تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

إشراقة

سفيرة المنتدى
0812091137595Iwq.gif




صلوا على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

اخوتي واخواتي في الله مهما قرأنا ومهما فسرنا في القرآن فإن عجائب الخالق عز وجل لاتنتهي ولا تتوقف
فأحببت ان اخصص هذا المتصفح لما يستوقفنا من الآيات الموجوده في القرآن الكريم
فلا بد وأن كل شخص عندما يقرأ القرآن تستوقفه بعض الآيات حتى وان لم يتدبر التدبرالتام
تكون الآيات إما تذكره بحاله او موقف او ان تفسيرها راسخ في ذهنه او يتخذها حكمه بحياته اوتشعره بالتفاؤل ...............الخ
اريد منكم
المشاركه فـ المتصفح منكم ولكم وبيبن ايديكم
وارجوا الله ان يكون لي ولكم في ميزان الحسنات
الى يوم يبعثون.

والحمد لله رب العالمين.




 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

قـال الله تـعـالـى

{ وَأَيُّـوبَ إِذْ نَـادَى رَبَّـهُ أَنِّـي مَـسَّـنِـيَ الـضُّـرُّ وَأَنْـتَ أَرْحَـمُ الـرَّاحِـمِـيـنَ ... الأنـبـيـاء : 83 }

جـمـع فـي هـذا الـدعـاء بـيـن حـقـيـقـة الـتـوحـيـد ، وإظـهـار الـفـقـر والـفـاقـة إلـى ربِّـه

ووجـود طـعـم الـمـحـبـة فـي الـتـمـلـق لـه والإقـرار لـه بـصـفـة الـرحـمـة وأنـه أرحـم الـراحـمـيـن

والـتـوسـل إلـيـه بـصـفـاتـه سـبـحـانـه، وشـدة الـفـقـر والـحـاجـة إلـيـه سـبـحـانـه

فـهـو الـغـنـي الـحـمـيـد

وقـد جُـرِّب أن مـن قـالـهـا مـوقـنـا بـهـا عـارف بـمـعـنـاهـا وداوم عـلـيـهـا

خـاصـة فـي خـلـواتـه كـشـف الله ضُـرَّه بـإذنـه تـعـالـى ورحـمـتـه

والحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن
 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

جزاك الله خير..وجلعه في ميزان حسناتك
قال الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

الحشر : 18
هذه وصية الله لنا معاشر المؤمنات ، وصية من هو أرحم بنا من أمهاتنا، وأحن علينا من أنفسنا : ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله : أي خافوا الله واحذروا عقابه، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه . ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ. أي ليوم القيامة، قال بن كثير: انظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة وسمي يوم القيامة غداً لقرب مجيئه



( وما أمر الساعة إلا كلمح البصر)









واتقوا الله : كررها للتأكيد ولبيان منزلة التقوى التي هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين










(ولقد وصينا الذين أتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).





ولنقف اليوم مع : ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ ، الغد هو المستقبل الذي نخطط من أجله. ونسعى ونجد ونجتهد ونكدح ليل نهار، وحين نسأل لماذا ؟ يكون الجواب : من أجل تأمين المستقبل، ولكن أي مستقبل هذا الذي نخطط؟!! كلنا يعرف الجواب ! ولااعتراض على أن يخطط الإنسان ويسعى من أجل مستقبله في حياتة الدنيا، ولكن أليس مستقبله الحقيقي هو الآخر جدير بالتخطيط والعمل ؟! كم نمضي من أعمارنا من سنوات على مقاعد الدراسة لتحصيل الشهادات من أجل تأمين المستقبل ؟ وكم نمضي في العمل والوظيفة من أجل جمع المال للمستقبل ؟ ومقابل ذلك كم خصصنا من أوقاتنا من أجل تأمين حياة الآخرة التي هي أطول وأبقى؟ وهي الحياة الحقيقية ؟ أما تستحق منا أن نخطط لها وأن نبدأ في التحضير لها من الآن ؟ أما تستحق أن نبذل من أجلها الوقت والجهد والمال ؟ فواعجباً لإبن آدم يخطط للمستقبل الذي قد لايأتي وينسى مستقبله الآتي لامحالة !
 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

بارك الله جهودك الطيبه وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك
 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

الفاضلة ( دمعة أمل ) بارك الله فيك ، وكثر من أمثالك.
::
( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الزمر 67

يقول الله تعالى ما عظم الله حق عظمته هؤلاء المشركون حيث عبدوا معه غيره فلم يؤمنوا بقدرة الله عليهم وهو العظيم الذي لا أعظم منه والقادر على كل شيء المالك لكل شيء وكل شيء تحت قدرته وقهره.
و قد فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «يطوي الله السماوات والأرض يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون. ثم يطوي الأرضين السبع بشماله ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون» رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم : «يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض» أخرجه البخاري ومسلم
 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله


اشكر كل من مر من هنا وترك بصمته التي فرضت التألق

بتألق ايـــــات الله البينـــــــات.بارك الله فيكم اينما حللتم وارتحلتم

نفعنا الله واياكم بما علمنا وعلمنا ماينفعنا وزادنا علماً

وجمعنا الباري في مستقررحمته ودار كرامته.
 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

بارك الله فيك
 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ {35} وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ {36} بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ {37} إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ {38} وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}سورة الصافات

بالتأمل فى تلك الأيات الكريمات , نرى أن الله سبحانه و تعالى يسجل موقفاً مستمر الحدوث منذ أزمنة الرسل حتى الأن ثم يكشف لنا عن حدثا غيبيا مستقبليا جلل , يخبرنا عن أؤلائك الذين ينكرون الخالق عندما يقال لهم كلمة التوحيد .. لا إله إلا الله , و هذه إشارة إلى الدعوة إلى الله سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة , المهم أنها دعوة إلى الإعتراف بالوحدانية لله ,, فرد الفعل المعروف هو إنكارهم لتلك الدعوة , بكل عناصرها ( الخالق , الداعى ) فينكرون الإعتراف بالله جملة و تفصيلا , و لان الله هو الخبير بمن خلق فأتت الأية الكريمة الإعجازية توضح لنا فى جملة واحدة كيف ينكرون الله (( وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا )) و هنا تجد كل حالات الشرك و الكفر فى وصف واحد , أنهم لن يتكركوا ألهتهم , فهاهو النصرانى يعبد المسيح و ها هو اليهودى يعبد المال و ها هو البوذى يعبد بوذى و ها هو الملحد الذى يعبد الطبيعة و ها هو اللاأدرى الذى يعبد هواه فليس له حاجة فى معرفة من خلقه
ثم تكملة الأية (( لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ )) و هنا يدخل المنكر للحق مدخل شيطانى , فإذا أردت أن تقلع الشجرة فعليك بضرب جذرها , و لنا فى جييرت فيلدرز و من يتبعهم و من يتبعونه عبرة , فكى تنهى على الدعوة عليك بإتهام الداعى فى عقله و هذا و الحمد لله مردود عليهم .
و الله عز و جل يرد عليهم ((بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ)) و هذا رد من جملة ردود كثيرة على تلك الإفترائات , و فى هذا يشير الله سبحانه و تعالى إلى عدم التضارب بين الرسالات القديمة و أخر الرسل و أن هذا دليل كاف على أنها الرسائلة المنتظرة و الأخيرة و الحق .

أما الحدث المستقبلى النهائى هو نتيجة هؤلاء المكذبين ,
((إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ))
و هنا لنا و قفة كبيرة ….
هؤلاء البشر يملكون طاقة كبيرة من الجدال لا حصر لها , و كل فرقة منهم لها فلسفتها الخاصة فى هذا الجدل , فمنهم اهل الكتاب الذين خصهم الله بمعاملة اخص من الأخرين , (و لكل معاملة عادلة فى الإسلام ) فهم يؤمنون بالله رباً و لكن المشكل هو الإعتقاد الباطل بان الله هو المسيح أو أن المسيح هو الله متجسد , او أنه إبن الله … و هذا ما يعتبره المسلمين إهانة لأن الله صاحب الحق هو من اخبر بذلك , و إذا كان لله ولد فنحن أول العابدين ( حاش لله ) و منهم من يقتلون الأنبياء بغير حق و يفسدون فى الأرض , و منهم من ليسوا على شيء من الأصل كالملاحدة و اللاأدري و الطبيعيين أو عباد الطبيعة … و أصل رفضهم للحق هو حاجتهم بغير حق فى العيش بدون قيود و لا ضوابط إلهية , فالحياة أفضل بدون قيود , فيريدون بلورة القيود و تفسير الحق و الأخلاق على هواهم (( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ} (71) سورة المؤمنون )) و هذا واضح فى الأحداث المتلاحقة المستمرة فى العالم تلك الأيام حتى أصبح الفساد عادة , فترى الزنى تحول إلى حرية شخصية وترى الزواج المثلى مباح هنا و هناك و الكثير من الفساد تفشى بسبب خضوع الناس لأهوائهم ,,

فالخلاصة العبودية فطرة فطر الله الناس عليها , فإذا لم تعبد الله عبدت نفسك أو الشيطان أو الطبيعة و كلهم واحد … الهوى

نأتى إلى اخر جزء من الأية (( وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )) و قد تستوقف تلك الأية بعض المجادلين بغير حق , فيهرعون إلى موضوع جدلى … قائلين "" الله ذكر فى كتابه أنه سيعذبنا هذا معناه أنه يريد عذابنا غصباً .. إذا نحن مخيرين و لسنا مسيرين !! فها هو يحكم علينا بالإعدام ونحن لم نرتكب أى خطأ بإرادتنا !!
[/align]
 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

بارك الله فيكم ونفع بكم.

بسم الله الرحمن الحيم





تفسير الآية الكريمة:وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً








الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَعِبَاد الرَّحْمَن الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا } . يَقُول تَعَالَى ذِكْره : {وَعِبَاد الرَّحْمَن الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} بِالْحِلْمِ وَالسَّكِينَة وَالْوَقَار غَيْر مُسْتَكْبِرِينَ , وَلَا مُتَجَبِّرِينَ , وَلَا سَاعِينَ فِيهَا بِالْفَسَادِ وَمَعَاصِي اللَّه . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل , غَيْر أَنَّهُمْ اخْتَلَفُوا , فَقَالَ بَعْضهمْ : عَنَى بِقَوْلِهِ : {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} أَنَّهُمْ يَمْشُونَ عَلَيْهَا بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَار . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20085 -حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} قَالَ : بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَة .

20086 -قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن أَبِي الْوَضَّاح , عَنْ عَبْد الْكَرِيم , عَنْ مُجَاهِد : { يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} قَالَ : بِالْحِلْمِ وَالْوَقَار .
* -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث ; قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} قَالَ : بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَة .
* -حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنِ ابْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله .
* -حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , عَنِ الثَّوْرِيّ , عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَة .
20087 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن طَلْحَة الْيَرْبُوعِيّ , قَالَ : ثنا شَرِيك , عَنْ سَالِم , عَنْ سَعِيد وَعَبْد الرَّحْمَن : {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} قَالَا : بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَار .
20088 -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا ابْن يَمَان , عَنْ شَرِيك , عَنْ جَابِر , عَنْ عَمَّار , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْله : { يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} قَالَ : بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَة .
* - قَالَ : ثنا ابْن يَمَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مَنْصُور , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله .
20089 -حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا حَكَّام , عَنْ أَيُّوب , عَنْ عَمْرو الْمَلَائِيّ : { يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} قَالَ : بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَة . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : أَنَّهُمْ يَمْشُونَ عَلَيْهَا بِالطَّاعَةِ وَالتَّوَاضُع . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20090 -حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله : { الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا } بِالطَّاعَةِ وَالْعَفَاف وَالتَّوَاضُع .
20091 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله : { وَعِبَاد الرَّحْمَن الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} قَالَ : يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض بِالطَّاعَةِ .
20092 -حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثني عَمِّي , عَبْد اللَّه بْن وَهْب , قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ إِبْرَاهِيم بْن سُوَيْد , قَالَ : سَمِعْت زَيْد بْن أَسْلَمَ يَقُول : الْتَمَسْت تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة { الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} فَلَمْ أَجِدهَا عِنْد أَحَد , فَأُتِيت فِي النَّوْم , فَقِيلَ لِي : هُمُ الَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض . 20093 -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا ابْن يَمَان , عَنْ أُسَامَة بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : لَا يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض . 20094 -حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله : { وَعِبَاد الرَّحْمَن الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} قَالَ : لَا يَتَكَبَّرُونَ عَلَى النَّاس , وَلَا يَتَجَبَّرُونَ , وَلَا يُفْسِدُونَ . وَقَرَأَ قَوْل اللَّه : { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} القصص 83 وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : أَنَّهُمْ يَمْشُونَ عَلَيْهَا بِالْحِلْمِ
لَا يَجْهَلُونَ عَلَى مَنْ جَهِلَ عَلَيْهِمْ . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20095 -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا ابْن يَمَان , عَنْ أَبِي الْأَشْهَب , عَنِ الْحَسَن فِي : { يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} قَالَ : حُلَمَاء , وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَجْهَلُوا .
20096 -حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , عَنْ يَزِيد , عَنْ عِكْرِمَة : { يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا } قَالَ : حُلَمَاء .
20097 - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنِ الْحَسَن , فِي قَوْله : { يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا} قَالَ : عُلَمَاء حُلَمَاء لَا يَجْهَلُونَ.


*وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا


وَقَوْله : { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} يَقُول : وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ بِاللَّهِ بِمَا يَكْرَهُونَهُ مِنَ الْقَوْل , أَجَابُوهُمْ بِالْمَعْرُوفِ مِنَ الْقَوْل , وَالسَّدَاد مِنَ الْخِطَاب . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
20098 -حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا أَبُو الْأَشْهَب , عَنِ الْحَسَن : {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ} ... الْآيَة , قَالَ : حُلَمَاء , وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَجْهَلُوا .
20099 -حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا ابْن الْمُبَارَك , عَنْ مَعْمَر , عَنْ يَحْيَى بْن الْمُخْتَار , عَنِ الْحَسَن , فِي قَوْله : { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا } قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ قَوْم ذُلُل , ذَلَّتْ مِنْهُمْ وَاللَّه الْأَسْمَاع وَالْأَبْصَار وَالْجَوَارِح , حَتَّى يَحْسَبهُمْ الْجَاهِل مَرْضَى , وَإِنَّهُمْ لَأَصِحَّاء الْقُلُوب , وَلَكِنْ دَخَلَهُمْ مِنَ الْخَوْف مَا لَمْ يَدْخُل غَيْرهمْ , وَمَنَعَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا عِلْمهمْ بِالْآخِرَةِ , فَقَالُوا : الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَن , وَاللَّه مَا حُزْنهمْ حُزْن الدُّنْيَا , وَلَا تَعَاظَمَ فِي أَنْفُسهمْ مَا طَلَبُوا بِهِ الْجَنَّة , أَبْكَاهُمُ الْخَوْف مِنَ النَّار , وَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللَّه , تَقَطَّع نَفْسه عَلَى الدُّنْيَا حَسَرَات , وَمَنْ لَمْ يَرَ لِلَّهِ عَلَيْهِ نِعْمَة إِلَّا فِي مَطْعَم وَمَشْرَب , فَقَدْ قَلَّ عِلْمه , وَحَضَرَ عَذَابه .
20100 -حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} قَالَ : سَدَادًا .
* -حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن أَبِي الْوَضَّاح , عَنْ عَبْد الْكَرِيم , عَنْ مُجَاهِد : { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا } قَالَ : سَدَادًا مِنَ الْقَوْل .
* -حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , عَنِ الثَّوْرِيّ , عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله .
20101 -حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا حَجَّاج , عَنِ ابْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد : { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} حُلَمَاء .
20102 -قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن يَمَان , عَنْ أَبِي الْأَشْهَب , عَنِ الْحَسَن , قَالَ : حُلَمَاء لَا يَجْهَلُونَ , وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ حَلَمُوا وَلَمْ يُسَفِّهُوا . هَذَا نَهَارهمْ فَكَيْف لَيْلهمْ ؟ خَيْر لَيْل ; صَفُّوا أَقْدَامهمْ , وَأَجْرَوْا دُمُوعهمْ عَلَى خُدُودهمْ يَطْلُبُونَ إِلَى اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي فِكَاك رِقَابهمْ .
* -قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا هُشَيْم , قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَادَة , عَنِ الْحَسَن , قَالَ : حُلَمَاء لَا يَجْهَلُونَ وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ حَلَمُوا .

والحمد لله رب العالمين


*من تفسير :الطبري
سورة :الفرقان. الجزء :25 . الآية :63
 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله




{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } سورة الرحمن




:: تفسير الطبري ::

يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَلِمَنِ اتَّقَى اللَّه مِنْ عِبَاده , فَخَافَ مَقَامَهُ بَيْن يَدَيْهِ , فَأَطَاعَهُ بِأَدَاءِ فَرَائِضه , وَاجْتِنَاب مَعَاصِيه جَنَّتَانِ , يَعْنِي بُسْتَانَيْنِ


عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَام رَبّه جَنَّتَانِ } يَقُول : خَافَ ثُمَّ اتَّقَى , وَالْخَائِف : مَنْ رَكِبَ طَاعَة اللَّه , وَتَرَكَ مَعْصِيَته .


عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَام رَبّه جَنَّتَانِ } هُوَ الرَّجُل يَهِمّ بِالذَّنْبِ فَيَذْكُر مَقَام رَبّه فَيَنْزِع


عَنْ قَتَادَة قَوْله : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَام رَبّه جَنَّتَانِ } قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ خَافُوا ذَاكُمُ الْمَقَامَ فَعَمِلُوا لَهُ , وَدَانُوا لَهُ , وَتَعَبَّدُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار .

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء , قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" { وَلِمَنْ خَافَ مَقَام رَبّه جَنَّتَانِ } " قُلْت : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : " وَإِنْ زَنَى وَسَرَقَ وَإِنْ رَغْمَ أَنْف أَبِي الدَّرْدَاء ". *

 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

قال تعالى:
{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ}


قوله تعالى " وجاءت سكرة الموت بالحق " أي غمرته وشدته فالإنسان ما دام حيا تكتب عليه أقواله وأفعاله ليحاسب عليها ثم يجيئه الموت وهو ما يراه عند المعاينة من ظهور الحق فيما كان الله تعالى وعده وأوعده وقيل الحق هو الموت سمي حقا إما لاستحقاقه وإما لانتقاله إلى دار الحق ، فعلى هذا يكون في الكلام تقديم وتأخير ، وتقديره وجاءت سكرة الحق بالموت وكذلك في قراءة أبي بكر وابن مسعود رضي الله عنهما . لأن السكرة هي الحق فأضيفت إلى نفسها لاختلاف اللفظين . وقيل : يجوز أن يكون الحق على هذه القراءة هو الله تعالى أي جاءت سكرة أمر الله تعالى بالموت . وقيل الحق هو الموت والمعنى سكرة الموت بالموت ذكره المهدوي وقد زعم من طعن على القرآن فقال: أخالف المصحف كما خالف أبو بكر الصديق فقرأ وجاءت سكرة الحق بالموت . فاحتج عليه بأن أبا بكر رويت عنه روايتان : إحداهما موافقة للمصحف فعليها العمل والأخرى مرفوضة تجري مجرى النسيان منه إن كان قالها ، أو الغلط من بعض من نقل الحديث قال أبو بكر الأنباري حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا علي بن عبد الله حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن مسروق قال لما احتضر أبو بكر أرسل إلى عائشة فلما دخلت عليه قالت : هذا كما قال الشاعر
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال أبو بكر : هلا قلت كما قال الله " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد " وذكر الحديث والسكرة واحدة السكرات . وفي الصحيح" عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات ثم نصب يده فجعل يقول : في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده "خرجه البخاريو"روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن العبد الصالح ليعالج الموت وسكراته وإن مفاصله ليسلم بعضها على بعض تقول السلام عليك تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة " وقال عيسى ابن مريم : يا معشر الحواريين ادعوا الله أن يهون عليكم هذه السكرة يعني سكرات الموت وروي "إن الموت أشد من ضرب بالسيوف ونشر بالمناشير وقرض بالمقاريض " "ذلك ما كنت منه تحيد" أي يقال لمن جاءته سكرة الموت ذلك ما كنت تفر منه وتميل عنه يقال : حاد عن الشيء يحيد حيودا وحيدة وحيدودة مال عنه وعدل . وأصله حيدودة بتحريك الياء فسكنت لأنه ليس في الكلام فعلول غير صعفوق وتقول في الأخبار عن نفسك . حدت عن الشيء أحيد حيدا ومحيدا إذا ملت عنه قال طرفة :
أبا منذر رمت الوفاء فهبته وحدت كما حاد البعير عن الدحض
 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

من أروع ما قرأت في تفسير هذه الآية ..
أدعوكم لتأمله حرفاً حرفاً .. ففيه من التأملات التربوية .. والبلاغة الأدبية الشيء الكثير ..

{ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة . إن الله مع الصابرين } . .

يتكرر ذكر الصبر في القرآن كثيراً؛ ذلك أن الله سبحانه يعلم ضخامة الجهد الذي تقتضيه الاستقامة على الطريق بين شتى النوازع والدوافع؛ والذي يقتضيه القيام على دعوة الله في الأرض بين شتى الصراعات والعقبات؛ والذي يتطلب أن تبقى النفس مشدودة الأعصاب ، مجندة القوى ، يقظة للمداخل والمخارج . . ولا بد من الصبر في هذا كله . . لا بد من الصبر على الطاعات ، والصبر عن المعاصي ، والصبر على جهاد المشاقين لله ، والصبر على الكيد بشتى صنوفه ، والصبر على بطء النصر ، والصبر على بعد الشقة ، والصبر على انتفاش الباطل ، والصبر على قلة الناصر ، والصبر على طول الطريق الشائك ، والصبر على التواء النفوس ، وضلال القلوب ، وثقلة العناد ، ومضاضة الإعراض . .
وحين يطول الأمد ، ويشق الجهد ، قد يضعف الصبر ، أو ينفد ، إذا لم يكن هناك زاد ومدد . ومن ثم يقرن الصلاة إلى الصبر؛ فهي المعين الذي لا ينضب ، والزاد الذي لا ينفد . المعين الذي يجدد الطاقة ، والزاد الذي يزود القلب ، فيمتد حبل الصبر ولا ينقطع . ثم يضيف إلى الصبر ، الرضى والبشاشة ، والطمأنينة ، والثقة ، واليقين ..
إنه لا بد للإنسان الفاني الضعيف المحدود أن يتصل بالقوة الكبرى ، يستمد منها العون حين يتجاوز الجهد قواه المحدودة . حينما تواجهه قوى الشر الباطنة والظاهرة . حينما يثقل عليه جهد الاستقامة على الطريق بين دفع الشهوات وإغراء المطامع ، وحينما تثقل عليه مجاهدة الطغيان والفساد وهي عنيفة . حينما يطول به الطريق وتبعد به الشقة في عمره المحدود ، ثم ينظر فإذا هو لم يبلغ شيئاً وقد أوشك المغيب ، ولم ينل شيئاً وشمس العمر تميل للغروب . حينما يجد الشر نافشاً والخير ضاوياً ولا شعاع في الأفق ولا معلم في الطريق . .
هنا تبدو قيمة الصلاة . . إنها الصلة المباشرة بين الإنسان الفاني والقوة الباقية . إنها الموعد المختار لالتقاء القطرة المنعزلة بالنبع الذي لا يغيض . إنها مفتاح الكنز الذي يغني ويقني ويفيض ..
إنها الانطلاقة من حدود الواقع الأرضي الصغير إلى مجال الواقع الكوني الكبير . إنها الروح والندى والظلال في الهاجرة ، إنها اللمسة الحانية للقلب المتعب المكدود . . ومن هنا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان في الشدة قال : « أرحنا بها يا بلال » ويكثر من الصلاة إذا حزبه أمر ليكثر من اللقاء بالله ..
إن هذا المنهج الإسلامي منهج عبادة . والعبادة فيه ذات أسرار . ومن أسرارها أنها زاد الطريق . وأنها مدد الروح . وأنها جلاء القلب . وأنه حيثما كان تكليف كانت العبادة هي مفتاح القلب لتذوق هذا التكليف في حلاوة وبشاشة ويسر . .
إن الله سبحانه حينما انتدب محمداً - صلى الله عليه وسلم - للدور الكبير الشاق الثقيل ، قال له :
{ يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً . نصفه أو انقص منه قليلاً . أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً . . إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً } فكان الإعداد للقول الثقيل ، والتكليف الشاق ، والدور العظيم هو قيام الليل وترتيل القرآن . . إنها العبادة التي تفتح القلب ، وتوثق الصلة ، وتيسر الأمر ، وتشرق بالنور ، وتفيض بالعزاء والسلوى والراحة والاطمئنان ..
ومن ثم يوجه الله المؤمنين هنا وهم على أبواب المشقات العظام . . إلى الصبر وإلى الصلاة . .
ثم يجيء التعقيب بعد هذا التوجيه : { إن الله مع الصابرين } . .
معهم ، يؤيدهم ، ويثبتهم ، ويقويهم ، ويؤنسهم ، ولا يدعهم يقطعون الطريق وحدهم ، ولا يتركهم لطاقتهم المحدودة ، وقوتهم الضعيفة ، إنما يمدهم حين ينفد زادهم ، ويجدد عزيمتهم حين تطول بهم الطريق . .
وهو يناديهم في أول الآية ذلك النداء الحبيب : { يا أيها الذين آمنوا } . .
ويختم النداء بذلك التشجيع العجيب :{ إن الله مع الصابرين } ..
والأحاديث في الصبر كثيرة نذكر بعضها لمناسبته للسياق القرآني هنا في إعداد الجماعة المسلمة لحمل عبئها والقيام بدورها :
عن خباب بن الأرثّ - رضي الله عنه - « قال شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسد بردة في ظل الكعبة . فقلنا : ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض ، فيجعل فيها ، ثم يؤتى بالمنشار ، فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، ما يصده ذلك عن دينه . . والله ليتمن الله تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت فلا يخاف إلا الله ، والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون » . وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : « كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبياً من الأنبياء عليهم السلام ، ضربه قومه فأدموه ، وهو يمسح الدم عن وجهه ، وهو يقول : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون » وعن يحيى بن وثاب ، عن شيخ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم » والآن والجماعة المسلمة في المدينة مقبلة على جهاد شاق لإقرار منهج الله في الأرض ، ولأداء دورها المقسوم لها في قدر الله ، ولتسلم الراية والسير بها في الطريق الشاق الطويل . . الآن يأخذ القرآن في تعبئتها تعبئة روحية ، وفي تقويم تصورها لما يجري في أثناء هذا الجهاد من جذب ودفع ، ومن تضحيات وآلام ، وفي إعطائها الموازين الصحيحة التي تقدر بها القيم في هذه المعركة الطويلة تقديراً صحيحاً ..
 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

جزاك الله خير اختى وبارك الله فيك اختنا دمعه
 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

فوائد تدبر كتاب الله تعالى


قال الشيخ السعدي -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى:


(( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)) [ النساء: 82]





قال:


يأمر تعالى بتدبر كتابه؛ وهو التأمل في معانيه، وتحديق الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك فإن تدبر كتاب الله:


- مفتاح للعلوم والمعارف،


- وبه يُستنتج كل خير، وتُستخرج منه جميع العلوم،


- وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته،
- فإنه يعرِّف بالرب المعبود، وما له من صفات الكمال; وما يُنزَّه عنه من سمات النقص،
- ويعرِّف الطريق الموصلة إليه وصفة أهلها، وما لهم عند القدوم عليه،

- ويعرِّف العدو الذي هو العدو على الحقيقة، والطريق الموصلة إلى العذاب، وصفة أهلها، وما لهم عند وجود أسباب العقاب.





وكلما ازداد العبد تأملاً فيه ازداد علمًا وعملاً وبصيرةً؛ لذلك أمر الله بذلك وحث عليه وأخبر أنه هو المقصود بإنزال القرآن؛ كما قال تعالى: { كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ } وقال تعالى: { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }.





ومن فوائد التدبر لكتاب الله: أنه بذلك يصل العبد إلى درجة اليقين والعلم بأنه كلام الله؛ لأنه يراه يَصْدُق بعضه بعضًا، ويوافق بعضه بعضًا. فترى الحكم والقصة والإخبارات تعاد في القرآن في عدة مواضع، كلها متوافقة متصادقة، لا ينقض بعضها بعضًا، فبذلك يعلم كمال القرآن وأنه من عند من أحاط علمه بجميع الأمور؛ فلذلك قال تعالى: { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا }؛ أي: فلما كان من عند الله لم يكن فيه اختلاف أصلاً.



تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان
 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

تفسير سورة الإخلاص - للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
تفسير سورة الإخلاص

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}.

ذكر في سبب نزول هذه السورة: أن المشركين أو اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلّم: صف لنا ربك؟ فأنزل الله هذه السورة .
{قل} الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، وللأمة أيضاً و{هو الله أحد} {هو} ضمير الشأن عند المعربين. ولفظ الجلالة {الله} هو خبر المبتدأ و{أحد} خبر ثان. {الله الصمد} جملة مستقلة. {الله أحد} أي هو الله الذي تتحدثون عنه وتسألون عنه {أحد} أي: متوحد بجلاله وعظمته، ليس له مثيل، وليس له شريك، بل هو متفرد بالجلال والعظمة عز وجل. {الله الصمد} جملة مستقلة، بين الله تعالى أنه {الصمد} أجمع ما قيل في معناه: أنه الكامل في صفاته، الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته. فقد روي عن ابن عباس أن الصمد هو الكامل في علمه، الكامل في حلمه، الكامل في عزته، الكامل في قدرته، إلى آخر ما ذكر في الأثر . وهذا يعني أنه مستغنٍ عن جميع المخلوقات لأنه كامل، وورد أيضاً في تفسيرها أن الصمد هو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، وهذا يعني أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه، وعلى هذا فيكون المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته. {لم يلد} لأنه جل وعلا لا مثيل له، والولد مشتق من والده وجزء منه كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فاطمة: «إنها بَضْعَةٌ مني ، والله جل وعلا لا مثيل له، ثم إن الولد إنما يكون للحاجة إليه إما في المعونة على مكابدة الدنيا، وإما في الحاجة إلى بقاء النسل. والله عز وجل مستغنٍ عن ذلك. فلهذا لم يلد لأنه لا مثيل له؛ ولأنه مستغنٍ عن كل أحد عز وجل. وقد أشار الله عز وجل إلى امتناع ولادته أيضاً في قوله تعالى: {أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم} [الأنعام: 101]. فالولد يحتاج إلى صاحبة تلده، وكذلك هو خالق كل شيء، فإذا كان خالق كل شيء فكل شيء منفصل عنه بائن منه. وفي قوله: {لم يلد} رد على ثلاث طوائف منحرفة من بني آدم، وهم: المشركون، واليهود، والنصارى، لأن المشركين جعلوا الملائكة الذين هم عبادالرحمن إناثاً، وقالوا: إن الملائكة بنات الله. واليهود قالوا: عزير ابن الله. والنصارى قالوا: المسيح ابن الله. فكذبهم الله بقوله: {لم يلد ولم يولد} لأنه عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء، فكيف يكون مولوداً؟! {ولم يكن له كفواً أحد} أي لم يكن له أحد مساوياً في جميع صفاته، فنفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه أن يكون والداً، أو مولوداً ، أو له مثيل ،
وهذه السورة لها فضل عظيم . قال النبي صلى الله عليه وسلّم : « إنها تعدل ثلث القرآن ، لكنها تعدله ولا تقوم مقامه، فهي تعدل ثلث القرآن لكن لا تقوم مقام ثلث القرآن. بدليل أن الإنسان لو كررها في الصلاة الفريضة ثلاث مرات لم تكفه عن الفاتحة، مع أنه إذا قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله، لكنها لا تجزىء عنه، ولا تستغرب أن يكون الشيء معادلاً للشيء ولا يجزىء عنه. فها هو النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن من قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فكأنما أعتق أربعة أنفس من بني إسماعيل، أو من ولد إسماعيل ، ومع ذلك لو كان عليه رقبة كفارة، وقال هذا الذكر، لم يكفه عن الكفارة فلا يلزم من معادلة الشيء للشيء أن يكون قائماً مقامه في الإجزاء.
هذه السورة كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بها في الركعة الثانية في سنة الفجر ، وفي سنة المغرب ، وفي ركعتي الطواف ، وكذلك يقرأ بها في الوتر ، لأنها مبنية على الإخلاص التام لله، ولهذا تسمى سورة الإخلاص.



 
رد: تـــأملات في ايـــات @متجدد@بإذن الله

الى كل من انار المتصفح

بتأملات في ايات محكمات وتواجدهنا

جزاكم الله من الاجر اعظمه وافره






" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ "


(27) الأنفال

تخونوا الله ؟!!!
تخونوا الرسول (صلى الله عليه وسلم) ؟!!!!
تخونوا أمانتكم ؟!!!
ثم أيضاً : وأنتم تعلمون ؟!!!
وهل يمكن لمؤمن أن يخون الله ؟ وهل له أن يخون الرسول (صلى الله عليه وسلم) ؟
الآية تنهي المؤمنين عن ذلك ، فتدبروا من المخاطب في الآية
إنهم ليسوا الكفار بل المقصود والموجه لهم الخطاب هم المؤمنين

قال بعض المفسرين : تشمل الخيانة كل معصية
 

Users Who Are Viewing This Thread (Total: 0, Members: 0, Guests: 0)

Who Read This Thread (Total Members: 1)

عودة
أعلى