معاقون قطريون يتخطون حاجز الصمت

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع alnour
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

alnour

عضو جديد
مواهب فنية تتميز وتبدع
معاقون قطريون يتخطون حاجز الصمت

المصدر: الدوحة- محمد الأزهري
ببراءة الأطفال ووعي المثقفين المبدعين، يجلس في قاعة مركز الفنون البصرية بالحيّ الثقافي «كتارا» التابع لوزارة الثقافة والفنون بدولة قطر، عدد من طلاب مدرسة التمكن الشاملة المختلطة، الذين ولدوا إلى الحياة وهم يحملون إعاقة جسدية لم تمنعهم من التميز والإبداع فتجدهم هادئين، في مواجهة أوراق ناصعة وأسطح بيضاء تشبه بياض قلوبهم، يسكبون عليها كل أحلامهم وآمالهم ومكنون شخصياتهم كل حسب موهبته وطاقاته الفنية، في مشهد فني يخترق «حواجز» الإعاقة ويختزل براءة الطفولة الجميلة التي تلخص الحكاية في لوحة معبرة رسومها رغم إعاقتهم.

وقد أبدى الطلاب سعادة بالغة وهم يقفون إلى جانب اللوحات المنجزة والتقاط الصور التذكارية بجوارها، كما يفعل «المحترفون»، ما يجعل من مشاركتهم في مثل تلك المحافل والمراكز والورش المتخصصة، بمثابة تشجيع لهم لإثبات قدراتهم على ترك «بصمة» في عالم الرسم والفنون ومهما كانت القيمة الفنية للمعارض العالمية للمحترفين.. تبقى تلك اللوحات التلقائية البريئة من أجمل الأعمال الفنية على الإطلاق.

تقول الفنانة القطرية هنادي الدرويش، رئيس مركز الفنون البصرية لـ«البيان» ان لوحات الأطفال من المعاقين أكثر من رائعة، وتعتبر إضافة فنية جديدة يسجلها مركز الفنون البصرية، على صعيد الاهتمام بإحدى الفئات الحساسة في المجتمع، ومساندتها بكل ما يلزم..

والأخذ بيد المواهب من ذوي الإعاقة وتنمية قدراتهم الخاصة ورفع معنوياتهم، للتعبير عما يختلج في نفوسهم، لاسيما وأن الألوان التي يستخدمها الطفل المعاق في رسوماته عفوية، وهم ليسوا محترفين في اختيار الأدوات والألوان، ولكن ثمة قراءات نفسية للخطوط المتموجة في بياض اللوحة والأشكال التي يرسمونها، تعطي انطباعات كثيرة عما يعتمل في نفوسهم.

وتقول الفنانة المغربية كريمة فوزي والتي أشرفت على الورشة: «عندما يصير الفن لغة تواصل بامتياز، تقل بذلك معظم الفوارق اللغوية والفكرية بين البشر وربما يمحوها كذلك». وأضافت: كفنانة تشكيلية لأكثر من 10 سنوات، صار عندي، هدف واحد محدد، إدماج الموهوبين الشباب، من حاملي الإعاقة في المجال الفني دون السؤال عن هوياتهم، بقدر ما يهمنا الاهتمام بإبداعاتهم وقدراتهم على العطاء الفني. وهذا احد أهداف الورشة الفنية التي أقيمت في مركز الفنون البصرية.

وكان أول لقاء جمعني بطلاب مدرسة التمكن وجهاً لوجه، من أهم الأيام وأقوى اللحظات إذ نجحت بتوفيق الله عزوجل في «كسر الحاجز» النفسي وبناء علاقة ثقة واحترام بيني وبين الطلاب المستفيدين من الورشة، كوني غريبة عنهم. وقدمت نفسي عن طريق فيديو يُظهر ماهية عملي بالضبط، وأخبرتهم عن أهداف قدومي إليهم من المغرب.

إعاقة وإبداع

وأكدت كريمة أن التجاوب كان واضحا والحمد لله، لقد استطاعوا الاشتغال على ذواتهم من خلال رسمها. رسموا أنفسهم بأنفسهم وكم كنت مندهشة لرؤية انعكاس شخصيتهم وتكوينها على بياض اللوحة. وقالت : لم تكن ورشتي معهم تعتمد على مبدأ إعادة ما أريهم إياه أو تدوير ما ألقنهم إياه، كانت ورشة للتعبير عن مكنوناتهم الداخلية كل بطريقته وقدراته الذاتية..

مشيرة إلى ان كل الطلاب، حاملي الإعاقة من الجنسين، المستفيدين من الورشة المقامة في قطر، يحملون في داخلهم بذرة إبداع تنتظر الدعم والنجاح. وأوضحت أن تنظيم مثل هذه الورش يحمل رسالة للعالم العربي حول دعم الشخص المعاق وإدماجه داخل المجتمع من بوابة الفن.

جولة حرة

وفي جولة لـ«البيان» داخل المركز وجدنا الطالبة العنود تقبض على الريشة الصغيرة بأنامل مرتعشة الا انها واثقة، فيما يُلقي زميلها خالد الذي يعاني من مرض التوحد جسده النحيل على أرض الورشة، إلى جانب لوحته الصغيرة المضيئة، وينثران بريشتيهما البريئة وألوانهما الساحرة على بياض الأقمشة ببراءة مستقاة من براءة أعينهم، التي تعكس تفاؤلهم وانتماءهم.

معان جميلة

على اختلاف إعاقاتهم يحكي كل طفل من الأطفال المعاقين حكايته ويروي تفاصيل نفسه بطريقة مباشرة، وغير مباشرة، كل حسب طاقاته وتكوينه واستعداده النفسي مستخدماً ريشة يعزف بها أجمل المعاني.
http://www.albayan.ae/one-world/correspondents-suitcase/2015-03-21-1.2336892
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى