اشعارات

قصر القامة عند الأطفال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصر القامة عند الأطفال

هذا السؤال الذي يراجع به كثير من الآباء لعيادات الأطباء و يسألون هل نمو ابننا طبيعي أم انه دون المستوى المطلوب ؟
و ذلك لما للطول من صفات جمالية يتمتع بها الأشخاص الطوال و لما يذكر من بعض الدراسات أن الأشخاص الطوال لد
يهم فرصة للعمل و النجاح في الحياة أكثر من غيرهم….كل هذا يدعو الأهالي للقلق حول نمو و طول أطفالهم.
و نحن هنا بدورنا كأطباء يهمنا أن يكون نمو الطفل سليما و طوله ضمن الحدود الطبيعية و أن لا يكون لديه مشكلة مرضية تؤثر على نموه.
لذلك عند مراجعة الأهل لطفلهم بسبب نموه
أو طوله نأخذ الأمر بعين الاعتبار و نقوم بقياس طول الطفل و وزنه و محيط جمجمته و طول أطرافه و تناسبها
و توضع القياسات على مخططات النمو المختلفة لمعرفة معدل نمو الطفل فإن كان ناقصا بشكل واضح علينا معرفة طول الوالدين و أفراد العائلة لمعرفة العوامل الوراثية كما نحتاج لبعض التحاليل و الصور الشعاعية للتأكد من نمو الطفل و معرفة سبب نقص طوله لأنه من الهام التمييز بين الحالات غير المرضية من قصر القامة (قصر القامة العائلي – تأخر النمو البنيوي ) و الحالات المرضية الأخرى .

وسوف أقوم بتقديم شرح عن الموضوع
أسباب قصر القامة

الحلول

فما هي أهم الأسباب لقصر القامة ؟
و هذا سؤال هام يجب أن يجيب عليه الطبيب عند فحصه لكل طفل حتى يتمكن من تحديد المشكلة فلكل طفل وضع خاص به . و للأسف جرت العادة أن كثير من الأهالي و حتى بعض الأطباء يعزون الأمر لأسباب مرضية هرمونية و هذا خطأ كبير .
و سنستعرض هنا أهم الأسباب لقصر القامة:
أولا- قصر القامة العائلي الوراثي: و هنا يكون أحد الوالدين أو كلاهما قصيرا بالأصل ، إذ أن للطول مورثات تنتقل من الوالدين ، و في هذه الحالة يكون الطفل بحالة صحية جيدة و وزنه متناسب مع طوله بشكل جيد و العمر العظمي مساوٍ للعمر الزمني و لا يشكو من أمراض مزمنة و يكون الطفل بحيوية جيدة غير انه يبقى قصيرا لأسباب وراثية.

ثانياً- قصر القامة البنيوي :و هنا يكون الطفل قصيرا و دون المعدل و لكن لا يوجد سبب مرضي و صحته جيدة و حيويته جيدة و عند البلوغ يزداد طوله بشكل واضح حتى يلحق بأقرانه من نفس العمر و يصل لمستوى مقبول من الطول بعد البلوغ و غالبا نجد نفس القصة عند بعض أفراد العائلة نفسها . ويشخص ذلك من خلال العمر العظمي والعمر الطولي إذ يكونان متساويين و متناسبين مع بعضهما لكنهما متأخران عن العمر الزمني في مرحلة ما قبل البلوغ .

ثالثاً- قصر القامة المرضي : و هنا يكون الطفل قصيرا لأسباب مرضية و يكون العمر العظمي متدنيا بشكل جلي و مختلف عن العمر الطولي و الزمني.و هناك أسباب عديدة لذلك سنذكر أهمها :
1. قصر القامة بسبب نقص الوارد الحروري: و هو من أهم الأسباب في بلدان العالم الثالث إذ يسبب نقص التغذية نقصا في الوارد الحروري و البروتينات والمعادن كالحديد و الزنك و غيرها مما يؤدي لحدوث تاخر في الوزن و الطول لدى الأطفال .
2. قصر القامة الهرموني: و هو يشكل نسبة ضئيلة من الحالات مع أن أغلب الناس يظنون أنه هو السبب الأساسي لقصر القامة و لذلك تبدأ المعالجات الخاطئة و التي تكلف الأهل كثيراً من المال و من غير جدوى علاوة على التأثيرات الجانبية لهذه المعالجات على الأطفال . وأهم الأسباب الهرمونية هي قصور النخامى و قصور هرمون النمو المعزول و قصور الدرق. و لكل حالة من هذه الحالات الدلائل السريرية المميزة لها و التحاليل و الفحوصات الخاصة و من ثم العلاج المناسب لها.
3. أمراض عظمية غضروفية: إذ أنه توجد بعض الأمراض العظمية الغضروفية و أغلبها ولادي أو وراثي مثل عسر تصنع الغضروف الخلقي و غيرها من الأمراض التي لا علاج لها.
4. الأمراض الاستقلابية الخلقية : مثل أدواء عديدات السكرايد المخاطية و أدواء الخزن و هي اضرابات خلقية يكون أحد تظاهراتها قصر القامة
5. الاضطرابات الجينية : و هي اضطرابات خلقية أيضا يكون الخلخل بالصبغيات مثل متلازمة داون (المنغولية) و تورنر و متلازمة برادر ويلي
6. الأمراض المزمنة : إن وجود مرض مزمن لدى الطفل سواء أكان قلبي كالإصابات الدسامية أو رئوي مثل الربو و غيره أو معوي كأسواء الإمتصاص أو دموي كفقر الدم المزمن أياً كان سببه أو أمراض الكلية المزمنة و غيرها من الأمراض المزمنة .كل ذلك يؤثر على نمو الطفل و طوله، و العلاج يكون بعلاج السبب بشكل رئيسي مع بعض العلاجات الداعمة الأخرى.
7. قصر القامة النفسي الاجتماعي : و الذي يتميز بتأخر النمو بسبب الحرمان العاطفي و الاضطهاد الاجتماعي للطفل و تحدث في هذه الحالة اضطرابات بالأكل و الشرب و قد يحدث عدم استمساك البول و البراز مع انسحاب اجتماعي و تأخر بالنطق . و هنا يجب علاج البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الطفل مما يؤدي لتحسن بنمو الطفل و تحسن باقي الاضطرابات المرافقة .

ماذا تفعل ان شككت أن طول طفلك دون الطبيعي
1- زيارة الطبيب المختص لوضعه على مخططات النمو ومعرفة معدل نموه
2- فحصه فحص عام لمعرفة وجود حالة مرضية مستقلة تؤدي تناقص النمو
3- عدم اخذ أي دواء بناء على وصفة بعض الاقارب او المعارف

و هكذا أرجو أن أكون قد أعطيت لمحة سريعة و واضحة عن أسباب قصر القامة دون الدخول بالتفاصيل التي قد لا يستوعبها سوى الأطباء .

منقول للفائدة
 
رد: قصر القامة عند الأطفال

موضوع مفيد
شرح وافي يعطيك العافيه اخي محمد العمري
تقييمي تقديري لك
 
رد: قصر القامة عند الأطفال

موضوع جميل وغايب عن الاذهان
 

عودة
أعلى