معوقون أم عالم أكثر عوقا

ذوي احتياجات خاصة، معاقين، مرضى لن نختلف على التسمية, بالمطلق سنتفق على إنهم المرآة التي خلالهم نرى وجه الحضارة وصدق التطور الإنساني فهم مهمشين وفق هربرت ماركوزفي تصنيفه فئات المهمشين ووفق مؤتمر جوهانسبرغ 26اب -4 أيلول 2003 الذي أدرجهم ضمن مجموعة الفئات السكانية الضعيفة واعتبار الإعاقة خطر يتهددنا وان اختلفت الإصابة، تقدر مصادر الأمم المتحدة نسبة العوق على الصعيد العالمي ب 10% من عدد السكان على النطاق العالمي و يمكن اعتبار الفقر وسوء التغذية والحروب احد أسبابها حيث يتعرض نصف مليون طفل إلى العمى بسبب نقص فيتامين أ وان ما يزيد هن 16 مليون مصاب بالعوق العقلي و50 مليون مصاب باضرار في الدماغ ناتجة عن نقص في كميات اليود). ويقول لورنس جاكوبسون احد مسؤولي منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة انه يمكننا خفض عدد المعوقين في العالم والذي يقارب عددهم ب 600 مليون شخص عن طريق دعم الإنتاج الغذائي إن الاهتمام بمعاناة المعوقين قد ازدادت وخاصة بعد أن أظهرت الأرقام الكارثية لهذه الظاهرة وخاصة المرتبطة منها بآثار الحروب فالحرب في كمبوديا قد خلف بحدود 2% معوق من عدد السكان لذا قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 56/ 168 المؤرخ 19 كانون الأول 2001 أن تنشى لجنة مخصصة لوضع اتفاقية دولية شاملة ومتكاملة لحماية وتعزيز حقوق المعوقين وكرامتهم إن الاهتمام الإنساني بهذه المعانات تعتبر نقلة كبيرة في الفهم الحضاري لمشاكل الإنسان الذي تناوله الإسلام قبل 14 قرنا بقوله تعالى (ليس على الأعمى حرج ولا الأعرج حرج ولا على المريض حرج) في إشارة رائعة لأنواع العوق (الحسي والحركي والعقلي) التي تعتبر الأركان الرئيسية للتعريف المعاصر لظاهرة العوق حيث يتطابق نتائج مؤتمر جوهانسبرغ 2003 مع المفهوم الإسلامي للعوق حيث اتفقوا على (إن الحد من النمو المادي والحسي والحركي لقدرات النماء يعرض الشخص إلى الخطر). إن الدراسات المعاصرة تعتبر المعوقين جزء من الأقليات التي تتعرض إلى التحيز والتمييز ويمكن إعادة تأهيلهم بالإجابة على أسئلة النموذج الذي وضعه العالمان بيشانسكي وتوماس وهي:
(أ) تيسير فرص الوصول، هل يمكنك الوصول إلى المكان الذي تود الوصول إليه؟
(ب) الشمول، هل يمكنك عمل ما تريد عمله؟
(ج) توافر الموارد، هل تمت تلبية احتياجاتك الخاصة؟
(د) الدعم الاجتماعي، هل يقبلك الموجودون من حولك؟
(ه) المساواة، هل تُعَامَل على قدم المساواة مع الآخرين؟


أن تنطلق بحرية في جغرافية كوكبنا الأرضي، أن تعمل ما تريد، أن تقبل ويقبلك الآخرين، أن تشعر بالمساواة أسئلة تحدد العوق وتكشف عن مدى اهتمامنا بهم لذا توجهنا بالسؤال إلى دائرة الألم الإنساني، إلى الأطباء والمعاقين والأقرباء وكان ريبورتاجا للألم، في محافظة الحسكة نموذجاً حيث القضية غائبة أو حلقة مفقودة تعممت المراسيم هناك من استفاد وبقي الكثيرون برسم الإجابة على سؤال متى سنحصل على مستحقاتنا وفقاً لقانون صدر خاصا بنا ولأجلنا في واقع يشهد على غير ذلك

ميداس عبد الكريم (12) معاق ذهنياً
والد ميداس كلمنا عن إعاقة ولده في صراعهم مع عيادات الأطباء ودوائر الدولة؟ لم تقدم أي جهة حكومية الدعم التي هي الواجهة الأولى والحقيقية في مواجهة قضية المعاقين و إعادة تأهيله وإدماجه باستثناء جمعية خيرية غير حكومية تكاد تكون الوحيدة في عموم محافظة الحسكة تابعة للكنيسة الكاثوليكية معظم ما صدر لم يستفد منها ابني في شيء، بطاقة المعاق لم تقدم له تسهيلاً في أي جانب باستثناء المرة الوحيدة التي سافر فيها إلى تركيا للتداوي وأعفي من رسوم بطاقة السفر, القوانين تبدوا واضحة كإنها تخص معاقاً دون آخر في حالة ميداس كيف سيتعامل مع الكمبيوتر وهو معاق ذهنياً وبالكاد راتبي يكفي حق مداواته فكيف بشراء جهاز كمبيوتر وحلم سيارة ووو ومصاريف أسرة


روز شهاب الدين 20 عاماً (خلع ولادي هشاشة العظام)
أعيش جليسة البيت في حالة نفسية منهارة، وجودي أو عدم وجودي لا قيمة له لاعند أهلي ولا عند المجتمع اشعر نفسي ثقلاً على الجميع قضية المعاقين كان مثل القنبلة (أتضح إن الموضوع أشبه بإشاعة) إعاقتي قابلة للعلاج لو توفر لذلك الحامل المادي، المجتمع عموما يرفض تقبل واقع امرأة معاقة وعن سؤالك إن كنت اعرف حقوقي وهل طالبت بها بصراحة عشت على حلم إنني مجرد أن اذهب للطبيب وبعملية جراحية سأصبح كما الآخرين اقتصرت فقط على ذلك وحتى ذلك كان حلما ميتاً,الجانب المادي كان كفيلا أن يقتل الحلم


محمد عيسى إعاقة ذهنية وجسدية
كلمتنا عن تجربتها مع طفلها المعاق الذي يبلغ 13, ولادة محمد كان أشبه بالصدمة لأننا نعيش في وضع مادي متردي نفقات الأسرة المتزايدة أجبرت أولادي على ترك مقاعد الدراسة للعمل, نحتاج لدعم المؤسسات الحكومية والجمعيات الخيرية الغائبة عنا وأصحاب الضمير، وفي كل الأحوال وجود معاق في أي أسرة هو قدر من الله وامتحان لصبره (عسى أن تكرهو ا شيئاً وهو خير لكم)
أما مسعود محمد 27 عاماً أتابع حياتي بشكل طبيعي وكأنني لا أعاني من أية إعاقة إن انتظرت المجتمع ليتقبلني فهو لا يتقبل نفسه، أنا من عمل على نفسه اجتهدت حصلت على البكلوريا بفضل أهلي وإرادتي وأنا مقعد على كرسي معظم أوقاتي اقضيها في تعلم أي شيء جديد الآن عندي محل كمبيوتر يوفر لي دخلاً جيدا معي بطاقة معاق أتمنى أن استفيد من القوانين التي صدرت


هاشم سليمان صيدلاني
الإعاقة قضية مجتمعية تخصنا جميعاً, تغير واقع الإعاقة عن الماضي بشكل طفيف, هي بالأساس قضية حقوقية تحتاج للاعتراف قولاً وفعلاً لتأهيل المعاق والنظر لوضعه على إنه حالة طبيعية وليس قاعدة شواذ هناك قصور كلي في تفهم هذه المسألة، لكن الآن بدأت القوانين تصدر وتحتاج لتفعيل أكثر لا اشعر بإعاقتي لا لأني حصلت على حقوقي بل لأني رغما اقتحمت مجتمع هو من حقي كما للآخرين فيه حق ولا أخفيك إنني في لحظة ما اشعر بوضع مختلف يغير كل مزاجي، لكن اخرج واعمل وأشارك في مختلف النشاطات ولو انتظرت المجتمع جهات مسؤولة وفعاليات اجتماعية فمتيقن إنه لم يفعل شيء ولن يفعل
إبراهيم حمزة (34) (شلل أطفال) قضية المعاقين مغيبة ومفقودة ما يكتب ضجة إعلامية ليس أكثر من حكي فاضي؟ المجتمع تكتفي تطلعاته بأن نبيع السجائر أو نعمل متسولين (شحادين) لا أملك أجار بيتي لاشتري سيارة واملك خط انترنت، المجتمع لم يفتح مجال الاندماج أمامي أية مساوة تسألين و بيتي ساحة حرب لأني لم أحصل على عمل؟ طلبنا من جمعية أمل للمعوقين في دمشق عونهم ب 26 كرسيا طبياً وإلى الآن لم نحصل على شيء؟ لا احد يسمعنا وعود الشرف ببلاش والمساعدات المجتمعية معدومة؟ أوصلت صوتي لمختلف الجهات, كل شيء قابل للنشر لأنني لم استفد من شيء


آمنة محمد 17 سنة (إعاقة سمع بصرية)
هل إعاقتي مبرر لحرماني من حقوقي, أعاني من مجتمع ليس عنده ثقافة حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ولا يعمل على دعم قضاياه بخاصة لو كان إمراة ويكتفي بالشفقة, أنا انسانة ولي الحق في أن اندمج بالمجتمع،لدينا حالتين إعاقة والدي لم أتقدم للتسجيل في الشؤون, منذ سنتين إعاقتي اختبار من الله في محنتي أتمنى من الجهات المسئولة ان ترى وتسمع وتسير مع هذا المعاق في كل خطواته لا أن تصدر القرارات ولا يتم تطبيق شيئ منها


ليلى حسن 32 سنة (الإعاقة ذهنية)
تكلمنا مع لورين الأخت, ليلى تعاني مشاكل صحية متعددة غدة الدرقية، فتق في السرة نقص في النمو الطبيعي للجسم، أصيبت بالإعاقة بعد أشهر من ولادتها حالتها ميؤوس منها هي بنفسها تشعر إنها محنة لنا ولنفسها, لم نسمع بحملات الإعاقة والقوانين الصادرة لهم إلا من خلال أقرباء ومنذ مدة قصيرة لذلك تأخرنا في تسجيلها في دائرة الشؤون ولا أعلم إن كانت ستستفيد من كل تلك المراسيم بخاصة إنها غير قادرة على العمل ولا يوجد مشرّ ع يمنحها وكل المعاقين إعانة مالية وأول مرة أسمع أحدهم يتكلم عن مؤسسات خيرية أو جمعيات تقدم المساعدة في القامشلي وهذه المسألة مهمة لنا بخاصة نعاني من وضع معيشي صعب ونطالب بالمساعدات حتى من خارج المحافظة هي دعوة انسانية وانت ترين العدد الكبير الذي يحتاج للرعاية والدعم المادي اولا


حسن هاشم عمر 24 شلل نصفي وإعاقة ذهنية
كلمنا والد حسن (أعرف أسراً نتيجة الوضع المعيشي المتراجع تعتبر وجود المعاق بينهم لعنة وهي ثقافة مجتمع ونتيجة ظروف اقتصادية وقلة وعي وغياب دور المؤسسات الحكومية والإعلامية في توعية الناس وتقديم العون ومشاركتهم بشكل طبيعي في المجتمع, وضعي المادي جيد سافرت سبع مرات إلى اسطنبول لمداواة حسن والآن أريد أن أبحث له عن ضمان في المجتمع لذلك تقدمت في تسجيله في دائرة الشؤون الإجتماعية والعمل لانني لا أضمن ان أبقى له طيلة عمري أتمنى للدولة أن تؤمن له على الأقل مردوداً مادياً لأن ذلك مهم في أن نحدد له القيمة كما شباب اوربة وفي مناطق مختلفة من العالم وتصدر قوانين عامة تراعي خصوصية كل معاق، أو أن تدعمه أية جهة إنسانية كما نطالب بتخصيص مراكز لتأهيلهم ونفتقد الى هذه اللحظة لهذه الخدمات والسعي لاندماجهم بيننا فهم قبل أي شيئ بشر وما أصابهم من الله وكلنا معرضون لأن نبتلى بأي محنة فاطمة إبراهيم 31 سنة تشوه خلقي منذ الولادة


لم يؤهلني احد لفعل شيء لا أثق بقدراتي, وضع أسرتي مرتبك تحتار قبل بداية الشهر بأسبوع لتأمن لي كيس الدم الذي يحتاجه جسمي شهرياً وتضطر تحت ضغط الحاجة أن تستدين من هنا وهناك لتأتي بسيارة أجرة وتنقلني للمشفى لم نسمع بأي شيء فيما يخصنا كذوي احتياجات خاصة لا علم لي وحتى أهلي بكل القوانين التي تذكرينها نحمل السبب لجهات كثيرة نعيش في قرية نائية لم يصلها بعد الهاتف الثابت فكيف بأن أطالب بالإنترنت الذي لم اسمعه إلا منك قدم والدي طلبات إلى مديرية الصحة لتفهم وضعي وأعلم إنني سأموت إذا ما بقي الوضع هكذا وكوني غير قادرة على أي شيء لو إن أهلي يستفيدون من كل ما صدر في قرارت جوان +سيبان + ديلبر إخوة إعاقتهم ذهنية جوان لا يعلم عن حقوقه شيئاً مع أخوته، كل واحد يبحث عن أمان في واقع لا موطئ قدم فيها سوى للأقوياء ولو كانوا متخلفين جوان وسيبان يتذمرون حينما يضحك الآخرون على مشكلة النطق عندهم ديلبر لا تعرف سبب وجودها في القامشلي عند اللجنة الطبية تبحث عمن يعلمها الكلام والصلاة العم المرافق للإخوة، تعودنا أن تصدر الكثير من القرارات ونتكلم كثيرا ولا نفعل شيء كل دول العالم لها خصوصية في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة إلا عندنا القاعدة شواذ النظرة لهم لا تتعدى عين العطف والشفقة لو لم يخبرني الآخرين بمسألة تسجيلهم في دائرة الشؤون الإجتماعية والعمل لما كنا عرفنا, وسائل الإعلام مقصرة والعمل المجتمعي غائب تماماً التقينا باللجنة الطبية في القامشلي مشكلة من أربعة أطباء اكتفت بتحديد دورها في تصنيف الإعاقات وتشخيص كل حالة وتحويله لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل, وعن سؤالنا حول الشكاوى عن اللجنة؟ الوضع برمته مرير !!!!!!!!!
 
رد: معوقون أم عالم أكثر عوقا

موضوعاتك دائما مميزه اخثي رابعه شكرا لك
 
رد: معوقون أم عالم أكثر عوقا

اشكرك اخيتي موضوع متميز . بصراحه اختي المجتمع والأنظمة هي التي تعيق تقدم وتطور المعاق
على المجال العلمي والعملي فمتى كانت الأنظمة اكثر سلاسة وعقليات المجتمع اكثر وعي سينجح ذووي الأنجازات الخاصة وسيصبحون متميزين مع أني اراهم متميزون .
 
رد: معوقون أم عالم أكثر عوقا

شكرا زهرة الياسمين على المرور وانا دائما سعيدة بمتابعتك لموضوعاتي محبتي القلبية لك
 
رد: معوقون أم عالم أكثر عوقا

عزيزتي بصمة أمل
دخلت عالم المعوقين صدفة وانا طفلة صغيرة وما زلت الى الان معهم صديقة واخت ومتطوعة ومن خلال معرفتي الجيدة بهم عرفت انه لا يوجد معوقين وانما هو مجتمع معوق لا يحكم على الأمور الا من ظواهرها وهذا ما نسعى دائما لتغييره
اشكر مرورك الدائم على موضوعاتي ولك مني كل المحبة والتقدير
 

اعضاء يشاهدون الموضوع (المجموع: 0, الاعضاء: 0, زوار: 0)

من قرأ الموضوع (مجموع الاعضاء: 1)

اعضاء قاموا بالرد في الموضوع (مجموع الاعضاء: 3)

عودة
أعلى