معاقات يتحدين الظروف للوصول إلى قمة الطموح

رجآوي

عضو لامع
معاقات يتحدين الظروف للوصول إلى قمة الطموح
عكاز النجاح
مباركة الزبيدي ـ جدة
كم هو جميل أن يقف الإنسان صامداً في وجه التحديات ، يصارع أمواج الحياة العاتية ، وتقلباتها التي لا تعرف الثبات ، أو السكون ويصل أخيراً إلى أهدافه التي كان ينشدها ويطمح إلى تحقيقها .

ولكي يصل الإنسان إلى القمة ويعانق الهدف المنشود لا بد له من سلوك طريق النجاح ، الذي عادة لا يخلو من العقبات والمعوقات ، ومن أراد أن يحقق المجد فيجب ألا يلتفت إلى أولئك الذين ينالون مبتغاهم ويصلون إلى أهدافهم بكل يسر وسهولة ودون بذل أي مجهود ، لأن أولئك وإن وصلوا فنجاحهم مؤقت وتنسى أسماؤهم بمجرد اختفائهم عن الأنظار والأضواء، بل عليه أن يسعى ويكافح ويقف صامداً أمام التحديات من أي نوع تكون ، وفي هذا الموضوع سنسلط الضوء على نخبة من فتيات الوطن ، استطعن بالكفاح والإصرار والمثابرة بعد توفيق الله عز وجل أن يحققن جزءًا من طموحهن ولا زلن يتطلعن إلى تحقيق المزيد ، ولم تمنعهن ظروف الإعاقة من ذلك ، بل كانت الوقود الحقيقي لهنَّ والدافع القوي وراء تحديهنَّ ليثبتن بأنهن لا يختلفن عن غيرهن من البشر ، لديهن عقل يفكر ولديهن طموح قوي ، وقبل هذا وذاك ، لديهن روح لا تعترف باليأس ... ويأتي هذا رغم كونهنَّ فتيات، وكما هو معروف أن الفتاة بصفة عامة قد تتعرض لمعوقات تمنعها بأن تصل لأهدافها ، أو تحد من ذلك وهي صحيحة معافاة ، فما بالك بمن ابتلاها الله بإعاقة أو ظرف صحي ما ؟!.. إنه أمرُ في غاية الصعوبة وفي نفس الوقت في غاية الإثارة ، ومن استطعن ذلك يجب أن ينظر إليهن بنظرة إعجاب ، لا شفقة وتهميش ، وأن تسجل أسماؤهن بمداد من نور في سجلات الوطن ، لتبقى على مر الأجيال والعصور ، ليس مبالغة ، وإنما من حق كل مجتهد ومكافح أن يأخذ حقه أياً كان ، ذكراً أم أنثى ، شاباً أم فتاة ..
وأول نماذجنا في هذا الموضوع الشيق (وردة يحيى) تلك الفتاة التي تبلغ من العمر 17 عاماً وشاء الله أن تكون كفيفة البصر منذ ولادتها ، ونظراً لأنها فقدت الأمل في دخول المدرسة وأن تأخذ حقها من التعليم كغيرها ، بسبب أنها تقيم مع أهلها في إحدى القرى ، وفصول الدمج غير متوافرة في القرى والهجر رغم وجود ذوات الاحتياجات الخاصة من مختلف الإعاقات هناك وإن قلوا ، إلا أن ذلك لم يضعف إرادتها في تحمل الصعاب ، واستطاعت فاطمة أن تكون شخصيتها بنفسها ، وأن تثقف ذاتها بذاتها معتمدة على حاسة السمع ، بل لا زالت تحلم بافتتاح ذلك الفصل في إحدى المدارس المجاورة لهم ويحتضنها ، وتتحقق بذلك جل آمالها، وهذا ماذكرته (لليوم) في آخر لقاء معها.
أما النموذج المشرق الثاني للفتاة السعودية المكافحة رغم الصعوبات فهو (سهام الذوادي) وهي مصابة بشلل الأطفال وتستخدم العكازات ، تقول سهام : تأخر دخولي للمدرسة إلى سن العاشرة ، حيث كان لخوف والدي علي دور في ذلك ، وفي هذا السن بدأت رحلتي العلمية ، وتعرضت للكثير من الصعوبات في المدرسة حيث كنت ممنوعة من حضور الطابور الصباحي والخروج.. الخ ) إلا أن ذلك لم يزدني إلا إصراراً ورغبة جادة في التحدي ، ربما كنت في بداية الأمر أتأثر وأتألم ولكن ذلك تغير تماما بعد أن غرست في ذاتي أحلاما وطموحا حققت معظمها ولله الحمد ولا زلت أسعى لتحقيق المزيد منها ، وكان لوالديّ حفظهما الله دور في ذلك ..
وتستطرد سهام في سرد قصة كفاحها قائلة : بعد أن أنهيت الثانوية العامة انتقلنا من الظهران إلى الأحساء ، وكنت وقتها أرغب بشدة في إكمال دراستي الجامعية كلية البنات بالدمام ، وكان الوضع قد رآه والدي جداّ صعبا بالنسبة لي خاصة فيما يتعلق بالتنقل من الأحساء إلى الدمام ، لكن مع حماسي واصراري على الوصول لرغبتي استطعت بفضل من الله أن أقنعهما بالموافقة وتجدر الإشارة هنا إلى أن والدي حفظهما الله كانت اعتراضاتهما من باب الخوف والحرص علي فقط ، وليس لأي أمر آخر كالمنع والحرمان على سبيل المثال
وتتابع :المهم التحقت بكلية البنات بالدمام قسم الجغرافيا ، وأقمت بسكن الطالبات ، وكنت أسافر أسبوعياً لأهلي بمفردي بالقطار ، واستمررت على ذلك إلى أن تخرجت ، وهنا أشكر ثقة والدي بي وأدعوه سبحانه أن يحفظهما ويطيل في عمريهما في طاعته ، كما أشكر أيضاً برنامج الأمير محمد بن فهد للشباب فقد التحقت به وتعلمت منه الكثير وهنا لا يفوتني أن أذكر بأني قد التحقت بالعمل في شركة ومكثت فيها لمدة عام ولكن لم أستطع الاستمرار لأنها تقع في مدينة الدمام وأنا كما ذكرت مقيمة في الأحساء ، ووضع التنقل مع إقامة أهلي في محافظة أخرى فيه نوع من الصعوبة ، وإلا فقد كنت أطمح في إكمال دراستي العليا ..
وتختتم سهام حديثها مع اليوم بقولها : ما أطمح له وأسعى لتحقيقه الآن هو أن أكون مربية أجيال ، بأن تتاح لي الفرصة بأن أكون معلمة ، والأمر الآخر أن يكون لي مشروع صغير يكون مصدر رزق لي .
أما النموذج الثالث فهو ( نادية القرني )، التي استطاعت أن تتكيف مع إعاقتها مع كف بصرها ، الذي جاءها فجأة عندما كانت تدرس في الصف الثالث الابتدائي ، حيث بدأ بصرها يضعف تدريجياً إلى أن أصبحت كفيفة تماماً ، إلا أن ذلك لم يضعف طموحها بل زاد من عزيمتها ، والتحقت بمعهد النور في جدة ، ثم التحقت بجامعة الملك عبدالعزيز قسم الدراسات الإسلامية ، وتخرجت فيه بجدارة ، وقبل تخرجها بعام ونصف كانت قد تزوجت ورزقت بمولودتها الأولى ، وهي الآن تعمل معلمة في المعهد الذي تخرجت فيه ، وهو معهد النور للبنات بمحافظة جدة وزوجة وأم .
ونموذج رابع تمثله (عبير القحطاني) التي تخرجت أيضاَ بجامعة الملك عبدالعزيز وتخرجت في قسم الدراسات الإسلامية ، وتم تعيينها معلمة في معهد النور للبنات في محافظة أبها ، ولا زالت تتحمل مصاعب السفر والتنقل والإقامة منذ سنوات رغم أنها كفيفة ، حيث إن أهلها مقيمون جميعهم في محافظة جدة وهي مقيمة بمفردها في أبها ، إلا أن ذلك لم يضعفها أو يجعلها تقصر في عملها، ولا زالت عبير لم تيأس في أن يكون اسمها ضمن أسماء الموافق لهم في حركات النقل الداخلي في يومٍ ما ليتسنى لها أن تكون قريبة من أهلها وتحظى بمساعدتهم لها.
أما رابع وآخر النماذج المشرقة لفتياتنا الرائعات في موضوعنا هذا فهي قصة فتاة مصابة بمرض متلازمة داون ترويها لنا شقيقتها نجود قائلة :
أنا أعيش مع أختي ..ريحانة فؤادي ( متلازمة داون ) هي أختي من أبي .
تبلغ من العمر 23 عامًا .. لم نترك مركزًا منذ كان عمرها أربع سنوات إلا وطرقنا بابه .. ومع ذلك تُردُّ بحجة أنها نابغة وفاهمة .. والمركز لايقبل سوى الحالات المتدنية أو الحالات الحرجة ..
منذ كانت في الرابعة من عمرها وإلى الآن ونحن على أمل في أن تٌقبل ولكن دون جدوى ..
وماحجتهم ؟ عمرها لايتوافق مع أعمار من لديهم ..!!
أين أنتم منذ سنوات ؟ أين مركز كذا وكذا عنكم ......ألخ .!
هي قصص طويلة .. ولو سردت صفحات لتعجبتم ، وقرأتم العجب العجاب ..
فأنا وحدي من عشت تلك المحنة . ووالله إنها أختي .. لدي منحة ربانية ..
لم أخذل نفسي .. قمت بتعليمها شخصيًا .. فحفظت الأحرف ، وتعلمت الصلاة .وميّزت بين الألوان .....ا لخ ، ولا أحد يصدق عندما أقول له : بأني اعتمد عليها بكثير من الأمور بعد الله وأأتمنها على أغراضي وممتلكاتي ..لأني وجدتُ بها حرصًا شديدًا لم أره من قبل .. حتى مركز التأهيل الشامل في أحد الأحياء خذلني بعد أن وعدني بقبولها ومع ذلك لم أيأس ولم أقنط ..
علمتُ بأنها تمتلك حافظة قوية ..وذاكرة جيدة .. لكن لسانها ثقيل ...
فقمت بتسجيلها بدار لتحفيظ القرآن .. لله درّها .. تدمع عيناها عندما تستمع لآيات الذكر .. وتحرص على حفظ قصار السورعبر جهاز أحضرته له شبيه بالحاسوب ..فأنا أعلم بمدى نية حفظها .. لكن لسانها لايساعدها .. ولاتتخيلون عندما أهدتها أستاذتها شهادتها وهديتها ..
لأول مرة تستلم حلمها المفقود ... دمعت عيناها وأعين الحاضرات , وترقرقت عيناي بالدموع .. لم تنم تلك الليلة من فرحتها .. ويقول الناس هي محنة .. بل والله أقولها مرارًا وتكرارًا ..هي منحة .. ومازلتُ أسعى بإذن الله في تدريبها بأمور التقنية، وأسأله سبحانه أن يعينني على ذلك ..
 
رد: معاقات يتحدين الظروف للوصول إلى قمة الطموح

نماذج ررررائعه ومشرفه
 
رد: معاقات يتحدين الظروف للوصول إلى قمة الطموح

ذووي الإحتياجات الخاصة ما ينقصهم شيى

والله أني أخجل من نفسي مما اراة وأسمعه


موضوع راق لي وبشدة

جزاك الله خير
 
رد: معاقات يتحدين الظروف للوصول إلى قمة الطموح

[align=center]
شكراًلمرورك آلعطرأختي بصومه
[/align]
 
رد: معاقات يتحدين الظروف للوصول إلى قمة الطموح

يعطيك العافية راجية
بارك الله فيك
يسلمو على الروعه والكلمات
سلمت يداك وسدد خطاك
 
رد: معاقات يتحدين الظروف للوصول إلى قمة الطموح

[align=center]
شكراًلمرورك آلعطرأختي منآوي
[/align]
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 4)

عودة
أعلى