قصص منسية من الحرب العالمية الثانية تشعر مسلمي بريطانيا بالفخر..

قصص منسية من الحرب العالمية الثانية تشعر مسلمي بريطانيا بالفخر..

قصص منسية من الحرب العالمية الثانية تشعر مسلمي بريطانيا بالفخر..

2009-07-04T090520Z_01_ACAE5630P9C00_RTROPTP_2_OEGEN-UK-MUSLIMS-MR1.JPG

نشرت بتاريخ - السبت,04 يوليو , 2009 -12:33 35

برمنجهام (انجلترا) (رويترز) - أمضى هارون بن خالد سنوات مراهقته يخامره شعور بأنه مرفوض من عموم البريطانيين ليتم استقطابه على نحو متزايد للتطرف الذي تروج له القاعدة.
العنصريون ينعتونه "باكي" وهي كلمة مختصرة تشير الى باكستان التي جاء منها أسلافه ويصمونه "بالارهاب".
لكن الشاب المسلم وجد حلا لاغترابه لم يكن يتوقعه في اليوم الذي سمع فيه أن الجنود المسلمين وكثيرون منهم جاءوا مما يعرف الان بباكستان خاضوا الحرب ضد جيوش النازي ولاقوا حتفهم في الحرب العالمية الثانية الى جانب البريطانيين.
وبجرة قلم شعر الشاب العاطل الذي لا ينتظره مستقبل واعد بالانتماء. وبدأ مع مراجعته للوقائع يتخلص من الاعتقاد بأن بريطانيا تحتقره أو أن القتال مع طالبان في أفغانستان فكرة جديرة بالاهتمام.
وقال الشاب البالع من العمر 21 عاما والذي كان عضوا في عصابة والذي أمضى مدة في السجن لادانته بالاحتيال ان هذه القصة أثرت فيه " حقا".
ومضى يقول "اذا كان من الممكن اظهار ذلك لشبان اخرين فانها قد تحدث فارقا كبيرا."
وهذا "الفارق" قد يتمثل في علاقات أفضل بين الجماعات التي تضررت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة وخاصة عندما شن أربعة شبان اسلاميين بريطانيين تفجيرات انتحارية في لندن في يوليو تموز عام 2005 مما أدى الى سقوط 52 قتيلا.
كذلك فان هذا "الفارق" قد يساعد الامن باثناء الشبان المسلمين عن المشاركة في الحرب التي تشنها طالبان ضد القوات الغربية في أفغانستان أو عن المشاركة في شن هجمات في الداخل على غرار تفجيرات لندن أو الهجمات في مدريد في عام 2004 التي سقط فيها 191 قتيلا.
وابن خالد واحد من عشرات الشبان ممن ينحدرون من أصول باكستانية في مدينة برمنجهام ثاني كبرى المدن الصناعية في انجلترا الذين حضروا ورشة عمل نظمها الاكاديمي جهان محمود التي تستخدم دور المسلمين في الحرب لابعاد الشبان عن التطرف والاغتراب.
ويقول جهان ان الهدف من العرض الذي يقدمه هو التعامل مع فكرة المواجهة الدائمة بين المسيحيين والمسلمين التي تسعى القاعدة لطرحها كحقيقة تاريخية ثابتة.
ومن بين الذين شاركوا في الورشة سبيل صديق (19 عاما) الذي اعتاد مشاهدة لقطات فيديو تصور عمليا قطع الرؤوس التي تنفذها القاعدة على هاتفه المحمول ولا يزال يشعر أن بريطانيا لا تقبله تماما.
وقال الشاب الضخم الجثة الذي كان عضوا في عصابة "اعتقدت دائما أننا كنا نتحرك بوازع منا." وكان الشاب يتحدث في مقابلة أجريت معه في حي سباركبروك الذي يشكل المهاجرون أغلبية كبيرة من سكانه وهو منطقة سيئة السمعة ذات شهرة في عالم تجارة المخدرات.
ومضى يقول "تعودنا أن نفكر في طالبان.. أعجبنا بهم وأردنا فقط أن نكون مثلهم لان الجميع كانوا ينعتون المسلمين بالارهابيين وكان ذلك يثير غضبنا."
وقال صديق انه عندما تعرض مركز التجارة العالمي للهجوم " اعتقدنا جميعا أن ذلك جيد... ولكني الان أرى الامر بشكل مختلف. الامر كله خطأ. انه قتل للابرياء."
ولا يزال صديق يعارض التدخل الغربي المسلح في البلدان الاسلامية. ولكنه يقول ان شعوره بالانتماء لبريطانيا وكراهيته للقاعدة حقيقي وينبع من محاضرة جهان التي أظهرت أن "ما فعله أجدادنا كان من أجل البلد."
وهو يرغب فقط في أن يعرف البريطانيون البيض هذا التاريخ أيضا.
وقال باش ارات نجيب وهو عضو مجلس شاب من بلدة وست بروميتش القريبة ان ورشة العمل التي نظمها جهان اتسمت "بتجاوب كبير" بين الشبان الذين يشعرون باغتراب الذين يعمل معهم وكثيرون منهم من أصول باكستانية أو بنغالية. ويسأل كثيرون منهم مرارا لماذا لم يتلقون هذه المعلومات عن الحرب في المدرسة.
وقال "الرؤية التي يتلقونها في المدرسة هي أن ألمانيا في جانب وبريطانيا في الجانب الاخر والامريكيون يأتون في نهاية المطاف."
وأضاف "لم تكن لديهم صلة ببريطانيا رغم أنهم ربما يكونون قد ولدوا هنا. ولكن قصة الجنود تعطيهم احساسا بالانتماء. انها تقدم المكون المفقود الخاص بالتعلق بالبلد."
وتحكي الورشة كيف تطوع الجنود في جيش الهند التي كانت انذاك مستعمرة بريطانية وحاربوا في شمال أفريقيا وايطاليا.
وازداد حجم الجيش الهندي من 299 ألف جندي في عام 1939 الى 2.5 مليون جندي في عام 1945 حيث شكل المسلمون ثلث هذا العدد في كل مرة. ومعظم المجندين المسلمين جاءوا مما يعرف الان بباكستان.
واجمالا قتل 87 ألف جندي من جنود الجيش الهندي في الحرب طبقا لتقديرات لجنة جريفز للحرب في الكومنولث.
وتستحوذ الدراسة التي أعدها جهان على الجمهور رغم أنها تركز على مقتل 5500 من جنود الجيش البريطاني في ايطاليا لانها تقدم توزيعا للقتلى المسلمين طبقا للمناطق التي جرى تجنيدهم منها في الهند البريطانية ثم تتبع الصلات بين التجمعات الباكستانية البريطانية اليوم والمناطق التي تم التجنيد منها.
ويجد المسلمون الشبان تماثلا بشكل خاص مع ما توصل اليه جهان من أن 90 جنديا من أصل 122 جنديا دون الثامنة عشرة قتلوا في ايطاليا كانوا مسلمين. ومن بين هؤلاء المسلمين ثلاثة قتلوا في الخامسة عشرة هم أمير خان من أتوك وجولاب خان من روالبندي وميان خان من كوهات.
وتحدث جهان في محاضرة ألقاها في جامعة أوكسفورد في أبريل نيسان الماضي عن "الحاجة الملحة لاستعادة احساس بالهوية وتقدير الذات لمسلمي بريطانيا الشبان اليوم."
وقال "اذا عرف المزيد عن مساهمة هذا العدد الكبير من الجنود المسلمين في الجيش الهندي البريطاني فان ذلك سيساعد على استعادة احساس بالفخار ويقوي الروابط الاجتماعية بين الجماعات المختلفة في المجتمع البريطاني ويحول فكرة الارث المشترك الى سلاح مفيد ضد الظلم."
والورشة ممولة من برنامج حكومي يسمى "المستقبلات الايجابية" يدعم المبادرات المحلية لمساعدة الشبان الذين لا يشعرون بانتماء والمعرضين للمخاطر.
من وليام ماكلين
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى