قدر هي الإعاقة

مي أبو غزالة

مشكلة.... حين تكون أنثى
نتحدث.. ننشر عن المعوقين نصنف تارة.. نعدد الخدمات المقدمة.. نسعى إلى التطوير في التأهيل والتدريب.. نتساءل عن الحقوق.. كيف هي نظرة المجتمع.. ماذا نفعل.. وماذا يفعل الآخرين؟


رؤيتنا الآتية بين السطور..هي المرأة... نكتب و ننادي في مجتمعنا عن المرأة و حقوقها و مكانتها ودورها في المجتمع و كيف هي نظرة المجتمع إليها، والكثير من الجمعيات والمنتديات التي تسعى إلى التغير من وضع المرأة بشكل عام.. التساؤل هنا إذا كان كل هذا الجهد يبذل في سبيل التغيير من وضع المرأة، فما هو رأيكم إذا ما كانت المرأة معاقة...؟
هنا تبدأ المعاناة عند الأنثى و يتضاعف العبء عليها في مجتمع لا يراها إلا في إطار الشكل والواجبات الأسرية. فإذا ما كانت معاقة فقدت الشيء الكثير من هذه الإمكانيات على حسب رأي المجتمع، فماذا تفعل وكيف تستمر؟
إننا في جميع الأحوال نناضل، نحن النساء، لكي نغير من هذا الإطار المغلوط و من هذه النظرة المحدودة للمرأة للحفاظ عليها ككائن بشري له خصوصيته واستقلاليته بعكس ما تنظرون له. وعلى الرغم من ذلك لا تجد المرأة المعاقة أي اهتمام حتى في مجتمعات النساء المناضلة في سبيل حقوقها...!! فأين نحن إذا في هذا المجتمع من الدرجة العاشرة؟!
إذا كان مفهوم مجتمعنا مغلوط نحو المرأة بشكل عام، فكيف تكون النظرة إلى المرأة المعاقة...!!
إنها قيود لا نهائية، قيود على جسدها الضعيف حينا .. و حينا على قلبها.. وحينا على حياتها الاجتماعية والنفسية.. فلن تتخيلوا معاناتها وما هو شعورها..!
هي مشكلة كبيرة لم أبالغ في وصفها، لقد تعايشت معها وكانت تجربتي، لم يكن هناك أي خيار إلا أن أصبح تلك المرأة القوية.. هكذا قررت... قوة لابد لها أن تكون حاضرة في كل زمان وبدرجات مختلفة باختلاف الأفراد...!
والحقيقة.. أنني،في داخلي، مختلفة عما هو ظاهر لكم، فأنا متعبة وأرغب أن أكون كما أنا امرأة عادية في حياة عادية ليس إلا.. ربما تتساءلون عن ماهية رغبتي؟
وسأوضح لكم قصدي:
- ألا تحكموا على قدراتي بشكلي...
- ألا تتصوروا أنني لا أصلح إلا لعلاقاتكم العابرة السهلة...
- أن تتركوا لي فرصة لمشاعري ...
- أن اختار حياتي كما أريد و ليس كما تريدون...
- أن تسألوني عن قدراتي واحتياجاتي ومشاعري بشكل مباشر، ولا تتهامسون بها من ورائي...
ربما تعتقدون الآن أنها تجربتي فقط، لكنها تجربة جميع النساء المعاقات اللواتي تأذين مرتين: الأولى بسبب الإعاقة والثانية بسبب المجتمع..!
كيف نغير .. لماذا نغير؟
لأنه حق واجب على الدول والحكومات، ولابد لنا من التغيير، فنحن في القرن الواحد والعشرين، فإذا كنا نساء لا نجد مكانا لنا بين النساء، ويتوجب علينا أن نكون إما نساء قويات - بعيدا عن كل ما نرغب- لنرضيكم ولكي نستمر في الحياة ..أو ضحايا ضعيفات في متاهات مظلمة لا نعرف من الحياة إلا ما أردتموه لنا، أو عالم إعاقتنا فقط والرضا إلى أن نكافأ في الآخرة ... أهي حياة سليمة برأيكم؟
أعزائي لا تلوموني ربما التقصير ليس بسببكم وحدكم بل نحن مسئولون عن جزء كبير منه لأننا لم نعرفكم على عالمنا بتفاصيله ومقدراتنا و ضعفنا كما هو، لذا أود أن تكون سطوري اليوم بداية لنتحدث عن عالم المرأة المعاقة ونفتح أمامكم أبواب هذا العالم بدلا من لومكم علنا نصل إلى تلك الحياة العادية التي نرغب بها ونمارس حياتنا براحة اكبر دون أن نكون فئة عالة عليكم أو فئة تنتظر نهايتها ببطء، ولكن.. فلنتقاسم المسؤولية بيننا فلنا معكم الشئ الكثير الذي إذا ما قدمتموه لي سأستطيع، عندها، أن أعبر عن مشاعري ..أن أحب .. أن أختار .. وأن أمارس واجبا فعالا من خلال قدراتي دون أن أفكر في إخفاء ضعفي أحيانا أو أن أضع نفسي في إطار القوة أو الضحية.
 
رد: قدر هي الإعاقة

يعطيك العافيه
ودي اعلق بس والله فيني نوم
شاكره لكي الطرح الرائع
يانجمة المنتدى
 
رد: قدر هي الإعاقة

موضوع اكثر من رائع فقد عبر عن مالايستطيع الكثير منا التعبير عنه او البوح به (كلمات ليست كالكلمات) لك كل التقدير رابعه
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 4)

عودة
أعلى