عندما يصنع من المستحيل ملموسا ... عمار بوقس

حمودي

عضو جديد
عندما يُصنَع من المستحيل واقعاً ملموساً ..
وعندما يمتد الطموح ليصل عنان السماء .... ويفجر براكين التحدي
هنا فقط نقف منبهرين لتلك الشخصية الفذة ونصفق لها طوال الوقت ويتملكنا الإعجاب منها
ونظرة التقدير والاحترام تملأ أعيننا
ولكن ....!!
عندما تكون تلك الشخصية عاجزة عن الحركة قد أحاط بها المرض من كل جانب ولم يقف هذا
الأمر عند هذا الحد
بل امتد ليصنع العوائق والعراقيل تمنعه للوصل من أهدافه
تلك العوائق هي المجتمع وتلك العراقيل هي المفاهيم السائدة
بأن المقعد لن يحقق شيئا بل هو عالة على المجتمع
فهذا أشبه بأفلام الخيال مهما صفقنا له ...... ومهما كتبنا المدح فيه فلن نفي حقه
قصة كفاح بدأت فصولها منذ الصغر ولا زالت مستمرة يجني
صاحبها ثمار الكفاح المتواصل وقد نحت على الصخر اسمه ليبقى خالدا مدى التاريخ تذكره
الألسنة وتداوله المجالس بمزيج من الاعتزاز به وبما صنع​


إنه الشاب عمار بوقس


wol_error.gif
اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجك الطبيعي.
99025188lr0.jpg



الوجه الإعلامي الجديد في جريدة المدينة
وقد استبشر بظهوره جميع الإعلاميين الرياضيين لما يتمتع به من سعة وإدارك وإلمام في الرياضة
كل التقدير والاحترام ودوام التوفيق لهذا الإعلامي الشاب المكافح​


wol_error.gif
اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجك الطبيعي.
297622.jpg


لم تقف الإعاقة رغم وخزاتها المؤلمة حاجزا يحول بينه وبين الانطلاق ولم تكن نظرات الانهزاميين التي تعرقل الأقدام والأحلام إلا وقودا يحركه للأمام ويمنحه بحق أنفاس الطموح.. شاب سعودي رفض دنيا العاجزين وشطب من قاموسه مفردة الاستسلام وصنع لذاته شمسا تنير له طريق الحياة. أنه عمار بوقس طالب الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز شاب لم يمتلك من أدوات النصر على الزمن سوى لسان ينطق وعيون ترى ورغم فقـرالأدوات المعينة إلا أنه اكتفى بها وجعلها بالرضا جسر النبوغ والنجاح .​



الجميل في هذا الشاب كان هو الإصرار فرغم العثرات التي وضعها أمامه المحيطون والسخرية التي كان يرمقها في عيون المقربين وعبارات التهكم التي كان يسمعها من أقزام الفكر وضعاف النفوس إلا أن أهدافه وأحلامه كانت أكبر من أن تعرقلها كلمة أو توقف خطاها نظرة من عيون الساخرين .
بلسان وعينين وجسد مشلول لا يقوى على الحراك كانت انطلاقته التي لا تعرف التراجع. وبفكر متوقد وطموح غلّاب كانت نجاحاته التي أدهشت العالم وما بين العجز والنجاح رحلة طويلة خطاها بوقس على ( حمّالة ) بعجلات يدفعها تارة أخ محب وتارة أخرى صديق حبيب .ورغم الصعوبات والعراقيل والأوجاع إلا أن الشاب الطموح قدّم للدنيا درسا بعنوان عريض وأثبت بألف دليل أنتربة الحياة القاسية لا تحتاج فقط ليد تحمل المعوّل بل تحتاج أيضا لفكر يحمل النور .لا تحتاج لأقدام تركض يمينا ويسارا قدر احتياجها لطموح يملأ القلوب.
مع بوقس ..صانع الشمس وهازم العجز والمنتصر على دنيا الأصحاء نمد السطور لتحمل الحكاية من بدايتها المعنّونة بتهكم الساخرين إلى نهايتها المكسوة بباقات النجاح وأزاهيرالورود .​



من البداية



في أمريكا ذلك الوطن البعيد ولد عمّار هيثم بوقس حاملا مفردات العجز وعدم القدرة لا يملك من مقومات العيش سوى لسان يتمتم بالحروف وعيون ترقب العالم بدهشة أما الأطراف فقد أصابها الشلل التام حتى أن الأطباء تنبئوالهذا المولود بالموت بعد عامين .. ولكن الحياة تبسمت لهذا الطفــل وفتحت له بوابتهاعلى المصراعين ليتحرك على بساطها بلا قدم وساق.. عاش بوقس في وطن الاغتراب حتى التاسعة من عمره ووقتما عاد إلى المملكة حاول استكمال دراسته لكنه اصطدم بنظرة المجتمع السلبية لحالته الصحية وواجه أصوات الرفض العالية بأن يكون له مكان علىمقاعد الدراسة. فاضطر الصغير إلى الانتساب وبالإصرار وحده حقق بوقس المركز الخامس في الابتدائية والمتوسطة والثانوية وتخرج بدرجات أذهلت القائمين على التعليم حيث حصد قلادة الامتياز بنسبة 97%. بعدها حاول بوقس دخول جامعة الملك عبدا لعزيز لكنه وجد رفضا شديدا وممانعة قوية حركتها تارة شفقة المقربين وتارة أخرى سخرية الضعاف ومع إصراره دخل الجامعة وتخيّر من الأقسام قسم الإعلام ليكون هو بوابة النبوغ .. نعم لقد تحدّى عمار بوقس نفسه والبشر ممن علت أصواتهم معللين رفضهم بأن الإعلام قسميحتاج لمواصفات خاصة وأكد بصوت الثقة طموح الرجال لا يعترف بالمقاييس ويرفض العراقيل​


نظرة الأساتذة


wol_error.gif
اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجك الطبيعي.
314683.jpg


أصطدم عمار بوقس في جامعة الملك عبد العزيز بنظرة بعض أعضـاء هيئة التدريس - الذين يفترض فيهم حسبما قال- بأنهم مثقفون حيث حاربوه بقوة وأمطروه بالعبارات المعرقلة لطموحه ولكنه لم يأبه بها وجاهد ليثبت لهم أن النجاح هو الوليد الشرعي الطموح والابن البار للإصرار والأقدام . ومع الإعاقة حصل بوقس على الدرجات العليا وحقق معدلا تراكميا هائلا بلغ 84ر4 من خمسة .
أجمل مافي بوقس هازم العجز والمنتصر على دنيا الأصحاء انه لم يفقد يوما الثقة في رعاية الرحمن وكيف يفقدها؟ وهو حافظ القرآن والمردد لآياته في صباحات كل يوم .. هذه الإيمان المطلق جعل بوقس ينظر إلى الإعاقة وكأنها هدية من الرحمن من حقه أن يزهوبها ويتباهى.​


الحمالة .. القدم البديل


ولأن الأعصاب مشلولة شللا تاما جعل بوقس من ( الحمّالة ) قدما بديلة يتحرك بها في أروقة كلية الآداب تارة يدفعها أخ شقيق وكثيرا ما يحركها أصدقاء محبون.. تحد صارخ وطموح غلاب وحكاية نصر على الذات والزمن يرويها هذا الشاب الذي لا يتحرك من أطرافه سوى اللسان والعينين .. ومع فقرالجسد والذى ترجمته ندرة الأعضاء يبقى الغنى في هذه الابتسامة التي ما غابت أبدا عن الشفاه. فبوقس باسم على الدوام وكأن بسمته الجميلة هي الرد الساخر لسخرية الحياة أدهش بوقس أعضاء هيئة التدريس بطموحه وتحديه ونجاحه الذي كسر الأرقام وقفز فوق المعدلات.​
 
رد: عندما يصنع من المستحيل ملموسا ... عمار بوقس

وهذا مثال اخر رائع لتحدي الاعاقة


مشكور اخي حمودي
 
رد: عندما يصنع من المستحيل ملموسا ... عمار بوقس

شكرا على هذا النقل الجميل
تقبل تحياتي
 
رد: عندما يصنع من المستحيل ملموسا ... عمار بوقس

الاراده لاتعرف المستحيل
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 5)

عودة
أعلى