مرآتي محطمة ! ولكن أستطيع أن أرى وجهي الجميل رغم إعاقتي

alnour

عضو جديد
مرآتي محطمة! ولكن أستطيع أن أرى وجهي الجميل رغم إعاقتي

استخدام التكنولوجيا المساعدة لتعليم الأطفال ذوي الاعاقة البصرية


طفلنا الغالي "علي الجندي" .... أصغر زائر لمركز "تليسنتر" سلمية يبلغ من العمر ست سنوات، زارنا مع والديه للتعلم والتدريب على برامج "الاملاء الصوتي وقارئ الشاشة للطلاب ذوي الإعاقة البصرية" قطعوا مسافات كبيرة للوصول إلينا من" منطقة نهر الخوابي" والتي تبعد أكثر من 75 كيلو متراً، بهدف التعلم والاستفادة من البرامج المتوفرة لدينا.

قدم "علي"، يحتضن بين يديه باقة من زهور المحبة الأمل والرغبة الشديدة في التحليق والطيران.

قدموا إلينا مع بشائر الأمل، كان لهم العالم عتمة نور وظلام حالك السواد.

عندما قابلنا والديه رأينا في عيونهما نظرات الحزن الدفين، مع بشائر أمل قد تلوح بالأفق

قبل البدء بوضع خطة التدريب معاً تم تحدي يوم سبت من كل أسبوع، كونه يوم عطلة ليتسنى للوالدين اصطحاب طفلهما من مكان إقامتهم.

بدليةً سرد علينا والد علي " ظافر الجندي" قصة وليده ومعاناته مع فقدان البصر:

حيث قال: "على موعد وانتظار كان قدوم مولودنا الجديد بعد ثلاث بنات.

كم كانت الفرحة بالمولود الذكر (علي) المسمى سابقاً قبل ولادته. لم ينتبه احد للمولود حتى بلوغه الشهر الرابع من العمر، وعندها أدركنا أنه لا يأبه لحركة الأشياء أمامه، وسيّان عنده النور والظلمة.

وفرغ الفؤاد حزنا وغماً. عند زيارة طبيب العيون وفحص الوليد قال: بان مرضه يدعى(تشوه بيتر) وهو مرض نادر الحدوث وصعب إن لم يكن مستحيل العلاج حاليا ومع ذلك يجب عمل جراحي لعيني الطفل كي لا يزداد الضغط العيني وتنفجر العينين ، وأشفعنا برسالة توصية إلى أحد تجار الطب وهو صديق له من أيام الدراسة وعند قراءته لرسالة التوصية أحالنا إلى احد المراكز الطبية من اجل عمل تخطيط للشبكية قبل إجراء عمل جراحي من اجل الحفاظ على شكل العين مستقبلا ، وقال بان العين اليسرى شبكيتها سليمة، فلنبدأ بها وحدد كلفة العملية الجراحية وقبضها سلفاً مع أجرة المشفى وأجبرنا على أن نوقع تعهداً بأنه غير مسؤول عن نتائج العمل الجراحي مهما كانت النتيجة. فماذا كانت النتيجة؟ يضيف "أبو علي" نتيجة العملية كانت مأساوية إذ أنها أدت إلى استحالة علاج العين مستقبلا مع ضمور واضح فيها وعند مراجعتنا له بعد فترة قال الطبيب: "بان العملية غير ناجحة وهو متأسف للنتائج" هكذا وكل بساطة...!

بعدها بدأتُ من جديد رحلة البحث عن طبيب ليرشدنا على ما يجب علينا فعله. وقصدت كل من ذاع صيته في طب العيون في سورية ولبنان، راسلت عدة دول في بريطانيا، ألمانيا، روسيا، اسبانيا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، لعلي احصل على جواب شاف. ولكن أخيراً حصلت على رد من مشفى في كراتشي في الباكستان، وأكدوا أنهم يريدون أن يشخصوا حالة الطفل "علي" أولا وبعدها يقرروا ماذا يجب عليهم فعله.

وبالفعل، يتابع قصته "أبو علي" أرسلت تقارير تخطيط الشبكية وتخطيط العصب العيني وتقارير كافة الأطباء، وجهزت أموري للسفر وانطلقت إلى الباكستان. وفعلاً قاموا بفحص عيني "علي" وأكد الأطباء أن العمل الجراحي تم بغاية السوء، وأجريت له العملية من جديد وبنجاح أولي، واخبرنا المشفى أنه بعد شهرين سنقوم بإجراء العمل الجراحي الثاني وزرع "القرنية" وعدنا إلى سورية. وبعد شهرين سافرنا إلى "كراتشي" مرة ثانية واخبرنا الطبيب بأنه لا يمكن إجراء العمل الجراحي لأن الجهاز المتوفر عندهم مخصص للكبار، ولا يمكن التعامل به مع عين طفل صغير لم يبلغ العام بعد، وسلمنا رسالة إلى السفارة البريطانية من اجل إعطائنا فيزا عبور للسفر إلى بريطانيا لان الجهاز الخاص بمثل هذه العمليات متوفر لديهم .

راسلت جامعة في بريطانيا، فكان الرد بأنه يجب وضع مبلغ مالي كرسم تامين للعملية وعلي الحضور بأسرع وقت بسرعة وأن الطبيب بانتظاري . وعندما حاولت الاتصال به بعد ذلك وعدة مرات لم أتلقَ أي رد، فأيقنت انه لا يستطيع المغامرة بهكذا عمل غير معروفة نتائجه مسبقاً .

وقمت من جديد بمراسلة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال أصدقاء لي لتحديد أطباء أخصائيين وكان الجواب بأنه على ضوء الإمكانات المتاحة الآن علميا وطبيا يمكن إجراء عمل جراحي يساعده على رؤية الأشياء بشكل ضعيف نوعاً ما، وحسمت أمري للسفر، ووزانت أموري المالية أدركت أنها غير كافية فقررت أن أتوقف حتى تهيئ لي العناية الإلهية أمراً فيه يكون الحل والشفاء. هكذا أنهى الأب حديثه.

للتنويه، لقد حرصت على كتابة وسرد قصة والد الطفل "علي" لما يعاني منه أولياء الأطفال ذوي الاعاقة من متاجرات وانتهاكات من قبل البعض ضاربين عرض الحائط بكل المعاني الانسانية السامية".

ومع ذلك، زرعنا بعضاً من بذور الأمل، وبدأنا العمل معاً في تأهيل وتدريب "علي" ، أسبغنا عليه كل المحبة مرةً يتدرب، ومرةً أخرى يلعب، وأحياناً نسرد له قصة، يوم السبت كله مخصص لتدريب "علي" ولا مكان لأحد في مثل هذا اليوم إلا "لعلي" لأنه ينتظر بداية كل أسبوع بفارغ الصبر ويتهيّأ مع والديه للسفر منذ الصباح البكر للقدوم إلى مركزنا، لقد حظي باهتمام عناصر المركز كلهم دون استثناء، وضعنا له الخطة التدريبية على استخدام برنامج المكفوفين، وشيئاً فشيئاً بدأ ينقل خطواته الأولى في عالم التقنيات والمعرفة.

قدمنا له ليس الدعم المعنوي والعلمي فقط وإنما تجاربنا وخبراتنا في الحياة وساهم معنا في تدريبه أقرانه من المكفوفين " الدكتورة ألما المحمد" ساعدتنا في تدريبه أيضاً حيث نقلت له تجربتها في استخدام الكمبيوتر والتكيف معه، استطاع "علي" خلال فترة وجيزة أن يطور أسلوبه أيضاً بمساعدة والدته بسرعة وقوة.

علي يحب لعبة كرة القدم كما يقول" فقدمنا له كرة مطاطية يلهوا بها قليلاً بعد انتهاء الحصة التدريبية.

أخيراً: بعد انتهاء فترة التدريب الذي استمر لشهور متعددة، فاجأني والدي "علي" أنهم يقومون بالعمل على تأسيس أول جمعية للمكفوفين في منطقة "نهر الخوابي" بالتعاون مع فعاليات المجتمع المحلي في المنطقة على أن يكون أولياء المعوقين هم مؤسسين وأعضاء هذه الجمعية، وفي حال الموافقة سيتم العمل على تزويد الجمعية بأجهزة وبرامج كمبيوتر ملائمة لتعميم تجربتهم إلى كافة الأطفال المكفوفين من أبناء منطقتهم.

تنويه: جهودنا أثمرت ولم تكن قيد الانجاز العملي، لولا الدعم الذي قدم لنا من قبل البرنامج الاستراتيجي لاستخدام تقانات المعلومات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية، "مشروع ريف نت" وبالتعاون برنامج الأمم المتحدة الانمائي ووزارة الاتصالات والتقانة، إضافة إلى الشكر الكبير لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في المنطقة العربية "اقتدار" من خلال مشروع "اقترب" – " استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمكفوفين في المنطقة العربية" حيث ساهموا معنا بتقديم البرامج والمكتبات المطلوبة لتدريب الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية في مركز " تليسنتر" سلمية.
نبيل عيد
 
رد: مرآتي محطمة ! ولكن أستطيع أن أرى وجهي الجميل رغم إعاقتي

قصة رائعه رغم الألم الذي تخللهـا؛
ومعاناة ابو علي ووالدته برحلة علاج للاسف غير موفقه..!
لكن عوضه الله بالتعلم بالمركز.. ونـافذة جديده من الأمل
اللهم شـافي علي وكل طفل ومريض..

يعطيك العافيه ع النقل
وإحترامي وتقديري لك ؛
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى