سيكولوجية اللعب عند ماريا مونتيسوري

ام عبد الجواد

عضو جديد
درست مونتيسوري الطب،
وكانت تعلم الأطفال المعاقين ، وحصلت على نتائج مشجعة معهم بسبب طريقتها في تدريبهم على القراءة والكتابة ، حتى تمكنت من مساواتهم مع الاطفال العاديين ما أمكن ، ولفت نظرها القدرات المكبوتة عند الأطفال العاديين ،وهو ما حملها على الثورة واعلان شعارها (طبيعة الطفل ضد بربرية مقعد المدرسة ، ورفضت جمود الاطفال الاجباري) . ومن هنا انطلقت لتعليم الاطفال العاديين بطريقة تبتعد عن الجمود التقليدي في التلقين ، ففتحت دار للحضانة أسمتها (بيت الاطفال) يستقبل الاطفال من 3-7 سنوات ، وكانت تعتقد أن التربية تبدأ مع الولادة ، وأن السنوات القليلة الأولى من الحياة هي أكثر السنوات أهمية ، لاسهامها في تكوين الانسان جسديا وعقليا يفوق أي فترةأخرى .

لاقت طريقة
مونتسوري نجاحا تدريجيا وأدركت أهمية اللعب بالنسبة للطفل ,فقامت بتصميم ألعاب تربوية لدار حضانتها لتنمية الحواس عند الطفل ، وذلك لادراكها من خلال دراستها للطب وتخصصها في الطب النفسي . وكانت تعتبر أن الحواس هي التي تنقل المؤثرات الخارجية الى الدماغ ، فتزيد من مدركات الطفل وذكائه .وتقول: (ان نمو الحواس هو عمل هام جدا لأن هذا النمو يسبق ويدعي الى تفتح المواهب الفكرية ورقيها )
وكانت تهدف من وراء العابها انتقال الطفل من الفهم البدائي والتدرج الى الفهم المجرد .

علمت
مونتسوري الأطفال الصمت والهدوء ، وقامت باعداد حصص أسمتها درس السكوت والصمت ، وهذه هي التي أدخلتها في باب الشهرة في التربية ، والذي جعل صيتها يذاع في هذا المجال ، وقد وضعت تمارين خاصة لتنمية كل حاسة من الحواس الخمس . ولجأت الى ابتداع أدوات لتربية الحواس ، مكونة من أحد عشرة مجموعة .

ترى
مونتسوري أنه من خلال اللعب أيضا يمكن تدريب الملكات العقلية على مبادئ الحساب والقراءة والكتابة ومبادئ السلوك ، واهتمت بتعليم الحركات في الكتابة قبل تنفيذها ، واستعملت حروف متحركة , وكانت تعلم الحساب من خلال عداد الخرز ومنحت الطفل الحرية المطلقة تقريبا ، وكان دور المعلمة مجرد ملاحظة الطفل وتقديم المساعدة له اذا طلب ذلك منها .

ان الفرصة
التي يتم استغلالها لتعليم الأطفال تمثل خبرة مثيرة فيها نوع من التحدي لطبيعة الطفل ، وهي تمكن المربيين من متابعة خطواتهم في التعلم ، ومراقبة مراحل نموهم حتى يصبحوا كائنات بشرية تتحمل المسؤولية وتستخدم جميع أساليب التفكير ، ومن هنا نسير على خطى مونتيسوري في تعليمها للأطفال .

أولا : اراء مونتيسوري في التربية والتعليم :

ترى
مونتيسوري عدم مباشرة التعلم في البيت الا اذا شعرت الأسرة أنها ستكون قادرة على المتابعة ، وتعتبر أن موقف الأسرة ازاء الطفل خلال فترة الطفولة سيكون له تأثير كبير فيه ، وما يتعلمه الطفل سيتوقف على من سيعلمه من أفراد الأسرة بصفته معلما له ، فالطفل يملك الأمكانات وعلى المربي اثارتها، ومعرفة حاجات الطفل وتحديد السرعة التي يمكن أن يتقدم بها التعليم للطفل والكشف عن استعدادات الطفل هي التي تساعد في تعليمه وارشاده وتوجيهه

تحذرمونتيسوري
من اعطاء الطفل تمرينات فوق طاقته وتقول
"أنت تقومين بهذا العمل لا لأثارة اعجاب أصدقائك وأقربائك بمهارات ابنك الصغير الفائقة بل من أجل مساعدته في تكوين أساس يبني عليه تعلمه اللاحق " وترى مونتيسوري أن الطفل بين 2- 5 من العمر يمكن أن يحصل على تعليم ناجح وجيد في الوسط العائلي ،
وهو يستطيع أن يتعلم في البيت أكثر من المدرسة خلال هذه السنوات الحساسةالهامة.

تقول مونتيسوري
" انك - كأم - لا تحتاجين لأن تكوني معلمة من أجل ممارسة التعليم المونتيسوري في المنزل ، وليس من الضروري أيضا أن يكون لديك مكان
واسع من أجل ذلك ، ففي السنوات الخمس الأولى أقمت مدرستي في حجرة صغيرة أتقاسمها مع أبنتي الكبيرتين وشعرت أنها تفي الغرض ، والنتائج التي حصلت عليها كانت مجزية جدا "

وننصح أى
أم بأن تعلم جيدا وسوف تصل الى مرحلة تحس الأم أن التعليم يصبح جزءا طبيعيا من نظام حياتها اليومي ، وستحس أيضا بأن أفضل وقت لذلك هو الصباح ، بعد انجاز الأعمال المنزلية الرئيسية ، وهي ترى ان تحويل البيت الى مدرسة تتعتبر سيئة وحيدة في تعليم الابناء ، لأن المكان محدود ، الا اذا كان في البيت غرفة اضافية يمكن تخصيصها للتعلم .

تقول مونتيسوري "
انك تتوقعين أن يكون طفلك أكثر مهارة من غيره في عمل بعض الأشياء وحين تبدئين قد يبدو لك أن طفلك لم ولن يدرك ما تطلبينه منه أبدا ولكن لا تفقدي العزم والهمة والمثابرة ، لأن ذلك أخيرا يأتي بالنتائج الطيبة "

وهذا ما
لمسته هي في تعليم ابنتها ربط شريط حذائها حتى اتقنته أخيرا وترى بأنه ينبغي أن يكون الهدف الرئيسي هو غرس الوعي والرغبة عند الاطفال في الاكتشاف ، بدلا من مجرد التعليم السطحي وحتى ما تم من ذلك في السنوات الأولى فانه سيبقى مع الطفل مدى الدراسة بل مدى الحياة .

كانت تعتقد مونتيسوري
أن التربية تبدأ مع الولادة ، وأن السنوات القليلة الأولى من الحياة هي أكثر السنوات أهمية ، لأن اسهامها في تكوين الأنسان جسديا وعقليا يفوق أي فترة أخرى ، حتى أن الرضيع حديث الولادة يجب أن يحب الأشخاص والأصوات ، وأن يحاط بالعناق والمخاطبة ليكون طفلا سعيدا .

ان للطفل
عقلا نشطا لا ينتظر تعليم الراشدين بصورة سلبية ، وهو يصبح لا مباليا اذا ما تم تركه وحيدا بصورة دائمة ، وتتوطد أنماط السلوك من خلال أساليب التعليم الطبيعية المتدرجة ،لذلك فان طرائق التعلم المناسبة في السنوات الأولى تحدد بقدر كبير نوع الراشد الذي سيصيره الطفل ، ولما كان النمو العقلي يسير بسرعة كبيرة في هذه السنوات الأولى فانه من الضروري عدم اضاعة هذه الفترة ، وأطلقت عليها أسم ( فترات حساسة ) حيث يكون الطفل فيها شديد التقبل لبعض المؤثرات ، وكانت ترى أن الحساسية الخاصة ازاء شئ ما تستمر حتى تتم تلبية الحاجة الضرورية له .

وملاحظة
هذه الفترات تجري بسهولة أكبر في مراحل المشي والكلام حيث يستطيع الاباء أن يقدموا الكثير لمساعدة الطفل في الوقت المناسب ، ومن هنا تأتي نصيحتها بملاحظة الطفل ومراقبة الفترات الحساسة كلا على حدة ، ثم استخدام هذه الفترات لمساعدته على فهم محيطه والسيطرة عليه .

ان الحاجة
الى فهم قدرات الطفل وامكاناته بصورة أفضل من الأمور التي نالت أشد العناية من مونتيسوري لذلك كان اكتشاف الطفل هام جدا لديها بعد يقظة
حقيقية في تقدم التربية المبكرة ، فقد تحدثت عن عقل الطفل بصفته عقلا يتسم بالاكتساب نظرا لقابليته الكبيرة للتعلم من العالم المحيط به ،واعتقادها بأن الطفل يكتسب التعلم من الوسط الطبيعي الذي يعيش فيه جعلها توفر محيطا مهيئا للأطفال المحرومين الذين عملت معهم ، وقد سارعت الى ملاحظة أن (الوسط ) الذي يعيش فيه الطفل يجب أن يكشف حقيقة الطفل .

</b></i>
 

اعضاء يشاهدون الموضوع (المجموع: 0, الاعضاء: 0, زوار: 0)

من قرأ الموضوع (مجموع الاعضاء: 1)

اعضاء قاموا بالرد في الموضوع (مجموع الاعضاء: 2)

عودة
أعلى