من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

الفجر المضئ

عضو جديد
من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذه بعض المواقف التي حصلت لعائشة رضي الله عنها مع الرسول محمد صلى الله عليه و سلم

الموقف الأول : حسن التودد


فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مظهراً لكل جوانب الرقة والحنان والمحبة والتودد لعائشة ، ويشهد لذلك ما ورد في الصحيح عن عائشة تقول : " لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد ، وإنه ليسترني بردائه ؛ لكي أنظر الى لعبهم ، يقف من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف فاقدروا قدر الجاريه الحديثة السن الحريصة على اللهو " .

فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم - وهو مَن هو في عظمته - يتودد إلى عائشة ، ويمكّنها من أن ترى بعض ما يدخل السرور لنفسها ويقف لأجلها ، حتى يكون رداء وساتراً لها ، ولا يتحرك حتى تنتهي من فرجتها ومطالعتها ، ومن متعتها وسرورها تلطفاً منه عليه الصلاة والسلام، ومراعاة لها ولسنها ، فما بال الرجال يأنفون عن أقل من هذا بكثير ! بل يستكثرون به على أزواجهم ، ويظنون أن في ذلك إذهاباً لهيبتهم ، وأنه لا بد أن يكون الواحد منهم متجهم الوجه ، مقطب الجبين ، ينظر بعينه شزرا ، وتتقد عينه جمراً وإن لم يكن كذلك فلا يكون رجلاً .


هذا لا شك أنه من فرط الجهل في أصول المعاشرة ؛ فإن الإنسان قد يتوقى ويتحرز من الناس البعيدين أو الأغراب أما من تكثر الخلطه معهم فلا بد أن تكون معه على لين وتودد وتلطف وعلى ترسل في المعاملة من غير تكلف وعلى إبداء ما عندك دون حرج ؛ لأنك ستلقاه كل يوم فلو تحفظت وتحرجت وتهيبت ؛ فإنك لا تستطيع أن تستمر على ذلك، قد ترى الإنسان الآن عندما تتعرف عليه أول أمره لا يتكلم معك في خاص أموره ، ولا فيما يتعلق ببعض ما يحترز منه من الدعابة والمزاح وكذا ، لكن إذا كثرت خلطته وعثرته بدا لك منه كل شيء ، فكيف يكون الرجل مع زوجته وهي أقرب الناس إليه وأكثرهم عشرة له ، ثم لا يتلطف ولا يتودد ولا يكون في سيرته معها على ما هو طبعه وسجيته دون أن يكون متكلفاً ولا متجهماً .

الموقف الثاني : حسن الهجر


وكذلك من لطائف هذه المعاملة الزوجية ما ورد في الصحيحين من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى !

أي أعرف الوقت الذي تكونين فيه غاضبة أو عاتبة علي ، فأولاً ليس هناك من غضاضة ولا جرم ولا كبيرة من الكبائر أن تغضب المرأة على زوجها، لما قد يقع من أسباب الإختلاف المعتادة في حياة الناس ولكن انظروا إلى أدب عائشة وإلى فطنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فقالت له : كيف ذلك يا رسول الله ؟ أي كيف تعرف رضاي من غضبي ، فقال : ( إذا كنت راضية عني قلت : لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت : لا ورب إبراهيم ) ، فقالت عائشة رضي الله عنها : أجل والله ما أهجر يا رسول الله إلا اسمك .

فهنا يدل على أنه قد يقع ما يوجب الخلاف والنزاع ، ولكن لا بد أن يكون له حده فلا تتجرأ المرأة على زوجها وتشتمه ولا تنتقصه ولا تذكره بما يسؤوه ، ولا تنعته بما لا يحب ولا تصفه بما يكره ، ولا تنبزه بما هو عيب وإن كان فيه، لئلا توغل صدره وتجعل كما نقول : " من الحبة قبة " ولئلا تنفخ في نار هذه الشحناء البسيطة والمخالفة اليسيرة، فإذا بها تغدوا مشكلة كبيرة وصراعاً عنيفاً لا يحل بسهولة .

ثم انظر إلى أدب عائشة رضي الله عنها وحسن تقديرها وتعظيمها لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع إشعارها بمرادها، أليس المراد أن تشعره بأنها غضبى حتى يتلطف معها ؛ فإنها تشعره بأقل القليل الذي يغني عن غيره، فكانت تقول إذا كانت غضبى : " لا ورب إبراهيم " وإذا كانت راضية تقول : " لا ورب محمد "، وما أخطات في القولين كليهما ، وإنما أحسنت في الأدب، وانظروا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما قال لها : إني أعرف أنك غاضبة ؛ ليقابل غضبها بغضب ، وإنما ليستل هذا الغضب ويدخل هذا المدخل اللطيف الودود المحب، ويقول لها مداعباً وملاطفاً : أني أعرف هذه الحالة وهذه الحالة وبيّن لها أنه قد بلغته رسالتها ، وعرف مقصدها ، وأراد أن يمحو ما كان من سبب هذا الغضب .

الموقف الثالث : قبول الإسترضاء


ومن ذلك أيضاً ما ورد في حديث النعمان بن بشير قال :

" استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا عائشة ترفع صوتها عليه ، فقال : يا ابنة فلانة - وهذه أساليب للعرف عجيبة في تعاملهم هي ابنته لكن في هذا الفعل لم يكن راضياً عنها فلم يرد أن ينسبها إليه وهي تفعل فعلاً لا يحبه ، فقال : يا ابنة فلانه نسبها الى أمها - ثم قال : ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ! فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها ، فقد أراد أبو بكر أن يتوجه لعائشة ليضربها ويعنفها " .

وقد استنبط بعض أهل العلم أنه يجوز لأبي البنت أن يربيها وأن يزجرها بحضرة زوجها ، لكن انظر " فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها " ، مع إن النبي صلى الله عليه وسلم، هو - إذا صح التعبير - المعتدى عليه ، وهي التي رفعت عليه صوتها، ومع ذلك حال بينها وبينه .

" ثم خرج أبو بكر رضي الله عنه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها – أي يترضى عائشة ويتلطف معها - ويقول : ألم تريني حلت بين الرجل وبينك - يستشفع بالموقف الدفاعي الذي وقفه صلى الله عليه وسلم - ثم إستأذن أبوبكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما - النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها ـ قد أزال النبي صلى الله عليه وسلم بحسن معاملته هذا الأمر الذي كان سبب هذا الغضب ـ فقال أبو بكر : أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما "

ما أجمل هذا الموقف ! وما أرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وما أحسن تأتي عائشة صلى الله عليه وسلم ولينها وانكسارها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ! ومعلوم أن الحياة الزوجية لا تخلو من المكدرات ، ولكن هذه المعاملة هي التي تزيل أسباب الكدر، وإذا كانت هناك مكدرات ؛ فإن هناك مهدئات ومسكنات من هذه المعاملة اللطيفه، فقد رفعت المرأة صوتها على زوجها - ولم يكن زوجها أي أحد بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقبل منها مراعاة لطبيعتها وغضاًَ للطرف عما سبب لها ذلك الغضب، ثم بعد ذلك حال بينها وبين أبيها ، ثم جعل يترضّاها ويستشفع لها بما كان منه من موقف تجاهها ثم تضاحك الزوجان مرة أخرى وعاد الوئام في لحظات .

وإلا فإنه من الممكن أن يطول الأمر والخلاف ؛ فإن الكلمة تجر أختها وأحيانا الحركة تجد غيرها وتزداد الشقة والخلاف والنزاع .

الموقف الرابع : يا رب سلط عليّ حية


هنا أيضاً حادثة لطيفة فيما يتعلق فيما بين الزوجات مع أزواجهن .. الرواية عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة معاً وكان إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث ، فقالت حفصة : ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر – أي نتبادل تجربين هذا البعير وأنا أجرب – فقالت : بلى فركبت ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة و عليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة ، فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول : يا رب ، سلّط عليّ عقرباً أو حية تلدغني ، رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئاً ! " .
يعني تبدي ما كان من ندمها في هذا الشأن ، فهذه مواقف يسيرة من معامله الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها ، وحسن أدب عائشة مع المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذا كله يدلنا على ما ينبغي أن يكون بين الرجل وزوجته ، ومن ما يتعلق ببعض الإستنباطات الفقهية من عائشة رضي الله عنها ودقة علمها وهذا نوع من المواجه ؛ حتى ننتقل من مرحله الى أخرى لأن هناك مواقف أخرى سيأتي ذكرها لاحقا .

الموقف الخامس: يا بنية إنك لمباركة


في مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بتربان بلد بينها وبين المدينة بريد وأميال وهو بلد لا ماء به ، وذلك من السحر انسلت قلادة من عنقي فوقعت ، فحبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسها حتى طلع الفجر، وليس مع القوم ماء فلقيت من أبي مالله به عليم من التعنيف والتأفيف - سقط عقدها فانتظر الرسول يبحث عنه حتى طلع الفجر ولم يتحرك القوم وليس عندهم ماء - ، فأنزل الله الرخصة في التيمم ، فتيمم القوم وصلّوا ، قالت : يقول أبي حين جاء من الله الرخصه للمسمين : والله ما علمت يا بنيه إنك المباركة ! لما جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر .

فهذا مما كان في نزول حكم التيمم ولم يكن فرض قبل ذلك، وهذا كان ببركة وبسبب ما حدث لعائشة رضي الله عنها .


الموقف السادس: تنزعي مقلتيك

ومن ذلك أيضاً ما روته بكرة بنت عقبة : أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة - أي لباس مزين أو فيه صفرة - فسألتها عن الحناء ؟ فقالت : شجرة طيبة وماء طهور، وسألتها عن الحفاء فقالت لها : إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتضعيها له أحسن مما هما فافعلي .

وهذا من أعظم فقه عائشة بالنسبة للنساء تقول إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك أي عينيك فتصنعينها أحسن مما هما عليه فافعلي، وذلك لكي تكون أقرب وأحب الى زوجها .



اللهم انصر الاسلام و المسلمين اللهم
آآمييييين
منقول


 
رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

عليه أفضل الصلوات والتسليم
مواقف ونماذج رائعه
إستمتعت بالقراءه
دمتِ بقرب الله
 
رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

عليه الصلاة والسلام
جزاك الله خير في الدارين يااختي
 
رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

اللهم صلي وسلم علية هذا ديناء لك الحمد ياربي وهذي عقيدتنا ودستورنا القراااان الكريم كل شي في القران الحمدلله ولحديث للتفسيرر وتفهيم وتثقيف الحمدلله مسلمون بكتاب الله وسنت نبيناا محمد صلي الله عليه وسلم

شكرا على الموضوع الرائع
 
رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

عليه الصلاة والسلام

جزاك الله خير
 
رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

عليه أفضل الصلوات والتسليم
مواقف ونماذج رائعه
إستمتعت بالقراءه
دمتِ بقرب الله
av
شرفني واسعدني عاطر مرورك غاليتي نهى
لك كل الشكر الله يحفظك
 
رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

عليه الصلاة والسلام
جزاك الله خير في الدارين يااختي

شرفني واسعدني عاطر مرورك غاليتي نزيف الامل
لك كل الشكر الله يحفظك
 
رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

اللهم صلي وسلم علية هذا ديناء لك الحمد ياربي وهذي عقيدتنا ودستورنا القراااان الكريم كل شي في القران الحمدلله ولحديث للتفسيرر وتفهيم وتثقيف الحمدلله مسلمون بكتاب الله وسنت نبيناا محمد صلي الله عليه وسلم

شكرا على الموضوع الرائع

شرفني واسعدني عاطر مرورك اخي الكريم
لك كل الشكر الله يحفظك
 
رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال براهيم انك حميد مجيد
بارك الله فيك
 
رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

عليه الصلاة والسلام

جزاك الله خير
وجزاك الله جنات النعيم
شرفني واسعدني عاطر مرورك غاليتي الحنان كله
لك كل الشكر الله يحفظك
 
رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

رد: من مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها

اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال براهيم انك حميد مجيد
بارك الله فيك
وفيك بارك اخي الكريم
شرفني واسعدني عاطر مرورك
لك كل الشكر الله يحفظك
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى