ربنا يتولى المعاقين برحمته!

السميري

عضو جديد
بررت الفنانة الأمريكية «الفاتنة» آنجلينا جولي اتجاهها نحو نوعية مختلفة من الأفلام، وآخرها فيلم (في بلاد الدم والعسل)، الذي يحكي مجازر الصرب في البوسنة والهرسك بأن «وجود هذه النوعية من الأفلام مهم، لأننا عندما نفهم جيداً كيف تحصل هذه المجازر، نعرف كيف يمكن وضع حد لها!».
حسناً، الكاميرا هنا أصغر حجماً وأقل دقة لكنها «تؤتي أكلها» أكثر من الكلمات التي يبدو أنها ما عادت تترك ضجيجاً أو تهز أحداً، أما كيف تحصل «مجازرنا» المختلفة التفاصيل، وكيف نضع حداً لها، فالله أعلم.
أتحدث هنا عن مقاطع الفيديو المخزية التي «لا تسر الناظرين»، وآخرها ما حدث من اعتداء على المعاق الذي يعالج في مركز التأهيل الشامل في عفيف، يد مرتجفة تصور المشهد دون علم ذلك «الغول»، مقطع ظاهره قسوة ووحشية وباطنه إهمال وأشياء أخرى، وهي القصة الأوفر حظاً بالتقاط الكاميرا لها، وكانت صحيفة (شقراء الإلكترونية) قالت إن ما حدث في عفيف سبق وأن حدث في مركز التأهيل الشامل في شقراء، حيث قام أحد العمال بضرب معاق وشج رأسه، وأوردت حادثة أخرى يندى لها الجبين.
وزارة الشؤون الاجتماعية لم تكلف نفسها عناء البحث عن الحقيقة وسبر أغوار المستور، وصرحت بأن الحالات لا تتجاوز أصابع اليد، وحلها الدائم هو «اللجان»، واللجان لا تفعل شيئاً فعلياً سوى تبييض الوجه على حساب الحقيقة، ولن تجيب على السؤال الذي يظل «حارقاً» للمرة الأولى والثانية والعاشرة، لماذا لا يتغير؟ وماذا ينتظر معالي الوزير؟ هل ينتظر أن «تهل» شآبيب الرحمة على كل المعاقين كي يطمئننا بأنه سيتم غلق تلك الكوارث إلى الأبد؟!


الحسن الحازمي



نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٧٣) صفحة (٦) بتاريخ (١٥-٠٢-٢٠١٢)
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى