أصغر غواص عالمي كويتي من فئة «الداون»

arroww2.gif
أصغر غواص عالمي كويتي من فئة «الداون» ووالده يقول لكل أب معاق كن فخوراً وشجع ابنك
341.jpg
القبس الكويتية - إعداد: عنود العلي:

ما زال أصحاب الاحتياجات الخاصة يفاجئون المجتمع والعالم بقدراتهم، وما يتمتعون به من طاقات أصبحت تفوق الأشخاص الطبيعيين في أغلب الأوقات.

خالد الدوسري ابن الــ 15 ربيعاً من الاعاقات الذهنية (الداون)، استطاع أن يكون أصغر لاعب عالمي لعام 2005، وأصغر غواص ع‍لى مستوى العالم استحق هذا اللقب بشهادة مدربه ولحصوله على رخصة الغوص المعتمدة من الولايات المتحدة الاميركية، وكما عودتكم «صفحة الحياة إرادة» بعرض كل ما يجعلنا نفخر بأبنائنا من ذوي الاعاقة، استضفنا والد ومدرب اصغر غواص من ذوي الاحتياجات وهو كويتي الجنسية.

تحدث بادي الدوسري والد خالد عن البدايات التي شجعته لجعل نجله يخوض تجربة الغوص بجدية، فقال: إن الفكرة جاءت من خلال السباح العالمي مشعل الرشيد، الذي أحرز رخصة الغوص منذ خمس سنوات، حيث أثبت أن أطفال الاعاقات الذهنية قادرون على خوض هذه التجربة وتحقيق النجاح فيها، لذلك بات في ذهني دائما ان خالد يستطيع تحقيق ما حققه مشعل كونهما من فئة الاعاقة نفسها، لكن وقتها كان خالد في سن صغيرة، أما الآن فقد استطاع الاعتماد على نفسه وخوض غمار التجربة بجدارة كما حصل.


اكد الدوسري ان العالم بدأ الآن يستوعب فكرة ان اطفال «الداون» يمكنهم فعل الكثير في حال توافرت لهم الفرصة وتوافر لهم الدعم، فكانت المبادرة لمركز الغوص بعمل دورة لما يقارب 14 او 15 شخصاً من اطفال متلازمة الداون، ولمعرفة رئيس المركز بحماس خالد، فقد قام بالاتصال بي وابلاغي بالدورة، وعلى اثر ذلك بدأنا اجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وتم تجهيز المعدات اللازمة التي يحتاجها الى التدريب، وبالفعل بدأنا التدريب.
وشدد الدوسري على تجاوب نجله منذ الاسبوع الاول من التدريب الذي قدرت مدته بأسبوعين ونصف الاسبوع، لانه يحمل الحماس والرغبةنفسيهما للغوص وللسباحة، فبدأ خلال اسبوع الغوص بالمعدات الى ان اجتاز الدورة وانهاها بنجاح، ووصلت شهادته من مركز الغوص في اميركا، ونحن بانتظار وصول رخصة الغوص قريبا.
واوضح الدوسري ان هذا الانجاز يعني له الكثير كون خالد الآن اصغر غواص يحصل على رخصة الغوص من فئة الداون، وقد كان اصغر لاعب في بطولة الخليج عام 2005، وهي البطولة الخليجية خارج الكويت بالجري ورمي الكرة اللينة، التي احرز فيها ميداليتين ذهبية وفضية، فكان شعوراً لا يوصف، مبينا ان الشعور ذاته لاي اب يزرع ويحصد مازرعه قائلاً: «انا فخور به بشكل كبير، وهذه الانجازات تعطيني دافعا وتشجيعا للسعي الى مزيد من الانجازات».

18 سنة
واشار الدوسري إلى انه علىالرغم من ان خالد يحمل اعاقة فإنه استطاع تمثيل الكويت وحقق لها انجازا، وهو اصغر لاعب، وانا موظف دولة لمدة 18 سنة لم أمثل الكويت في أي محفل دولي فهذا من دواعي فخري واعتزازي بإنجازاته لذلك أنا أطلب من أولياء أمور المعاقين تشجيع أبنائهم والافتخار بهم.

وأضاف الدوسري :اننا دائما لا نستطيع حل أي مشكلة إلا من خلال التوعية ،فمتى ما وجدت لدينا نحن أولياء الأمور التوعية كأسر وكمجتمع بقدرات هذه الفئة وانجازاتها فسنستطع التعايش مع النجاحات التي يحققونها ،وسيكون لدينا الإيمان بأنهم فئة تستطيع العمل وتحقيق النجاح، لكن الرسالة التي نريد ايصالها هي اعطاء ابنائنا المعاقين فرصة فقط، والفرصة شأنها شأن التعليم والرعاية الصحية ،وهم من سيحاربون لتحقيق الانجاز سواء بالتدريب أو المعسكرات أو بالبحث، ونحن مجرد جسر ممتد لتحقيق هذا النجاح وليس بالضرورة أن يكون الشخص سباحا أو لاعبا ،لكن على أولياء الأمور أن يبحثوا عن المهارات والمواهب التي يتمتع بها ابناؤهم المعاقون ويقومون بتنميتها.

مقاومة مشاعر الخوف
أكد الدوسري ما كان ينتابه من خوف شديد اثناء نزول خالد في الماء وما يراوده من وساوس ،وقال بالكويتي: «نزلت خالد للماء من قلبي»في إشارة لشدة خوفه وقلقه عليه وتابع مثل انتهاء الاكسجين أو حدوث أي طارئ خاصة لمدة 10 دقائق أو 15 دقيقة تحت الماء حتى يخرج مرة أخرى، موضحا انه حتى يقبل هذا التحدي لا بد ان نترك المشاعر والمقاومةجانبا حتى نستطيع تحقيق النتائج المرجوة ،فلا نستطيع العيش في تخوف ،وان نقف مكتوفين بانتظار النجاحات والانجازات ،لكن لا بد من كسر الحواجز وقبول التحدي والعمل على تشجيع الابناء لتحقيق النجاح.

وقال الدوسري عن المدة المحددة للتدريب: إنه من واقع التجربة أعتقد أن الفترة كافية ،فقد كانت الفترة مكثفة جدا استمر فيها التدريب يوميا نظريا وعمليا، وكان النظري من ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين ،والعمل لمدة ساعتين إلى 3 ساعات يوميا لكن في المقابل خالد كان لديه الحماس واستطاع تشجيع المدرب للاستمرار في تدريبه والإيمان بانه يستطيع اجتياز فترة التدريب.

وتحدث الدوسري عن دعمه لخالد قائلاً: «ان كل ما يخدم خالد بالدرجة الأولى ويمكن أن يتقدم به نحو أي انجاز بالتأكيد سأقف وادعمه بكل قوة، وان كان هناك أي منافسة بالتأكيد سأساعده على المنافسة بغض النظر عن النتيجة لكن ما هو مهم المبدأ
ويحاول الانجاز، واضاف ان ما حققه خالد الآن كأصغر لاعب وغواص يعد من افضل الانجازات، لكنني اطمح لان يصل الى افضل لاعب وان يصل حتى يكون بطلا عالميا، ومهما كانت المسميات، فاننا نطمح للافضل، ذلك لان هذه الانجازات تطور ايضاً من حالة المعاق نفسه وتشعره بالتغيير وتشعر الاسرة ايضاً بالتغيير سواء بالسلوك او التفكير، وترفع العبء عن الوالدين وتجعلهم متأكدين من اعتماده على نفسه.

واشار الدوسري الى ضرورة انشاء ناد خاص للاعاقات الذهنية قائلا لقد كانت لنا مطالبة بانشاء هذا النادي منذ عدة سنوات ليمارس فيها ابناؤنا رياضاتهم وهواياتهم ويضم جميع ابناء الكويت من الاعاقات الذهنية، مشددا انه قد آن الاوان ليكون للاعاقات الذهنية نادٍ خاص بهم بغض النظر عن خالد واقرانه من الرياضيين فهم ممن اخذوا فرصتهم للوصول، لكن هناك فئة اخرى لم تر النور بعد ولم يحالفها الحظ في اخذ فرصتها، مؤكدا ان النادي الخاص سيتيح لها الفرصة من خلال المدربين والمسابقات الرسمية في تحقيق النجاح.

ناد متواضع
واكد الدوسري ان النادي الرياضي للمعاقين الحالي بحسب امكاناته المتواضعة استطاع ان يضم عددا معينا من الاعاقات الذهنية من المستثنيين وهذا جهد يشكرون عليه من واقع اهتمام النادي بجميع فئات المعاقين بشكل عام، لكنه ناد مخصص للاعاقات الحركية واهتمامه بهذه الشريحة ويضم فئة بحسب امكاناته، وبدأوا يحققون انجازاتهم واحلامهم، لكن من هم غير خالد واقرانه اين يذهبون؟ ونحن متأكدون ان هناك من لديه امكانات افضل من خالد، فوجود ناد خاص يستقبلهم ويستقبل اسرهم امر غاية في الاهمية، مؤكدا ان النادي لا يخدم فقط فئة الاعاقات الذهنية لكنه يخدم ايضاً اسر هذه الفئة، بحيث يكون مكانا لتبادل الخبرات والتأهيل والتسلية، لذلك فهو مطلب اساسي لجميع اسر الاعاقات الذهنية، متمنيا ان يرى هذا المطلب النور قريباً.

فكرة رائدة
من جانبه، قال مدرب المركز الكويتي للغوص كابتن اسامة زيدان ان فكرة تدريب ذوي القدرات الخاصة كانت من الفكر الرائدة والرائعة في الوقت نفسه، كونها موجودة منذ اربع سنوات حيث بدأها مشعل الرشيد، هو الحالة الوحيدة من الفئات الخاصة التي تم تدريبها على الغوص منذ تلك الفترة، معبرا عن مدى سعادته في تدريب خالد الدوسري على مهارة الغوص تحت الماء.

وأضاف زيدان : ان هذه الفئة من النوعية التي تستوعب وتفهم بشكل جيد، لكنها تحتاج الى إلاعادة، مضيفا أن هناك البعض ممن لديهم ضعف في بعض الاجزاء من اجسامهم التي تؤدي الى عدم الاتزان واشياء اخرى، لكن بدأت عملية التدريب لفريق كامل يتراوح عدده من 14 الى 15 شخصاً على كيفية تحفيظهم بعض الاسماء المستخدمة للاجهزة، وهذا أخذ تقريباً محاضرة كاملة، وهو أمر يعود الى ماتعانيه هذه الفئة من صعوبة في النطق خصوصا للكلمات الطويلة، أما بالنسبة لخالد فقد احتجت قبل تدريبه الى الجلوس مع اسرته للتعرف على بعض مميزاته وصفاته، وما المكافأة التي يجب ان يكافأ بها؟، ومن خلال هذه المعلومات بدأت عملية تدريبه خطوة بخطوة حتى حفظ اسماء المعدات وبدأ في استخدامها.

وبين زيدان ان هذه التجربة كانت من التجارب الرائعة وقال:إنها تجربة جعلتني اتيقن تماما انه لا يوجد شيء مستحيل لدرجة انني بدأت بتدوين المحاضرات النظرية الخاصة بهذه الفئة وما تستطيع استيعابه ،ومن ثم جمعتها في كتيب خاص، وذلك من منطلق عدم استطاعتنا التعامل مع هذه الفئة كالشخص السليم في حال ان تكررت هذه التجربة مرة اخرى، فبذلك نستطيع اعطاءهم المعلومات حسب القدرات التي يتمتع بها كل شخص، مشيرا الى ان هذه التجربة، ولله الحمد، اثبتت نجاحها، وقال: «نحن الآن بصدد مشاركة خالد في الانشطة البحرية خلال الايام المقبلة لتأهيله للحصول على الرخصة البحرية.

لا علاقة حميمية
واوضح زيدان ان فئة الداون من الفئات الاجتماعية بالدرجة الاولى والمتعاونة، بالاضافة الى انها فئة مطيعة خصوصا في حال حصل على مكافأة تشجعها على الاستمرار وتحببها في ما تفعله، لذلك يجب على الشخص ان يخلق علاقة حميمة بينه وبين الطرف الآخر حتى يستطيع ان يستوعب المهارة المرادة وان يطبقها.

الاختيارات
وعن كيفية اختيار الاشخاص من الفئات الخاصة وتأهيلهم للغوص قال زيدان ان اولي الامر يؤهلونه للعمل وايمانه بقدراته اختيار السباحة بعد حصولنا على نتائج الفحص الطبي للتأكد من امكانية هذا الشخص وقدرته على الغوص.

وختم زيدان استحسانه للفكرة قائلا: لقد تفاعلت مع هذه الفكرة بشكل كبير فلا احد يدرك قيمة ما يفعله حتى يقوم بفعل شيء صعب وهذا الامر كان بمنزلة تحد وانا الآن اناشد جميع المؤسسات والمسؤولين لدعم هذا الفريق ودعم الفئات الخاصة في ظل ما نشهده من اهتمام واضح بفئات الاحتياجات الخاصة وتطويرهم وتنمية قدراتهم وتذليل الصعوبات امامهم وايضا لاولياء الامور دور كبير ممن يجدون في ابنائهم القدرة على الانجاز ان لا يتهاونوا في توصيل ابنائهم الى النجاح وتحقيق الاحلام شأنهم شأن الاصحاء.


تنظيف البيئة البحرية

أشار أسامة زيدان إلى أن مهارة الغوص تؤهل المعاقين للعمل في تنظيف البيئة البحرية والأعمال المماثلة البسيطة تحت الماء بوجود مرافقين لهم من المدربين.
 
رد: أصغر غواص عالمي كويتي من فئة «الداون»

ماشاء الله
شكرا لهذا الخبر المفرح
وربي كريم معطي
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى