موعظة علي بن ابي طالب لولده الحسين

[ابومشهور]

الحمد لله الذي تفرد بالجلال والعظمة والعز والكبرياء
واشكره شكر عبد معترف بالتقصير عن شكر بعض ما أوليه من الانعام والافضال
واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرآ
اما بعد :
كتب علي بن ابي طالب رضي الله عنه الى ولده الحسين من عبد الله علي امير المؤمنين
الوالد الفاني الذام للدنيا الساكن مساكن الموتى
الى الولد المؤمل ما لا يدرك السالك سبيل من قد هلك عرضة الاسقام ورهينة الايام واسير المنايا
وقرين ارزايا وصريع الشهوات ونصب الافات وخليفة الاموات
يابني ان بقيت اوفنيت فإني اوصيك بتقوى الله عز وجل وعمارة قلبك بذكره والاعتصام بحبله
فإن الله يقول واعتصموا بحبل الله جميعآ ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم الاية
واي سبب يابني اوثق من سبب بينك وبين الله عز وجل أحيي قلبك بالموعظة ونوره بالحكمة وقوه بالزهد
وذلله بالموت وقرره بالفناء وحذره صولة الدهر وتقلب الليالي واعرض عليه اخبار الماضين وسر في ديارهم
واثارهم فانظر ما فعلوا واين حلوا فانك تجدهم قد انتقلوا من دار الغرور ونزلوا دار الغربة وكأنك عن قليل
يابني قد صرت كأحدهم فبع دنياك باأخرتك ولاتبع اخرتك بدنيك ودع القول فيما لا تعرف والامر فيما لا تكلف
وامر بالمعروف بيدك ولسانك وكن اهله وانكر المنكر بيدك ولسانك وباين من فعله وخض الغمرات الى الحق
ولا تاخذك في الله لومه لائم واحفظ وصيتي فلا خير في علم لا ينفع
واعلم انه لا غنى بك عن حسن الارتياد مع بلاغك من الزاد فإن أصبت من اهل الفاقة من يحتمل عنك زادك
فيوافيك به معادك فاغتنمه فان امامك عقبة اوكودآ لا يتجاوزها إلا اخف الناس حملا
واجمل في الطلب واحسن في المكسب فرب طلب قد جر الى حرب
وانما المحروب من حرب دينه والمسلوب من سلب يقينه
واعلم انه لا غنى يعدل الجنة
ولا فقر يعدل النار . والسلام عليكم ورحمة الله .
احبتي الكرام هذا ماخترته اليوم لكم من كتاب المناهل الحسان في دروس رمضان
اللهم ان نوصينا بيدك وامورنا ترجع اليك
واحوالنا لا تخفى عليك وانت ملجؤنا وملاذنا
واليك نرفع بثنا وحزننا وشكايتنا يامن يعلم سرنا وعلانيتنا
نسألك ان تجعلنا ممن توكل عليك فكفيته واستهداك فهديته وهب لنا من فضلك العضيم وجد علينا باحسانك العميم
واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين برحمتك يا ارحم الراحمين
وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه أجمعين..............ودمتم سالمين