ساعدي طفلك لمحاربة التنمّر

نور الامل

عضو جديد
ساعدي طفلك لمحاربة التنمّر

نقلق كلنا بشأن سلامة أولادنا، وخصوصاً عندما يكونون بعيدين عنا. ولكن بمعرفة حاسة ولدك الأقوى، يمكن تحديد ما يؤثر فيهم وما يجعلهم يستاؤون، حتى لو كانوا عاجزين عن التعبير عما يزعجهم.


تحفل الأخبار بقصص عن الإساءات والتنمر عبر الإنترنت، ما يسبب لنا قلقاً كبيراً. يصعب علينا، أحياناً، التمييز بين قلق أولادنا الطبيعي من المدرسة وما هو أخطر من ذلك. ساعدي ولدك بالاستعانة بحاسته الأقوى.

ذوق

يعجز الولد، الذي يملك حاسة ذوق أو شم قوية، عن إدراك غاية التنمر. فلا يستطيع هذا الولد فهم أن ثمة شخصاً يتعمد قول أو فعل أمر ما لجرح مشاعره. لذلك سيحاول البحث عن مبررات منطقية لسلوك المتنمر. نتيجة لذلك، ينشغل بهذه المسألة ويصعب عليه التركيز على أي أمر غير {لماذا؟}. ويشكّل هذا الهوس الفكري طريقة هذا الولد في التكيّف. لذلك قد تساعدينه في حل مشكلته عندما تخبرينه عن حالات مررت خلالها بوضع مماثل. من المؤسف أن كل الفهم والإدراك الذي في العالم لن يحول دون تصرف بعض الناس بطريقة بشعة. وهذا بالتأكيد درس يجب أن يتعلمه الولد الذي تكون حاسة الذوق أو الشم لديه الأقوى.

سمع

يتأثر الولد الذي تكون حاسة السمع لديه الأقوى بالتعليقات السلبية، السخرية، النعوت السيئة، ونبرة الصوت المتعالية بالتأكيد. لذلك عندما يوصف هذا الولد بنعوت قذرة، يشعر باستياء أكبر مما لو دفع في الممر. فلا تنطبق عليه عبارة: {تكسر العصي والحجارة عظامي، إلا أن النعوت لا تؤثر فيّ}.


فالكلمات تسبب لهذا النوع من الأولاد أذى كبيراً. نتيجة لذلك، يحتاج الولد الذي يتمتع بحاسة سمع قوية إلى مناقشة ما قاله له المتنمر مراراً كي يتمكن من تقبّله. ولكن من حسن الحظ أنك ستعلمنيه بالتأكيد بشأن ما يتعرض له من تنمر لأنه سيخبرك عنه مراراً. وتنبهي لأن الولد يحتاج أحياناً أن تؤكدي له أنه أحسن التصرف في تعاطيه مع التنمر ليشعر بتحسن.



يُعتبر الولد الذي ينعم بحاسة لمس قوية الأكثر تأثراً بالتنمر الجسدي. فيستاء كثيراً من الدفع واللكم وإسقاط الكتب من يديه. ويشعر بالعجز لأنه لا يستطيع المقاومة، فضلاً عن الظلم الذي يتعرض له نتيجة انتهاك القواعد وعدم قدرته على ترك المدرسة. نتيجة لذلك، تلاحظين أنه أصبح أكثر عدائية في المنزل، بدءاً من رمي حقيبة المدرسة وصولاً إلى إقفال الأبواب بقوة. وقد يميل إلى احتضانك خلال مشاهدته التلفزيون. يحتاج هذا النوع من الأولاد إلى الاقتراب أكثر جسدياً من أمه وأبيه، ربما بإعرابه عن رغبته في إنجاز واجباته المدرسية قربك أو بالطلب منك اصطحابه إلى المدرسة. قد يرفضون أيضاً الخروج. ولكن بالقيام بنشاطات جسدية معاً تستطيعين أنت مساعدته على فهم ما يواجهه بوضوح أكبر.

نظر

يتأثر الولد الذي تكون حاسة النظر لديه الأقوى بالطبيعة العلنية للتنمر. فإذا تعرّض لأمور مماثلة على مرأى أو مسمع من الأولاد الآخرين، يخاف من أن يصدقوا ذلك. كذلك يستاء من التعليقات حول مظهره، وزنه، وملابسه. لذلك قد تلاحظين أن ولدك يشتكي من شكل أنفه، يرفض تناول الطعام، أو يبدّل طريق لباسه وتصفيف شعره على نحو لافت. وبما أن الجزء الأكبر من شخصية هذا الولد ترتبط بمظهره أمام الآخرين، من المهم دعم التعديلات التي يجريها على ملابسه، شعره، وغيرهما من الأمور. ولكن أوضحي له أن هذه التغييرات ما هي إلا طريقة تعبير جمالية ستتابع تبدلها على مر الوقت، وأنها لا تعكس حقاً الشخص الجيد تحتها.

يفتقر الأولاد عموماً إلى مهارة لازمة للتعاطي مع المسائل التي تزعجهم. وقد يواجهون أحياناً صعوبة في توضيح ما يثير قلقهم. لذلك أصغي إليهم باهتمام. وإذا لاحظت أي سلوك متطرف أو مبالغ فيه، فقد تكون هذه إشارة إلى أن عليك التدخل.


 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى