عقولهم عيون...

عقولهم عيون...


esyria_logo.gif
غريب الرجب




عمر قيطاز يرى بعقله بعد أن فقد الرؤية بعينيه، وهو مثال للإرادة المتحدية التي تصنع المعجزات، من أهم وسائل التعليم صار هذا الجهاز، قالها قاصداً (الكمبيوتر)
054847_2007_12_09_19_01_21.jpg

أنا كغيري أحتاجه لزيادة المعرفة، ولكي أستطيع التواصل مع العالم من خلال الدخول إلى الإنترنت.



برأس دائم التحرك كالتلسكوب الذي يرصد جزيئيات المحيط به، نطق عمر معبراً عن حاجاته للتعامل مع والوسائل الحديثة للمعرفة.

ـ عند عمر إرادة تمتلك عينين مفتوحتين تراقبان تفاصيل التفاصيل، وهما على دراية كافية بما يحيط به، وصدقني لا أبالغ حين أقول أكثر بكثير من المبصرين- بهذه الكلمات عرفتني نها شريفي رئيسة مركز نفاذ بالكفيف (عمر قيطاز).

ـ عمر قيطاز حاصل على شهادة في الفقه الشرعي، ومتبحر في هذا العلم، وهو الآن يريد أن يزيد من معارفه من خلال الإنترنيت، وليكون على اطلاع دائم لما يجري حوله، تابعت نها شريفي- وعمر يجلس بينناـ وأمامه جهاز الكمبيوتر مصغياً للحديث، وينتظر أن أبادره بسؤال ليجيب.

ـ كيف استطاع أن يتعامل مع الكمبيوتر رغم أنّ وجود الكثيرين من أصحاب العيون السليمة لايجيدون تشغيله؟

((معرفة العالم والتطوُّرات التي تحدث من حولنا شيء في غاية الأهمية، ورغم فقد البصر، إلا أنني انتهزتُ فرصة أن مركز الشبكة الريفية يقوم بإجراء دورات تدريبية على الكومبيوتر.

أنا وزملاء لي مكفوفين نجد رعاية واهتماماً كبيرين من قبل المشرفين في هذا المركز، ونشكرهم على هذا الاهتمام)).

ـ تدخلت نها شريفي بالقول: اعتاد الأستاذ عمر أن يأتي إلى المركز للتدريب على الكومبيوتر والإنترنيت بشكل يومي، فيخرج من منزله بسيارة توصله إلى مركزنا، ليجلس متمرناً على عمل الكمبيوتر لعدة ساعات يومياً، وقد صار تقريباً على دراية لا بأس بها بالحاسب.

ـ تدخل عمر ليضيف: "أستطيع القول إنني وجدت بعض الصعوبات في البدء، لكنني أواجهها بالإرادة المتطلعة إلى التبحر في العلم، مما يدفعني إلى معرفة كل شيء حول عالم الكمبيوتر والمعلوماتية، وهذا بالتأكيد يأتي على مراحل، لكنني في الوقت الحالي، ولكوني متدرباً حديث العهد أستطيع فقط الكتابة جيداً ببرنامج (word) إلا أنني أتطلع لمعرفة بقية البرامج وصولاً للدخول إلى الانترنيت.

ـ يتابع عمر: البرنامج يجعلني أطلع على الكتب، واختيار المفيد منها ثقافية كانت أو علمية، وأيضاً للاطلاع على آخر الأخبار والمقالات المنشورة على مواقع الإنترنيت، وهذا أمرٌ في غاية الأهمية بالنسبة لي، مما يجعلني متحمساً أكثر للتعلم على الحاسوب، وإتقان برامجه بشكل أكبر، وما أنجزته حتى الآن يشجعني ويحفزني للمضي قدما في طريق التعلم.

"عمر" وأمام حالته هذه وإصراره يقدم نصيحة للمكفوفين، ويؤكد أنّ باستطاعتهم فعل المستحيل فما بالك بتعلم الكمبيوتر الذي لم يعد صعباً بتوفر البرامج الخاصة بهم (المكفوفين).

ـ يقول عمر: أتمنى من جميع المعاقين الاهتمام بهذا الأمر وخاصة المكفوفين، وبرنامج "إبصار" يفيد المكفوفين بالاطلاع على الكومبيوتر والإنترنيت في الوقت الذي كان وصول المكفوف إلى هذه الدرجة، من الأحلام، وأصبح في متناول اليد وبشكل بسيط، وما على الطالب إلا أن يبذل جهداً، حتى يتمكن من الوصول إلى درجات المعرفة.

ـ تدخلت نها شريفي متناولة الحديث عن هذه الدورات: "دخل العمل ببرنامج المكفوفين الشهرالسابع، وينفذ بشكل مجاني للمكفوفين في المركز، ونعتمد في التدريب على برنامج إبصار)، وبرنامج (هال)، هذه البرامج تدعم متصفح الانترنت و"إكسل" و"وورد".

وعن تجربة تدريب المكفوفين أشارت أنها تتم من خلال تحديد جلسات تدريبية للمكفوف الذي يقصد المركز، وفي أوقات معينة، وأما نتائج التدريب فهي جيدة.

وأضافت يعتبر عمر قيطاز من المتدربين العشرة المواظبين دون انقطاع على المجيء لمركزنا والتدرب.

ـ في البداية نقوم بتعليم المكفوفين استخدام الحاسب، ثم الكتابة وبعدها يصبح المتدرب مع مدة تدريب معينة قادراً على الدخول إلى الانترنت، وتصفح الشبكة، والكتابة بشكل جيد دون أخطاء، واستخدام برنامج ”هال إكسل.

بحيث يعملون على هذا البرنامج بدقة دون أية إشكاليات تواجههم، ولعل السيد عمر الآن متدرب في بداية المشوار وسيكون أكثر قدرة على التعامل مع الحاسب في المستقبل، ولكن يوجد عدد من المتدربين الذين أتقنوا حقاً التعامل مع الحاسب والدخول إلى الانترنت.

ـ أخيراً ما يقوم به عمر ليس إلا نتاج إرادة وللإرادة عيون، وآذان، وربما أرجل، إذ ليس من محرك حقيقي لأي إنسان سوى الإرادة والتصميم.
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى