صوت الإرادة سمني ماشئت ولكن

صوت الإرادة
سمني ما شئت ولكن...!
الخميس 01/12/2011
عمار بوقس


رغم أنني أحبُّ أن أسمّيهم ذوي القدرات الخاصة، ورغم أن البعض يفضّل تسميتهم بذوي
الاحتياجات الخاصة، كما يجنح البعض للخروج من مأزق المسمّيات، فيطلق عليهم أصحاب
الحالات الخاصة، نجد أن البعض يرفض رفضًا قاطعًا، بل ويحارب تلك التسمية الشائعة، وهي
كلمة معاق. أمّا أنا وإيّاهم فلا يعنينا ذلك كله، لأننا في النهاية نبحث عن شيء آخر، وهدف
أسمى من المسمّيات.
نعم.. فالمتأمل لحال المعاق في مجتمعنا، يجد أنه يفتقد إلى أبسط أبجديات حقوقه في الحياة في جميع الجوانب:
كالتعليم، والعمل، والنقل، والمواصلات، والسفر، والسياحة، والزواج، والترفيه... وغيرها من حقوقه الطبيعية،
ونحن ما زلنا ندور في حلقة مفرغة عنوانها الاسم والمسمّى.
أعتقد أننا أمام مشكلة حقيقية نابعة من فكرنا وثقافتنا، ليس كمجتمع سعودي فحسب، بل على مستوى المجتمعات
العربية، فنحن نبحث عن جوانب المشكلة الهامشية، محاولين علاجها، بدلاً من البحث عن كنهها وجوهرها
للقضاء عليها بشكل جذري، فتراجعنا، وتقدم الآخرون، لأنهم يدركون تمامًا ما يبحثون عنه بالتحديد.
نعم.. هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن نواجهها بدلاً من الهروب منها، والدوران في دوامة البحث عنها، دون أن
نزيل تلك الغشاوة من على أعيننا، لأننا نخشى رؤيتها تمامًا، كذلك المعاق الذي يهرب من الندوات والمؤتمرات
الخاصة بالإعاقة، لأنه يعرف في قرارة نفسه أن القضية الكبرى التي ستشغل هذا المؤتمر هي قضية مسمّى
المعاق؛ وتغييرها لتصبح أكثر رقة، كما أنه متأكد تمامًا أن النتائج التي سيخرج بها هذا المؤتمر لن تتجاوز تلك
العبارة التي تقول: نوصي بتنفيذ التوصيات.
أعود إلى نفسي مع إخواني من هذه الفئة، التي احتار الجميع في تسميتها، وجعلوا منها شغلهم الشاغل،
متجاهلين احتياجاتها الأساسية، وحقوقها الفطرية، ليصرخ ذلك المعاق بأعلى صوته في وجه المجتمع، وقد
طفح به الكيل، وبلغ السيل الزبى قائلاً: سمّني ما شئت ولكن...!


ربط http://www.al-madina.com/node/341825
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى