معاق محتاج لدعم ملك القلوب من جزيرة فرسان

معاق محتاج لدعم ملك القلوب من جزيرة فرسان

...ماســــــاه معاق ( من فرسان)...
بعد أن أنهيت المرحلة الثانوية قررت مواصلة الدراسة والالتحاق بالجامعة وكنت شغوفا بدراسة الإعلام ذلك الحلم الصاعد معي منذ دخولي المرحلة الثانوية ورغم ظروفي الصحية إلا أني كنت مصمما لمواصلة دراستي وتحقيق حلمي..
وما إن بدأت صفحات الإنترنت تستقبل بيانات التسجيل سارعت للتسجيل فسجلت في جامعة جازان بداية لأنها هي الجامعة الأقرب بالنسبة لي ورغم أنها لا تحتوي على قسم إعلام ولكن من باب الاحتياط خشية إني لم أقبل في أي جامعة أخرى ومن ثم سجلت في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة ومن ثم انتقلت إلى جامعة الملك سعود بالرياض وسجلت بها بيانات جديدة أيضا وكنت بانتظار رسائل نصية لموافاتي بمواعيد الحضور للجامعة ثم أخذت أتجول في صفحات الجامعات ابحث واستطلع كيف هي ظروف ذوي الإحتياجات الخاصة في الجامعات وفي جامعة جازان لا توجد أي تفاصيل بخصوص هذه الناحية فانتقلت إلى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة وإذ بي أقرأ بأن هناك عناية خاصة بذوي الإحتياجات الخاصة وكل ما يحتاجونه متوفر من خدمات سكنية ووسائل نقل مريحة وغيره من الخدمات مقابل رسم مادي يدفعه الطالب الملتحق بالجامعة وكانت المادة لا تهمني لأنها ميسورة ولله الحمد فشعرت بالفرح مما قرأته وأزداد حماسي للتقديم والدراسة وكنت راسما في مخيلتي بأنني سأعيش براحة وسأستعيد أيامي التي قضيتها سابقا في مركز رعاية الأطفال المشلولين بالطائف وربما التقي بإخواني في المركز الذين لم أرهم منذ أن غادرتهم قبل تسع سنوات تقريبا وسأعيش في جو عائلي ممتع في جو يعيشه أشخاص معاناتهم واحدة وهمهم واحد يحس كل منهم بأخيه لأنه يعيش معاناته ويعرفها فحدثت أهلي بما قرأته وقد عرض علي جدي الإلتحاق بجامعة الطائف والعيش عنده فرفضت رغبة في الحرية والإعتماد على النفس وشدة رغبتي في العيش في الأجواء السكنية في جامعة جدة وقد قلت لهم إنني سأذهب للدراسة في كلية الإعلام فوقفوا جميعا في وجهي وبصوت واحد
{لا يا وائل لا} لا تدرس إعلام فإنه تخصص غير مرغوب فيه ووظائفه صعبة وليست متوفرة وانظر إلى فلان تخصص ولم ينجح وانظر إلى فلان قد انتهى وحتى الآن لم يوظف وانظر إلى هذا الذي يقول بأنه قد شعر بالندم بعد دخوله كلية الإعلام وأخذ كل منهم يقترح ويختار لي
1
ماذا سأدرس وما هو الشيء المناسب ذا الوظيفة المضمونة فمنهم من يقول لي فالتلتحق بكلية الحاسب الآلي تخصص جميل ومرغوب به في الساحات الوظيفية ومنهم من يقول لي لا لا يا وائل فالتدرس English‏ فهو تخصص سهل وجميل ودراسته سهلة وهو أقرب للتوظيف من غيره من التخصصات ومن يقول لي الأفضل أن تدرس إدارة وإقتصاد ومن ثم تتوظف في إحدى ساحات الإعلام المتعلقة بهذا التخصص ومنهم من يقول فالتدرس تربية خاصة فهي ذات شهادات عالية ورواتبها ضخمة ولها زوايا خاصة في ساحات الإعلام وقال آخرهم وكان أبي فالتدرس لغة عربية فهي طريق للوصول إلى رغبتك..
الكل تحدث وأبدى رأيه وأنا استمع وقد حان دوري لأتحدث فقلت أما بالنسبة إلى الذي درس ولم يتوفق أو لم يحظى بوظيفة أريد أن اسأله أسألة هل دخل برغبته الشخصية؟ أم دخل مجبورا من ذويه وأقاربه؟ أم دخل بمشورة أحد من أصدقائه؟ أم هي تحصيل حاصل تخصص وحيد مفتوح فلندخله؟ فاليجيبني علي هذه الأسئلة لأقتنع بما تقولون..
أما بخصوص التوظيف فأجبت بأنها أرزاق من رب العالمين مكتوبة لأجلها لا يعلمها إلا مدبرها ومصرفها..
أما بخصوص اختيار التخصص الدراسي فإنني لا أرغب إلا بدراسة الإعلام بأصوله وأساسياته وفروعه المتنوعة الواسعة فإن قمت بدراسة الحاسب فكلية الحاسب لا تقبل بطالب يحمل شهادة علوم شرعية وعربية لما تحتويه دراسة المادة من أساسيات علمية لم أقم بدراستها مثلا كالرياضيات‎ ‎‏ ومجال التخصص الـ English‏ فإني لست هاويا لهذه المادة في الأصل فكيف ادرس شيئا لا ارغب به أصلا وإذا درسته فلا أظن نفسي قادرا على التفوق والإنتاج..
أما في مجال الإدارة والإقتصاد أنا أعرف بأنه تخصص جميل وأعلم أنني بداراسته قد أصل به إلى فرع من فروع الإعلام ولكنه سيكون مقتصرا على إدارة الإعلانات وتسويق المنتجات عبر شبكة الإنترنت أو في شاشات التلفاز أو في صفحات الجرائد اليومية وقد لا يكون لي ظهور تلفزيوني عبر الشاشة..
وأما في مجال التربية الخاصة ففرص التوظيف جيدة ومضمونة ولكن في الساحات الإعلامية قد تقتصر على زاوية في الناحية اليمنى في صورة مصغرة أترجم بحركات خاصة معان يتحدث بها من أنقل عنه وبدون أن أحرك شفتاي..
2
وفي مجال اللغة العربية فشهادة البكلريوس قد تقتصر على أن أصبح مدرسا في إحدى المدارس فالتحضير لدراسة الإعلام قد يتطلب مني التحضير لشهادة الماجستير وقد يتأخر التعيين بشهادة البكلريوس لمدة سنة أو سنتين وبذلك تضيع دون أن أنتج أو أحقق شيئا وإذا حصل لي التعيين فالتحضير يتطلب دراسة أخرى لمدة سنتين ووقتها لا ادري لعل ظروفي الخاصة وظروف إعاقتي قد لا تهيئ لي ذلك وبذلك قد لا يتحقق الحلم..
ومع هذا التوضيح والإسراد لم يقتنع أحد ووصفوني بالعناد وعدم المبالاة وعدم تقبل النصيحة ثم قالوا لي لك الخيار والحرية..
ثم انتظرت فترة طويلة بانتظار رسالة نصية لجوالي توافيني بموعد الحضور حتى جاء ذلك اليوم الذي استقبلت به الرسالة الأولى من جامعة الملك عبدالعزيز توافيني بأن موعد حضورك سيكون في١٨/٧/١٤٢٨هـ فشعرت بفرحة عظيمة وفي اليوم التالي أتتني رسالة أخرى من جامعة جازان تبارك لي القبول في كلية المجتمع وبأن علي الحضور بتاريخ١٧/٧/١٤٢٨هـ فشعرت بفرحة أخرى وحمدت الله الذي فتح لي أبواب الخير وعوضني بصبري وطول انتظاري وبعد أيام وافتني جامعة الملك سعود بالرياض برسالة تبارك لي القبول في الجامعة وتطلبني للحضور في الموعد المحدد بتاريخ٦/٨/١٤٢٨هـ ولكن مع كل هذه السعادة فأقول يا فرحة ما تمت بقي علي الآن أن أقرر إلى أين سأذهب والتحق..
بدأت ساعات الصفر وبدأ الحديث معي بسؤال واحد هي
إلى أين تريد أن تذهب للدراسة فسكت قليلا ثم قلت أريد الذهاب إلى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة فقالوا لي لا لن تذهب إلى جدة بل ستذهب إلى جامعة جازان هي الأقرب بالنسبة لك ولنا وسنكون مطمئنين عليك لأنك ستكون برفقة أخيك سيساعدك ويقف إلى جانبك فقلت لهم إن جامعة جازان قد اختارت لي كلية المجتمع وهذه الكلية تخصصاتها محدودة ولا تناسبني فقسم الأشعة أو العلاج الطبيعي أو المختبرات لست أهلا لها لظروف إعاقتي التي لا تساعدني أن اعمل في هذه التخصصات لأنها تحتاج إلى أشخاص أصحاء جسميا فقالوا طيب فالتدرس إدارة أعمال ومحاسبة فقلت إنها تمنح شهادة الدبلوم وأنا اطمح بأن أحصل على شهادة البكلريوس وليس بها قسم إعلام الذي اطمح لدراسته فقالوا فالتنتظر موعدك في جامعة الملك سعود بالرياض
3
لتدرس عند أخيك أحمد فقلت لا أريد إلا جامعة جدة لأني لو درست عند أحمد في الرياض فنحن مضطرين إلى التأجير وسأكون في منزل صغير وكذلك ستكون طريقة تنقلنا إلى الجامعة صعبة لإختلاف جداولنا وأوقات محاضراتنا ففهموا عكس ما أريد أن أوصله لهم بل قالوا انك لا تريد أن تعيش مع إخوانك ولا تريد الإختلاط بهم ووو...الخ..من الكلام الذي لا يحتمله من يسمعه..
وأنا والله لم أكن أقصد ما كانوا يتحدثون به بل كان قصدي أن جامعة جدة وحسب ما قرأته في شبكة الإنترنت أنها مجهزة ومهيئة بكل ما يحتاجه المعاق من مسكن ووسيلة مواصلات توصله إلى مقر المحاضرة بسهولة وفي وقت قصير وسأعيش في السكن في جو عائلي سأجد فيه السعادة وأنا أعاشر إخوانا ظروفي هي ظروفهم همنا واحد وحالتنا واحدة وهدفنا واحد هو الحول على الشهادة في جو أكاديمي نملؤه سعادة وفرح يشعر كل منا بغيره إضافة إلى أني كنت أريد الإعتماد على نفسي وبدون أن أشغل أحدا بهمي أو أحس بأنني ثقيلا على أحد ما وهذا هو ما قصدته في حديثي السابق مع أهلي وهي الفرصة الوحيدة المتاحة أمامي ولو أني إنتظرت إلى موعدي في جامعة الملك سعود في الرياض فقد لا أحضى بالقبول النهائي وبذلك أكون قد أضعت على نفسي كل شيء وخسرت هذا الترم الدراسي الأول بانتظار موعد جديد للتسجيل
وكنت متحمس لذلك اليوم الذي سأذهب فيه إلى جدة حتى أتى ذلك اليوم المنتظر..
ذهبت بصحبة أخي الكبير أحمد وأخي الأوسط علي إلى جدة لإنهاء إجراءات القبول وأنا تملؤني السعادة والفرحة حتى وصلنا إلى الجامعة وكان مقر المقابلة في مبنى رقم ١٢٥ وبعد دخولنا دهشت بما رأيته من مساحة الجامعة الكبيرة ومبانيها الكثيرة والمترامية وأخذنا نبحث عن المقر المطلوب حتى تمكنا من العثور عليه فدخلناه وكنت أشاهد عددا من القاعات التي كانت أشبه بفصول الدراسة سابقا وكيف كانت كل قاعة في المبنى تضج بعد كبير من الطلاب المستجدين فدخلت في قاعتي المخصصة للموعد المقرر لي وهو الساعة الثامنة صباحا فكل قاعة لها وقتها وكان مقري هو أول المقرات خدمة فدخلت ومي أخي الأكبر أحمد فجلست في مقدمة الصف وكان عدد الأشخاص تقريبا٧٠ طالبا وأنا أتلفت يمنة ويسرة أبحث عن أحد من ذوي الإحتياجات
4
الخاصة فلم أجد إلا نفسي بينهم وقلت ربما يكونوا في قاعات أخرى ثم طال بنا الإنتظار حتى دخل علينا أحد منسوبي الجامعة يأمرنا بتجهيز أوراقنا وترتيبها استعدادا للصعود إلى قاعة القبول والتسجيل في الدور الثاني فسألته عن هل هناك عناية بذوي الإحتياجات الخاصة؟ فأجاب واثقا نعم وفجأة أقبل علي أحدهم وسألني هل أنت الذي تريد التسجيل؟ فقلت نعم أنا! فقال أعطني ملفك وسأقوم أنا بخدمتك فالتسترح ولكن بأي كلية تريد الالتحاق؟
فقلت كلية الإعلام فقال لي نعم فشعرت بفرحة عظيمة وما هي بدقائق معدودة إلا ويقبل علي مجددا ليسلمني بطاقتي الجامعية ودفتر البنك لأفتح حساب الجامعة فشكرته فعرفني على نفسه وقال أنا عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية التي تحمل تخصصك وقد سررت بخدمتك والله يبارك لك ويفتح عليك فشكرته ثم قلت له بقي علي الآن التسجيل في الوحدة السكنية فأرسلني إلى أحد من الأشخاص وكلفه بتولي هذه المهمة فذهب معه أخي أحمد وتركني في القاعة خشية أن أشعر بالتعب وأخذا يتبادلان الحدث وأخذ أخي يسأله عن الوضع السكني فقال له إنه مهيأ بكل ما يحتاجه بل توجد هناك أندية ومسابح يستطيع الإستمتاع بها إضافة إلى خط هاتفي يستطيع به الإتصال على المغسلة أو المطعم وستكون في خدمته على الفور وأعطاه إستبانة ليكتب بها هواياتي ورقما هاتفي أتصل به لمتابعة التسجيل السكني ثم عدنا إلى السيارة من جديد وفي السيارة أخذنا بالإتصال بالرقم فحدثنا رجل فقال له أحمد: إنني مرسول إليك من....بخصوص تسجيل أخي المعاق فقال نعم وستكون له الأولوية عن غيره فما عليه سوى الحضور مع بداية السنة وفي أول يوم دراسي ليدفع الرسوم السكنية فقال له أحمد:وكم هي الرسوم السكنية؟ فقال له:يدفع الطالب الملتحق بالوحدة مبلغ١٥٠٠ريال ١٠٠٠للسكن و٥٠٠تكون تأمينا على الممتلكات الموجودة بمقره تعاد له في حالة سلامتها وخلوها من العيوب...
فانطلقنا في طريق العودة وبين يدي حقيبة الجامعة وقد كانت تحتوي على كتيبات تعريفية عن الجامعة ثم أخذنا نطمئن الأهل بالقبول وبدأت الاتصالات الهاتفية تتوالى للتهاني وكان المتصل يقول مبروك عليك القبول فأشعر بسعادة كبيرة وعندما يسألني مالتخصص الذي اخترته قلت الإعلام فقال لي{وع وع} فأشعر بإحباط كبير جدا بسبب عدم تقبل
5
الجميع لهذا التخصص ولكني كنت أقول لهم إنها رغبة شديدة وسترون كيف أني سأبدع وسأصبح نجما صاعدا بإذن الله وإن غدا لناظره قريب...
عدت مرة أخرى إلى جزيرة فرسان وسعادتي لا توصف وأحكي بما دار في الجامعة وما هي التساهيل التي فزت بها وإني بإذن الله سأشعر بالراحة التي هي أساس حصولي على الشهادة العليا التي أتشرف بحملها لأرفع بها رأسي ورأس أبي وأمي وعائلتي وأد لهم الجميل الذي صنعوه معي طوال هذه السنين وأعلم أنه قليل في حقهم..
لقد توارد خبر قبولي في الجزيرة وأخذت أستقبل التهاني وكل يناديني أيها الإعلامي الصاعد قريبا سننظر إليك في شاشة التلفاز تذيع لنا الأخبار ومنهم من يقول: أول ما يأتي تعينك فأكون أول شخص تستضيفه ويسألوني كيف كانت مراحل التقديم السابقة فأحكي وابتسامتي لا تفارقني فيشعرون بما أحس به من السعادة ويباركون لي هذا الكفاح وهذا الجهد المبذول...
أنقضت الإجازة يوما بعد يوم وفي كل أمني نفسي وأحلم بالحصول على الشهادة وأتمنى انقضاء الإجازة كي أذهب إلى الجامعة التي كان في مقدمتها دخول السكن الجامعي والتعرف على عائلتي ومجتمعي الجديد وكان إخوتي يوصونني باحترام زملائي والحرص على نظافة غرفتي وملابسي والإقتصاد في المأكل والمشرب وغيره من التوصيات وأنا أقول نعم نعم..
وعندما شاهد أبي حماسي وشدة رغبتي تحمس والدي وقرر الذهاب معي بنفسه لكي يرى بعينه ما كنت أحكي عنه وليطمئن نفسه علي ويعرف ماهية وضعي الجديد حتى حان موعد السفر..وعندها بدأت
...المـأســـــــــاه...
في صباح يوم السفر وفي يوم الجمعة منع السفر من فرسان إلى جازان لسوء الأحوال الجوية وكانت رحلتي من جازان إلى جدة في تمام الساعة الخامسة والنصف عصرا ولم يسمح بالسفر إلا بعد صلاة الجمعة وبالعبارة التي تقلع من فرسان في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرا وتصل إلى شاطئ جازان في تمام الساعة السادسة مساء وبذلك فإن الرحلة ستفوتني ويجب علي البحث عن حجز آخر فذهبنا مع العبارة ووصلنا إلى جازان وذهبنا مباشرة إلى المطار للحجر على أقرب
6
رحلة وقد حصلنا على مقعد انتظار لرحلة الساعة الثانية والنصف
صباحا فحجزنا..
ثم ذهبنا إلى أحد الأقارب وأقمنا عنده وأنا كلي قلق بأن لا تتأكد الرحلة وبذلك يتأخر حضوري للجامعة فطرأ في بالي سؤالا مهما لم استفسر عنه مسبقا وهو أين توجد الوحدة السكنية وكيف سأنتقل إليها؟ فقمت فورا بالاتصال على إدارة الإسكان بالجامعة فخاطبني السنترال فسألته فأجاب: أنت لا عليك فالتأتي أولا للجامعة ولتنهي إجراءات السكن وتدفع المبلغ ومن ثم يقوم باص الجامعة بحمل الطلاب إلى الوحدة السكنية فالتطمئن ولا تقلق فطمأنيت وبقي لي هم آخر هو توكيد الحجز لجدة وبينما كنت جالسا في الشقة وإذا بي أتذكر صديقا تعرفت عليه عن طريق رسالة Bluetoothقد قمت بتوزيعها مسبقا وهي تحتوي على مجموعة من الأحداث التي صادفتني فقمت بطبعتها في هاتفي ووزعتها ووضعت عليها رقم هاتفي تكون لي فرصة في كسب صداقات جديدة ومتفرقة ولأعرف ردود وانتقادات قد تساعدني في تطوير موهبتي وتحسينها مثل هذه التي بين يديكم فصادفت أن وصلت لهذا الصديق الذي قد هاتفني بعد الإنتهاء من قراءة الملاحظة وعرفني بنفسه وقال لي إنه قريب مني وهو يعمل في مطار جازان وقد تواعدنا باللقاء فكانت لي فرصة بأن أتعرف عليه أولا وليساعدني في الحصول على حجز مؤكد على الرحلة المنتظرة..
فهاتفته على الفور وأخبرته بأنني موجود في جازان ولدي مشكلة قصيتها عليه فقال لي: سنتقابل في المطار بإذن الله وما هي بساعات إلا وحان موعد الحضور إلى المطار فاتصلت به وأخبرته بأنني ذاهب إلى المطار فقال وأنا سألحق بك حالا إنتظرني..
وحين وصلنا للمطار وما هي بدقائق إنتظار إلا وهل علي بوجهه الكريم الذي رأيته لأول مرة في ذلك الوقت فسلم علي وعلى والدي ورحب بنا ثم ذهب ليكمل إجراءات السفر وبالفعل قد إنتهت وتمكنا أخيرا من صعود الطائرة فودعته على أمل بلقاء جديد في مناسبة أجمل بإذن الله...
صعدنا على متن الطائرة وأنا أناظر السحاب وأرسم في مخيلتي صورة لي في أسوار الجامعة لقطة بقاعة ومشهد بجمعة وصورة بغرفتي
7
الخاصة وخزانة ملابسي وأشاهد نفسي في صالة النادي الرياضي أتدرب وغطسه في مسبح كل هذا الفيلم الرائع رسمته وأنا أناظر السحاب وفجأة وإذا شخص بجواري يحدثني فالتفت إليه فسلمت عليه فسألني من اسمك؟ أسمي وائل من أين أنت؟ من جزيرة فرسان.فطلب مني أن أحدثه عنها قليلا ثم سألني؟ وما الذي أتى بك في جدة؟ أتيت للإلتحاق بالجامعة فقال: هل تعرف أحدا هناك؟ فقلت لا فقال: إن لي أخا يدرس بها ويسكن بها فسألته ومن متى؟ فقال منذ سنتين أو ثلاث لا أذكر بالضبط عددها وهو بإذن الله قادر على مساعدتك وعونك خذ هذا رقمه....فسجلته وأعطيته رقمي فقال: سؤصيه عليك وإذا خاطبته فلتقل إنني مرسول إليك من أخيك....فشكرته على خدمته وحين وصولنا قمت بوداعه ثم نزت وكان الوقت متأخرا جدا وكان يجب علينا أن نقوم فورا بتأجير سيارة كي نذهب بها غدا إلى الجامعة...
ذهبنا على الفور إلى مكتب تأجير السيارات في المطار لطلب سيارة لمدة يومين وبعد أن تمت تعبئة الإجراءات ودفع العربون بقي علينا أن نذهب للفرع لاستلامها فخرجنا خارج المطار بانتظار سيارة نقل الركاب وأمتعتهم وأخذنا ننتظر قرابة الربع ساعة تقريبا حتى وقفت لنا السيارة ونقلتنا إلى الفرع وقام أبي باستلام السيارة وخرجنا وذهبنا إلى أحد الفنادق المشهورة لنستأجر غرفة فأجرنا ودخلنا الغرفة قرابة الساعة الثانية والنصف صباحا وأنا في شدة التعب فخمدت للنوم مباشرة من بعد هذه الرحلة وقد أيقظني والدي فجرا لأداء صلاة الفجر وبعد صلاة الفجر قمت بتجهيز ملابسي وحاجياتي ثم عدت للنوم مجددا حتى الساعة الثامنة وحين أن أتت الساعة الثامنة قمت وارتديت ملابسي إستعدادا للذهاب وبعد الإنتهاء من ملبسنا أرى والدي وقد أغلق حقيبتي وأخذ يسحبها وراءه لأذهب وإياها إلى مقرنا الجديد وأنا أرى لأبي وفي عيني عبرة ودمعة وألم بأنني لن أعود معه مجددا ولن أستطيع أن أره إلا بعد فترة من الزمن ثم أغلقت باب الغرفة ثم لحقت بأبي وذهبنا ومن هنا بدأت
...مـــــأســاتي الحقيقـــــية...
8
...معــــــاناة في جامـــــــعة...
في صباح يوم السبت الموافق ٢٦/٨/١٤٢٨هـ ذهبت بصحبة أبي إلى الجامعة وفي طريقنا للذهاب أضاع أبي طريق الجامعة فما وجدنا طريقة للوصول إلى الجامعة بسرعة إلا تأجير سيارة تسير أمامنا في طريق الجامعة ففعلنا ذلك وعند وصولنا لبوابة الجامعة وقفنا في زحمة أشبه بموكب عريس طلاب في طريق الدخول ثم دخلنا فاستقبلنا أحد الشباب بحلوى ثم قال:كل عام وانتم بخير ثم استقبلنا آخر وفي يده كيس جميل بداخله دفتر الجامعة وكأس عليه شعار الجامعة وكاب وفنيلا مكتوب عليها مع تحيات عمادة شؤون الطلاب وقال: مرحبا بكم في جامعة الملك عبدالعزيز ثم سألناه إلى أين يذهب الطلاب المستجدون فقال إلى مبنى١٢٥ وكان هو نفسه المبنى الذي قدمت به ملفي أول مرة فسألني أبي عن موقعه فقلت لا أذكره فتبسم ثم أخذنا نجول نتتبع اللوحات حتى وجدناه فدخلنا فتابعوا من قد أنهى إجراءات قبوله ثم سألنا من وقفنا عنده عن السكن فقال أذهبوا إلى عمادة شؤون الطلاب فقال أبي: إين هي؟ فوصف لنا فأضعنا الوصف لحجم الجامعة الكبير فقال أبي: الحمد لله الذي ألهمنا تأجير السيارة فلولاها لكنا تهنا..
فذهبنا إلى العمادة وقد عثرنا عليها من بعد جهد جهيد وسؤال طويل فوقفنا في المواقف عند بوابة العمادة التي كانت أشبه تماما بمدرسة بحالها إنها كبيرة جدا وبها عددا من الأدوار فأخذنا نسير بدون أن نعرف أين الطريق ونحن نسير بأرجلنا وأنا في غاية التعب حتى وصلنا إلى البوابة الثانية وعندها قمنا بالسؤال عن الإسكان الجامعي فقالوا فالتذهبوا إلى إدارة الإسكان في الدور الثاني فذهبنا نبحث عن مصعد لنصعد عليه إلى الدور الثاني لأن الدرج الجامعي كان مجهدا بالنسبة لي فذهبنا نسير ونسير ونقطع الممرات والشمس تلفح والعرق يتصبصب وأنا أصبحت غير قادر على الحركة وبدأ يشعر أبي بألام في ظهره ولم ينظر إلينا أحدا أو يساعدنا بل أخذ كل ينظر إلي وأنا امشي وأميل يمنة ويسره وأسقط هنا وهنا وأبي يتعصر من آلام ظهره ويقولون: الله يكون بعونك.. فقلت حسبي الله ونعم الوكيل ترى إين هي الإعانة ومساعدة المعاقين وذوي الإحتياجات الخاصة كما يزعمون وجودها؟حسبي الله وحده ونعم الوكيل...
9
وصلنا إلى وحدة الإسكان وقمنا بالدخول ورأيت أفواجا من الناس أشبه بحجاج على صعيد عرفات وأخذت ألتفت يمنة ويسرة أبحث من بين هؤلاء عن شخص واحد ذوي إحتياجات خاصة مثلي أعمى مكفوف مشلول مقعد أي كانت حالته المهم ذوي إحتياجات خاصة فلن أجد إلا نفسي بينهم فشعرت بضيقة شديدة لأني وحتى ذلك الوقت لم أحصل على تلك العناية المتحدث عنها وبقيت أقف بانتظار الدور من بينهم وبقيت أنتظر من الساعة التاسعة إلى أذان صلاة الظهر وأنا أقف مثلي مثلهم وأبي ينظر إلي ويصبرني دخلنا إلى السكرتير فنظر إلي وقال: هل انتظرت طويلا هنا قلت نعم فقال لماذا لم تتقدم؟ قلت لم أستطع ولم ينظر لي أحد منكم وأنا واقف متعب في الممر فسألني كم هو رقمك السكني قلت رقمي ٥٩ فنظر إلى القائمة وقال نعم رقمك موجود وبقي عليك القيام بالإجراءات التالية:
*إحضار صورة من شهادة الثانوية العامة.
*إحضار أربع صور شمسية.
*إحضار صورة من بطاقة الجامعة وبطاقة الأحوال.
*دفع المبلغ السكني.
وأنا لم أحضر معي أي من هذه الأشياء لأنه لم يقل أحد عنها مسبقا إلا الرسم المادي فقط فقالوا: لا لابد من توفرها فقلت نعم.فبحثت في محفظتي فوجدت ثلاث صور شمسية وبقي واحدة وبطاقتي الشخصية والجامعية أصول وليست صور والمبلغ ولم أحصل على شهادة الثانوية ثم عدت إليه مجددا وأعطيته الصور فقال ناقصة فقلت لا أملك غيرها وأعطيته البطاقة الجامعية وبطاقة الأحوال المدنية فقال لي صورها فقلت من أين أجد ماكينة تصوير فالتصورها لي فقال: نحن هنا لا نصور هنا فقال له أبي إننا مجهدون فقد وضعي وضع ابني فقال لا بأس وبقي شهادة الثانوية فقلت له لم أحضرها لعدم معرفتي بالإجراءات فقال لا مشكلة بقي عليكم دفع الرسوم السكنية ولكن عليكم الذهاب إلى بنك الجامعة ثم إلى المستشفى لإجراء الكشف الطبي ومن ثم العودة ألينا مجددا...
فخرجت وأنا أحبس دمعتي شعورا بالقهر والحرقة الشديدة من سوء المعاملة ثم تركنا المكان وعدنا نسير مجددا في ساحات وممرات كبيرة قد تهنا وأضعنا موضع السيارة فتركني أبي على حجر ثم ذهب يبحث عن السيارة حتى وجدها ثم عاد إلي وأثناء ما نحن في السيارة نبحث
10
عن البنك قلت لأبي إني في غاية التعب والإحباط وانفجرت بالبكاء قهرا وحرقة فقال لي موبخا غضبان: كله منك! فالتتحمل نتيجة عنادك وكبريائك قد حدثناك مسبقا ونصحناك ولكنك اخترت هواك فالتشربها الآن فقلت له: إنني مخدوع يا أبي بإعلانات مزيفة وكاذبة رحت ضحيتها فقال لي: عليك أن تصبر قد قطعنا الكثير وما بقي إلا القليل وسيكون أفضل بإذن الله...
وما زلنا نبحث عن البنك حتى عثرنا عليه فقال الحارس لابد لكم من الحصول على رقم انتظار وكان رقمي المنتظر مائتين فقال لي أبي فالتنتظرني في السيارة فبقيت وأنا انظر إلى نفسي وأبي وقد أنهكنا التعب حتى عاد لي أبي متأخرا جدا وهو يشتكي من آلام ظهره وأنا انظر إليه وأتمنى أن ينطق لسانه بكلمة فالنعد إلى فرسان فالنعد إلى فرسان ولكنه لم يتلفظ بها فقلت له أبي أنني أريد العودة إلى فرسان فالجامعة لا تناسبني: فنظر إلي نظرة ثم قال: أين هي أحلامك وآمالك الإعلامية؟ فقلت ذهبت وراء جدران الجامعة فوبخني وقال فالتتحمل نتيجة عنادك وعصيانك حتى وصلنا إلى العمادة لنسلمهم إيصال البنك فسلمونا إيصالنا السكني وقالوا فالتذهبوا إلى السكن الآن فقال أبي: ومن الذي سيذهب به؟ قالوا:أنت ستتذهب به! فقال ألم تقولوا لنا في مكالمة هاتفية سابقة فالتأتوا وتنهوا الإجراءات ونحن سنقوم بنقل الطلاب إلى سكنهم؟ فقال: ومن قال ذلك؟ فالتذهب به بنفسك فقال أبي وهل هو في نفس الجامعة؟ قالوا لا! فقال:وأين هو إذا؟ هو موجود في شارع ولي العهد حي أبرق الرغامة في شارع ولي العهد فقال: أنا لا أعرف أين هو فوصف لنا أحد الشباب فلم نعرف لعدم معرفتنا بشوارع جدة فتظاهرنا بمعرفته ثم انطلقنا وأخذنا نجول ونسأل وكل منهم له وصفة من شارع ومن يقول لا أعلم فأجرنا سيارة تسير أمامنا حتى دخلنا إل مكتب الإشراف السكني فنزل أبي لإستلام مفتاح غرفتي الخاصة بي فقالوا نعم ولكن لا بد من نزوله للتوقيع وإستلام البطاقة السكنية فعاد لي أبي وطلب مني النزول فوقعت على الورق وأنا لم أجد حتى ذاك الوقت أي شخص ذا إحتياجة خاصة إلا أنا وأي عناية خاصة بي بل أقف مثلي مثلهم ما كان يسري عليهم يسري علي فوقعت واستلمت مفتاح والبطاقة الشخصية في آخر مبنى في السكن رقم ١٠٩ ثم ذهبنا إلى المبنى ووقفنا أمام الغرفة مسكنا بالباب فوجدنا الغرفة مفتوحة بغير مفتاح ووجدنا بها عدد من الأشخاص النائمون فعدنا إلى
11
المكتب مجددا وقلنا لهم إن الغرفة يسكنها أشخاص فقال: فالتذهب إلى الغرفة المجاورة وهذا مفتاحها فعدنا واتجهنا إلى الغرفة الجديدة ففتحناها فوجدنا فيها أمتعة شخصية وكمبيوتر وتلفاز وممتلكات غيرها يال هذا الإهمال وسوء الخدمة..عدنا مجددا إليهم وقلنا إن الغرفة بها أمتعة وهي ملك لصاحب الغرفة قال: إنه قد قام بتقديم إخلاء طرف ولم يقم بالخروج فلتقم بإلقائها خارج الغرفة ولتغلق غرفتك فقال أبي في غضب! وكيف تريدني أن أفعل ذلك ألا يعد ذلك عيبا؟ وكيف يصل بك التفكير والقول في هذا؟ فقال: هذا مفتاح الغرفة التي بجوارها فالتذهب إليها فذهبنا إليها وقمنا بفتحها فوجدناها غاية في الجمال والروعة ومهيئة بجميع وسائل الراحة وفرها نزيل الغرفة الذي يسكنها فالشرط هو أن يسكن اثنان في كل غرفة فدخلت إليها ووجدت بها شاب نائم فأوقظته وسلمت عليه ثم قال أبي: هذا نزيل عندك في هذه الغرفة فقال: هذه الغرفة ليست لي وإنها لصديقي وأنا مجرد ضيف وأنه موجود الآن في الجامعة فقال أبي: فالنخرج الآن ونعود لاحقا لا يصح لك دخولها وصاحبها غير موجود فخرجنا...
فالنذهب إلى مطعم ما لنتغدا ثم نرجع للفندق ونعود ليلا فركبت السيارة وأنا مخنوق وأشعر برغبة شديدة للبكاء والصياح بأعلى صوتي وأقول إني ضحية إني ضحية كذب وصفحات مزيفة حتى وصلنا إلى المطعم وقد سدت شهيتي عن ألأكل ولساني عن الكلام بينما عيني فلن تيأس من الدمع وصدري من الضيقة والحرقة وبعد خروجنا من المطعم أذن لصلاة العصر.من الصباح المبكر وحتى صلاة العصر ونحن ندور ونسير بدون أي راحة وبدون فرحة أو ابتسامة
عدنا إلى الفندق وأدينا صلاة العصر ثم ذهبنا لنسترح قليلا على فرشنا ما هي دقائق إلا وأنظر لأبي وقد ذهب في سبات عميق وصوت شخيره يرتفع من شدة التعب وأنا كانت لي للبكاء فأخذت أبكي لعلي أشعر بعد البكاء براحة حتى اشتكت عيني من الدمع ونامت
أيقظني أبي في تمام لساعة الثامنة على صوت أذان العشاء فصلينا المغرب والعشاء جمعا ثم قال لي أبي: حتى بنا نذهب إلى السكن فسقطت دمعتي فجأة من عيني وكأنها تشعر برغبتي في البكاء وأبي ينظر إلي ويصبرني لعل القادم يكون أفضل إن شاء الله..
فذهبنا إلى السكن ودخلنا ثم سألنا حارس الباب إلى أين أنتم ذاهبون؟ قال أبي: هذا نزيل جديد فأبرزت له بطاقتي فأدخلنا بسيارتنا ثم سألناه
12
عن موعد باصات نقل الطلاب إلى الجامعة فأجاب بأنها تدور في محيط السكن من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الثانية ظهرا وكان الشيء الأغرب هو أنني لم أشاهد شخصا ذوي إحتياجات خاصة داخل غرف المبنى..
توجهنا إلى الغرفة ففتحناها فوجدناها مظلمة فطرقنا الباب فأستيقظ شاب من نومه ورحب بنا وأدخلنا وكان غاية في الأدب و الإحترام فقال له أبي: هذا أخوك وائل قررت إدارة الإسكان إسكانه معك..فرحب بكل سرور ثم أخذ بالحديث مع أبي ويحدثني وأنا أتحدث وبي غصة فطمئن أبي وقال إنه في عيني وليعتبرني أخاه الكبير فودعني أبي وقد سقطت بيديه دمعة ليتذكر بها معاناتي...
ثم جلسنا قليلا للحديث ثم ذهبنا للنوم إستعدادا ليوم الدوام الجديد فلم يأتيني النوم من شدة التفكير والحزن الذي أهلكني حتى ساعة متأخرة من الليل ثم غفوت لم أشعر بنفسي إلا في صباح يوم الأحد برنة تنبيه من جوالي فاستيقظت وصليت ثم ارتديت ملابسي للذهاب إلى الجامعة ثم خرجت من غرفتي متجها إلى بوابة المبنى بإنتظار الباص وأرى جموعا من الطلاب يتجهون إلى خارج بوابة السكن ولا ينتظرون فنظرت بالخارج وأني أشاهد الباص واقفا عند باب السكن وهم يصعدون إليه فسألت أحد الحراس الباص لا يدخل هنا؟ فقال: هذا ممنوع فالتخرج إليه بنفسك.فخرجت وكانت مسافة وصولي إلى الباب تأخذ بسيري أنا حوالي ٩دقائق إلى ١٠ تقريبا حتى وصلت إليه وصعدت فسلمت وإذا بي أتلفت فلم أجد إلا نفسي ظرفا خاصا بينهم فسار بنا الباص إلى الجامعة وبعد دخولنا أخذ يقف بنا الباص عند كل كلية لينزل بها طلابها وكانت أول محاضرة لي في مبنى ١٢٥ فسألنا سائق الباص أين تريدون الذهاب فقلنا إلى كلية الآداب مبنى ١٢٥ فذهب حتى وصل بنا إلى باب الكلية ثم قال لنا فالتنزلوا فقلت إذهب بي إلى المبنى فقال لي يمنع الباص من الدخول فقلت إنني ظرف خاص فقال: إنها قوانين لا استطيع أن أتجاوزها فالتذهب فنزلت ودخلت أبحث عن المبنى وقد أصابني التعب وقطرات العرق تتصبصب في جسمي كالمطر حتى حصلت على هذا المبنى ثم دخلت ابحث عن رقم القاعة حتى وجدته فدخلت حتى بدأ موعد المحارة ولم يأتي أستاذها أو دكتورها حتى أنتهت ثم خرجنا في تمام الساعة التاسعة والنصف وكان يجب علي الإنتظار حتى موعد المحاضرة القادمة الساعة الحادية عشر
13
في مبنى آخر فأجلس في ظلة وأتصبصب عرقا وملابسي تتسخ وأسقط عند صعود الأرصفة حتى أصل إلى مكان سيرالباصات وعلي الإنتظار حتى يأتي أي من الباصات لينقلني إلى المحاضرة ويستغرق ذلك قرابة النصف ساعة بين باص لا يقف عند طلبه وبين باص يقول انتظر الذي بعدي فإنه سيذهب إلى هناك وبين باص وآخر ربع ساعة والمصيبة العظمى أن يقف لك الباص ويقول لا اعرف أين هو الموقع المطلوب فالتصف لي وسأقوم بخدمتك يال المصيبة باص يعمل منذ سنوات في الجامعة ولا يعرف شوارعها ومبانيها ويريدني أنا الطالب المستجد الذي لم يكمل يوما فيها أن يوصف له فيتوه بنا هنا وهنا حتى يوصلنا عند رأس الكلية ويقول اذهبوا وابحثوا أين هو مقركم أهذا هو شرف العمل؟ أهكذا تكون الأمانة في العمل؟ لا والله...
أنزل سيرا على قدمي بحثا عن المبنى أتتبع الخطوات إنهم قد نزلوا معي من السيارة بالتأكيد مكاننا واحد أسير ورائهم ولا اعرف إلى أين هم ذاهبون استفسر وأسأل يقولون مثلنا مثلك كلنا مستجدون مضيعون فهم يسيرون وأنا أسير وقد اهلك جسمي وارتجت قدماي واتسخت ملابسي والناس تنظر إلي وتقول لي أنت مسكين أين هو أباك أين أهلك لماذا أنت وحيد هنا وغيره من الكلام الذي أتحفظ عن ذكره فيحز في نفسي أن أسمع مثل هذا الكلام ولكن ماذا كان علي أن افعل في ذلك الوقت سوى الصمت ألامبالاة لما يقولونه عني أصل إلى المحاضرة وأنا منهك وجهي يتصبب عرقا ملابسي متسخة مظهري لا يوحي بأني طالب جامعي فأجلس وأنا في غاية الإحراج والخجل وبعد انتهاء المحاضرة في تمام الساعة٤٥ .١١دقيقة أنتظر موعد المحاضرة الثالثة في تمام الساعة الثانية ظهرا وبين ذلك الوقت اجلس في ظلة الطقس حار جدا الوقت بطيء يصيبني الملل أذن الظهر ابحث عن مسجد أجده بعد عناء شديد وبعد صلاة الظهر اذهب للبحث عن المطعم فالجوع قد أهلكني فأسير بين طرق ومطبات وسيارات مسرعة أبحث عن مطعم فلا أجده إلا من بعد ما ساحة عيني من شدة البكاء فأطلب المائدة وعندما تأتيني لا اشتهيها وتعوف نفسي أن أتناول منها فأرجعها ثم أبحث عن باص قريب ينقلني إلى المحاضرة الثالثة فأجده بعد بحث طويل وإشارات مستمرة فيوصلني إلى آخر مبنى فأدخل فالكل ينظر إلي وأنا في وضع سيء للغاية فأجلس والدكتور يشرح ويسترسل وأنا مشغول البال مبردو الجسم تصيبني رعشة بسبب برودة القاعة وكل همي متى ينتهي زمن
14
المحاضرة لأخرج حتى تنتهي في الساعة الثالثة عصرا وبعدها يكون علي الإنتظار في الشمس حتى يقف الباص وقد يستغرق الإنتظار لمدة ربع ساعة حتى يقف وتكون الشمس قد أخذت نصيبها من أجسامنا ويأخذ ربع ساعة أخرى بانتظار صعود الطلاب وهذه قد مرت ساعة وبعد خروجه من بوابة الجامعة فإنه وستغرق حوالي نصف الساعة حتى يصل من زحمة الشوارع وتعطل السير في جدة فأصل إلى غرفتي الساعة الرابعة عصرا يقف الباص أمام بوابة السكن ويطلب منا النزول ويرفض إيصالي إلى الداخل فأسير في تعب شديد حتى أصل إلى الغرفة بدون مساعدة أو خدمة لذوي الإحتياجات الخاصة كما يزعمون وهذه هي تفاصيل أول يوم فقط وقد واجهة به المصاعب فهاتفني والدي فصبرني وواساني وقال لي ستفرج بإذن الله فالتصبر..
وفي اليوم التالي تعود نفس مسيرة اليوم الذي قبله ولكن في ذلك اليوم كان ينبغي علينا شراء المقررات الدراسية من مكتبة الجامعة فهاهي معاناة أخرى هي البحث عن المكتبة الجامعية فأخذت أسأل فقال لي أحدهم: إنها بعيدة وشاقة بالنسبة إليك فقلت ليس أمامي حل آخر فوصف لي ولكن لم أتمكن من الوصول إليها إلا بشق الأنفس لزحمة الشوارع وكثرة السيارات وخطورة الطريق في الجامعة فأخذت التفت وأبحث عنها حتى وقعت عيني عليها ثم أردت الدخول فكانت مغلقة فسائني ذلك فبعد السير وهذا الجهد وتكون مغلفة! ثم وقف بجانبي أحد الشباب وقال لي: فالتعد إلى مكانك وأنا سأشتري لك مقرراتك فشكرته ثم عدت وبعد أن قام بشرائها أتاني بها وسلمني إياها فكانت بعض الكتب في ثقلها عن كتابين وكان يجب علي حملها والتنقل بها من موقع إلى آخر فزاد علي ثقلا فوق ثقلي عكازتي في يساري وكتبي في يميني وأنا احملها تتخدر يدي من ثقلها فتسقط في الأسفل وكان يجب النزول لحملها فتمتلئ بالغبار وعند حملها تتعرض ملابسي لهذا الغبار وتتشوه كتبي واستمريت على هذا الحال لمدة أسبوع وبعدها دخل شهر رمضان المبارك وازداد التعب والجهد المبذول وأصبحت الحالة أصعب في ظروف الصيام..
أما في محيط السكن صادفتني مصاعب أخر...
*تبعد المبنى عن البوابة مسافة ربع ساعة على حسب القدرة التي أسير فيها لأن إسفلت الأرضية يعرقلني أحيانا إذا صرفت عيني عن النظر إليه وكانت الخدمات السكنية من مطعم ومغسلة وصراف
15
والمسجد أيضا جميعها تقع عند بوابة السكن ويصعب علي الذهاب إليها بشكل مستمر وكان صديقي في غرفتي ظروفه لا تتفق مع ظروفي وجدوله لا ينطبق مع جدولي فلا كان يأتي إلا في وقت متأخر من الليل فأطر للجوء إلى جاري بالغرفة التي بجواري فيعدني خيرا ولا يأتي وهو ليس مجبورا أن يقوم بخدمتي فكنت أرسل ملابسي مرة كل أسبوع أصلي في غرفتي تصل بي أياما اجلس على وجبة واحدة يوما كاملا مصبرا نفسي بالنوم والماء وبعد ذلك قررت الإستعانة بقريب لي من جهة أمي ليأتي ونذهب معه إلى بقالة أشتري بها مؤونتي وأضعها في غرفتي فأستغني بها عن الذهاب إلى المطعم وعند ما رأى صديقي في غرفتي كيف هو حالي قرر أن يتحدث مع إدارة الإسكان لتنظر في حالي وتجد لي حلا مناسبا فذهب مع الصباح الباكر إلى مكتب الإشراف بالوحدة السكنية وحكى لهما عن وضعي وطلب مساعدتهم فقالوا بأن أقرب مبنى للبوابة قد امتلأ دوره الأول بالسكان ولا يوجد مكان فارغ لأضعه إلا في الدور الثاني من المبنى فقلت لا بأس فسلمونا المفتاح وصعدنا ودخلنا إلى الغرفة فوجدناها غاية في القبح سريرها به فراش قديم من غير كماليات
أرضها من حصير قديم وعليه كومة من الأتربة باختصار إنها غرفة لا تليق بطالب في سكن جامعي بعكس الغرفة التي اسكنها مع صديقي فهي مجهزة بجميع مقومات السكنى ثم سألته عن سر اختلاف غرفته عن باقي الغرف فقال: ما تراه في غرفتي مفروشا على حسابي الخاص وجميع أدوات غرفتي هي ملك لي أنا فقلت: عجبا لماذا يأخذون منا هذا المبلغ وهم لا يستحقونه! ثم قلت له: أنني لا أستطيع أن اسكن فيها وحدي وبدون أن أهيئها بما تحتاج فقال لي: إنتظر فالننزل إلى الأسفل ونخاطب أصحاب الدار السفلى لعلهم يساعدوننا ويبدلونا بغرفتهم مراعاة لظروفك فرفضوا بشدة وبدون تردد واستمريت على هذا الحال لمدة أسبوعين فلم أتحمل فقررت البحث عن الحل!
ذهبت إلى العمادات بحثا عن الحل فكنت كالضائع بينهم فكل منهم يرسلني على آخر وكل يقول فالتذهب هنا فالتخرج من هذا وتذهب إلى البوابة الأخرى دون أية مراعاة واهتمام..
وفي يوم من الأيام وفي محاضرة لمادة اللغة العربية في أول يوم تعارف لنا أخذ الدكتور بالتحدث معنا فقال في حديثه{أنا أعلم أنكم طلاب مستجدون وكل منكم الآن تواجهه مصاعب ويحن للعودة إلى
16
أهله}فنظرت إليه قائلا له: وكأنك تفهم ما يدور في خاطري! فنظر إلي بنظرة عجيبة وغريبة لم أستطع تفسيرها وقال: أريدك بعد نهاية المحاضرة لا تذهب بعيدا فشعرت بخوف شديد وظننت بأن حديثي له مقاطعة وأنه سيعاقبني عليها وبعد نهاية المحاضرة لحق بي وجلس بجانبي ثم سألني
*ما اسمك؟ أسمي وائل
*من أين أنت؟ من جزيرة فرسان
*هل لك من أد هنا؟ لا
*وكيف أتيت إلى هنا بمفردك؟ فقصصت له القصة كلها من بدايتها وحتى يومنا ذاك فحزن من أجلي وقرر مساعدتي..
فذهبنا على الفور إلى مكتب العمادة بالجامعة ودخلنا على العميد هناك وإذا بي أتفاجأ بأنه هو نفسه الذي قدم لي الملف فجلسنا بجانبه فعرف الدكتور على نفسه وقدمت له نفسي فعرفني ثم قام الدكتور يقص عليه القصة فسألني عدة أسئلة*من الذي قال لك بتوفر خدمات لذوي الإحتياجات الخاصة؟ فأجبت إنها صفحة الإنترنت فقال: إنها قديمة! فقلت إنها مشكلة رحت ضحيتها
وعندما اتيت في موعد التقديم واستفسرت فأكدوا لي بوجودها
فقال: أتذكر شكله أو تعرف اسمه؟ فأجبت لا اعتقد
فسألني مرة أخرى
*أين ذلك الشاب الذي كان معك أثناء قدومك للتقديم؟
فأجبت إنه أخي أحمد وهو يدرس في الرياض وقد جاء معي ليضعني بين أيدي أمينة
ولكن أين هي الأمانة؟!
فانظر إلى حالي كيف أصبح فهل ترضى لولدك أن يرى ما قد رأيته؟ فسكت ثم قال: فلماذا لم تقم بتاجر سائق يقم بخدمتك فقلت له: لم أحسب حسابا لذلك لأني كنت أعتقد بأني سوف أكون في أمانة الجامعة ولو فكرت الآن بتقديم سواق فإجراءات فستطول في مكتب العمل وستأخذ شهورا ثم بعدها ينبغي علي أن أشتري له سيارة وظروفنا لا تساعد فسكت قليل ثم قال:أنا لا اكذب عليك إنه وبالفعل كان لدينا سكن خاص وعناية خاصة بمن هم مثلك ولكنها أغلقت قبل ثلاث سنوات فقلت ولماذا كذبتم علي لماذا فعلتم ذلك فقد ظلمتموني وقد أضعتم مني
17
فرصة الإلتحاق بجامعة جازان فقال: أنت لم تسألني أنا فقلت نعم ولكنه غيرك فقد أوهمني ورسم في مخيلتي جنة وبستان ولكني وجدتها نار ورماد ..
فقال: يا إبني هناك اجتماع يوم السبت من الأسبوع المقبل لكبير الجامعة بالطلاب فالتحضر إلى هذا الإجتماع ولتطرح عليه موضوعك لعله يقم بخدمتك فقلت له: حسنا سأنتظر..
وفي يوم الإجتماع طرحت عليه الموضوع فقال: أن الجامعة بانتظار تمويل مادي قدره خمسين مليون سنعيد به
بنـــــــــــــــاء سكن ذوي الإحتياجات وتوفير الباصات من جديد فقلت له: بينما يعاد
بنـــــــــــــــاء سكن ذوي الإحتياجات وتوفير الباصات من جديد سيستغرق ذلك وقتا وسنوات وربما أتخرج ولم ينتهي بناؤه بعد..
فانصرفت وعدت بعد أيام إلى مكتب العميد مجددا وكان معي الدكتور الذي خاطب العميد قائلا بأن رئيس الجامعة لم يعطي هذا الطالب أية حلول مقنعة فقال والآن ماذا يريد مني بالضبط؟ فقلت نقلي إلى جامعة جازان قريبا من أهلي إن أمكن فقال: أنت تقول بأنك ساكن في جزيرة فرسان فعد نقلك إلى جازان ستعاني أيضا فقلت له: يوجد لدي معارف وأصدقاء وسأكون قريبا من أهلي ووالداي فقال هل قمت مسبقا بتقديم طلب للقبول بالجامعة قلت نعم ولكني أستغنيت عنه وقلت بأن جامعة الملك عبدالعزيز هي الأقدم والأفضل وسأجد بها عناية واهتمام بظروفي الخاصة..
فقال: فالتترك الآن لي ورقة بذلك وسأخاطب عميد جامعة جازان وسأتصل بك على الفور فعدت أدراج الجامعة وشكرت الدكتور فقال لي: فالتراجعه باستمرار لكي لا ينساك
فشعرت بالفرحة ولكن سرعان ما انقلبت دمعة خوفا بأن ينسى أمري..
وأنا أصبحت في وضع لا يحتمل وقد ملت نفسي الصبر وطول الإنتظار ونشفت عيني من كثرة البكاء فعدت إليه بنفسي مرة أخرى وما هي إلا دقائق إلا ولحق بي الدكتور فسألنا عن العميد فلم نجده في مكتبه وقد سألت سكرتيره عن موضوع فقال لا اعلم عنه شيئا ولكن هذا رقم جوالي فلا تعد هنا مرة أخرى ولكن أتصل بي وسؤعطيك كل ما تريده فلم أعد إلى الجامعة بل ذهبت مباشرة إلى السكن ثم دخلت غرفتي
18
ورميت كتبي وأنا أقول حسبي الله ونعم الوكيل..
وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى الجامعة وبعد الإنتهاء من المحاضرة الأولى إتصلت مباشرة بالسكرتير فلم يرد علي واستمريت في الإتصال عليه لمدة يومين فلم يرد على مكالماتي فذهبت مباشرة في اليوم التالي في الساعة الثامنة والنصف تقريبا إلى العمادة مجددا وانتظرت حتى الساعة العاشرة تقريبا حتى سمحوا لي بالدخول فدخلت وسألته عن موضوعي فقال: إتصلت عليه فلم يرد علي فقلت فالتحاول مجددا فاتصل مرة أخرى فلم يرد فقال لي العميد: إنني ذاهب الآن عندي اجتماع ولن أعود إلا الساعة الثانية ظهرا فقلت له سأنتظرك حتى تعود
فذهب واستمريت انتظره حتى عاد في ساعته وقد أصابني الملل والإحباط واليأس من كل شيء ثم عدت إليه مرة أخرى بعد عودته من الإجتماع فقام بالإتصال أمامي فرد عليه فقص عليه وضعي فرد عليه فقال: لقد نقلت من جامعة جازان إلى جامعة تبوك ولكن فالتعطه رقمي فاليتصل علي ويعطيني التفاصيل وسأقوم بخدمته فسجلت رقمه ثم ذهبت وعند خروجي من بوابة العمادة فلم انتبه إلى الطريق وتعرض لمنحدر فزلقت بي قدمي حتى التطمت ركبتي في رصيف حتى شعرت أنها تفتفتت من قوة الضربة وفي الوقت نفسه رن جرس هاتفي وإذا هي خالة والدتي تدعوني لتناول طعام الإفطار في منزلها والحمد لله الذي جعلها تتصل بي فأجرت سيارة وذهبت مسرعا لها وأنا في غاية الفرح لعلها تخفف عني وتواسيني..
فوصلت إلى بيتها وأنا في حالة من الفوضى مثل شخص يتسول عند باب مسجد بشكله المعروف وثيابه المتسخة فضمتني بصدرها فشعرت براحة شديدة وأنا أنعم بحضن دافئ وابتسامة رائعة فجلست معها وتحدثت معها طويلا حتى شارف وقت أذان المغرب فذهبنا إلى الفطور في الدور الثاني وقد صعدت الدرج وأنا لا أشعر بأي تعب حتى موعد صلاة التراويح صليت العشاء في جماعة وأديت أربع ركعات من صلاة التراويح وفي الركعة الخامسة وفي أثناء السجود لم أستطع الوصول إلى الأرض للسجود لألام اشتعلت في ركبتي فلم أتحمل الألم وأخذت امسك بتا حتى انتهوا من أداء الصلاة فقلت لإبن خالتي لا أستطيع متابعة الصلاة فالنعد إلى المنزل فأخذنا نسير وفي كل خطوة يزيد الألم حتى وصلت إلى المنزل والألم لم يتوقف ولم أستطع تحريكها فتوجهنا
19
بسرعة إلى المستشفى وبعد الكشف أتضح بأن الركبة قد تحركت من مكانها من اثر الضربة ويجب عليه أن يعيدها إلى مكانها الصحيح وبدون استخدام المخدر وكان يجب علي أن أتحمل الألم الناتج عن ذلك فقلب وجهي إلى الحائط وأخذ يفرك رجلي ويحركها بقوة وبشكل سريع وأنا أصرخ وأتألم حتى عادت إلى وضعها ثم ضربني بأربع حقن مسكنة في أماكن عدة حتى هدأت آلامي وذهبت في غفوة خفيفة ثم أيقظني الطبيب وقد أوصاني بالراحة لمدة أسبوعين فعدت إلى منزل خالي فأقمت عندها فالحمد لله الذي بعثهم إلي في الوقت المناسب فلو بقيت في السكن لتألمت وصرخت وما سمعني أحد ولا أسعفني أحد..
فاتصلنا بأبي وأخبرناه بما حدث وبما أنا عليه من الألم..
تغيبت عن الجامعة ولم أحضر بعدها لآلام ركبتي حتى أرسل لي جدي أولاده لينقلوني إليه في الطائف وأبقى عنده حتى تطيب قدمي وبين ما أنا في الطائف أجريت إتصالا هاتفيا بعميد كلية جازان السابق بعد نقله إلى تبوك فقصيت عليه ما حدث بالتفصيل وطلبت منه النظر في حركة نقلي إلى جازان فأعطاني رقم عميد القبول والتسجيل بجامعة جازان وقال لي اتصل به وسيخدمك بإذن الله..
إتصلت به على الفور وقمت بالحديث معه فقال لي: فالتكتب معروضا بهذا ولترسله لي مرفقا بتقارير طبية تصف حالة الإعاقة لديك فقلت الآن أنا لا أقدر لأنني أمر بظروف حرجة جدا فقال: عندما تتحسن قم بالاتصال بي..
وبعد أيام من إصابتي قررت أمي المجيء إلى الطائف لأداء مناسك العمرة والاطمئنان على صحتي وبعد ما شعرت بتحسن ذهبت بصحبة أخي وخالي إلى الجامعة مجددا لتقديم طلب إعفاء عن دراسة هذا الترم وها هي نفس شريط الأحداث يتكرر من جديد.كان يجب علي أولا الذهاب إلى إدارة الإسكان لتسليم البطاقة السكنية إليهم مع مفتاح الغرفة التي أسكنها وأستلم ورقة إخلاء الطرف السكني ففعلنا ثم قالوا فالتذهب بها إلى أدارة الإسكان فأخذنا نبحث عن إدارة الإسكان وأخي يسألني عنها وأنا أقول إنني لا أذكر موقعها فالجامعة كبيرة جدا وأضيع في شوارعها فأخذنا نتتبع اللوحات حتى وصلنا وفي زحمة المواقف فلم نجد موقفا قريبا فسرنا على أقدامنا مسافة حتى وصلنا ودخلنا في خط انتظار طويل جدا دون أن يراعينا أحد حتى وصلنا وقدم له أخي طلب الإخلاء ثم قال أذهبوا إلى أمانة صندوق الطلاب لاستلام التأمين فذهبنا
20
نبحث عن مقر الصندوق فأخذنا نسير في ممرات ونطلع الأدوار وأنا ركبتي تشتعل وتضرب بوخزات أبر حادة وأنا صابر حتى وصلنا وكأني في ذلك الوقت كالذي يقدم رجلا إلى القبر ويؤخر أخرى ولا أحد منهم يتكرم علي بمساعدة وقبل استلام التأمين قمت بالتوقيع على ورق الإستلام فاستلمت شيك بمبلغ ٥٠٠ ريال وأنا دافع ١٥٠٠ ولم أسكن سوى أسبوعين فقط..
وفي طريق عودتنا أضعنا طريق السيارة لأننا قد مشينا مسافات ودخلنا من أبواب عده فنسير من هنا ومن هنا وننزل من درج ونصعد آخر حتى أحسست بأن عظامي قد تفصلت فذهب أخي يبحث عن السيارة وتركني جالس على درج أغبر تتحذف علي نظرات شفقة واستعطاف وكانت تصل بأحدهم بأنني محتا فيسقط علي مبلغا من المال وأنا لست بحاجة إليه وما هي بدقائق إلا ووصل لي أخي فذهبنا إلى عمادة القبول والتسجيل بالجامعة لطلب إعفاء عن الترم الدراسي فكل ما دخلنا إلى مكتب أرسلنا لأخر ويقوم الأخر بإرسالي إلى المكتب السابق فأرجع إليه فيقول أنا لا أقدر على خدمتك فالتصعد إلى الدور الثاني فأبحث عن مصعد كهربائي أصعد من خلاله فأصعد فأذهب إلى أول مكتب يقابلني فيحولني على غيره دون أية جدوى فأصبحت مثل مراسل أذهب هنا وأعود هنا وأصعد من هنا وأنزل من ناحية أخرى في جو رمضاني في نهار صيام بطني تشتكي وقدمي يشتكي وعيني تشتكي وأنا لا اعرف لمن أشتكي حتى الساعة الثالثة عصرا وفي آخر الأمر قالوا: فالتذهب إلى كليتك التي التحقت بها فهناك توجد ما تريد ونحن من الصباح الباكر قد مررنا بمبنى الكلية أكثر من خمس مرات وعند وصولنا إلى الكلية إلا وقد أغلقت المكاتب وانصرف أصحابها إلى منازلهم فقالوا لنا عليكم مراجعتا بعد يومين لأن يوم الغد إجازة اليوم الوطني فلم أستطع الحصول على شيء وذهبت خطوات سيري وتصبب عرقي هباءا منثورا..فقرت الذهاب والعودة إلى فرسان..
تحطمت أحلامي وضاعت آمالي في الحصول على الشهادة والوصول إلى القمة خلف جدران جامعة قد أوهمتني بإعلانات وإغراءات
مزيفة رحت ضحيتها وكانت ركبتي وأظفار قدمي المخلعة خير شاهد بعد الله على ما أقول...
عدت إلى فرسان وقررت أن ابحث عن عمل أملي به وقتي ويساعدني على الإعتماد على نفسي في تلبية إحتياجاتي فكل ما طرقت باب لا أجد
21
جوابا ذهبت إلى بلدية فرسان لطلب الوظيفة فرفض المدير قبول ملفي وقال:لا توجد لدينا وظائف شاغرة وأرى كومة من الناس قد دخلوا بعدي وتم قبولهم فماذا كان سيخسر لو وضعني على شغل مكتبي فيداي سليمتان وعقلي والحمد لله سليم ولا أعاني إلا من تيبس في قدمي منذ ولادتي ولا أظن أنها سببا في منعي من العمل.
وغيرها من الدوائر الحكومية ولكن دون جدوى إنها قضية معروفة في السلك التوظيفي بدون واسطة فلا يمكن تحقيق أي شيء أنها ظلم عظيم والمتعامل بها يعد ظالما...
أين هي حقوق المعاق إنه بشر مثله مثل غيره أليس له حق التعليم والتخرج مثل غيره؟ أليس له حق العمل والإنتاج؟
ولكنها حقوق مسلوبة ليس لها وجود هذا أنا لم أحضى بتعليم جيد ورحت ضحية جامعة لا تليق بأن تحمل إسم جلالة المؤسس العظيم تحطمت أحلامي وطموحاتي الإعلامية بسبب إعلانات مزيفة..
أليس له حق التوظيف في الدوائر الحكومة مثله مثل غير فهو شخص حرمته الأقدار نعمة ولكن منحته مشيئة الله نعما أخرى وهو قادر على الإنتاج أكثر من غيره إن ذوي الإحتياجات الخاصة يمر بظروف مثله مثل غيره وربما أصعب ويحتاج إلى معول مادي كي لا يشعر بأنه عالة على غيره وربما ظروفه الصحية لا تساعده على مواصلة تعليمه الجامعي مثل ما حدث معي فيبحث عن مصدر رزق يسير عليه حياته فيقدم فيرد وهو أولى من التوظيف من غيره كما هو مكتوب في صفحات الجرائد والإعلانات بدون أن نرى شيئا ينفذ فيلجأ إلى مصارف الضمان وقد لا تسد حاجته وهو كثير السفر للعلاج المجهد والمكلف إنه مواطن له حقوق ولكنه غير قادر على الحصول عليها..
أصواتهم ترد عليهم صدى معاملاتهم مرصوصة تحت مكاتب قد أضحى عليها الغبار فيلجأ إلى الديوان ويقدم ملفا أو اثنين وتروح أدراج الرياح بإهمال من مكاتب سكرتارية لا يوصلونها بأمانة إلى من يسمعها ولا يتعاطفون مع من يتحدث إليهم إنما يتعاملون بتلك السلطة الظالمة{الواســــــــــــــطة} وأنا على يقين تام بأنها إذا وصلت لأصحاب القرار ستلقى صداها بالتأكيد وبدون تأخير...
إنني أحد ذوي الإحتياجات الخاصة
تعبت من الصمت والظلم والتهاون وحان الآن لصمتي أن يتفجر وأن أتحدث ويجب عليكم أن تسمعون وآن الأوان لتشرق شمسنا وتسطع
22
ويكفي تهاون وحان الآن أن توضع النقاط على الحروف..
فالتساعدوا في إظهار شمس الحقيقة ولنجلي الظلمة بنور ساطع نحو
مستقبل أفضل فساهم في ذلك ولو بتوزيع هذا المكتوب والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه...

ملاحــــــــــظة
سأترك لك الحرية في اختيار العنوان المناسب لهذه القصة
المـــتحــــدث/
وائل محمد الدعوري
من جزيرة فرسان
٠٥٥٥٦٧٦٥٨١
الرجاء منكم تامين وظيفة وسكن واعانتانا على االزواج لكي تهتم بي
23


رساله جاتني بالموقع الرئيسي وللاسف لم اراها الا اخير لكثرة الانشغالات الله لايشغلنا الا بطاعته
واسمح لي اخوي وائل اتمنى من يراها ان يساعد الاخ في حل معاناته
 
رد: معاق محتاج لدعم ملك القلوب من جزيرة فرسان

[align=center]اتمنى من الاخ وائل
ارسال بهذا الموضوع الى وزارة الشؤون الاجتماعية
ومراجعة مراكز التأهيل في اقرب منطقة لفرسان

وعلى الله التوفيق
[/align]
 
رد: معاق محتاج لدعم ملك القلوب من جزيرة فرسان

عليه التقدم لأمير المنطقة عله يجد لديه المساعدة والعون
كان الله في عونك ياأخونا وائل ،،
 
رد: معاق محتاج لدعم ملك القلوب من جزيرة فرسان

اخي العزيز وائل تقبل فائق احترامي وتقديري لك على اصرارك وصبرك لأني لوكنت مكانك لما بقيت يومآ واحدآ في وضعٍ كهذا..
 
رد: معاق محتاج لدعم ملك القلوب من جزيرة فرسان

اعانه الله ووفقه وسهل له عيال الخير والف شكر لك اخوي فالح جعله في موازين حسناتك
 
رد: معاق محتاج لدعم ملك القلوب من جزيرة فرسان

لاحول ولاقوة
صج شي يقهر
مدري لمين الواحد يشتكي
حسيت فيه وانا السنة احاول اسجل بنتي لفيت الحسا كلها وكل مدرسة تقطني ع الثانية
والرئاسة من قسم لقسم ومن مكتب لمكتب
وعلى كل هالتعب مافي فايدة البنت جالسة في البيت
 
رد: معاق محتاج لدعم ملك القلوب من جزيرة فرسان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولدي وائل هذه معانات الكثير من طلاب جامعة الملك عبد العزيزذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة طلاب السكن الداخلي . طلاب جدة اوفر حظاً بوجود اهلهم ولا يمنع هذا معانتهم في الجامعة . وتناقضات الدكاترة والادارين في معاملة المعاقين وهذا ما عانى منه أبنائي الي ان تخرجوا البعض متعاون والاخر !!!!!!!! ولا انسى اليوم الذي طلب قيه احد الدكاترة والذي يشغل منصباً من ابني ان يجلس في بيته فقط لانه كان يطالب بحقه ككفيف او يحول الي قسم العلوم الانسانية للاسف .
أرجو لك التوفيق ولا تيأس ان رحمة الله واسعة
تقبل مروري
بنت الشريف
 
رد: معاق محتاج لدعم ملك القلوب من جزيرة فرسان

ذوي الاعاقه بالبلد للاسف من اعلى السلطات التقصير من الملك وانت نازل
واللوم عليهم من الكبير حتى الصغير
لاانسانيه في مملكه الانسانيه
 
رد: معاق محتاج لدعم ملك القلوب من جزيرة فرسان

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
 
رد: معاق محتاج لدعم ملك القلوب من جزيرة فرسان

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخ وائل كتابتك تنم عن ذكاء وبصيرة .....وخسارة فعلا شاب بمثل قدراتك أن لايكمل تعليمه الجامعي
أتمنى من الله أن يهيء لك المساعدة في أقرب وقت
صحيح تذكرت هناك الجامعة الإلكترونية يعني يمكنك الدراسة عن بعد ولكنني لا أتذكر كل التفاصيل عنها..
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى