رغم الصعوبات : المعاقون يبحثون عن حلم السعادة الزوجية

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
رغم الصعوبات: المعاقون يبحثون عن حلم السعادة الزوجية http://www.arabspine.net/index2.php?option=com_content&task=view&id=447&pop=1&page=0&Itemid=57 http://www.arabspine.net/index2.php?option=com_content&task=emailform&id=447&itemid=57 الكاتب إيمان الخميسي دائما ما تواجه الأسر التي يكون أحد أفرادها معاقا حركيا عبء كبير وتظل المتاعب تلاحقهم.. ولكن الأخطر أن يكون هذا الفرد معاقا ذهنيا.. فهي الحالة الأكثر ألما للأسرة والأكثر ضررا للمجتمع.. فالإعاقة الحركية يمكن التغلب عليها بأي شكل من أشكال التعويض ولكن إعاقة العقل لا يوجد معوض لها.

وفي الآونة الأخيرة ظهرت قضية غاية في الأهمية حسمها الطب والدين وهي قضية زواج المعاق ذهنيا والتي أثيرت مؤخرا وطرحت التساؤلات حولها. هل المعاق ذهنيا قادر علي تحمل أعباء الزواج؟ وما مدي قدرته للتعامل مع الطرف الآخر؟ وما الأضرار التي تعود علي المجتمع من جراء هذا الزواج؟ وهل الأولاد نتاج هذا الزواج سوف يكونون معاقين أيضا مما يحمل المجتمع عبئا إضافيا؟
ولكن كانت النظرة الأهم لفكرة زواج المعاق هي أنه إنسان له حق الحياة كغيره من البشر له مشاعر وأحاسيس وهو ما وضعه الأطباء في اعتبارهم عند مناقشة الأمر مما استدعي وضع شروط ومعايير للموافقة علي زواج المعاق ذهنيا.
لذا انقسم النقاش في هذا الشأن بين أطباء الأمراض الوراثية والأمراض المناعية ورجال الدين وأساتذة الاجتماع في رؤية موضوعية حول هذا الزواج وفي هذا التحقيق نجيب عن تساؤلات تحمل درجات عالية من الاندهاش مع الخوف؟ حول ما إذا كان زواج المعاق ذهنيا صحيحا أم لا؟ وهل هناك من يرضي أن يزوج ابنه أو ابنته من معاق؟ وهل الفشل هو النتيجة الحتمية لهذا الزواج أم أن النجاح سيكون حليفه؟ وهل الأولاد نتاج هذا الزواج سيحملون مرض آبائهم أم لا؟ وما هي الضوابط الشرعية لهذا الزواج؟


درجة الذكاء

ولأن زواج المعاق ذهنيا مشكلة تفرض نفسها بقوة علي كثير من الأسر والمهتمين بهذه الفئة التي ظلت حتي وقت قريب لا تجد من يتحدث عنها أو باسمها والتي مازالت أيضا حتي الآن لم تأخذ الاهتمام الكامل والوعي التام بالهموم والقضايا التي تمس هذه الفئة للوقوف بجوارهم ليحصلوا علي كامل حقوقهم المشروعة في الحياة.. ووفقا لقول الأستاذ الدكتور عادل عاشور أستاذ طب الأطفال والوراثة بالمركز القومي للبحوث فأن التأخر الذهني أو العقلي يختلف حسب معامل درجة الذكاء (IQ) إلي أربع درجات الأولي (البسيط) وتتراوح نسبة الذكاء فيه من 50 70 وهذه الفئة تمثل أكثر من 85 % من المعاقين ذهنيا وهؤلاء قادرون علي أداء بعض الوظائف الخاصة والقيام بأعمال يدوية وذات مهارات بعد مدة كما لديهم القدرة علي اكتساب قدر معقول من التعليم، والفئة الثانية (المتوسطة) تتراوح نسبة ذكائهم من 35 إلي50 % الفئة الثالثة (شديد) من 2إلي 35 % أما الفئة الرابعة فهي أكثر حالات التأخر الذهني شدة وعمقا وتكون النسبة فيها أقل من 20 % والفئة الأولي هي القادرة علي الزواج وممارسة حياة طبيعية.. بحسب تأكيد د.عاشور نتيجة التجارب الناجحة للمتزوجين من المعاقين والتي تم رصدها ومتابعتها.. ولكن أغلب المعاقين يكون لديهم قصور في الاخصاب والإنجاب.. كما أنه ليس شرطا أن المعاقين ذهنيا إذا تزوجوا من أصحاء أو معاقين مثلهم سينجبون أبناء معاقين لأن هذا الأمر تتدخل فيه عوامل وراثية وبيئية أخري كثيرة..
الدكتور عبدالهادي مصباح أستاذ الأمراض الوراثية والمناعة يري أن الزواج يتوقف أولا علي نوع الإعاقة نفسها وأحيانا تكون الإعاقة نتيجة مرض 'كالحمي الشوكية أو غيره من الأمراض' أي أنها عدوي في المخ قد تسبب مشاكل ومضاعفات وتترك إعاقة دائمة، لذا فالإعاقة هنا لابد من تقسيمها ولا يصح أن نضعها في مرتبة واحدة، فهناك إعاقة لعيوب في 'الكروموسومات' وهذه العيوب تحمل خطورة كبيرة للأجيال القادمة لأن هناك بعض الأمراض المحمولة بداخل الجينات والتي تنتقل بدورها للأجيال القادمة.
لذلك يجب أن نفرق بين الإعاقات وفقا لنوعيتها هل هي موروثة أو مكتسبة..


الجانب الاجتماعي

والمعاق مهما كان يندرج تحت أي درجة من درجات الإعاقة فمن حقه كإنسان أن يتزوج وهو ما يراه د.مصباح مادام هذا الشخص يملك القدرة علي ممارسة الواجبات الزوجية بشكل طبيعي علي أن تكون بدون أضرار للآخرين لأنه إذا كانت هناك إعاقة تسبب ضررا كبيرا تصيب الأبناء فلا ينبغي أن يأتي بشخص آخر ليضيف أعباء أخري علي الأسرة والمجتمع.
وعلي المستوي المناعي يؤكد د.مصباح أن هذا الزواج يتوقف علي نوعية الإعاقة فهناك أمراض مناعية موروثة وأمراض أخري تنتقل بالوراثة، وأخري يولد بها الطفل مثل أمراض 'نقص المناعة' 'الإيدز' نتيجة خلل بسبب مشاكل في الجهاز المناعي ودرجة كفاءته..


تأييد الدين

الدكتور منيع عبدالحليم أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر يري أنه بالنسبة لزواج المعاقين فإن الذي يحدد ذلك تماما هو رأي الطبيب لأن المعاق درجات ويتم تحديدها من خلال الطبيب وبناءا علي ذلك تتحدد درجة قدرة هذا المعاق علي الزواج، وعلي جانب آخر لابد من التراضي بين الطرفين في هذا الزواج سواء أهل الزوجة أو أهل الزوج وفي هذه الحالة يكون الزواج شرعيا ولا توجد به أي مشكلة لإتمامه.
ولأن الزواج شركة لابد من التفاهم والتعاون بين أطرافها لذا لابد أن يكون هناك ضوابط واجبة حددها الشرع لزواج المعاق وهي كما يسردها د.منيع 'ألا يكون الطرف الآخر معاقا ذهنيا مثل الطرف الأول' أن يكون الطرف الآخر علي علم بمرض شريكه وراضيا بذلك، وأن يكون سقيم العقل مأمونا شره وأذاه، وأن يرضي أولياء المرأة بهذا الزواج كنوع من سد الاحتياجات العضوية والنفسية للمعاق وهذا حق مكفول له كغيره.. مع وجود ضوابط لذلك ويمكن إعمالها لمبدأ السياسة الشرعية أن يمنع ولي الأمر، زواج من يكون الغالب عليه أن ينتج من زواجه مرضي وذلك من باب السياسة التي تحقق المصلحة بمنع بعض المباح وليس من باب الحكم بتحريم النكاح وفساده وهنا لابد من النظرة الشرعية والواقعية للحكم بالصواب في هذا الشأن..


نجاح وفشل

ويؤكد الواقع الذي سرده الأساتذة الأطباء وأساتذة الشريعة أن أساس الزواج درجة الإعاقة ورضي الطرفين مما يؤدي لنجاح أو فشل هذا الزواج وفقا لتصريح الأستاذ حسن يوسف رئيس مجلس إدارة جمعية شموع لرعاية المعاقين..
فإن 10 % من سكان مصر معاقون وفي الجمعية يتم رعاية المعاقين وحقوقهم رغم كونهم فئة مهمشة وذلك باسم المركز القومي لحقوق الإنسان ورعاية المعاقين وتأسست الجمعية في 2001 واستمرت إلي الآن في حل ومواجهة قضايا الإعاقة وهي أولي الجمعيات الأهلية لرعاية حقوق المعاقين في مصر حيث تستخدم المنهج الحقوقي الشامل في عملها بحيث تقلص الفجوات في المجتمع بين فئاته المختلفة والتي منها المعاقون بحيث تسعي الجمعية إلي ايجاد برامج تأهيل ورعاية وحماية لحقوق المعاقين ومنع حدوث مشاكل وانتهاكات لحقوقهم خاصة في ظل قدرة التشريعات المنظمة لحقوق المعاقين في مصر..
كما نجحت الجمعية في تزويج 26 حالة بالنسبة للإعاقة الذهنية، وحل 60 حالة خلافات زوجية.. كما نجحت في التأثير في التشريعات الخاصة بالمعاقين خاصة في قانون العمل الموحد الصادر عام 2002 للمادة 12 و.14
كما أن الجمعية تعمل علي التمكين والإتاحة للأفراد المعاقين وذويهم للحصول علي حقوقهم المتساوية والكاملة وحمايتها في جميع المجالات.


حالات ناجحة

وأثناء زيارتنا للجمعية التقينا ب'عبدالعال إبراهيم' أحد المترددين علي جمعية 'شموع' سرد لنا قصته مع الإعاقة وكيفية زواجه فهو أكبر الأبناء داخل أسرته لديه وفقا لقول الأطباء درجة من درجات الإعاقة الذهنية ولكنه قادر علي العمل والكسب فقد ذهب للجمعية لتأكده من قيامها بأخذ جميع حقوقه حيث إنه تم توظيفه كعامل نظافة في أكثر من مكان ولكن أصحاب الأعمال كانوا لا يراعون ظروفه الخاصة فيضغطون عليه في العمل بأعباء مثقلة مما يجعله يترك العمل ومع ذلك عندما أراد أن يتزوج أخذه والده إلي قريتهم لاختيار زوجة له تتوافق مع إمكانياته المادية والعقلية وبالفعل تم اختيار ابنة عمه زوجة له رغم كونها سليمة وغير معاقة بأي إعاقة إلا أنها وافقت عليه وتم الزواج من بضعة أشهر وحياته مستقرة ولكنه يشتكي من سوء معاملة أصحاب العمل له وعدم وجود رعاية من الدولة لفئة المعاقين وحقهم في العمل حيث إنه أكد لنا أنه لا يريد أن تعمل زوجته فهو يريدها أن تكون ربة منزل لرعايته فقط..

نزاعات أسرية

حالة أخري لأحد المعاقين لكن إعاقته عضوية فهو كفيف حافظ للقرآن ولديه قدرات خاصة رياضية ولم يرد ذكر اسمه أكد أنه يعمل في أحد النوادي كمدرب رياضي وله دخل ثابت وهو متزوج من ثلاث نساء غير معاقات وقد طلبت الزوجة الثالثة في إحدي المرات أن يطلق زوجتيه الأخريين ولكنه رفض رغم تهديدها له وتركها منزل الزوجية وانجبت طفلا سليما معافي وغير معاق وأخذته في حضانتها بعد رفعها دعوي تطليق وقد حاولت الجمعية الصلح بينهما ولكن كلا منهما متمسك برأيه.
ومن الواضح أن المعاق ليس مهضوما حقه في الزواج فقط ولكن مشاكله كثيرة.. تحتاج منا إلي وقفة لمراعاة حقوق هذه الفئة لكونهم بشرا وذلك لمراعاة إنسانيتهم..
هذا ما يراه الأستاذ الدكتور خالد عبدالفتاح أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان يقول: إن عزل المعاق جريمة اجتماعية وإنسانية في حقهم فلابد من رعايتهم كبشر مثل باقي فئات المجتمع الذي يتواجد فيه، وعن زواجهم لابد من مراعاة الرأي الطبي وفقا لنوع ونسبة الإعاقة ووفقا لدرجة 'قصور المخ' ودرجة تحمله المسئولية بحياة زوجية فالزواج متاح لذلك لابد أن يراعيهم المجتمع ولا يظلمهم ويمانع في زواجهم مادام الطب لا يمانع.


رغم الصعوبات: المعاقون يبحثون عن حلم السعادة الزوجية- إيمان الخميسي
http://www.akhbarelyom.org.eg/akhersaa/issues/3832/0600.html




< السابق التالي >
 
رد: رغم الصعوبات : المعاقون يبحثون عن حلم السعادة الزوجية

يارب ارزقني الزوج الصالح واخواتي واخواني اجمعين, مشكورة قلبووو بصمة امل طرح رائع ومهم لنا ياقلبوووو
 
رد: رغم الصعوبات : المعاقون يبحثون عن حلم السعادة الزوجية

يارب ارزقني الزوج الصالح واخواتي واخواني اجمعين, مشكورة قلبووو بصمة امل طرح رائع ومهم لنا ياقلبوووو
الله يسلمك ويحيك شرفتني بمرورك العاطر
 
رد: رغم الصعوبات : المعاقون يبحثون عن حلم السعادة الزوجية

كل انسان لة الحق في الحياة والحب ,,,,,,تشكري بصمة
 
رد: رغم الصعوبات : المعاقون يبحثون عن حلم السعادة الزوجية

من حق المعاق ان يتطلع الى ان يكون له حياته الخاصه التي ينعم فيها بوجود الذريه الصالحه الذين هم زينة الدنيا وبهجتهاوالمعاق انسان له حاجاته الفطريه التي لايختلف فيها عن غيره من بني البشرانه انسان انسان انسان بكل ما تحمل كلمة انسان من معنى
تحياتي بصمة امل
 
رد: رغم الصعوبات : المعاقون يبحثون عن حلم السعادة الزوجية

- أشكر أخواتي الغاليات الصابرة وزهرة على حضورهن الذي شرفني .
 
رد: رغم الصعوبات : المعاقون يبحثون عن حلم السعادة الزوجية

الزواج مطلب مهم لذوي الاحتياجا الخاصة

وهو علاج نفسي وروحي ليتخلص من هم الاعاقة

والانخراط في الحياة العادية

هو حق لكل انسان على هذه البسيطة ..

موفقة اختي
 
رد: رغم الصعوبات : المعاقون يبحثون عن حلم السعادة الزوجية

الزواج مطلب مهم لذوي الاحتياجا الخاصة

وهو علاج نفسي وروحي ليتخلص من هم الاعاقة

والانخراط في الحياة العادية

هو حق لكل انسان على هذه البسيطة ..

موفقة اختي
صدقت حبوبة وياما فيه معاق أفضل من السليم .
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى