اشعارات

مقال ضائع عن بنات الجامعة ..

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع نور
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

نور

New member
مقال ضائع عن بنات الجامعة

بقلم : محمد الصالحي


اضعت هذا المقال. أربع مرات كتبته على أوراق بيضاء بخط سريع مكسر لأخذه إلى هنا، لكني أنسى ويضيع ما أكتبه، تماما كحال من أكتب عنهن اليوم، حين ننساهم بعد أن يأخذن شهادات التخرج من الجامعات والكليات إلى المنازل مباشرة وينتهي بهن الحال هناك. وأقصد بنات الجامعات.
يعلم الله كم هي النقاشات الصباحية التي يجرنا إليها دكاترة الجامعة حين يصبغون المدح والثناء ويأتون بكل عبارات التفضيل في حديثهم عن مستويات الأنثى التعليمية، ويتركون وراءهم استفهامات توظيفهن وضمان العمل لشهاداتهن معلقة كحالهن الآن. نسمع من دكاترة الجامعة العاملين في القسم الأنثوي عن عجائب الدراسة عند الأنثى، وحرثهن للكتب، وكفاحهن من أجل درجة ونصفها. نسمع عن مخلصات حد نخاع العظم، وعن متقنات للعمل تعدل الواحدة منهن باتقانها رجلين يعملان في مربع وظيفي هذا اليوم. هذه الحقيقة التي نخجل من ذكرها رغم الشواهد التي نراها كل يوم، وابحثوا إذا شئتم عن نسب الغياب بلا عذر في قطاع المعلمين والمعلمات واستمتعوا بقراءة الفرق، أو اتجهوا لأقرب كلية واسألوا عن نسب الغياب عند الفريقين فهي جزء من الصورة عن إخلاص الأنثى وتفانيها في عملها، في مقابل الثقة المفرطة التي تجعل المذكر عالة على الوظيفة في بعض الأحيان.
في جامعتي وخلال السنوات الأخيرة، سحبت الأنثى بساط الدرجات العالية ومألوف الأداء والتحصيل من تحت المذكر، وصار الاسم الذكوري يتأخر مرتبتين وثلاثا لصالح الأنثى في حفلات التكريم السنوية. وهذا الواقع يعرفه جيدا من قرأ نتائج جائزة أبها للتعليم العالي والعام حين حضرت أسماء الأناث بجانب قلة من الذكور كانوا في القائمة، تحسبهم لعددهم متطفلين على مسابقة خصصت للنساء، وهي في الواقع أرفع جوائز المنطقة في مجال التعليم.
وفي جامعتي تتحول الأنثى كل صباح إلى عبارة للتحفيز حين يستحضر أساتذة الجامعة قصصها في القاعة والمعمل والمستشفى وهي تكسر معدلات التميز التي كنا نتداولها مسجلة بأسماء ذكور، و..و..و.. وبعد هذا أليس غباء وظلم أن يتحولن إلى مقاعد البطالة في البيوت وقوائم انتظار الوظائف لعشر سنوات، فيما المحظوظة من فازت بوظيفة ربع الراتب ولو في الاتجاه المعاكس لتخصصها! يا الله .. نسألك دراسة مستفيضة ممتلئة بالمقارنات والأرقام وموثقة بكل دليل عن حال الذكر والأنثى في الجامعات والمدارس والمستشفيات وكل قطاع عمل تكشف لنا عن حال المرأة السعودية: كيف حالها التعليمي ومبادئها الوظيفية، مقارنة بموقع قدمها على رقعة العمل في البلاد.
على فكرة: ما هي أخبار الفساد الوظيفي والسرقة والنهب عند الموظفات النساء؟ أكاد أجزم أنه صفر مخجل.​
 

عودة
أعلى