نبذة تاريخية عن تطور رعاية المعوقين سمعياً

نبذة تاريخية عن تطور رعاية المعوقين سمعياً


كانت العائلة في التاريخ القديم للإنسان تشكل الوحدة الأساسية للمجتمع يشارك كل فرد منها بنصيب من العمل والمسئولية لضمان حياة العائلة, حينئذ لم يكن هناك أي حساب للأهتمام بالمعوقين, فالفرد الذي تري القبيلة أنه لا يستطيع القيام بقسط من الاعمال والمسئوليات التي يشترك فيها المجتمع, كان يعتبر في نظرهم عالة عليهم فيسلبون حياته في طفولته.

أما بالنسبة للرومان والاغريق القدماء فكانوا يتخلصون من امثال هؤلاء الاطفال بغيرهم من الاطفال ذوي العاهات اعتقاداً بأن الاطفال الصم بلهاء, ولا يفهمون المجتمع بل كانوا يعتبرونهم عالة علي المجتمع. وقد ذكر أرسطو ان الطفل الاصم الابكم غير مجد تعليمه وذلك لعدم قدرته علي الكلام, أو فهم ما يدور حوله من حيث اعتقاده بان الكلام هو الوسيلة الهامة والوحيدة للتعليم.

وكان القانون الروماني يصف الاصم بالعتة والبلاهة ولكن جستنيان المشرع الروماني ميز في قانونه بين طائفتين من الصم:
الطائفة الاولي " هم الذين فقدوا سمعهم في حياتهم المبكرة "
الطائفة الثانية " وهم الذين اصيبوا بعد ان عرفوا الكلام "

فحرم المجموعة الاولي من حقوقها المدنية واعفاهم من الواجبات ولكن ترفق بها فلم يحرمها من حق الزواج.

وقد قامت بمصر واليونان والرومان في العصور القديمة محاولات فردية لتعليم ذوي اليسار من الصم. وكذلك كان شأنهم في القرون الوسطي وعصر النهضة الي ان فتحت لهم مدرسة خاصة قبل الثورة الفرنسية. وكان حظ الصم في الشرقين الاوسط والادني احسن بكثير من حظ الصم الاوربيين. فكانت الديانة في القرن السادس قبل الميلاد تحرم سب أو لعن الاصم لأن اصابته بالصم حدثت بإرادة الله.

ولما جاء الدين الاسلامي أرسي قواعد العدالة وحث علي مساعدة العاجزين ودعا الرفق بالمرضي والمعوقين وحسن معاملتهم ونشر العلم بين جميع طبقات المجتمع دون تفرقة.
وقد استمر الاصم يتخبط في عصور الظلام قرناً بعد قرن الي ان بدأت تتبدد الظلمات في القرن السادس عشر, ففي عام 1540م قام الطبيب الايطالي" بيترو كاسترو" ببعض محاولات لتعليم الصم الكتابة والنطق والابجدية اليدوية والاشارة. وكذلك شهد القرن الثامن عشر انشاء المدارس الاولي لتعليم الصم في مدينة باريس ثم انتقلت هذه الفكرة الي المانيا وانجلترا وامريكا.

وتعد مدرسة الصم التي انشاها القس الاسباني "بابلو دي لبون" عام 1578م اقدم المدارس المتخصصة في تقديم الخدمات التربوية والتعليمية للاطفال الصم وقد كان القس يدرس الاطفال بشكل فردي القراءة والحساب والتاريخ والكلام.
والجدير بالذكر ان الحربين العالميتين اثرهما في تربية ورعاية ذوي العاهات حتي اصبحت العناية التربوية للصم واعداد مدرسيهم واجراء البحوث العقلية والجسمية, ودراسة مشكلاهم الاجتماعية واجباً من واجبات الدولة.

وكان من أثر الحربين الأخيرتين في كثير من البلدان ما يلي:
 اعطاء الاصم فرصة التعليم وسن القوانين لحمايتهم.
 التقدم في علم الاصوات الذي كان له اثره في تعليم النطق الصحيح واعداد معلم الصم.
 تدريب الطفل الاصم دون سن الثالثة علي اللغة والكلام.
وقد كانت تربية الاشخاص المعوقين سمعياً الي عهد قريب تتم في مؤسسات خاصة معزولة عن المجتمع توفر خدمات اقامة دائمة لهم. ولكن تغيرت هذه الممارسة إذ اصبح هناك اتجاه قوي نحو دمج المعوقين في البيئة المدرسية العادية وفي حياة المجتمع في معظم دول العالم. وهو الامر السائد حالياً في مختلف البلاد لدمج المعوقين في المدارس العامة مع الاطفال العاديين الاسوياء, ولكن مع زيادة الاهتمام وتقديم الرعاية المناسبة لهم داخل هذه المدارس.

الباحث/
أحمد محمد عبد الحميد
 
رد: نبذة تاريخية عن تطور رعاية المعوقين سمعياً

يعطيك العافيه خيتووو
طرح جدا رائع
يسلموووووو
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى