مشكلة ضعف السمع إشارة إلى المسؤولية الاجتماعية لشركات الأدوي

alnour

عضو جديد
مشكلة ضعف السمع إشارة إلى المسؤولية الاجتماعية لشركات الأدوية

القاهرة - محمد عويس
تعزيزاً للدور الاجتماعي لشركات الأدوية في المجتمعات وتنميتها، عقدت «المنظمة العربية للتنمية الإدارية» في القاهرة أخيراً ندوة بعنوان «المسؤولية الاجتماعية للشركات: مكافحة ضعف السمع/ الجانب التقني والعملي». وشارك في الندوة جمعية «نحو سمع أفضل»، وهي جمعية أهلية مصرية، وممثلون لعدد من الدول العربية، وأربع شركات أدوية، و «منظمة الصحة العالمية». ورعت الندوة وزارتا الصحة والسكان والتنمية الإدارية في مصر.

وتطرقت الندوة إلى مواضيع عدة منها: إحصاءات الإعاقة في الوطن العربي، حجم مشكلة فقدان السمع في مصر، مفهوم اللقاحات في طب الأنف والحنجرة، الوقاية من الأمراض الرئوية، طرق العلاج الأمثل للالتهاب الحاد في الأذن الوسطى، كيفية منع مضاعفات الإنفلونزا في الأذن الوسطى والسمع عن طريق لقاح الإنفلونزا، زراعة القوقعة لعلاج ضعف السمع وغيرها.

غياب المعلومات
وقال المنسق العلمي للندوة الدكتور عبد الرحمن جلال، رئيس إدارة تكنولوجيا المعلومات في «المنظمة العربية للتنمية الإدارية»، في كلمة ألقاها بالنيابة عن مدير المنظمة نفسها الدكتور رفعت الفاعوري، إن الدول العربية تعاني نقص المعلومات حول عدد ذوي الحاجات الخاصة.

وأوضح أن عدد هؤلاء يصل إلى بليون شخص على مستوى العالم، ما يساوي 15 في المئة من إجمالي السكان. ويعاني مشكلة ضعف السمع قرابة 365 مليون نسمة بينهم 32 مليون طفل و328 مليون راشد. وفي هذا الصدد، أكد جلال أن فرداً من كل 7 أشخاص يستطيع الاستفادة من الخدمات المقدمة لضعاف السمع.

ولفت إلى وجود 21 سبباً رئيسياً لضعف السمع، من المستطاع تلافي نصفها عن طريق التطعيمات واللقاحات. وشدد جلال أيضاً على أهمية تعاون الأجهزة الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في العالم العربي، لتأسيس قاعدة بيانات عن ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى آليات طرق الوقاية من ضعف السمع باعتباره واحداً من الإعاقات الأكثر صعوبة من الناحية الطبية.

وأوضح المهندس هشام سالم، نائب مدير برنامج تطوير الخدمات الحكومية في «وزارة التنمية الإدارية»، أن الوزارة لديها مشروع متخصص بذوي الإعاقة، بدأت العمل به قبل «ثورة 25 يناير»، مشيراً إلى أن عدد ذوي الحاجات الخاصة في مصر، بحسب إحصائية الأمم المتحدة، وصل إلى قرابة 9 ملايين شخص، ما يساوي 10 في المئة من إجمالي السكان. وأضاف سالم أن مشروع الوزارة يعتمد على ثلاثة محاور هي: وضع خريطة لحصر عدد ذوي الإعاقة، وتحديد الخدمات التي يحتاجون إليها، وتبسيط الإجراءات المتعلقة بهذه الخدمات ومكننتها.

البداية عند الولادة
وحذر الدكتور أسامة عبد الحميد، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة في جامعة عين شمس ورئيس جمعية «نحو سمع أفضل»، من عدم الاهتمام بتفاقم مشكلة الإصابة بالصمم عند الأطفال نتيجة الإهمال وغياب الوعي الكافي بهذه المشكلة. وأكد أن 9 من بين كل ألف مولود في مصر، يصابون بضعف السمع، ما يمثل نسبة كبيرة تماماً مقارنة بالمعدلات العالمية. «تؤثر مشكلة ضعف السمع في التنمية، وبالتالي في الاقتصاد، وأطالب بتكاتف الجهود والتعاون بين الدولة والمؤسسات الأهلية لمكافحته عبر خطة قومية، وبإجراء اختبار للسمع لحديثي الولادة بهدف الكشف المبكر عن ضعف السمع»، يقول عبد الحميد. ولفت أيضاً إلى أن 40 في المئة من أسباب مشكلة ضعف السمع ترجع إلى عوامل وراثية مرتبطة بظاهرة زواج الأقارب. وتحدث أيضاً عن جمعية «نحو سمع أفضل»، مشيراً إلى أنها تمثل حلقة وصل بين الجمعيات والمنظمات العاملة في مجال السمع.

وقال: «تشجع هذه الجمعية وتسهل الاتصالات بين الجامعات والمراكز الطبية والتعاون بينها، كما تعزز تبادل المعارف والخبرات بين المجتمع والأطـــباء لتحسين رعاية الأذن والســمع على المستويات كافة».

وأوضح عبد الحميد أن ضعف السمع يعتبر أكثر العيوب الوراثية شيوعاً، إذ ينتشر بمعدل مصابين لكل 1000 مولود عالمياً، ويمثل ثالث سبب للإعاقة المزمنة، بعد التهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم. وبين أيضاً أن ضعف السمع يؤثر في حوالى 250 مليون شخص عالمياً، يعيش 75 في المئة منهم في الدول النامية. ولفت إلى أن هذه الأرقام تعني أن هذا النوع من الإعاقة يؤثر في إنتاجية الكبار، إضافة إلى تأثيره الضخم في الأطفال بسبب تأثير الصمم على اللغة والكلام والمهارات الإدراكية كافة.

لقاح الأذن الوسطى
وشرح عبد الحميد أهداف جمعية «نحو سمع أفضل»، فقال: «من أهم أهداف الجمعية حماية المجتمع من الصمم وضعف السمع وخفض معدلاتها». وقال: «نحاول تقليل نسبة ضعف السمع الحسي- العصبي بمعدل 1 في المئة في 5 سنوات، وتقليل نسبة ضعف السمع التوصيلي بـ5 في المئة في 5 سنوات، إضافة إلى تحسين خدمات العلاج لمرضى الصمم وضعف السمع، وكذلك الحال بالنسبة لخدمات تأهيلهم أيضاً».

وتحدث الدكتور أحمد البليدي، أستاذ طب الأطفال في جامعة القاهرة، عن وجود تطعيمات تقلل الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى بنسبة تبلغ قرابة 40 في المئة، لكنها غير متوافرة في منظومة تطعيمات الأطفال الإجبارية في مصر. وقال: «من المدهش أن دولاً أكثر فقراً من مصر تهتم بصورة مكثفة بهذه التطعيمات، بمساعدة من هيئة «جافي» التي أسسها بيل غيتس مؤسس شركة «مايكروسوفت» العملاقة.

وكخلاصة، من المستطاع إجمال العوائق التي تحول دون وصول خدمة العلاج إلى مستحقيه، بحسب المشاركين في الندوة، بأنها تتمثل في عدم وجود إحصاءات دقيقة عن تلك الإعاقات، ما يرتب صعوبة اتخاذ القرار بالنسبة إلى الدعم الحكومي، وتوجيه التبرعات. في المقابل، تنفق الدولة مبالغ طائلة لعلاج الحالات المتأخرة في الصمم، ما يؤكد الحاجة إلى صوغ سياسات صحية ملائمة تستند إلى معلومات موثوقة، إضافة إلى متابعة دقيقة للمستجدات العلمية في الوقاية من ضعف السمع وعلاجه.
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى