من روائع الشعراوى ( أولياء الله )

[إشراقة]

​

[FONT=&quot]من هم أولياء الله ؟[/FONT]​

[FONT=&quot]فقد أدعى كثير من الناس – في هذا زمان – أنهم أولياء الله !! واختلطت المفاهيم عند الناس واختلت الموازين [/FONT]​

[FONT=&quot]فمن هم أولياء الله ؟[/FONT]​

[FONT=&quot]وما هي صفاتهم ؟ [/FONT]​

[FONT=&quot]وما هي منزلتهم عند ربهم ؟ [/FONT]​

[FONT=&quot]يجيب القرآن الكريم عن هذه الأسئلة فيقول : [/FONT]​

[FONT=&quot][أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ] [FONT=&quot]{يونس64:62}[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]- نجد أن كلمة " ولى " من وليه , يليه , أي : قريب منه , وهو أول مفزع يفزع إليه أن جاءه أمر يحتاج فيه إلى معاونة من غيره , وان احتاج إلى نصرة فهو ينصره , وخيره يفيض على من والاه .[/FONT]​

[FONT=&quot]ومن يقرب عالماً يأخذ بعضاً من العلم , ومن يقرب قوياً يأخذ بعضاً من القوة , ومن يقرب غنياً , أن احتاج , فالغنى يعطيه ولو قرضا .[/FONT]​

[FONT=&quot]إذن[FONT=&quot] : الولي هو القريب الناصر المعين الموالى .[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]وتطلق " الولي " مرة لله سبحانه وتعالى , وقد قال القرآن :[/FONT]​

[FONT=&quot][فَاللهُ هُوَ الوَلِيُّ] [FONT=&quot]{الشُّورى:9}[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]لأنه سبحانه القريب من كل خلقه , عكس الخلق الذين يقتربون من بعضهم أو يتباعدون حسب إمكاناتهم , أما الله سبحانه وتعالى فهو الولي المطلق , فقربه من خلق لا يبعده عن خلق , ولا يشغله شيء عن شيء , فهو الولي الحق , وهو سبحانه يقول :[/FONT]​

[FONT=&quot][هُنَالِكَ الوَلَايَةُ للهِ الحَقِّ] [FONT=&quot]{الكهف:44}[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]فمن يحتاج إلى الولاية الحقه فليلجأ إلى الله , وهو سبحانه يفيض على الأوفياء لمنهجه من الولاية , والحق سبحانه لا تحكمه قوانين , فبطلاقة قدرته سبحانه إذا رأى في إنسان ما خصلة من خير , فيكرمه أولاً , فيصير هذا العبد طائعاً من بعد ذلك .[/FONT]​

[FONT=&quot]وبرحمته سبحانه قرب من خلقه الذين آمنوا أولاً , وقربه سبحانه منهم : [يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ] فمن يتبع المنهج يأخذ النور , فإذا علم الله سبحانه عمله بمنهجه فهو سبحانه يقربه قرباً أكثر فيعطيه هبة اصطفائية يراها الذين حوله وقد يقتدون به .[/FONT]​

[FONT=&quot]والحق سبحانه يريد من المؤمن الأدب مع خلق الله , فإذا علم سيئة عن إنسان فعليه أن يسترها , لأن الحق سبحانه يحب الستر ويحب من يستر .[/FONT]​

[FONT=&quot]وأنت قد تكره إنسانا تعلم عنه سيئة ما , وقد تكره كل حسنة من حسناته , فيريد الله ألا يحرمك من حسنات من له سيئة فيسترها عنك لتأخذ بعضاً من حسناته , ويأمرك الحق ألا تحتقر هذا المسيء , لأنه قد يتمتع بخصلة خير واحدة , فيكرمه الله سبحانه من أجلها أولاً , ثم يطيعه هذا العبد ثانياً .[/FONT]​

[FONT=&quot]إذن[FONT=&quot] : فالإيمان بالله يسلم المؤمن مفتاح القرب من الله .[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]ومن يكن من أصحاب الخلق الملتزمين بالمنهج يقربه الله منه أكثر وأكثر .[/FONT]​

[FONT=&quot]إذن[FONT=&quot] : فمن الناس من يصل بطاعة الله إلى كرامة الله , ويدق على باب الحق , فينفتح له الباب , ومن الناس من يصل بكرامة الله أولاً إلى طاعة الله ثانياً .[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]ولله المثل الأعلى[FONT=&quot] : أنت كواحد من البشر قد يدق بابك إنسان يحتاج إلى لقمة أو صدقة فتعطيه , وهناك إنسان آخر تحب أن تعطيه , وعندما تعطيه يطيعك من منطلق الإحسان إليه , فما بالنا بعطاء الحق لعباده ؟[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]فأنت حين تحب الله يقربك أكثر وأكثر , ويسمى " بالمصافاة " فإذا أفاض الله سبحانه على بعض خلقه هبات من الكرامات فعلى العباد الذين اختصهم الحق سبحانه بذلك أن يحسنوا الأدب مع الله , وألا يتبجح بها ويتفاخر بها ويتباهى , فمن تظاهر بالكرامة ليس له كرامة .[/FONT]​

[FONT=&quot]إذن : فالحق سبحانه يريد أن يكون العبد دائما في معيته , وهو سبحانه الذي بدأ وبين بالآية الواضحة انه سبحانه ولى المؤمنين , ولذلك سيخرجهم من الظلمات إلى النور .[/FONT]​

[FONT=&quot]فقال : [اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ] .[/FONT]​

​

[FONT=&quot]صفات أولياء الله :[/FONT]​

[FONT=&quot]ويبين الله سبحانه لنا شروط الولاية فيقول :[الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ] [FONT=&quot]{يونس:63}[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]والإيمان[FONT=&quot] هو الأمر الاعتقادى الأول الذي يبنى عليه كل عمل ويقتضى تنفيذ منهج الله , الأمر في الأمر والنهى في النهى , والإباحة في الإباحة .[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]والتقوى[FONT=&quot] : هي اتقاء صفات الجلال في الله تعالى , وأيضا : اتقاء النار باجتناب الأعمال والاعتقادات التي تؤدى إليها .[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رجل : يا رسول الله , من أولياء الله ؟ قال : " الذين إذا رؤوا ذكر الله " .[/FONT]​

[FONT=&quot]

[/FONT]​

[FONT=&quot]منزلة أولياء الله عند ربهم :[/FONT]​

[FONT=&quot]وعن منزلتهم عند ربهم , يقول الحق سبحانه : [/FONT]​

[FONT=&quot]( لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ[FONT=&quot]][/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]والبشرى[FONT=&quot] : من البشر والبشارة والتبشير .[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]وحين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البشرى قال : " إنها الرؤيا الصالحة ترى للمؤمن أو يراها ", وقال صلى الله عليه وسلم :" إنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة "[/FONT]​

[FONT=&quot]والرؤيا هي شيء لم يشغل عقلك نهاراً , وليس للشيطان فيه دخل .[/FONT]​

[FONT=&quot]إذن [FONT=&quot]: البشرى هي الرؤيا الصالحة , أو هي المقدمات التي تشعر خلق الله بهم فتتجه قلوب الناس إلى هؤلاء الأولياء , وقد تجد واحداً أحبه الله تعالى في السماء , فيحبه أهل السماء , ثم يوضع له القبول في الأرض , وساعة تراه مكتوباً له القبول , فالكل يجمعون على أن رؤيتهم لهذا المحبوب من السماء سمتاً طيباً , وهذه هي البشرى .[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]أو أن البشرى تأتى لحظة أن يأتي ملك الموت , فيلقى عليه السلام , ويشعر أن الموت مسألة طبيعية , مصداقاً لقوله تعالى :[/FONT]​

[FONT=&quot][الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] [FONT=&quot]{النحل:32}[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]أو ساعة يبيض الوجه حين يأخذ الإنسان من هؤلاء كتابه بيمينه , وهذه بشرى في الدنيا والآخرة .[/FONT]​

[FONT=&quot]وينهى الحق سبحانه الايه التي نحن بصددها بقوله (لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ][/FONT]​

[FONT=&quot]وما دام الحق سبحانه قد وعد ببشرى الدنيا والآخرة , فلا تبديل لما حكم به الله , فلا شيء يتأبى على حكم الله تعالى , والوعد بالبشريات في الدنيا وفى الآخرة فوز عظيم مؤكد .[/FONT]
نقلته لفائدته العظيمه​

رحم الله الشيخ الشعراوي​

ونفعنا الله بعلمه واجزل اجره ​

ومن يسره وعرضه​

[FONT=&quot]

[/FONT]

 

[إحسـاسي]

رد: من روائع الشعراوى ( أولياء الله )

رحم الله فضيلة الشيخ الشعراوي
وأسكنه فسيح جناته

وجزاكِ الله خير غاليتي دمعة امل

على روعة مانقلتي لنا؛وكتب الله لك آجركل من مر هناإن شاء الله؛

اسعدك الله وحفظك

لك مني

كل الشكر والتقدير

 

[إشراقة]

رد: من روائع الشعراوى ( أولياء الله )

حياكِ من احياك
الغالية إحســاسي
بورك الحضور والمرور
بوركتِ حيث كنتِ


​