رئيس أتحاد الصم مناهج تعليم الصم في المملكة صعيفة

«الجزيرة» تجري حديثاً بلغة الإشارة مع سعيد القحطاني رئيس اتحاد الصم:
مناهج تعليم الصم في المملكة ضعيفة وطلابها عاجزون عن القراءة



الدمام - خالد المرشود

وجّه متخصص وخبير أصم، في حديث ل(الجزيرة)، هجوماً لاذعاً لمناهج تعليم الصم في المملكة، واصفاً إياها بالقصور وبالضعف في محتواها، مشيراً أيضا إلى تهميش دور المعلمين الميدانيين في التربية الخاصة فيما يتصل بصناعة المنهج على الرغم من أنهم محور العملية التعليمية التربوية. وشدد على أن معلم التربية الخاصة في الميدان ينبغي أن يكون محور ارتكاز ويجب تفعيله لما أنيط به من واجبات، مؤكداً أن مناهج الصم وضعت بعيدا عن الوضع الحقيقي للصم أنفسهم، مستشهدا في ذلك بالضعف الشديد في مخرجات التعليم الخاص.

وراهن على أن كثيرين من الصم الكبار لا يستطيعون أن يكتبوا مقالا أو أن يقرؤوا كتابا أو صفحة من كتاب إلا بمساعدة الآخرين؛ وذلك كنتيجة حتمية لما تعلموه.

وقال رئيس الاتحاد السعودي لرياضة الصم سعيد بن محمد القحطاني عضو مجلس الاتحاد العربي للصم نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعاقة السمعية فيما يتصل بوضع المرأة الصماء إن الاتحاد هو الوحيد من بين الاتحادات السعودية الذي سارع بتضمين نقاط مهمة تختص بشؤونها - أي المرأة الصماء - مشيرا إلى أن المرأة الصماء مهضوم حقها وأن خطأها يكال لها بمكيالين في بعض المجتمعات، وذلك بخلاف المرأة المتكلمة أو السامعة (العادية). وأكد أن لدى المرأة الصماء خلفيات ثقافية جيدة ومميزة إذا تم التعامل معها بإيجابية وإذا وجهت التوجيه الصحيح.

وأكد أن الإقبال على الزواج من الصماوات ضعيف جداً، معللاً ذلك بتخوف غير مبرر من الاقتران بهن، وقال إنه تخوف في غير محله، ولفت إلى إهمال بعض الأسر للفتاة الصماء، بل إن البعض لا يحمونها، فبعض الصماوات محرومات من حضور المناسبات الاجتماعية والوطنية وغيرها، ونبه إلى ما حصل مؤخراً لفتاة صماء حاولت الانتحار في إحدى مناطق المملكة، وقال إن الفتاة تحمل شهادة الثانوية العامة الخاصة وحاولت الانتحار أربع مرات لولا مشيئة الله تعالى، ثم تدخله مع ولي أمر الفتاة، مبينا أن والدها منعها من الذهاب إلى أي مناسبة مهما كانت وأغلق عليها الباب، وبمساءلته أفاد بأنه يرغب في تزويجها إلا أنه لم يتقدم لها أحد.

وقال القحطاني مخاطبا والد الفتاة: كيف يتقدم لها زوج والأبواب موصدة!! ولم يعرفها أحد ولم تشاهدها أسر أخرى لكي يتقدموا إلى خطبتها؟

88 ألف أصم

وأضاف القحطاني في حديثه ل(الجزيرة): إن آخر إحصائية للصم تفيد بأن عددهم أكثر من (88) ألف أصم، مشيرا إلى أنه طالب الجهات المسؤولة بعمل إحصاء مفصل عنهم، كما طالب بالتوعية المناسبة والموجهة للمرأة الصماء. وأضاف أنه مع الأسف الشديد لا يوجد جهات ترعى النساء الصم كمثيلاتهن من السامعات، مبينا أن نسبة العاملات منهن لا تتجاوز ال(5%) فقط من أصل عدد إجمالي يتراوح بين 25 و30 ألف صماء قادرة على العمل توجد في المملكة، وقال إنهن لا يجدن أعمالا مناسبة للالتحاق بها، مشيرا إلى أن عمل المرأة الصماء يختلف تماما عن عمل المرأة العادية (السامعة).

وشدد سعيد القحطاني على أولياء أمور الصم عموما بالاستفادة واستغلال كثرة مكوث الابن الأصم بالبيت فيما يفيده، مؤكداً أن بعض فئات المجتمع - للأسف الشديد - تنظر للأصم نظرة مغايرة سلبية، وقال إن الأصم هو شخص عادي كالسامع، غير أن الله تعالى ابتلاه بسلب سمعه.

وعن التقنيات الحديثة وكيفية استفادة الأصم منها قال القحطاني: الأصم كالسامع من حيث استغلاله للتكنولوجيا الحديثة إلا أن الهاتف (المحمول) المرئي - الجيل الثالث - جاء بداية للصم كفتح عظيم، لكنه غيّر الكثير من ثقافات الصم حيث بدأ الصم الاتكاء عليه في شتى مخاطباتهم بعضهم مع بعض وأفسد عليهم كثرة القراءة والكتابة؛ ما فاقم من مشاكلهم من خلال تعطيل مهارات الكتابة والقراءة لديهم.

سعودة وهمية

وشدد على أهمية مراقبة السعودة الوهمية واستغلال المعاقين عموما في تصنيف وزارة العمل من ناحية توظيفهم وهميا وذلك بإعطائهم رواتب وهم لا يعملون، مشيراً إلى أن هذه الطريقة مخالفة للأنظمة ومفسدة للأخلاق من ناحية أنه قد يتم صرف رواتب لمعاقين صغار لا يحسنون التعامل مع المال بالطريقة الصحيحة أو الإيجابية وإنما بما يعود عليهم سلبا في حياتهم العامة، وأقل شيء منها خروج المعاق أو الابن عن سلطة البيت بحجة استقلاله بنفسه، مؤكدا على الشركات والمؤسسات التي تتعاطى في هذا الجانب أن تكون لبنة خير وصلاح للجميع وأن تساهم في بناء جيل واع.

وحول لجنة المترجمين السعوديين قال سعيد القحطاني إن عدد أعضاء اللجنة بلغ حتى الآن (150) رجلا وامرأة من كافة مدن ومحافظات المملكة، مؤكدا أنه تم الالتقاء برئيسة اللجنة الدولية للمترجمين (بريطانية الجنسية)، ومقرها أمريكا، والتباحث معها حول آلية التحاق لجنة مترجمي السعودية باللجنة الدولية، وأكد أهمية تصنيف مترجمي لغة الإشارة في كافة المناطق إلى لجنتين (رجالية ونسائية).

وقال إن الترجمة غير الصحيحة في لغة الإشارة قد تسفر عن كوارث، فهي قد تغير مجرى قضية، واستشهد في هذا الصدد بصدور صك شرعي على أحد الصم بالقتل شبه العمد بينما الصحيح أنه قتل بالخطأ، وذلك حينما صفع أحد الصم بمنطقة الرياض خادمة بالخطأ وليس بقصد القتل.

كما استشهد بمرض امرأة صماء لم تستطع شرح ما تعانيه للطبيب، وقال لو كانت المرأة الصماء حاملا وأعطيت العلاج الخطأ - بسبب عدم معرفة الترجمة الصحيحة للمرض - فقد يودي ذلك بحياة جنينها لا سمح الله. وأكد القحطاني أهمية اختيار المترجم الفاهم لإحساس الأصم والمرأة الصماء باعتباره ناقلا أمينا لجميع خواطره وآلامه وآماله، وهو لسانه الحقيقي في نقل معاناته.

وأشار إلى أنه سيتم العمل على تصنيف العاملين في الترجمة خلال الأيام القادمة، وأنه تم أخذ الموافقة الرسمية من كافة الجهات المعنية بما فيها وزارة الداخلية والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الشؤون الاجتماعية ونحوها من الجهات ذات العلاقة.

وقال القحطاني: إن مشاكل الصم لدى المحاكم الشرعية أو في أقسام الشرط خصوصا الجنائية منها يجب ألا يقوم بترجمتها شخص واحد وإنما شخصان اثنان؛ لأنه من الممكن أن يخطئ أحدهما فيذكر أحدهما الآخر.

مترجمون رسميون

وقال سعيد القحطاني: إنه تم التعميم على كافة الوزارات والمصالح الحكومية باعتماد مترجمين للغة الإشارة بوظائف رسمية تم إحداثها من المرتبة الثالثة ولغاية المرتبة العاشرة، موضحا أن الحاجة ملحة من ناحية تعميد المترجم للغات الأخرى كالانجليزية والفرنسية وكذا لغة الإشارة بوظيفة رسمية، وأضاف أنه جار استكمال الإجراءات اللازمة حيال ذلك.

وأشار القحطاني، من جانب آخر، إلى إمكانية إقامة رياضة مستقلة للأطفال الصم للأعمار من (7- 15) في كافة المناطق وأن نواتها الأولى ستكون في مدينة الرياض كتجربة أولى ثم يتم تعميمها على كافة المناطق والمدن، مشيرا إلى أن اتحاد الصم الدولي وافق على هذه الرياضة الخاصة بالأطفال الصم، وأن المملكة العربية السعودية هي الدولة العربية الوحيدة التي وافقت على هذه الاتفاقية، مؤكدا الاهتمام المتزايد بجميع فئات وأعمار الصم بما يضمن لهم حقوقهم الدولية من ضمن المنظمات العاملة في رعاية الصم.

وأعلن أنه ستقام عدة مخيمات ولقاءات خاصة بالصم المبرزين والمتفوقين في كافة البرامج والأنشطة وذلك ضمن الاحتفاء بهم ولتطوير مهاراتهم وإبراز مناشطهم وبرامجهم وتعريف المجتمع بماهياتهم الاجتماعية والثقافية والرياضية وتنمية مواهبهم تشجيعا لتطلعاتهم المستقبلية.

القحطاني يؤسس نادي الصم

يشار إلى أن الأصم سعيد بن محمد القحطاني فقد سمعه وبصره حينما كان في سن الرابعة من عمره بمنطقة عسير، وسافر إلى بريطانيا في سن الخامسة والنصف بحثا عن العلاج إلى أن انطلق لسانه وتحسنت حالته في الكلام.

وكانت شدة الحرارة أحدثت ارتخاء في أعصاب لسانه، وتم أخذ العلاج اللازم وعاد إلى أرض الوطن يتكلم دونما أن يسمع؛ حيث إن درجة الصمم لديه شديدة جدا جدا، وما زال على هذه الحالة إلى الآن.

وقد دخل المدرسة حينما كان في الثانية عشرة من عمره، حيث لم يقبل إلا في مدارس التعليم العام لعدم وجود مدارس متخصصة في تلك الفترة عام 1385هـ، ثم التحق بالمدارس المتخصصة في الرياض، بعدها بدأ مع 21 أصما في تأسيس نادي الصم بالرياض عام 98، وقد قدم عريضة والتماسا لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - فوافق على إنشاء ناد للصم بالرياض إلى أن توالت أندية ومراكز الصم بالمملكة في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - يحفظهم الله - ومتابعة واهتمام سمو الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه اللذين يوليان كافة برامج وأنشطة الصم الاهتمام والمتابعة.

يشار إلى أن عدد أندية الصم بالمملكة ثلاثة في كل من الرياض والدمام وجدة، إلى جانب وجود اثني عشر مركزا في كل من مكة والطائف وأبها وجازان والخرج ونجران وتبوك والجوف وحائل والمدينة والقصيم والأحساء، وهناك ناد للصم النسائي بجدة.

وقد تمكنت (الجزيرة) من إجراء هذا الحديث مع سعيد القحطاني من قبل المحرر الذي يجيد لغة الإشارة.



 
رد: رئيس أتحاد الصم مناهج تعليم الصم في المملكة صعيفة

شكرا بصمة امل
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى