اشعارات

تأهيل المعاقين ليس تجارة للكاتبه خديجة علي عاسل

صحيفة الاقتصادية الالكترونية

العدد: 6662 1433/02/13 الموافق: 2012-01-07



تأهيل المعاقين ليس تجارة

خديجة علي عاسل
قامت لدينا العديد من الجمعيات والمؤسسات التي تهدف للعمل الإنساني ومنها مراكز وجمعيات الفئات الخاصة التي تهدف لتأهيل المعاقين سواء الإعاقة الحركية أو الإعاقة العقلية أو غيرها من الإعاقات وقد لفت انتباهي في الآونة الأخيرة انتشار هذه الدور بشكل ملحوظ في شتى الأرجاء وهذا دليل على أن الحقوق ولله الحمد مرعيًة ومحفوظة هذا عندما ننظر للكم ولكن لو تطرقنا للكيف وجوهريات بعض مراكز التأهيل التجارية التي تم الترخيص لها لوجدنا النقيض تماماً.

فمن أول خطوة وهي التسجيل بالمركز نجد أن رسوم التسجيل أكثر بكثير من الخدمات المرجوة من المؤسسة سواء خدمات تعليمية أو ترفيهية أو ورش مهنية ولوجدنا أيضا أن رواتب العاملين أقل بقليل من عملهم الذي يستحق مكافأة لا نظير لها نظراً لإنسانيتهم وتفرغهم لهذا الجانب واهتمامهم به وعنائهم بالعمل والتعامل مع هذه الفئات زيادة على ذلك متابعتهم للحالة مع الأهل وسعيهم للهدف البناء وهو تحسًن الحالة المرضية ولو بنسبة 5% في ستة أشهر أو سنه هذا هو الكفاح حقيقة.

سأتطرق لنظرة سريعة لما وجدته على أرض الواقع أن معظم المراكز أصبحت ربحية وتجارية كل مركز يرفع سعره عن المركز الثاني وبالرغم من وجود داعمين ومهتمين وشركاء إلا أن أهل الطفل والطفل نفسه لا ينالهم إلا فقط القليل ولكن لا يوجد تطورات بالمركز مقارنة بالمردود المالي الذي زود به ، وليس هناك محفزات مالية أو حتى معنوية كافية للعاملين بالمركز بل انه يخصم من رواتبهم التي لا تتجاوز الألفين للمواصلات وغيرها إذا وفرها لهم المركز هذا ما شاهدته وأنا متدربة بمركز فئات خاصة لإعاقات عقلية وما دفعني للمركز هو معرفة كيفية التعامل مع فئة التوحد وصعوبات التعلم ولا أنكر أني استفدت كثيراً من الخبرات التي وجدتها بالمركز ولكن تأسفت كثيراً أن بيئة الطفل غير مريحة من الناحية التعليمية فليس هناك وسائل تعليمية كافية ولا سبل ترفيه تجعل الطفل يفرغ طاقاته البسيطة.

وهذا ما يجعل المعلمين بالمركز يستفسرون لماذا نقبل بتواجد أطفال ومن ثم نتعامل معهم كأطفال الحضانة فقط طرق بسيطة لتعديل السلوك ولا نستطيع تنمية أفكارهم بوسائل متاحة لهم لأنها غير متواجدة بالمركز وحتى الهيكلة الشكلية للمبنى والفصول التعليمية ليست فصول افتراضية لطفل احتياجات خاصة.

سؤالي هو : هل الدخل المادي لأي مؤسسة تهتم بالتربية الخاصة مقسم لمصلحة هذه المؤسسة ومنسوبيها ؟.

أرى انه من باب الإنسانية لا أكثر أن نجعل لكل ذي حق حقه وان نضع حق الله نصب أعيننا فنحن محاسبون أمام الله على ما نملك من مال وجهد فيما أفنيناه وهل وضعناه بمكانه أم لا.

أسأل الله العلي القدير أن يجعل لمقالتي صوتا يصرخ لرؤية ملذات الأكباد وقد تحسنت صحتهم وأصبحت أفضل ولو بمهارات قليلة يعتمد فيها نوعاً ما على نفسه. ويرى أن مستقبله بدأ واضحاً له.

رابط http://www.aleqt.com/2012/01/07/article_614078.html
 

عودة
أعلى