوجه الثاني هو المناسب لحديث أنس رضي الله عنه، قال : كان النبي صلى الله عيه وسلم إذا خرج من الخلاء قال : « الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني ». [رواه ابن ماجه].

قال القاضي أبو بكر بن العربي : سأل المغفرة من تركه ذكر الله في تلك الحالة، ثم قال : فإن قيل إنما تركه بأمر ربه فكيف يسأل المغفرة عن فعل كان بأمر الله ؟

والجواب : أن الترك وإن كان بأمر الله إلا أنه من قبل نفسه وهو الاحتياج إلى الخلاء ». انتهى.
فإن قيل : قد غفر له صلى الله عيه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر فما معنى سؤاله المغفرة ؟ يقال : كان النبي صلى الله عيه وسلم يطلب المغفرة من ربه قبل أن يعلمه أنه قد غفر له، وكان يسألها بعد ذلك؛ لأنه غُفِرَ له بشرط استغفاره، ورُفِعَ إلى شرف المنزلة بشرط أن يجتهد في الأعمال الصالحة والكل له حاصل بفضل الله تعالى، قاله ابن العربي. تحفة الأحوذي: (1/11).

* قال الفقيه : حدثنا أبي - رحمه الله تعالى - بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : من رزق ستًا لم يحرم ستًا؛ من رزق الشكر لم يحرم الزيادة؛ لقوله تعالى : { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }[إبراهيم: 7].
ومن رزق الصبر لم يحرم الثواب؛ لقوله تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }[الزمر: 10].
ومن رزق التوبة لم يحرم القبول؛ لقوله تعالى : {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[الشورى: 25].

ومن رزق الاستغفار لم يحرم المغفرة؛ لقوله تعالى : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}[نوح: 10].

ومن رزق الدعاء لم يحرم الإجابة؛ لقوله تعالى : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }[غافر: 60].

ومن رزق النفقة لم يحرم الخلف؛ لقوله تعالى : { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[سبأ: 39].بحر العلوم للسمرقندي: (2/425).



 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 3)

عودة
أعلى