اشعارات

محركو رؤوسهم ماذا يريدون ..؟ هدى السالم

محركو رؤوسهم ماذا يريدون ..؟
هدى السالم


أغلب المعاقين يفضلون البقاء في البيت على الخروج والتفاعل مع المجتمع ليس لعدم قدرتهم على التكيف مع الآخرين ؛ وإنما الأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها ندرة الأماكن المناسبة لتحركهم وممارسة حياتهم بالشكل الطبيعي..

ويأتي من وجهة نظري السبب الثاني مشكلة المتطفلين حيث يعاني البعض من مرض "اللقافة" والتي قد تعني مراقبة وتفحص خصوصيات الآخرين الأصحاء ذوي الاحتياجات العامة .. فما بالك بذوي الاحتياجات الخاصة ..؟

ذلك الداء المزعج الذي يفرض على صاحبه تحميل "المُقَل" مالا تطيق وحرية الاطلاع والتفحص والالتفات يميناً ويساراً..

يعتبر علماء الفلسفة وخبراء الآداب العامة "الاتيكيت" أن نظرات الشخص مالم يحرك رأسه لا مانع منها ؛ أما إذا ما تحرك الرأس لتتبع ما تمليه عيناه من مراقبة الآخرين فيعتبر تصرفاً خارجاً عن القواعد الحضارية للسلوك العام .

يبدو أن مجتمعنا العربي لم يحطم القواعد فقط في هذا الجانب بل حفر مساحة شاسعة تحت تلك القواعد لتصبح تلك الحضارة لدى البعض في الدور السابع تحت الأرض ..!!

ورغم أننا نملك النصيب الأكبر من نسبة المعاقين إلا أن البعض تتملكه الدهشة المطلقة وتشارف عيناه على القفز بضعة أمتار أمامه بحثاً عما يشفي فضوله المجلجل حين يرى شخصاً شاءت قدرة الله أن يتعايش مع وضع خاص في مشيه أو حديثه أو عمله..

ولو أدرك هذا الناظر الفاحص أنه عن هذه الإعاقة ليس ببعيد لاقتصر فضوله على النظرة الأولى التي هذبها ديننا فجعل الأولى له والثانية عليه ؛ بينما يتعدى للأسف البعض المائة ولا تزال عيناه ظامئتين للمزيد ..!!

قد لا يعي أصحاب العيون المتطفلة ما تصنعه تلك النظرات الفاحصة والمقل المتتبعة من طعنات في قلوب ونفوس المعنيين فضلاً عن إجهادها للعين والقلب ..!

وقد يغيب عن بالهم أنهم ليسوا ببعيدين من أن يصبحوا يوماً يستقبلون نظرات التفحص والتطفل !..
 
رد: محركو رؤوسهم ماذا يريدون ..؟ هدى السالم

شكرا أستاذه هدى
على هذه الروائع المتواصلة.
وأيننا عن قوله صلى الله عليه وسلم :
( من رأى مبتلى فقال : " الحمد لله
الذي عافاني مما ابتلاك به،
و فضلني على
كثير ممن خلق تفضيلا "،
لم يصبه ذلك البلاء(.
السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله.
اللهم ارزقنا اتباع الحق واجتناب الباطل

وجزاك الله خير اختي بصمة فتاة
 

عودة
أعلى