ربع البشرية جياع

ربع البشرية جياع




تتوقع منظمة الأغذية والزراعة، – فاوـ في أحدث تقرير لها عن توقعات العام الحالي، بأن يصل عدد الجياع في العالم إلى رقم غير مسبوق يقدر بأكثر من مليار شخص، ويشكل ذلك زيادة تقدر بنحو مليون شخص، أو بنسبة أحد عشر في المائة عن المعدلات السابقة.
وعزت الأمم المتحدة الارتفاع القياسي، الذي قد يمثل تهديداً للسلام والأمن الدوليين، للأزمة المالية العالمية التي ينؤ تحت ثقلها الاقتصاد العالمي.
ولعبت الحروب، والجفاف، والقلاقل السياسية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، دوراً في ارتفاع معدلات الجوعى، ويعاني منها شخص واحد من كل ستة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وأوضحت ميشيل مونتاس، المتحدثة باسم الأمم المتحدة:” الفاو تقول إن هذه الزيادة لا تعود إلى ضعف المحاصيل، وإنما إلى الأزمة المالية العالمية، وقد تسببت في تراجع الدخول، وزيادة البطالة، ومن ثم خفضت من فرص حصول الفقراء على المواد الغذائية.”
وتدعو كل من منظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الغذاء العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية كافة دول العالم إلى تحرك سريع للقضاء على الجوع، بما في ذلك، اللجوء إلى زيادة الإنتاج الزراعي وإنتاجية الدول الفقيرة، وفق الأمم المتحدة.
وحذرت “الفاو” من أن استمرار الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة يمكن أن يَدفع بمزيد من السكان صَوب الجوع والفقر، إذا ما تأثرت المستويات الاستهلاكية للغرب وتراجع الطلب على البضائع المستوردة من الدول النامية.
فرغم أن أسعار الحبوب الرئيسية قد هبطت بنسبةٍ تناهز 50 في المائة مقارنةً بمستويات الذروة التي بلغتها في وقتٍ سابق من 2008 فهي لم تزل مرتفعة مع ذلك قياساً على مستوياتها خلال السنوات السابقة.
ووفقاً للمنظمة، يعيش السَواد الأعظم من سكان العالم الذين يعانون نقص التغذية في البلدان النامية، وتُقيم الأغلبية العظمى من الجياع طبقاً للتقرير، لدى سبعة بلدان هي: الهند والصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية وبنغلاديش وإندونيسيا وباكستان وإثيوبيا.
وتحتوي قارة آسيا على ثلثي مجموع الجياع في العالم أمّا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فإن واحداً من كل ثلاثة أشخاص، يعانون من الجوع المزمن، وهو أعلى معدل سكاني قاطبةً نسبةً إلى المجموع السكاني العام إستناداً إلى تقرير المنظمة.
وإذا كانت بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا تقليدياً من أقل بُلدان العالم معاناةً من ظاهرة سوء التغذية، فإن النزاعات الجارية (في أفغانستان والعراق) مقرونةً بظاهرة ارتفاع أسعار المواد الغذائية… دفعت بأعداد مَن يعانون سوء التغذية بالإقليم من 15 مليوناً خلال الفترة 1990 – 1992 إلى 37 مليون بحلول عام 2007.
ويحذر المختصون من رابط بين الجوع والقلاقل السياسية، بالإشارة إلى أعمال العنف التي شهدتها بعض الدول النامية العام الماضي إثر ارتفاع بعض أنواع الغلال كالأرز.
هذا وقد حذرت دراسة نشرت في مطلع العام الحالي، من أن الجوع سينهش قرابة نصف البشرية في نهاية القرن الحالي، بسبب التراجع الحاد في موارد الغذاء بتأثير ارتفاع معدلات الحرارة في كوكبنا، وفق تحذيرات علماء.

وسيتراجع إنتاج المحاصيل الرئيسية، كالأرز والذرة، ما بين 20 في المائة إلى 40 في المائة، بتأثير ارتفاع درجات الحرارة أثناء مواسم الزراعة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
كما يتوقع أن يؤدي ارتفاع الحرارة لتعريض تلك المناطق للجفاف، الأمر الذي يزيد من الخسائر الزراعية، وفق الدراسة التي نشرت في دورية “العلوم” الأمريكية؟

CNN
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى