اشعارات

قادر أن أكون

alnour

New member
قادر أن أكون

– طلال الجابر
ممكن لا أكون أنا من يكتب هذة الأسطر ..

و لكن تأمل فيها جيداً .

كلنا نسمع عن إنجازات ولكن لا نعرفها حقاً

الإنجازات هي من تحقق الطموح المتفائل بالحياة مهما صعبة عليه

و يستمر حتى يصل لما اراد منها ..

صحيح أننا نواجه الكثير من الصعوبات التي تقف اماما و تعيقنا عن الوصول لأهدافنا و لطموحاتنا

و لتطوير حياتنا للأفضل !

و الأصعب من هذا كله أنك تطمح لشيء بعيد عنك او لا يتوفر في مجتمعك بالاصل .



هل تعلم ماهو الشيء الذي يعيقك فعلاً عن استمرارك بالحياة ؟

و عن تحقيق طموحك بصورة التي تتمناها فعلاً ..

ربما هناك نسبة بسيطة من يعرف المعيق في مجتمعنا العربي ..

و ربما لا توجد نسبه بالفعل !



أكثر ما يسمى بالمعاناة هو ان تعاني من تواصلك مع الأخرين

في كل مكان و زمن ..

أنا طلال بن عبدالعزيز .. ولدت بالأضطرابات النطق و التخاطب الشديدة .

( تعني اضطرابات النطق ثقل باللسان و عدم القدرة بالاستخراج الحروف بشكل صحيح

و ربما يكون هناك تقارب بين الأحرف التاليه ” خ و ح او س و ش وصعوبه في التفريق بينها )

أعانيت كثيراً في حياتي ، و في دراستي و في عملي و في تواصلي مع الأخرين

كنت أرى الحياة مجرد سراب كلما أقتربت منها تبعد و تبعد حتى اتوقف بالاستمرار

لم اكن أعلم هل مابي إعاقة خفيه او أنني خلقت هكذا !

كنت أسمع من الناس ومن الأصدقاء ومن كل الذي حولي عبارة واحدة فقط تتردد في كل مكان

” هل أنت ابن مجتمعنا ام أنك مغترب و مختلف عنا ”

كنت أعاني كثيراً من لفظي بالعبارات و في ابسط الكلمات ! لا أنطقها بشكل صحيح و واضح .

دائما أفكر في حياتي ..

كيف سأعيش و س اكون نفسي و يكون لي مستقبل زاهر مليئ بالإنجازات ولكن !

مجتمعي ضدي ..

فكرت كثيراً و كثيراً حتى تعبت ..

حادثت والدتي في ذاك اليوم كان عمري ما بين 15 عام

هل أنا س اضل هكذا ام س اتحسن !!

قالت لي : سوف اذهب بك إلى الطبيب لكي يكشف حالتك و يخبرك ماذا تفعل لتحسن للأفضل ..

نعم ، ذهبت إليه ولكني لم أستمر الا يومان فقط !

للأسف الشديد بعض الأطباء في مجتمعنا لا يفهم كيف يتعامل مع المرضى ب اسلوب واعي و متفاهم

لا أعرف حقا ! هل أنا داخل لكي اتعالج او لكي اتعاقب و اتحطم أكثر !!

كان يهمس في أذني باسلوب قاسي ..

ان لم تسمع اقوالي و تعليماتي ف سوف أتعامل معك بالاسلوب الاخر وهو ؟

ان أعطيك “ابره” بداخل لسانك !

لكي تسير على تعملياتي ..

خرجت منه و لم أعود إليه مرة اخرى .. حاولت أتعلم كيف انطق الحروف بشكل واضح و صحيح

ضغطت كثير على حياتي حتى اتحسن ..

قال لي بعض الزملاء في المدرسة هناك دكتور جميل في تعامله و طرق علاجه .

كنت متردد و خايف ان لا يكون كمثل السابق و أعظم !

ذهبت إليه و رايته وكان مبتسم جداً و له ذاك الاسلوب الجميل الذي لا يميز نفسه عنك ..

و كان يتكلم مثلي تماماً ، و يقول هذا أنا مثلك وأنت مثلي لماذا الخوف ؟

حتى أستمريت معه ثلاث اشهر تقريباً .. و بعدها توقفت .

دخلت في عالم الانترانت و شبكات التواصل و المواقع العنكبوتيه

تعلمت الهكرز و برمجة المواقع و المنتديات و الهاكات و طرق حذفها و ارجعها

جعلت من نفسي شخص اخر يحب حياته عن بعد ..

انتهيت من مرحلة الثانوية في عام 2012 .

زرع بداخلي الامل و القوة و الاستمرار و اني أنطلق بحياتي و احقق طموحاتي الذي أرغب فيها ..

كنت اتذكر كلماته لي .. أنت قادر أنت ستصبح قائد فقط تفائل .

ابتديت في حياتي من جديد .. بنيت مستقبلي و أنطلقت به في 20 فبراير 2013

كأنت اول انطلاقاتي اني ارى مجتمعي بوجه الحقيقي ماذا سيقدم لي ..

فتحت لي حساب بالموقع التويتر و كنت أتابع قضيتي بين رودود المغردين

ارى منها الإيجابيه ومنها السلبيه !

فعلت هاشتاق #حملة_معاق و كأنت سيئه بالنسبة للمجتمعي الغير واعي !

رأيت ما يسمى بالقذف و أكثر من هذا و أكثر بالكثير .. تراجعت ولكني لم اقف !

كنت اتابع المتهمين و الناشطين بالمجال الإعاقة و اتعلم منهم ..

كنت اتواصل مع الكثير لكي أصحح هل فعلاً مسمى معاق خاطئ اما أنا خاطئ ؟

كسبت منهم المعلومات الصحيحه و الجميع كان يقول .. معاق لا يعين عاجز فهذا أنت ناجح .

وضعت اهدافي في الحملة و استمريت بها كأنت :

توعية المجتمع بحقوق ذوي الإعاقة .
تصحيح المفاهيم الخاطئة اتجاه ذوي الإعاقة .
أنطلقت بشكل صحيح في 6 مارس 2013 ، هنا رأيت نفسي قادر على توعية مجتمعي بحقوقي و بحقوق الكثير منا لكي يحترمونا .

دخلت أتعلم حقوق ذوي الإعاقة في مواقع مختلفه بالامم المتحدة ..

عرفت الكثير منها و أستفدت كثير ..

كان بيني و بين شخص معاق حركيا تواصل عن قضيتنا ، قال يا طلال حان دورك تعمل “فريق عمل قادر على توعية المجتمع”

فعلاً و عملت ذالك .. كنت متخوف كيف سأبد و أنتهي و اتواصل مع فريقي بالعمل ..

وقف بجانبي و قال لي أنا معك ابد و ستراني خلفك تماماً ، حتى بدينا العمل و أنطلقت الحملة لأول مرة

في مدرسة بالجبيل الصناعية و أستمرت حتى كان لها صدى بالانطلاقتها في مدرسة بالرياض لتوعية الطلبات بها ..

توسع فريق العمل حتى أصبح قادر على توعية فئات أكبر و أكثر في الرياض .

كنت أفكر كثيراً هذا لا يكفي أحتاج ان اتعلم اكثر

درست انواع الإعاقات و عرفت مصطلحاتها و قوانينها وطرق علاجها و كيفية التعامل معها ..

و طمحت أكثر في دخولي ب عالم علم النفس لكي أحصل حلول لمشاكل النفسيه و غيرها ..

قمت في أفتتاح حساب خاص بالحملة .. ثم أنطلقت بها وكان عدد الفريق ما يقارب عشرون متطوع من الجنسين

كنت أكتب في ملاحظاتي الى وين سأصل و ماذا س أحقق في حملتي هذة ؟

رايت من نفسي التطوير ، وأني اصبحت شخص اخر و واعي أكثر .

فكرت في اول أنطلاقة للفريق كانت جميله في تحقيق اهدافها و لكن ليس في تخطيط وانطلاقتها !

كان الأمر صعب كلياً .. ماذا سنقدم و ماذا سنوضح و هل س تنجح او لا ..!

تفائلت كثير .. ثم أنطلقت بها .

عرفت انه لكل شيء تطمح به سيأتي يوم و ستحققه و ان لا شيء هناك صعب

عندما تتفائل فقط .. شعرت بانه الحياة فعلاً جميلة عندما تصل لطموحك ..

تفعلت حملة معاق لأول فعالياتها في 12 / 3 / 2013 و كأنت رودود المتابعين جداً واعيه بعد نجاح الحملة ..

أستمرت ثلاث فعاليات بتحقيق كامل أهدافها .. ثم تم تاسيس فريق مجتمع واحد لكي يتوسع في العمل و يخدم أكبر فئه من المجتمع ..

كون فريق مجتمع واحد فريق متكامل من متخصصين و كوادر ناجحين في مجتمعهم

عمل خطط مدروسه لتقديم من خلالها الخدمات و المشاريع الناجحه

وضع هدفه و رؤيته .

حقق خلال ثلاثة أعوام 35 مشروع متنوع بشكل تطوعي في منطقتين ..

أسس إدارة جديدة في منطقة الأحساء 12 ابريل 2015 .

أسس إدارة جديدة في منطقة ابها 6 اكتوبر 2015 .

أصبح اول فريق تطوعي بخدم ذوي الإعاقة دون مقابل على مستوى المملكة .

أفتتح مجلة اسبوعيه تخدم ذوي الإعاقة و الأسر و توضح من خلالها ثقافة العمل التطوعي في مجتمعنا

أصبح عضو في موقع رواد العمل التطوعي ..

و اخرا .. كرما من المركز التأهيل الشامل ليوم العالمي لذوي الإعاقة 2015 .



عرفت كل شيء بسيط عندما ننظر له بصورة هادفه و صحيحه .. وانه لا شيء سيقف امامك دام

طموحك كبير .

فهذا أنا .. مؤسس و قائد فريق على مستوى المملكة .

تعلم دائما بأنك تسير دون النظر للوراء ، و انك لا تسمع ما يقولونه خلفك

ف الحياة بيدك ، ولكن لا تستطيع أمتلاكها ، اسعى لطموحاتك و ابنها ولا تنتظر من يدعمك .

أنت قادر ان تكون بالأختصار ..

مهما رأيت من العوائق في مجتمعك لا تقف .. واصل طموحك و املك .

ربما بالأمس كنت شيء و غداً ستكون شيئا اخر ..

لا تنسى ان تضع بصمة جميلة في حياتك .

” أكبر فخر بالنسبه لي ، انه جميع من تخلى عني وقت إنطلاقة حملة معاق و قذفني !

الان يتمنى ان يكون أحد اعضاء الفريق”

هذا بحد ذاته يسمى نجاح .



ملاحظة : القصه بها أخطاء إملائيه بسيطه لكي تعكس لك صورتي بالسابق في أشده إعاقتي .



شكراً لقرائتكم .

طلال بن عبدالعزيز الجابر .
https://mojtm3.wordpress.com/2016/02/29/قادر-أن-أكون-طلال-الجابر/

 

عودة
أعلى