نجيب الزامل - سأخرق الجدارَ لأرى العالم

زمان الوفى

عضو جديد
أشجعُ أنواع الإنجاز على الإطلاق هو عندما تتفوق على ما يسميه غيرُك إعاقة، وأنبل أنواع الإنجاز هو أن تتغلب على ما يسميه غيرك إعاقتك، لتساعد الآخرين فيما يظنون أنه إعاقتهم..
ولو كان بيدي من الأمر شيء لوضعتُ تاريخا إنجازياً نبيلا لهذه الجريدة، لم يسبقها إليه أحد في كل العالم العربي، وهي “جائزة البطولة الإنسانية.”
وهنا لا ندعي اختراعاً للعجلة، ولا إعادة اكتشافٍ للنار، لأن غيرنا سبقنا، وإن سَنّوا سِنـَّةً شاهقةَ الفضل بشرياً، فما يضير السيرُ على النهج؟ بل سيجعلنا نتوهج إنسانيا أكثر، وستكسب الجريدة ليس فقط كسبا سوقيا، ولكن كسبا للقلوب يجعلها في كل مكان تتناولها القلوبُ قبل الأيادي.
أنا لست من المعجبين جداً بجريدة “الدايلي ميرور” البريطانية، ففيها من البجاحات، والقذاعة الكثير، ولكني أحرص على متابعتها لأنها وراء تأسيس واحدة من أجمل وأكثر المسابقات الإنسانية شعبية في الجزر البريطانية.. وأسماها في القيمة الإنسانية، تحت عنوان: “جائزة فخر بريطانيا Britain Award of Pride”.. وهذه المرة يفوز طفلٌ عمرُهُ ثماني أعوام.. واتفق على فوزه الجميع، وأصبح هذا الطفلُ الأشهر والأحب عند عامة الناس بين يوم وليلة.. على أن جهادَهُ الشخصي وامتداده الاجتماعي لم يكن بين ليلةٍ وضحاها..
الطفل اسمُهُ “كيلسي تريفيت Kelsey Trevett” ، في الخامسة من عمره أصيب بسرطان العين، وفقد بصرَه.. لمـّا شعر بدخول والديه بادرهما الابنُ الذي لتوِّه فقد بصرَه قائلا: “ أنا صحوت ووجدت أمامي حائطاً يفصل بيني وبين العالم، ولكني أعدكما أني سأخرق هذا الجدارَ وسأرى العالم”.
ولم يحنث “كيلسي” بوعده، بل تعدى الوعدَ بمراحل. غير نمط حياته بالكامل، واكتشف عزماً جديدا، “ووجدتُ أني أذكى، وأني أقدرَ من ذي قبل. أولُ درسٍ عرفته أن أكبر ما انخدعنا به هي كلمة: مستحيل.. أني الآن أرى أكثر من قبل.” وتفوق “كيلسي” في الانسجام مع عالم نظنه نحن المبصرون مظلما فإذا هو عمق الأنوار.. “ وصل لقلبي وكأنه يريد أن يقول: “لستُ أعمى بل أني في منبع النور، وما ترونه أنتم هو الإشعاع الذي يبهركم، فلا يدعكم تفكرون بوضوح، ولا تجدون بأسَ العزيمةِ التي لا تلين.”
قلنا أن “كيلسي” تفوق على وعدِه، وصار يقدم الخدماتِ لأصحاب الإعاقة ويساعدهم لإيجاد منابع بأس العزم الذي لا يلين. بل أنه صار وهو في أوجِّ الطفولة مستشارا يقدم خدماته للمختصين.. تصوروا.
ولما دعاني أخي خالد الهاجري، وهو أحد الأبطال الذي وجد بأس العزيمة التي لا تلين، لمعرض تقيمه جمعيته الخاصة بأصحاب الإعاقات.. فوجئت بصبيٍّ في بواكير عمره، كفيف، عظيم الذكاء، قوي الحضور، ويملك موهبة لا تتوافر لكثيرين وهي السخرية الذكية، ويُصَنـَّف الذكاءُ الساخرُ في مراتب عليا للذكاء.. كان يعلمني أن أقرأ بأصابعي بطريقة برايل، وكنت أتعثر، فضحك بجماليةٍ تخطف الروح، وقال: “ إيش فيك.. ما تشوف!”
مجتمعُنا مليءٌ بهؤلاء العظماءِ، الأبطالُ الإنسانيين الذين وجدوا منابعَ بأس العزيمة التي لا تلين، فما الذي يمنعنا أن نجعلهم استيحاءً للبطولة والنبل والإنسانية المتفوقة؟! هؤلاء هم الذين سيمسحون عن جباهنا عرق الإحباط والشكوى واليأس، بينما نجد من “المكتملين بأعضائهم” يضعون في أرجلنا أحجار إضافية لنغرق أكثر في وحل الشكوى والذم وإشعال غضب النفوس السلبي بلا اقتداءٍ وبلا حلول.
“جائزة البطولة الإنسانية” آن أن تظهر من هذه الجريدة. وأعدكم، بإذن الله، بأنه من بدء تبنيها سيلف اسم الجريدة في اليوم التالي في كل وسائل الإعلام.. وفي كل القلوب.
http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=13663&I=797559&G=1
 
رد: نجيب الزامل - سأخرق الجدارَ لأرى العالم

نقل موفق
كل الشكرررر
 
رد: نجيب الزامل - سأخرق الجدارَ لأرى العالم

[align=center]نعم إنها العزيمة
طرح جميل
يعطيك العافيـة أخوي


image443.gif

[/align]
 
رد: نجيب الزامل - سأخرق الجدارَ لأرى العالم

[align=center]
يعطيكـ العآفيه ع الطرح الأكثر من رآئع
[/align]
 
أأألف شكر على عرض المقال بالرابط ( ممتن )

أأألف شكر على عرض المقال بالرابط ( ممتن )

أشجعُ أنواع الإنجاز على الإطلاق هو
عندما تتفوق على ما يسميه غيرُك إعاقة

وأنبل أنواع الإنجاز
هو أن تتغلب على ما يسميه غيرك إعاقتك

لتساعد الآخرين فيما يظنون أنه إعاقتهم


شاكر روعة إختيارك
و فريد مقالك الذي عرضت هنا

إلى قسم ( الإعلام و ذوي الإرادة )
مع كل الشكر لك و للمتفرد الزامل

شاكرين إتحافنا بهذهِ الرائعة
ممتن
 
رد: نجيب الزامل - سأخرق الجدارَ لأرى العالم

مقالات الاستاذ نجيب الزامل جداً رائعة أنصحكم أخواني بمتابعتها يوماً بجريدة اليوم
مشكورين اخواني على مروركم الطيب
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى