قصة عرس مكفوفين في أرض الصومال

alnour

عضو جديد
قصة عرس مكفوفين في أرض الصومال

محمد عبدالله طالي
لا غرابة في شيء يحدث في هذا الكون، لأن الغرائب لا تخلو في أحداث هذا العالم الذي لا نعرف منه إلا قليلا والله خالق الكون يعلم كل شيء، ولكننا لا نزال نشعر بالدهشة والغرابة عندما نرى أو نسمع شيئا جديدا لم يسبق له مثيل بالنسبة لنا، وربما ننسى أن كل ما هو مجهول عندك يكون معلوم عند غيرك!.

• حفل زفاف زوجين مكفوفين

صورة للزوجين المكفوفين بعد حفل زفافهما في هرجيسا

هذه قصة تحمل في طياتها حادثة وصفت بأنها من ضمن الحوادث الغريبة التي حدثت في الصومال أو ما يعرف بأرض الصومال.
حفل زفاف زوجين مكفوفين أقيم مؤخرا في مدينة هرجيسا عاصمة إدارة أرض الصومال، والزوجان كانا من فاقدي البصر المقيمين هنالك.

جمع هذا الحفل بين مئات من سكان المدينة الذين كانوا يهتمون بالمشاركة في مناسبة كهذه واصفين إياها بأنها الأول من نوعها في المنظقة.

وبعد بدء الحفل بدقائق دخل “عبدالفتاح محمد يوسف” – العريس المكفوف- وهو يمسك يد عروسه المكفوفة “هودة محمد أيدان” في قاعة فندق أمبيريال بهرجيسا حيث كان يجري فيه حفل الزفاف، وفور دخولهما في المكان ارتفعت أصوات الحضور ترحيبا بالزوجين.

وتبادل الزوجان المكفوفان لحظات الفرح بينهما، وعندها ناول العروس كأس الشراب بيده ليسقي منه العروسة، والتي هي الأخرى قامت بنفس الممارسة، وذلك ليضم حفل زفافهما كافة الأحداث والممارسات المعروفة عند حفلات الزفاف لغير المكفوفين.

وعبر بعض المشاركين في الزفاف عن استغرابهم حول الحفل والطريقة التي نظمت بحيث إنها لم تختلف عن حفلات الزفاف لغير المكفوفين. مؤكدين بأن هذين الزوجين المكفوفين يتمتعون بقلوب خالية من القنوط واليأس على الرغم من أنهما يعيشان في حياة مكتظة بالمعونات نظرا لكونهما محتاجين للمساعدة.

وطلب الحاضرون في الحفل من سكان مدينة هرجيسا التي حدثت فيها حفلة الزفاف وغيرها من مدن أرض الصومال أو جميع الصوماليين تقديم ما تيسر من دعم للزوجين المكفوفين لمساعدتهما للشعور بالراحة في زواجهما.

كان الصومال يعاني من حروب أهلية دامت بين أبناء البلاد لمدة عشرين عاما مما أدى الى استنفاد موارد البلاد، وجعل الشعب يعيش في أوضاع إنسانية متردية للغاية.

والجدير بالذكر أن ثمة أعدادا هائلة من المكفوفين في داخل الصومال الذين فقدوا البصر بسبب إصابتهم بالرصاصات المتبادلة بين الأطراف المتقاتلة في البلاد، ولا شك في أن هؤلاء يحتاجون إلى من يقف إلى جانبهم في مسيرة حياتهم الصعبة.

واللافت للنظر أن هذين الزوجين المكفوفين يكونان أسوة لأمثالهما في الصومال بحيث يعتبر زفافهما رسالة إلى كل مكفوف إعتقد أنه لا نصيب له في الحياة، وبخاصة في مثل هذا البلد الذي تكثر فيه المشاكل.
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى