مصاب بشلل كامل ولكنه تحدى الإعاقة بنجاح!

مصاب بشلل كامل..لكنه آمن بقدراته

مواطن قطري يقهر الإعاقة..ويحقق أحلامه!​


القاشوطي لـ الراية: لا أستطيع تحريك سوى إصبع واحد..لكني لم أستسلم

أكملت المرحلتين الابتدائية والإعدادية..وأحلم بأن أصبح مهندساً

أكتب باستخدام جهاز يركب في الأنف..ولدي أصدقاء على "فيس بوك"

أنهيت الصف الحادي عشر بمجموع أكثر من 90% وأدرس بالمراسلة

ابتهال مرسي: القاشوطي يمتلك عزيمة قوية ومهارات لا تحصى



كتب - حسين أبوندا:




يعتبر المواطن القطري مبارك مردف حمد القاشوطي قصة نجاح جديدة للعزيمة وتحدي الصعاب، ودليلا آخر على قدرة الإنسان على التميز إذا ما توفرت لديه الإرادة ولقي الدعم المناسب.

فالمواطن البالغ من العمر 20 عاما ولد مشلولا وصاحبته الإعاقة منذ أول يوم أبصر فيه النور حتى أقعدته على فراشه بشكل كامل، لكنها رغم صعوبتها، لم تفل عزيمته أو تنل منها، بل سعى جاهدا لتحدي الحياة وخوض غمارها بكل ما أوتي من قوة، ولم يتخل يوما عن أحلامه أو يساوره شك في إمكانية تحققها، فعجز الجسم لا يعطل العقل ولا يؤثر عليه ما دام صاحبه متحليا بالإرادة والعزيمة، وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي: وما نيل المطالب بالتمني * * ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وما استعصى على قوم منال * * إذا الإقدام كان لهم ركابا.

وهذا بالضبط ما نفذه القاشوطي الذي سار على النهج الذي رسمه في مخيلته، حتى تمكن من النجاح وتحقيق جزء من طموحاته، بعد أن وجد الدعم اللازم والتشجيع من مركز التكنولوجيا المساعدة "مدى"، الذي وفر له كافة الإمكانيات وصاحبه في رحلة تحدي الإعاقة حتى أكمل تعليمه الابتدائي والإعدادي ووصل إلى الثانوية من خلال التعليم المنزلي بمدرسة حمد بن عبدالله آل خليفة المستقلة للبنين .. وما زالت الرحلة متواصلة دون كلل أو تعب، رغم كافة الصعاب والتحديات.

الراية التقت المواطن "المفخرة" وحاورته حول بدايات إعاقته، وكيف تقبلها، كما تعرفت على تفاصيل مهمة في حياته المفعمة بالجد والحيوية رغم أنه مشلول بالكامل.

معاناة كبيرة

القاشوطي ابتدأ حديثه لـ الراية بكل ثقة وبريق النجاح يشع من عينيه قائلا: أخبرهم يا قلبي أنك لست حجرا..أخبرهم يا قلبي أنك كباقي البشر..تشعر..تحب..وتتألم..وكل شيء يترك فيك أثر..أسرتم قلبي..عقلي .. أذهبتم خوفي وحزني.. يا "مدى" يا "مدى"..إلى الرحمن أمد يدا بأن تمضوا سؤددا وأن تنالوا الرضى والله لا يظلم أحدا.. وما توفيقي إلا بالله .. شكراً قطر .. شكراً "مدى"..لأنكم جعلتم المستحيل ممكنا.

هذه الكلمات المؤثرة لم يخطها القاشوطي بيمينه بل باستخدام جهاز "الهدماوس" الذي يتم تركيبه في الأنف للتحكم بالكمبيوتر والكتابة وتصفح الانترنت وبرامج التواصل الاجتماعي.

وعن بداية رحلة التحدي والإعجاز، قال القاشوطي لـ الراية: عانيت كثيراً للحصول على العلم وإكمال دراستي بسبب إصابتي بإعاقة جسدية متطورة وشلل كامل، وقد أصبح آخر ما أستطيع تحريكه في جسدي هو إصبع واحد وبالكاد أستطيع تحريكه، ما أعاقني عن استخدام الحاسب الآلي، ولكن مركز التكنولوجيا المساعدة "مدى" أتاح لي استخدام الكمبيوتر بإيماءة بسيطة من رأسي لتفتح لي أوسع أبواب الانترنت، وهذا الفضاء الواسع الذي يعتبر من العلوم التي كنت أتوق إليها لإخراجي من عزلتي، وقد أصبح لي العديد من الأصدقاء في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن حرمت منهم على أرض الواقع بسبب الإعاقة.

وأضاف، بعد نجاحه في تحدي الإعاقة وكسر هيبتها: أشعر بسعادة بالغة لأنني استطعت الوصول إلى المرحلة الثانوية بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل والدتي وأيضاً بفضل مساعدة دار الإنماء الاجتماعي والرعاية الصحية المنزلية ومركز "مدى" الذي وفر لي تكنولوجيا جعلت من عملية التواصل مع الآخرين أكثر سهولة، فبالرغم من إصابتي بشلل كامل وعدم استطاعتي استخدام الحاسب الآلي إلا أن هذا الجهاز ساعدني كثيراً واستطعت مواصلة الدراسة بصورة أسهل كما أنني تمكنت من إرسال الواجبات المنزلية إلى المدرسين عن طريق الإيميل.

طموح بلا حدود

لكن هذا النجاح الذي تحقق لا يرضي طموح القاشوطي ولا يشبع نهمه، حيث قال لـ الراية: طموحي لا يقف عند إكمال المرحلة الثانوية بل أتمنى الوصول إلى أعلى مستوى تعليمي والالتحاق بكلية الهندسة التي حلمت بها منذ طفولته.

وعن عدد الساعات التي يقضيها في المذاكرة، قال: أخصص ثلاث ساعات للمذاكرة وحل الواجبات المنزلية التي يكلفني بها المدرسون بصورة يومية ويرسلوها لي عن طريق الإيميل..لقد كان لوالدتي الفضل الأول، بعد الله تعالى، في إكمال دراستي حيث كانت تشجعني وتحرص على توفير جميع احتياجاتي للوصول إلى مرحلة علمية متقدمة.

عزيمة القاشوطي وإصراره على التحدي أبهرا جميع القريبين منه، حيث أكدت ابتهال مرسي، من مركز الرعاية المنزلية والمرافقة لمبارك، أن العزيمة التي يملكها تجعل الجميع يبذلون أقصى جهودهم لمساعدته في الوصول إلى حلمه وتحقيقه، وكان لمركز الرعاية المنزلية دور كبير في تحقيق جزء من هذا الحلم وذلك عن طريق التواصل مع المسؤولين بمركز "مدى" والذين حرصوا على توفير جهاز حاسب آلي معلق على سرير مبارك ويعمل عن طريق تحريك الرأس.

مهارات عالية

وأشارت إلى أن مبارك يمتلك مهارات عالية على الرغم من الإعاقة التي جعلته غير قادر على الحركة، ومع ذلك استطاع بعد جهد وإصرار إكمال دراسته والتفوق فيها، وهو بهذه الإرادة اللامحدودة يبعث رسالة للجميع مفادها أن المستحيل غير موجود وأن الإعاقة ليست حاجزا أمام الإنسان.

وبدوره، قال عماد جودة اختصاصي تقييم بمركز التكنولوجيا المساعدة "مدى": المشاكل التي كانت تواجهنا مع مبارك تتمثل في عدم استطاعته استخدام جهاز الكمبيوتر بسبب إصابته بشلل كامل وعدم قدرته على مفارقة السرير وجهاز التنفس، لذا حرصنا على استخدام التكنولوجيا لمساعدته في التواصل مع الآخرين والدراسة، وكان البديل هو جهاز كمبيوتر معلق في السرير ومزود بكاميرا مركبة في الأنف تعمل عمل الفأرة "الماوس" في أجهزة الكمبيوتر العادية.

وأضاف: التكنولوجيا المساعدة لم تفتح لمبارك باب استخدام الكمبيوتر الذي حرم منه فقط ولكنها فتحت له عالما جديدا تعرف فيه على الناس واكتسب أصدقاء جددا، كما وفرت له فرصة للدراسة والتواصل مع المدرسين عبر الإيميل والإجابة على أسئلة الامتحانات وحل الواجبات المنزلية دون مساعدة من أحد، فهو يستطيع من خلال الجهاز كتابة الإجابة بكل سهولة وكأنه شخص عادي.

نموذج ناجح

وأشار إلى أن مركز "مدى" قام بعرض ثمرة فريدة، مبارك، وهو نموذج ناجح لاستخدام برامج التواصل الاجتماعي المختلفة عن طريق التكنولوجيا المساعدة لحل مشكلات الانعزالية لذوي الإعاقة البدنية الشديدة الذين يحتاجون إلى إقامة مستديمة ورعاية طبية بالمنزل..تم تنسيق هذا البرنامج بين "مدى" وقسم الرعاية المنزلية بمستشفى حمد.

وقال: مبارك نموذج ناجح للشباب القطريين ذوي العزيمة والطموح، رغم أن الإعاقة الشديدة بدأت معه من سن 12 إلى أن وصلت إلى مراحل متقدمة وهو الآن في سن 20 عاما.

وأوضح أن مركز "مدى" وجه دعوة لمبارك لحضور الاحتفال ليؤكد على نجاح تجربة دمج ومشاركة ذوي الإعاقات الذهنية والإعاقات الحركية الشديدة في المجتمع باستخدام التكنولوجيا، وقال: "تجربة مدى بدأت في 2013 بتقييم المرضى الموجودين بمجمع معيذر لرعاية المرضى ذوي الإعاقات الشديدة وذوي الإعاقات البدنية المتوسطة وتدريبهم لإنتاج برامج تعليمية وتأهيلية للنزلاء ذوي الإعاقات الشديدة والذهنية من المرضى المقيمين لسنوات طويلة ولم تتح لهم فرصة التعليم أو غير قادرين على التواصل أو يحتاجوا إلى التدريب على مهارات الحياة اليومية، أيضا البرنامج يهدف إلى تأهيل المرضى المشاركين وتحويلهم من مرضى مستقبلين للرعاية إلى أفراد منتجين ومشاركين بشكل إيجابي في مجتمعهم واضعين أقدامهم على بدايات سوق العمل القطري.

التكنولوجيا لخدمة الإنسان

وأوضح أن اختصاصي التكنولوجيا المساعدة قام بتقييم كل المرضى المرشحين للبرنامج وتم وضع خطة لكل منهم بالتنسيق مع اختصاصيي العلاج الوظيفي والتخاطب وقسم التمريض الذين قاموا بدورهم بتنفيذ الخطة، كما تم أيضا توفير التكنولوجيا المساعدة المناسبة لكل من المرضى المشاركين وتم تدريب كل من الأخصائيين والمرضى على استخدامها.



التعليق:

نعم ، أتفق نع الجميع أن هناك عاملان مهمان في نجاح المعاق والرقيّ به لتخطي الإعاقة وهما نفسه أوّلاً والمجتمع ثانياً ... فنفسه حيث يقوم بتحفيز نفسه والنظر للأمل في الله ثم الأمل والتفاؤل ، والمجتمع بمساندته للمعاق وإيمانه بقدراته ومهاراته وذكائه ..... إلخ ويتم هذا بتبنّي الإعلام الرمسي لبرامج توعوية ناجحة واضحة المعالم ناضجة الفكر والتفكير ... فالمعلوم للجميع أن هناك معاقون ــ بإبداعاتهم ومؤلفاتهم واختراعاتهم ــ غيّروا وجه التاريخ قديماً وحديثاً رغم إعاقتهم!
 
رد: مصاب بشلل كامل ولكنه تحدى الإعاقة بنجاح!

عمر الاعاقة كانت عائق عن التقدم
 
رد: مصاب بشلل كامل ولكنه تحدى الإعاقة بنجاح!

(الأحلام الذهبية) ... حيّاك لله وبيّاك ، وأشكر لك مرورك الجميل الكريم العطر ... شرّفت الموضوع فشرّفك الله ووالديك في الدارين.
 
رد: مصاب بشلل كامل ولكنه تحدى الإعاقة بنجاح!

(بصمة فتاة) ... حيّاك الله وبيّاك ... مرورك على الموضوع شرف لي ، فشرّفك الله ووالديك في الدارين ... وأشكر لك تقييمك الكريم العطر ... شكراً لك
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى