أصحاب التحديات! الكاتب ناصر خليف صحيفة الشرق

أصحاب التحديات!
ناصر خليف

كان تحديا فعلاً، وربما كان الرجل يعلم ما ينتظره من مصاعب ولكن إصراره على المشاركة الاجتماعية حال دون تخلفه، ففضل حضور المناسبة.. كان ذلك واضحا، أوقف سيارته داخل فناء قصر الأفراح بسبب الزحام وعدم وجود مكان مناسب لسيارته في الخارج، وبادره أصحاب الفرح مرحبين بمجيئه حيث ترجل من سيارته على كرسيه المتحرك ثم تقدم إلى بوابة الصالة وواجهته عقبة العتبات الأربع فقام بعض الحضور بمساعدته فاجتازها وفي البهو برزت عقبة أخرى وهي إما أن يتخلى عن كرسيه المتحرك ويساعده الغير على الجلوس على أحد الكراسي المصطفة أو يزاح كرسي ليجلس مكانه.
في تلك اللحظة أحسست أن الرجل «ممتعض» من الموقف، وخيل لي أنه يريد أن يقول إن له حقوقا يجب أن تحترم وأن لا يغفل تسهيل جميع العقبات أمامه مسبقا بلا منة من أحد.
ولا أدري على من تقع المسؤولية: علينا أم على هذا الشخص الذي كابر على نفسه برغم ظروفه ليكون فردا فاعلا في مجتمعه الذي قابله بمعاملة لم تكن لائقه أبدا؟.
والمؤلم أن هذا الموقف ليس الوحيد من نوعه، فهناك شواهد كثيرة تؤكد تجاهل كثير من المرافق الحكومية والخاصة لبعض احتياجات هذه الفئة التي لا تبدأ بمواقف السيارات ولا تنتهي بالوسائل الضرورية المعينة لهم.
ما أريد أن أقوله: يجب أن تضع وزارة البلديات شرطا جديدا بين حزمة شروطها يفيد بعدم منح المستثمرين تراخيص افتتاح قصور الأفراح أو مرافق عامة حتى تكون ملائمة لظروف ذوي التحديات الحركية لأنني بحثت ولم أجد شرطا كهذا في اللوائح الخاصة ببناء قصور الأفراح بعد مطالعتها كاملة.

نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (223) صفحة (6) بتاريخ (14-07-2012)
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى