مطلوب نشر ثقافة العمل التطوعي .

مطلوب نشر ثقافة العمل التطوعي في صيف العام الماضي طلب مني القائمون على التنشيط السياحي بمدينة تنومة، وهي أحد مواقع ومراكز الاصطياف الواعدة في منطقة عسير إلقاء محاضرة اختير عنوان لها بمشورتي "العمل التطوعي"، وحيث إنه لم يكن في إمكاني الاعتذار عن المحاضرة، إذ كيف لمن يتحدث ويخض دائما على العمل التطوعي ويمارسه في حدود إمكاناته أن يعتذر؟! رغم رغبتي في الخلود إلى الراحة بعد عام دراسي مرهق بما يفوق النصاب الأكاديمي تدريسا وأعمالا إدارية وبحوثا ولجانا، إلى غير ذلك، هذا جانب والجانب الأهم الذي عقل لساني عن التفوه بالاعتذار وقد هممت بذلك، أولئك الشباب والشيوخ في لجان التنشيط السياحي بقيادة رئيس المركز "القرقاح" الذين يتألقون، بل ويبدعون في تقديم برامج ترفيهية وثقافية للمصطافين ويضحون بوقتهم وجدهم ومالهم لإسعاد الآخرين دون مقابل أو من أو أذى: فزعات كريمة من عند أنفسهم خدمة لضيوف المنطقة.
استهللت محاضرتي بمقدمة عن العمل التطوعي، أعقبت ذلك بإيراد أرقام وإحصاءات عن العمل التطوعي في بعض الدول منها الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أدهشت الأرقام الحضور، خاصة عند الإشارة إلى أن عدد المتطوعين "تقريبا" في أمريكا 94.2 مليون شخص، وأن معدل ما يتطوع به الفرد 4.2 ساعات أسبوعيا، وأن مجموع عدد ساعات التطوع 20.5 بليون ساعة سنويا. أي بما يمثل عمل 9 ملايين موظف، وأن محصلة مجموعة ما تطوعوا به في عام من الوقت كان قيمة مبلغ وقدره 167 بليون دولار أمريكي.
لنتأمل ذلك، ثم علينا المبادرة إلى نشر ثقافة العمل التطوعي، فخدمة المجتمع من أولويات الدين، ومن مقتضيات الوطنية، فديننا يحثنا على تحصيل المصالح الدينية والدنيوية ودفع المفاسد، والعمل التطوعي باب واسع يقصد به في ثقافة المسلم وجه الله من خلال تسخير الإنسان نفسه لخدمة الآخرين، ورسم الابتسامة على وجوههم، والأخذ بأيديهم نحو طريق الخير والصلاح والسداد، وهو أمر فيه مصلحة عامة، وأجر كبير ونفع عظيم، لما يحققه من إيجابيات على كل المستويات الدينية والاجتماعية والثقافية والأدبية.
إن العمل التطوعي بات من الأعمال المهمة والملحة في واقع الناس، وخاصة مع وجود الضوائق والأزمات والظروف الصعبة التي يعانيها الناس وانصرافهم عنه تحت ذرائع وهمية، والأمم والشعوب المتحضرة أفرادا وجماعات أخذوا يتساقبون في مجالاته المتنوعة كل في مجال تخصصه وبحسب إمكاناته، فأسست له المؤسسات والجمعيات المتنوعة، في الوقت الذي كان ينبغي أن يكون المسلمون أكثر شعوب الأرض تطوعا للخير والصالح العام، فهم رواده، وحملة رايته منذ بزغ فجر الإسلام. قال تعالى "ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم". (البقرة، آية 158)، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم، "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".
كما أنه في المجتمعات الغربية أصبح العمل التطوعي عملا مؤسسيا أسست من أجله جمعيات ومنظمات أهلية تتنوع أنشطتها ومجالات خدماتها حسب حاجة المجتمع ومتطلباته، فما المقصود بكلمة التطوع؟
تطلق كلمة التطوع ويقصد بها "ما يتبرع به الفرد من ذات نفسه، بعيدا عن الإكراه والإلزام، أي التضحية بالوقت أو الجهد أو المال أو الخبرة والمعلومات دون انتظار عائد مادي، وقيل العمل التطوعي هو: تقديم العون والنفع إلى شخص أو مجموعة أشخاص يحتاجون إليه، دون مقابل مادي أو معنوي.
والحق أن التطوع في أعمال الصالح العام في بلادنا – حرسها الله – هو بمثابة تعاون وتضحية وشهامة تجري في عروق المخلصين الأوفياء، وميادين كثيرة متنوعة، ومنها: إصلاح ذات البين، وقضاء حوائج الناس، ورعاية الأيتام والأرامل والمساكين، ورفع الظلم عن المظلومين بالأساليب المشروعة، والمطالبة بما يحتاج إليه الأهالي في قراهم ومدنهم ومناطقهم والإبلاغ عن كل ما يخل بالاستقرار: آذانا صاغية وعيونا يقظة، والتبرع للمرضى بالدم، وخلافه. وتقديم الخدمات الإنسانية بما يعزز روح التضامن والمحبة.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة" متفق عليه. وقال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" متفق عليه. وقال: "ومن مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات" متفق عليه. وقال "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى" رواه الترمذي والبخاري. وقال عليه الصلاة والسلام "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه أحمد ومسلم.
وختاما، فإن التطوع باب واسع يحتوي على كل المجالات النافعة والمفيدة، من خلال بذل المال، والوقت والجهد، وتسخير الجاه، والعلاقات لتقديم خدمات للصالح العام، بما في ذلك تقديم رأي صائب، واستشارة مسددة، ونقد وتقويم بناء، وفق الله الجميع لأعمال الخير وكفانا شر الحاسدين والمثبطين، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
علي فايز الجهني
 
رد: مطلوب نشر ثقافة العمل التطوعي .

يجب ترسيخ ثقافة العمل التطوعي في النفوس منذالصغراي بمجرد ان يبدا الطفل بالتمييز يجب على الوالدين غرس حب عمل االخير في نفسه وتشجيعه على مساعدة المحتاجين
وكذلك ايضا للمدرسه دور في ترسيخ العمل التطوعي في النفوس من خلال بث روح التعاون بين الطلاب داخل الفصل بل المدرسة في كافة المراحل وارى انه لابد من تشجيع الطلاب على التطوع في خدمة المجتمع وتخصيص جائزه لهذا الغرض
وايضا في المرحلة الجامعيه لابد من تشكيل مجاميع تطوعية هدفها خدمة المجتمع في كل النواحي وتقديم الجوائز في هذا المجال
وبذلك نكون قدعملنا على ترسيخ ثقافة التطوع في النفوس
كل الشكررررررررررر للرائعه بصمة امل
 
رد: مطلوب نشر ثقافة العمل التطوعي .

يجب ترسيخ ثقافة العمل التطوعي في النفوس منذالصغراي بمجرد ان يبدا الطفل بالتمييز يجب على الوالدين غرس حب عمل االخير في نفسه وتشجيعه على مساعدة المحتاجين
وكذلك ايضا للمدرسه دور في ترسيخ العمل التطوعي في النفوس من خلال بث روح التعاون بين الطلاب داخل الفصل بل المدرسة في كافة المراحل وارى انه لابد من تشجيع الطلاب على التطوع في خدمة المجتمع وتخصيص جائزه لهذا الغرض
وايضا في المرحلة الجامعيه لابد من تشكيل مجاميع تطوعية هدفها خدمة المجتمع في كل النواحي وتقديم الجوائز في هذا المجال
وبذلك نكون قدعملنا على ترسيخ ثقافة التطوع في النفوس
كل الشكررررررررررر للرائعه بصمة امل
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 3)

عودة
أعلى