صيحة ألمانية..أنقذوا الغرب من الإسلام!! نبيل شبيب

yrtrt.jpg

صيحة ألمانية..أنقذوا الغرب من الإسلام!!
نبيل شبيب
توجد كتب ومقالات وبحوث ودراسات بأقلام وأصوات غربية عديدة تسعى إلى إنصاف عادل تجاه الإسلام والمسلمين، وتحرص على معرفة المزيد من المعلومات الموثوقة، وطرحها كما هي دون تزييف؛ للتخفيف من وطأة الأحكام المسبقة وحملات الافتراء المعادية، ومن هذه الكتب الحديثة مثلا كتاب "الشريعة" لأحد الأساتذة الجامعيين من برلين.

الصورة الإيجابية موجودة وينبغي رصدها والتعريف بها، ولهذا قد يطرح قارئ الفقرات التالية التي تعرض لكتاب "أنقذوا الغرب.. أسلمة أوروبا المتسللة" سؤالا مبدئيا هو: هل يفيد التعريف بكتاب تحريضي رخيص من بدايته إلى نهايته، لمؤلف أصبح معروفا بكتبه ومقالاته وأنشطته المعادية لكل ما يمتّ للإسلام بصلة؟

العداء المستطير
وصف محتوى الكتاب بالتحريض الرخيص ليس مبالغة، عند مقارنته مثلا بقول "هانس أولريخ سكيرل"، أحد نواب حزب الخضر في ولاية بادن فوتمبيرج الألمانية، في رسالة احتجاج على دعاية إعلامية للكتاب: إنها "تعبر عن انعدام المسئولية.. وبالغة الخطورة.. وتخدم الترويج للفكر اليميني المتطرف".
قبل الإجابة والتعريف بالكتاب يحسن التعريف بالمؤلف أولا، وهو د.أودو أولفكوتي (Udo Ulfkotte) الذي جمع بين دراسة علم الجريمة، والإسلاميات، والسياسة، واشتغل في الصحافة سنوات عديدة، وتناولت كتاباته ما يسمى "الشرق الأوسط" في الدرجة الأولى، وأصبح في هذه الأثناء أعنف الكتّاب الناقدين للاتجاه الإسلامي كما يصنفه الصحفي السويسري بيت شتاوفر، وليس هذا الكتاب الذي بين أيدينا هو أول كتاب يشنّ فيه حملة شديدة على ما يسمّيه "أسلمة أوروبا"؛ فمن كتبه:
- "أنبياء الإرهاب.. الشبكة السرية للإسلاميين" عام 2001م.
- "الحرب في مدننا.. كيف ينتشر الإسلاميون المتطرفون في المدن الألمانية" عام 2004م.
- "الجهاد في أوروبا.. أخطار الإخوان المسلمين المتطرفين على مجتمعنا" عام 2007م.
وتستمر سلسلة "التخويف" بهذا الكتاب الذي بين أيدينا بعنوان "أنقذوا الغرب.. أسلمة أوروبا المتسللة"!
ولا يكتفي المؤلف بالكتب والمقالات والمشاركة في التعليق عبر وسائل الإعلام على الأحداث تحت عنوان: "خبير في شئون الإرهاب وخبير في شئون الإسلام"، بل له أنشطة أخرى؛ فقد أسس مثلا موقعا شبكيا بعنوان: "ملف الإسلام" جعل شعاره: "من أجل أوروبا وضدّ أوروعرابيا"، وكلمة "أوروعرابيا" هذه من تركيبه؛ للتعبير عن خطر يراه وهو أن تصبح القارة الأوروبية "عربية"!
كما أسس عام 2007م ما أسماه "تحالف أوروبا" على شكل "منظمة مدنية" هدفها الرسمي مكافحة "أسلمة أوروبا"، ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر قبل نهاية عام 2008م؛ فقد سيطر على المنظمة أناس "متطرفون"، حسب أقواله (يبدو أنهم أشدّ تطرفا منه) فدخل معهم في نزاع علني، وانسحب من المنظمة التي أسسها، مستبقا دمغه بوصف "يميني متطرف".
وهنا يُطرح تلقائيا السؤال بعد قراءة هذا الكتاب: هل يعبر اليمين المتطرف عن فكر أشد تطرفا بالفعل؟ قد يكون الفارق الرئيسي أنه لا يدعو إلى ما يصنعه اليمين المتطرف من ممارسة الاعتداءات المباشرة على الأجانب، وفيهم المسلمون، إنما من العسير وجود فوارق كبيرة على صعيد "التصورات".
لا تعتمد كتابات المؤلف على منهج بحث علمي، بالمعنى المعروف جامعيا، وإن زعم لنفسه ذلك، وعند التأمل في مصادره واستشهاداته تظهر أكثر من نقطة ضعف، منها ما لا يمكن للقارئ الألماني من غير النخبة المثقفة اكتشافه بسهولة في حدود معرفته بالإسلام والمصادر الإسلامية.
فالكشف عن الانتقائية في اختيار الاستشهادات مثلا لا يتحقق بطبيعة الحال ما دام القارئ لا يعلم بوجود أقوال أخرى، أما إضافة أوصاف يصم الكاتب بها من يورد أسماءهم فهو أسلوب معروف للتحريض المسبق بحيث يُفهم الكلام كما يريد الناقل، هذا عدا نقل أخبار مغلوطة، وتفسيرها تفسيرا غوغائيا، وتعميم حالات فردية كما لو كانت هي الحالة السائدة فعلا، وهكذا.
كيف يفسر القارئ الألماني مثلا نشره لأبيات شعرية استشهد بها رئيس الوزراء التركي أردوغان قبل أكثر من 15 عاما، فلا يذكر الكاتب تاريخا، ولا يذكر أنها ليست من كلام أردوغان نفسه؟!
ثم ما هي مصداقية فقرة ينتزعها من سياق تقرير للمخابرات المركزية الأمريكية من عام 2008م (وليست الظروف السياسية الأمريكية ولا تزييف تقاريرها الاستخباراتية في عهد بوش والمحافظين الجدد مجهولة) وتدور الفقرة حول الإسلام في أوروبا، وكيف يكون انطباع القارئ الألماني عندما يرد في تلك الفقرة التنبّؤ بنشوب حروب أهلية في أوروبا بسبب انتشار الإسلام فيها؟!
الإساءات والافتراءات
لا ينقطع الكاتب عن التأكيد أن المسئولين الأوروبيين سياسة وفكرا وإعلاما لا يرون خطر أسلمة أوروبا، أو يتجاهلونه، أو يعتمون عليه، أما هو فقد اكتشفه ويحذر منه، ثم يثير الرعب من ذلك الخطر المفزع! وكأنّه يعلل بذلك عدم استعانته باستشهادات ذات قيمة للتدليل على صحة كلامه بكلام سواه، فليس في استشهاداته جميعا شيء يستحق الذكر من قبيل رأي كاتب أو مفكر أو باحث أو أستاذ جامعي، ممن نشروا ما نشروه عن الإسلام وعن المسلمين في الغرب (وكثير مما نشروه أو بعضه على الأقل ينقض ما يقول هو به في كتابه هذا).
رغم ذلك أورد الكاتب قائمة مصادر ومراجع (دون ذكر مواضع استعانته بمحتوياتها) بلغت بضعة وخمسين كتابا قديما وجديدا، معظمها من صنف ما خطّته أقلام معادية، ولكن من العسير منافسته في ذلك، بدءا بكتابات المستشرق المعروف بيرنارد لويس، وانتهاء بالناشط في حملاته على التنظيمات الإسلامية بسام الطيبي (من أصل سوري) المقيم في ألمانيا.
ويضم الكتاب عن أسلمة أوروبا -وهو في 416 صفحة- 846 هامشا، وكأن العدد يوهم بقيمة علمية أو بحرص على توثيق الصور "المفزعة" عن الإسلام والمسلمين في أوروبا! وسرعان ما يظهر أن القسم الأعظم مما يورده مجرد أخبار منقولة عن وسائل الإعلام في حقبة السنوات القليلة الماضية (2001-2008م) في الدرجة الأولى، أي الفترة التي شهدت من الحملات على الإسلام والمسلمين ومحاولات ربطهم بالإرهاب -كما أراد صانع الحروب الأمريكية- قدرا كبيرا من الافتراء، فلا تصمد النصوص عند التدقيق فيها.
كما لا تصمد الأخبار المحضة أيضا بسبب انتقائيتها وعدم التحقق من صحتها ثم تعميمها، وهي عن وقائع فردية، ناهيك عن تجاهله أي موقف إيجابي من مصدر إسلامي، وأي إدانة علنية واضحة من جانب الطرف الإسلامي، لممارسات ما تُحمّل عنوان الإسلام تطرفا، بل يتعامل معها بأسلوب ينقضه، فهل ممارسات "الجيش الأيرلندي السري" أو منظمة "إيتا" قابلة للتعميم على جميع مسيحيي أوروبا والغرب؟!
القسم الأعظم من الاستشهادات عبارة عن إخراج مطبوع لما سبق أن جمعه الكاتب -كما يقول في المقدمة- على مدى سنوات في موقعه الشبكي العدائي المشار إليه "ملف الإسلام"، ومَن سبق أن تابع ذلك الموقع يكتشف الكثير من التضليل مما قد يضيق صدر القارئ بذكر أمثلة عليه.
وأستميح القارئ عذرا بذكر مثال واحد، وهو خبر نقله أولفكوتي عن جريدة "صن" البريطانية؛ إذ نسبت في آذار/ مارس 2008م إلى سائق حافلة ركاب مسلم أنه طالب الركاب بالخروج من الحافلة كي يؤدي الصلاة، فخرجوا كارهين، ثم رفضوا العودة لخشيتهم أن يكون إرهابيا بعد رؤيته يحمل حقيبة ظهر، فمن يدري لعلها مليئة بالمتفجرات؟!
الخبر كاذب مختلق، وقد احتج الرجل المسلم عليه بصورة فورية -وقليلا ما يصنع المسلمون ذلك في حالات مشابهة- فاضطرت الصحيفة إلى الاعتذار والإعلان أن الخبر كله ملفق، بل حذفته من خزّان أخبارها الشبكي، بعد أن أكدت أن السائق المسلم المقصود بالخبر يصلي في فترات استراحته المقررة بحكم قوانين العمل!
الشاهد هنا أن هذا الخبر الأصلي المختلق وجد طريقه إلى موقع "ملف الإسلام"، وبقي فيه كما كان دون تكذيب! وإن عجب القارئ فقد يزيد عجبه إذا علم أن من بين كتب أولفكوتي صاحب موقع "ملف الإسلام" كتابا بعنوان "كيف يكذب الصحفيون؟!".
صناعة الرعب
نعود إلى السؤال المطروح آنفا: هل يفيد الاطلاع على مثل هذا الكتاب؟!
يوجد أكثر من سبب للفت النظر إلى الكتاب وكاتبه: السبب الأول: ينبغي التفاؤل، ولكن لا ينبغي الإفراط فيه، عند متابعة أوضاع الإسلام والمسلمين في الغرب، والتركيز على دعوات الحوار والاندماج والتفاهم، وأن في العالم الغربي جهات فكرية وإعلامية وسياسية وثقافية -وليست شعبية فقط- تتخذ مواقف موضوعية ومنصفة تجاه الإسلام والمسلمين.
السبب الثاني: لا يصح زعم من يزعم في أوساط المسلمين أن سلوكيات التطرف والتشدد والغوغائية وما شابه ذلك منتشرة بين بعض الفئات من المسلمين عموما، أما أقصى مشكلات الغربيين مع الإسلام فصادرة عن جهل وربما بعض التحامل، ونادرا ما يقال بوجود تطرف "صارخ" على مختلف المستويات، لاسيما بين المستشهد بهم كخبراء في بعض وسائل الإعلام.
هذا الكتاب ومؤلفه نموذج يشهد على خطأ ذلك الزعم، وليس هو الوحيد، ورغم ذلك يستمر التأكيد (هو تأكيد التفاؤل أيضا) أن نسبة أمثاله في هبوط مستمر، رغم ما تصنعه أساليب الإثارة، ثم الضجة الإعلامية بين الكاتب وناقديه، من ترويج (مقصود أحيانا) ليرتفع عدد النسخ المباعة.
السبب الثالث: يحتاج من يشارك من الأطراف الإسلامية في جولات حوار جادّ مع الغرب ومحاولات تفاهم وتواصل، كما يحتاج المسلمون في الغرب في نطاق ما يسعون إليه من اندماج إيجابي من منطلق أنهم "مواطنون.. مسلمون".. يحتاجون إلى معرفة دقيقة بمضامين الحملات التحريضية المضادة، وإن بدأت تهترئ ذاتيا وتضعف، فهي في مقدمة ما لا يزال يلحق الضرر بالغرب وصورته لدى المسلمين أولا، وينصب العراقيل في وجه الحوار الجاد ثانيا، ويزيد من أسباب الخطر بصدد نجاح مسيرة الاندماج الإيجابي للإسلام في الغرب ثالثا.
وإذا كانت المعرفة "التعميمية" لا تفيد كثيرا بوجود تلك الحملات المضادة، فيحسن الاطلاع المباشر على نماذج من قبيل هذا الكتاب وأمثاله.
يجمع أسلوب السرد في الكتاب ما بين التهويل والتعميم للأخبار الانتقائية المنقولة بطريقة "التخويف المفزع" وبين طرح الأسئلة التحريضية المباشرة على القارئ؛ كي يتخذ موقفا مضادا ولا يبقى دون حراك!
ويمكن لآثاره أن تترك مفعولها على العامة من قراء هذا الكتاب، الذي صدرت منه خمس طبعات خلال الشهور الأربعة الأخيرة من عام 2008م!
ومع تناوب صياغة الفقرات على التتابع، بين أخبار صحفية منقولة، ومعلومات يقول الكاتب إنها من مصادر هيئات التحقيق والنيابة العامة والمحاكم وما شابه ذلك، يبلغ عنصر "الإثارة" مداه؛ فينافس ما هو معروف عن أفلام الرعب بخلفية "بوليسية"، وهذا مما يذكّر بأن من اختصاصات الكاتب "علم الجريمة"، بل يمكن وصف الكتاب بأنه ينافس ما يوصف بعمليات إرهابية تحت عنوان إسلامي ليتخذ مكانه في الصدارة بين مصانع ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام، وبأنه يؤدي هذه المهمة متفوقا على ما سواه!
الجدير بالذكر أن محتوى الكتاب لا يحتاج إلى عرض وتعليق كالمعتاد في تقريظ الكتب؛ فالغرض المطلوب يتحقق دون "تعليق" مباشر، ولهذا يكفي ذكر عناوين فصول الكتاب، ونقل عبارات معدودة من أحدها وهو المتعلق بألمانيا، ثم ذكر "الهدف" من الكتاب بتعداد عناوين "وصايا" بقلم الكاتب، نشرها من أجل مواجهة "أسلمة أوروبا" قبل فوات الأوان كما يرى، وهي شواهد ناطقة على طريقة تفكيره!!
فهرس الكراهية
عناوين فصول الكاتب صارخة، ويكفي سردها لمعرفة المحتوى بكامله ومعرفة الغرض مما يسرده الكاتب في 21 فصلا موزعة على مقدمة وبابين، والعناوين على التوالي هي:
- نكتة التعدد الثقافي.
-عالم معكوس.. المسلمون يطالبون بطرد الأجانب.
- الاندماج كجريمة ضد الإنسانية.
- استفزازات مقصودة.. كيف يهين المسلمون الأوروبيين يوميا على أبواب منازلهم؟!
- بريطانيا العظمى.. سقوط إمبراطورية.
- السويد: غالبية من المسلمين حوالي عام 2040.
- النرويج.. الهلال يحتل مكان شمس منتصف الليل.
- الدنمارك.. بلد يصنع كاريكاتير عن نفسه.
- فرنسا.. الشباب المسلم قنبلة موقوتة.
- هولندا.. هيا يا هولندا.. ولتحيا إسلامستردام.
- بلجيكا.. العاصمة الأوروبية بروكسل الإسلامية.
- ألمانيا.. استيراد الطبقية المتعمدة تؤدي عبر مجتمعات الظل إلى تقسيم البلاد مجددا.
- البحث بلا جدوى.. الإغناء الثقافي لا يؤدي إلا إلى إفقار متزايد.
- صياغة حوار ممارسي الابتزاز.
- حيث يأتي المسلمون يحزم الأوروبيون حقائب السفر.
- علام يغمض الساسة ووسائل الإعلام أعينهم؟!
- اهتراء قيمنا يوجد فراغا يملؤه الإسلام.
- الجزية.. كيف يُبتز المال من الكافرين.
- أويروعرابيا.. الطريق إلى حرب أهلية.
نصوص
لا تختلف محتويات الفصول عن بعضها من حيث لغة التحريض على الوجود الإسلامي في أوروبا، بكل أشكاله البشرية والثقافية والقانونية والتعبدية وغيرها.
ونموذج على ذلك ما ورد في (ص 265-266) من الفصل الذي خصصه للوضع في ألمانيا، مستشهدا فيه على ما يعتبره مفعولا سلبيا للخوف الذاتي من نقد الإسلام والمسلمين، ومن إطلاق الإنذارات المحذرة من خطر الأسلمة (مع أن كتبه ومقالاته وكتب أمثاله ومقالاتهم شاهد على نقيض ذلك تماما) يقول:
* "في وقتٍ ما سيصبغ الإسلام ألمانيا.. في العالم كله".. (ملاحظة: ليس هذا صحيحا) لم تنقل في كانون الثاني/ يناير 2007 سوى ثلاث صحف ما ورد في دراسة جرت بتمويل الحكومة الألمانية، وإحداها ديلي تايمس الباكستانية، فقد نشرت يوم 16/1/2007 نقلا عن المصدر الألماني أن من المحتمل أن يصبح المسلمون أغلبية في ألمانيا عام 2046، ولا يستطيع الكاتب أن يقول هل سيكون ذلك عام 2046 أو 2060 مثلا، ولكن يمكن أن يقول إنه ابتداء من 1/1/2009م سيكون من غير الممكن نشر معلومات موثوقة عن أسلمة ألمانيا، فهذا ما يريده المشرع الألماني.. إن كل عاشر مولود في ألمانيا حاليا هو من أمّ مسلمة.
* حسب القانون الجديد (ملاحظة: يقصد قانونا يلغي تسجيل الديانة في وثيقة الولادة) لن يكون في الإمكان بعد اليوم الأول من عام 2009 معرفة نسبة المواليد المسلمين، أي أن الأحزاب السياسية لا تريدك أن تحصل (ملاحظة: يخاطب المواطن الألماني) على معلومات موثوقة حول أسلمة ألمانيا، كما كان الحال من قبل!
ملاحظة أخرى: ينقض مقولته في هذه الفقرة بصورة مباشرة صدور آخر دراسة منهجية رسمية عن وزارة الداخلية الألمانية في حزيران/ يونيو 2009م وتتناول في أكثر من 450 صفحة الإسلام والمسلمين في ألمانيا، مع إيراد ما يمكن اعتباره من التفاصيل المملّة كما يقال!
التلفيق مقدمة للوصايا
تحت عنوان: "وصايا للتصرف" يذكر الكاتب 28 وصية في 8 صفحات.. ومما يقول في مقدمته لها:
"يوجد في ألمانيا -كما في كثير من دول الاتحاد الأوروبي- العديد من الأجانب المندمجين، منهم في هذا البلد: الأحباش، والصينيون، والهنود، والفيتناميون، واليابانيون، ناهيك عن اليهود الروس، وهؤلاء أمثلة معدودة على كثير سواهم، ممن يندمجون دون مشكلة ما، وهذا ما يمكن أن يجعل الاندماج ناجحا كليا كما في أوروبا عموما، إلا الشباب من ذوي الثقافة الإسلامية؛ فهؤلاء لا يتحقق اندماجهم في ألمانيا أو أوروبا عموما، وهنا تتحدث الوقائع؛ فالأتراك والأكراد والعرب على رأس قائمة مرتكبي الجرائم، وعلى رأس قائمة الفشل، وعلى رأس قائمة رفض الاندماج".
المقدمة.. من جنس الوصايا.. وليس ما تورده صحيحا، فالتقارير السنوية شاملة لميدان الجريمة بكل درجاتها ومفصلة، ولا تتحدث بمثل هذا التعميم المقصود.. ويمكن التنويه مثلا:
1- تنتشر الجريمة المنظمة وترتبط بذوي أصول شرقية وأوروبية غربية (مثل روسيا وإيطاليا) غالبا.
2- تنتشر ممارسات جرائم ثقيلة من قبيل تجارة الرقيق، وتهريب البشر عبر عصابات أوروبية وفيتنامية، ويندر وجود عصابات منسوبة إلى ذوي أصول عربية وإسلامية (مغاربية ولبنانية مثلا).
3- إذا كان ارتفاع معدلات ارتكاب أصناف مخالفة القانون من مستوى الجنحة (سرقة في محل تجاري مثلا) لافتا للنظر على مستوى ذوي أصول عربية وإسلامية، فالسبب هو ارتفاع معدلاتها في أوساط العاطلين عن العمل والمهمشين اجتماعيا بغض النظر عن دياناتهم؛ وهذا ما يعكس أن البطالة والتهميش مرتفعة لأسباب عديدة بين المسلمين في الغرب أكثر من معدلاتها الوسطية.
4- إن معدلات ارتكاب الجرائم والجنح بين "المسلمين في الغرب" ترتفع بصورة موازية لهبوط نسبة الالتزام بالإسلام وليس نتيجة الالتزام به وتجسيد قيمه وثقافته.
ولا يُفتقد وجود مسئولين غربيين يتحدثون بهذا التفصيل ولا يعممون بأسلوب الكاتب الذي يحذر من أسلمة أوروبا!
وصايا الحقد
أما الوصايا نفسها في كتاب أولفكوتن فعناوين محتوياتها كالتالي:
1- لا لسياسة التسامح بعد الآن.. فكما يقول توماس مان في كتابه "الجبل السحري": تتحول السماحة إلى جريمة عندما تكون تجاه الأشرار.
2- وقف استيراد الطبقية (ملاحظة: سبق شرحه أن المسلمين يصنعون مجتمعات في الظل) المدعوم من جانب الدولة من البلدان ذات الثقافة الإسلامية.
3- إنهاء جميع أشكال "مؤتمر الإسلام" على مستوى الدولة.
4- الحظر تحت طائلة العقوبة القانونية لتمجيد مرتكب الإبادة الجماعية محمد!! (صلى الله عليه وسلم) (ملاحظة: كأنه بهذه الإساءة يعبر عن فهمه "التخصصي" لكيفية التعامل "جنائيا" مع حق حرية تعبير الآخر دينيا، فيزايد بذلك على الإساءات الدنماركية والبابوية وأمثالها!).
5- إغلاق جميع مدارس تعليم القرآن في أوروبا.
6- حظر حبس المرأة في قفص من قماش (ملاحظة: يعني النقاب كما يشرح) تحت طائلة عقوبة القانون.
7- وقف قبول الدولة لمن يرفض الاندماج، واتباع نموذج روتردام بوقف المساعدة الاجتماعية، وكذلك وقف تأمينات البطالة، ورفض عمل المرأة التي تظهر في مكاتب طلب العمل في قفص من قماش.
8- سحب الجنسية على غرار النموذج الأمريكي من كل من يثبت أنه لا يستحقها بعد الحصول عليها.
9- برامج إجراءات رسمية من جانب الدولة ضد زيادة العدوانية الداخلية من جانب الوافدين من منطقة بصبغة ثقافية إسلامية.
10- إلغاء حق الانتخاب لكل من لا يحمل صفة المواطن في دولة من دول الاتحاد الأوروبي.
11- مساعدات لنقل السكن على غرار النموذج الدنماركي لكل من يرغب من أهل البلاد في النزوح عن منطقة سكنية يشعر فيها بالخطر من جانب وافدين.
12- تعيين مفوض لشئون "عنف الشرف" في كل دائرة شرطة على غرار النموذج الهولندي؛ لملاحقة كل من يموّه على العنف مثل تصوير جريمة الشرف كجريمة انتحار مثلا.
13- الأخذ بالنموذج البلجيكي لقضاء المحكومين بالسجن من ذوي الثقافة الإسلامية فترة العقوبة في بلدانهم الأصلية.
14- ترحيل كل إمام في أوروبا إلى بلده الأصلي ممن دعوا إلى اغتصاب نساء غير محجبات أو اضطهادهن.
15- طرد قضاة الشريعة من أوروبا (ملاحظة: كأنه يقصد من يتبنى الاستعانة ببعض أحكامها من القضاة الغربيين عموما؛ فقد صدرت مؤخرا أقوال عديدة في هذا الاتجاه!).
16- التطبيق المحكم في أنحاء أوروبا لحظر تعدد الزوجات.
17- حظر التمييز العنصري الإسلامي، المتمثل في الفصل بين الجنسين المتناقض مع الاندماج.
18- ترحيل أو التشجيع على الرحيل لكل وافد يؤيد العنف ضد أصحاب العقائد الأخرى أو كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية.
19- حظر مؤقت لحق الاجتماع على غرار النموذج الهولندي عن الشبيبة الوافدة في معاقل التجمعات السكنية الانعزالية الإجرامية.
20- الحماية السياسية للشرطة وأفراد المؤسسات الأمنية الذين يتعرضون بصورة متزايدة لتهجمات الشبيبة من الوافدين.
21- إجراءات عمرانية في المدن للحيلولة دون نشأة تجمعات سكنية معزولة للوافدين.
22- حيث تقوم مقابر إسلامية لا ينبغي أن يتحدث المسيحيون غير الطاهرين؛ تلبية لطلبات مجموعات من المسلمين وهو ما يجري تنفيذه.
23- تطبيق التعليمات الصحية في المستشفيات وإن تعارضت مع ما يطالب به أصحاب الثقافة الإسلامية.
24- حظر شامل للمنشآت المالية العاملة وفق الشريعة؛ لتعارضها مع قوانيننا الأوروبية القائمة على الحرية.
25- القطع الفوري لجميع المحادثات الجارية من جانب الاتحاد الأوروبي مع تركيا بهدف عضويتها في الاتحاد.
26- دعم العلماء والمثقفين المسلمين الذين يسعون لإخراج الثقافة الإسلامية من تخلفها (ملاحظة: يقصد العلمانيين على الأرجح).
27- مطالبة جميع الوافدين بالرحيل ممن يشعرون في أوروبا بالمهانة والتمييز (ملاحظة: الإيهام بأن جميع المسلمين وافدون وليسوا كذلك؛ فالمسلمون من أهل البلاد الأوروبية الأصليون يعدون بالملايين عدا المواليد بخلفية عائلية من جيل الوافدين قديما).
------------------------
كاتب وباحث مقيم في ألمانيا.
*العنوان الأول: أنقذوا الغرب - SOS Abendland
العنوان الثاني: أسلمة أوروبا المتسللة - Die schleichende Islamisierung Europas
المؤلف: أودو أولفكوتي- Udo Ulfkotte
دار النشر: كوب - Kopp
بتاريخ: 9/2008م
عدد الصفحات: 416
إسلام أون لاين
 
رد: صيحة ألمانية..أنقذوا الغرب من الإسلام!! نبيل شبيب

موضوع متميز
كل الشكرررررررر بصمة امل
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

User Who Replied This Thread (Total Members: 2)

عودة
أعلى